تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعو 10-1-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
الثنائي يثبت حضوره السياسي وفعّالية أصواته والأحزاب المسيحية تترقّب: تفاهم داخلي لتمرير قرار الخارج تعيين القائد رئيساً
السّاعة الحادية عشرة صباحاً. رنّ الجرس في قاعة الهيئة العامة في مجلس النواب. جرس الإيذان بطي صفحة الفراغ في رئاسة الجمهورية المُعلّقة منذ 31 تشرين الأول 2022. هو «خميس الانتصار» بالنسبة إلى الفريق الذي اعتبر العماد جوزيف عون خياره لمواجهة حزب الله، و«خميس الهزيمة» لقوى رفضت التصويت له وعلى رأسها التيار الوطني الحر. بينما كان هناك «خميس التفاهم» الذي يخص الثنائي حزب الله وحركة أمل. وهو تفاهُم تُرجم في صندوقة الاقتراع الزجاجية التي سقطت فيها 99 «نعم» من أصل 128 لانتخاب قائد الجيش، كخطوة على طريق ترجمة التعهدات المتبادلة.
الغالبية غير المريحة نالها العسكري الخامس الذي ينتقل من اليزرة إلى قصر بعبدا، وجاءت في دورة الاقتراع الثانية، قبل إعلان عون رئيساً للجمهورية بحضور كامل أعضاء البرلمان الـ 128. في حضور نحو 100 شخصية من المدعوّين (سفراء وقادة أمنيين وقضاة وكبار موظفي الدولة وإعلاميين)، شهدوا إسدال الستار على عامين وشهرين وبضعة أيام عاشَ فيها لبنان تطورات غير عادية وغير مسبوقة على المستوى الداخلي والخارجي، مِن ضمنهم سفراء «الخماسية» الذين توزّعوا على المقاعد يُراقبون من كل الجهات حصيلة ضغوطهم، ويشرفون على التزام النواب بالتصويت للمرشح «الأممي» الذي أمرت به واشنطن والرياض وسارَت به باريس.
جلست السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وإلى جانبها السفيران المصري علاء موسى والفرنسي هيرفيه ماغرو، وفي جهة أخرى جلس السفير السعودي وليد البخاري وخلفه في المقعد الآخر جلس السفير القطري سعود آل ثاني. وعلى صف آخر «تربّع» المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وتولّوا جميعهم «حراسة» الاتفاق المُسبق الذي عبّد الطريق لعون وعيّنه رئيساً قبل تصويت النواب له.
سفراء «الخماسية» توزّعوا على المقاعد يُشرفون على التزام النواب بالتصويت لعون
لم تشهَد الجلسة أي تطور غير عادي، بل سارت كما هو مخطّط لها بعدَ اكتمال المعطيات السياسية، وكل ما تلا ذلك كانَ مجرد «تمثيليات» في عرض مسرحي برّر فيه عدد من النواب في تنظيرات وشتائم وتبادل الاتهامات بعدَ سماح الرئيس نبيه بري للنواب الاستفاضة بشرح خطورة تعديل الدستور.
فعلياً، لم يكُن المشهد الفعلي داخل القاعة العامة. بل كان قائماً قبل الجلسة بـ 48 ساعة، تخلّلها إدارة لمحركات الاتصالات الداخلية والخارجية بأقصى قوة واتّخذت أبعاداً فوقَ العادة مع زيارات الأمير يزيد بن فرحان، المكلّف بالملف اللبناني في الخارجية السعودية، والموفد الأميركي عاموس هوكشتين ولودريان.
