ليس فيلماً هوليوودياً، بل جنونٌ اميركيٌ من بطولةِ واخراجِ دونالد ترامب صَعَقَ به العالمَ المحتميَ بما يُسمى القانونَ الدوليَ المزعوم، والمعاهداتِ الانسانيةِ الموهومة.. قطاعُ غزةَ سيصبحُ لاميركا شركةً تجاريةً ووِجهةً سياحيةً على شاطئِ المتوسط ، ومقتضياتُ ذلكَ بعدَ التدميرِ تهجيرُ سكانِه ـ كلِّ سكانِه – الى دولٍ تَستقبلُهم .. اِنها تجارةٌ ترامبيةٌ في زمنِ انحطاطٍ دوليٍّ سَكَتَ مجتمَعُهُ طويلاً على مجازرَ دامت في القطاعِ خمسةَ عشرَ شهراً فكيف سينجحُ في صدِّ جُماحِ ترامب وتهورِه وسطوةِ جنونِه…
واذا كانت اجسادُ الغزيينَ خلالَ العدوانِ الاخيرِ متاريسَ للدفاعِ عن الارضِ ومنعِ تهجيرِهم منها فانَ من بقيَ منهم لن يتاخرَ عن واجبِ اسقاطِ احلامِ ترامب ومكتسباتِ بنيامين نتنياهو الذي فرِحَ حدَّ الثمالةِ بهدايا وعطايا لم يتوقَّعْها من البيتِ الابيضِ على قولِ الاعلامِ العبري..
هو مشروعٌ تفجيريٌ بسقوفٍ خيالية، يؤكدُ لكلِّ المتنغّصِينَ من المقاومةِ وانجازاتِها واصالةِ مشروعِها، اَنهم وبلدانَهم وهُم انفسَهم يمكنُ ان يكونوا ” فرقَ عملة” في صفقاتِ الاميركيّ التي يُسجَّلُ لترامب اَنه الاكثرُ فجاجةً في عرضِها على الملأ.
وبالفمِ الملآنِ يقولُ اهلُ المقاومةِ في قطاعِ غزةَ كما في لبنان، اِنَ التمسكَ بالترابِ ليسَ هوايةً، بل هُويةٌ، واِنَ دوامَ الاوطانِ من عطاءاتٍ تَحميهِ وتُقدَّمُ في سبيلِه..
وفي سبيلِ الحريةِ يُكملُ اللبنانيون، مُتحَدِّينَ كلَّ العدوانيةِ الصهيونيةِ غيرِ الآبهة بايٍّ من بنودِ وقفِ اطلاقِ النار، وجديدُها توغلٌ لجنودِ الاحتلالِ في يارون على مرأى ومَسمعِ اللجنةِ الخماسيةِ لتطبيقِ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النار..
اتفاقٌ يجبُ اَنْ يُطبّقَ كما قالَ الرئيسُ اللبنانيُ جوزاف عون الذي طالبَ السفيرَ الفرنسيَ وممثلَ بلادِه في اللجنةِ الخماسيةِ بالضغطِ على اسرائيلَ للانسحابِ بحلولِ الثامنَ عشرَ من شباط، دونَ اغفالِ تحريرِ الاسرى اللبنانيينَ المشمولينَ بالاتفاق ..
حكومياً الاتفاق لا يزالُ مؤجلاً رغم زيارة الرئيس المكلف نواف سلام الى القصرِ الجمهوريّ حاملاً نِتاجَ المشاوراتِ التي يبدو اَنها حَققت اختراقاتٍ عندَ عُقَدٍ حكوميةٍ فيما لا تزالُ اخرى بحاجةٍ الى مزيدٍ من المشاورات، مع تاكيد الرئيس سلام على تشكيل حكومة اصلاح لا تحمل في داخلها امكانية تعطيل لعملها كما قال..
المصدر: موقع المنار