دخل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم ومخيمها يومه الـ14، حيث وسّعت قوات الاحتلال نطاق عدوانها ليشمل مخيم نور شمس شرق المدينة، في تصعيد خطير أسفر عن دمار واسع في البنية التحتية، وإجبار السكان على الخروج من منازلهم.
وأفادت مصادر إعلامية بأن قوات الاحتلال دفعت، فجر اليوم الأحد، بتعزيزات عسكرية كبيرة، تضم آليات وجرافات ثقيلة، إلى مخيم نور شمس، وشنت عمليات اقتحام ومداهمة طالت عشرات المنازل في محيطه، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي وسماع أصوات انفجارات ضخمة، مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
وأضافت أن قوات الاحتلال فرضت حصارًا مطبقًا على المخيم، من جهاته كافة، بعد الاستيلاء على مبانٍ سكنية في ضاحية “ذنابة” وحي “إسكان الموظفين” في “ضاحية اكتابا” و”حي السلام” الملاصق له، وطرد سكانها والاستيلاء على مفاتيح مركباتهم، وإجبارهم على التوجه إلى خارج المدينة مشيًا على الأقدام، وسط البرد القارس وأجواء محفوفة بالمخاطر، وحولتها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.
بالفيديو | تعزيزات لقوات الاحتلال برفقة جرافات عسكرية باتجاه مخيم نور شمس شرق #طولكرم pic.twitter.com/Xp2vJASig1
— قناة المنار (@TVManar1) February 9, 2025
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال داهمت المنازل في حارتي جبل النصر وجبل الصالحين بالمخيم، وأجبرت سكانها على مغادرتها تحت تهديد السلاح باتجاه بلدة كفر اللبد، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وفرضت منعًا للتجول.
وشرعت جرافات الاحتلال بتجريف شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم، بدءًا من دوار الشهيد سيف أبو لبدة، وشارع حارة المسلخ، وتدمير البنية التحتية المدمرة من الاقتحامات السابقة، وتعمدت التشويش على شبكات الإنترنت في المنطقة. وقالت جمعية الهلال الأحمر في طولكرم إن الاحتلال منع طواقمها من دخول المخيم بعد تلقيها بلاغًا بوجود إصابات.
واعتقلت قوات الاحتلال عددًا من المواطنين في ضاحية اكتابا بعد مداهمتها لمنازل مواطنين، عُرف منهم: محمد سليط، ومحمد وعبد الله كمال قرعاوي.
وفي مخيم طولكرم، ما زالت قوات الاحتلال تنشر أعدادًا كبيرة من المشاة في أحيائه وأزقته كافة، وتداهم المنازل التي أصبحت غالبيتها فارغة ومدمرة بعد طرد سكانها منها، وتواصل استيلاءها على البنايات العالية وتحويلها إلى منصات قنص وإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي.
وانتشرت قوات المشاة على طول شارع نابلس المحاذي لمداخل مخيم طولكرم، وسط أعمال تمشيط وتفتيش في الأراضي الزراعية وبين المنازل والمنشآت، في الوقت الذي تستولي فيه على مبنى سكني في المنطقة وتحوله إلى ثكنة عسكرية وأماكن للقناصة.
وفي مدينة طولكرم، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على منطقة الحي الشرقي للمدينة، حيث داهمت العشرات من منازل المواطنين، وتحديدًا في منطقة حارة دياب وحارة المسلخ وحارة المقاطعة، وفتشتها وخربت محتوياتها ودققت في هويات سكانها، واستولت على سجلات كاميرات المراقبة الخاصة بها.
كما تواصل حصارها على مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، حيث يتمركز الجنود على بوابتي المستشفى، ويعرقلون عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، في الوقت الذي ما زالوا يستولون فيه على المباني التجارية المحيطة به.
إلى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة الماضية حاجز جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، ومنعت المركبات من الدخول أو الخروج.
المصدر: وكالة وفا