يواصل الأهالي عودتهم إلى بلداتهم الحدودية جنوب لبنان، وعلى الرغم من الطقس العاصف، لا زال سكان بلدتي عيترون وعيتا الشعب يتوافدون إلى منازلهم، سواء لتفقدها أو لبدء أعمال الترميم. إلا أن الأمطار الغزيرة أعاقت جزئيًا حركة الأهالي في تلك القرى.
وفي السياق، استكملت فرق من اللواء الخامس في الجيش اللبناني عملية رفع الركام وفتح الطرق في بلدة عيتا الشعب، بالإضافة إلى إتمام الانتشار في مختلف أحيائها، بما في ذلك مراكز الجيش عند الشريط الشائك.
كما قامت وحدات من الجيش، بالتنسيق مع قوات “اليونيفيل” في مارون الراس، بسحب السيارات المدنية وسيارة الإسعاف التابعة لـ”كشافة الرسالة الإسلامية”، والتي كان الجيش الصهيوني قد احتجزها الأسبوع الماضي خلال تحرك الأهالي عند المدخل الشمالي للبلدة.
في غضون ذلك، تستمر الخروقات الصهيونية لوقف إطلاق النار، حيث سُجلت عدة اعتداءات شملت التوغلات والاقتحامات لمنازل لا تزال صامدة في المنطقة الحدودية. وخلال الساعات الماضية، وتحديدًا عند الساعة الثالثة من عصر اليوم، توغلت قوة صهيونية مؤلفة من دبابة وعدد من الآليات العسكرية، ترافقها شاحنة شوهدت خلال الأيام الثلاثة الماضية وهي تتقدم مع القوات الصهيونية باتجاه الشق الشرقي من بلدة يارون. هناك، داهمت بعض المنازل وسط إطلاق رصاص متقطع، بينما تمركزت الدبابة عند أحد بساتين الزيتون.
في هذه الأثناء، تواصل قوات الاحتلال تحركاتها بين المنازل المتاخمة للأشجار، فيما تحمل الشاحنة المذكورة مواد متفجرة يستخدمها الجنود في عمليات الهدم. ويتكرر هذا المشهد للمرة الثالثة خلال الأيام الثلاثة الماضية، إذ تتوغل القوات الصهيونية يوميًا، عند الساعة الثالثة عصرًا، داخل الأحياء الشرقية من بلدة يارون، لتزرع المتفجرات وتنفذ عمليات التفجير عند الساعة السادسة، كما حدث يوم أمس.
مراسلنا في الجنوب قال :” المفارقة في هذه الاعتداءات أنها تجري تحت أنظار قوات الطوارئ الدولية، التي تراقب المشهد عبر مناظيرها من داخل آلياتها دون أي تدخل. وفي المقابل، ينتشر الجيش اللبناني في الجهة الغربية من البلدة، حيث يفصله عن القوات الصهيونية الخط الرئيسي وساحة البلدة. ومنذ أربعة أيام، يواصل العدو الصهيوني اعتداءاته في هذه المنطقة، بدءًا بتجريف أحد المنازل في اليوم الأول، وصولًا إلى تفخيخ وتفجير عدد من المنازل على مدار الأيام الثلاثة الماضية، حيث دُمّر نحو عشرة منازل خلال اليومين الأخيرين”.
وفي بلدة عيتا الشعب، سُجل اليوم انتشار إضافي للجيش اللبناني باتجاه مواقعه القريبة من الخط الأزرق والحدود مع فلسطين المحتلة، ليكمل بذلك انتشاره في البلدة، بالتزامن مع استمرار فرق الجرافات والآليات في فتح الطرق الفرعية. الأمر ذاته يحدث في بلدة عيترون، التي شهدت دخول الجيش اللبناني والأهالي خلال الأسبوع الماضي.
بشكل عام، يتواصل التصعيد في المنطقة الحدودية، حيث سُجلت توغلات إضافية لقوات العدو في عدد من القرى، لا سيما في القطاع الأوسط ببلدة يارون، والقطاع الشرقي في بلدة رب ثلاثين، حيث أقدم العدو الصهيوني، ظهر اليوم، على إحراق عدد من المنازل، في مشهد يتكرر لليوم الثالث على التوالي.
وفي ميس الجبل، واصل الجيش الصهيوني تمركزه خلف الساتر الترابي الذي استحدثه منذ أسبوع في منطقة المفيلحة غرب البلدة، في حين تنتشر عناصر من الجيش اللبناني على بعد عشرات الأمتار من الجهة الغربية.
وفي سياق متصل، أصدرت بلدية راميا الحدودية البيان التالي: “تم إبلاغنا اليوم، بتاريخ 5/2/2025، من قبل مخابرات الجيش بأنه سيتم تثبيت نقطتين داخل البلدة، كما سيجري العمل على فتح بعض الطرقات الفرعية. وبعد غد، إن شاء الله، ستقوم فرق الهندسة التابعة للجيش بمسح وكشف مخلفات العدوان الإسرائيلي في البلدة.”
المصدر: مواقع