ويُمكن القول إن صياغة الإخراج، أتت بعد مفاوضات قيل إنها كانت «شاقّة» مع حزب الله وحركة أمل اللذين تقصّدا تمرير رسالة واضحة إلى الداخل والخارج، بأن لا رئيس بالفرض من دون الاتفاق معهما، وبأن جوزيف عون لا يمكن أن يكون رئيساً من دون أصوات الثنائي، وأنه لا يُمكن صناعة الرؤساء بمعزل عنهما، وعلى الجميع أن لا يُخطئ في الحسابات ويتعامل مع حزب الله تحديداً باعتباره من الماضي. وقد جاءت الرسالة في الدورة الأولى التي نالَ فيها عون 71 صوتاً، بعدَ أن اقترع نواب كتلتي «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير» بأوراق بيض، رغمَ أن التسوية معهما كانت قد أُنجزت في ساعات الليل. وهي رسالة معنوية بأن «الدور الأخير والحاسم في إكمال النصاب العددي والسياسي هو للمكوّن الشيعي».
ما بينَ الدورتين الأولى والثانية، كانَ الجميع يعلَم بأن «الحفلة» انتهت، وما تبقّى ليس سوى لمسات أُنجزت في اللقاء الذي عُقِد بين عون والنائبين محمد رعد وعلي حسن خليل وتسرّبت عنه أجواء إيجابية، وسبقه لقاء آخر ليل الخميس، حيث قالت مصادر مطّلعة إن «عون أكّد أمامهما أن التفاهم مع الثنائي هو أولوية لديه وأنه غير مهتم لمن يحاول اعتبار وصوله إلى سدة الرئاسة انتصاراً سياسياً له». وتقول المصادر إن عون «بدّد هواجس الثنائي أمنياً وسياسياً وعسكرياً وإعمارياً، وهذا ما أفضى إلى منحه أصوات نواب الثنائي في البرلمان»، وذلك خلال مشاورات وصفتها مصادر الرئيس الجديد بأنها «لتعزيز عوامل الثقة والاطمئنان»، علماً أن الجزء الأساسي والأهم من التفاهم أنجزه من جهة الرئيس بري مع الأميركيين والسعوديين، ومن جهة أخرى حزب الله مع الفرنسيين.
ورغمَ التكتّم الكبير حول ما جرى الاتفاق عليه، لكنّ الرواية السياسية لما حصل، تُشير إلى أن التفاهم بين عون والثنائي وضعَ ضوابط للتعامل بين الطرفين في المرحلة المقبلة تتصل بأجندة العهد الجديد، بدءاً من إعادة الإعمار، وشكل الحكومة (قيل إنه جرى الاتفاق على بقاء الرئيس نجيب ميقاتي حتى الانتخابات النيابية المقبلة) وصولاً إلى مسألة المقاومة ودورها وحمايتها، تثبيتاً للاتفاق الذي أُنجز مع الخماسية.
لكن ثمة ما لا يُمكن إغفاله، وهو أن ما حصل هو استجابة، على مضض، لواقع عنيد تمثّل في الضغط غير المسبوق الذي مارسه الخارج لانتخاب جوزيف عون رئيساً، الأمر الذي أرغمَ فريق المقاومة على التراجع عن مرشحه الأساسي سليمان فرنجية، وكل المرشحين الآخرين الذين جرى التداول في أسمائهم، من دون أن يمنعه ذلك من فرض حضوره السياسي الذي أرغمَ الخارج أيضاً على إبرام «صفقة» معه ستتضح معالمها في الأشهر المقبلة.
وفي المقلب الآخر، كانت الأنظار تتجه صوب مواقف الأحزاب المسيحية الرئيسية، وإذا كان التيار الوطني الحر ظل منسجماً مع موقفه الرافض لانتخاب عون، ليس فقط لأنه بحاجة إلى تعديل دستوري بل لأنه لا يمثّل صورة الرئيس حسب التيار، فإن موقف حزبَي الكتائب والقوات اللبنانية بدا غير مقنع حتى لأنصارهما. ذلك أن حزب الكتائب ظهر مرة جديدة أنه في موقع من «يبصم» على أي اتفاق يُعد له خارجياً، بينما لم ينجح قائد القوات سمير جعجع حتى في التقاط صورة له مع قائد الجيش قبل حصول الانتخابات، علماً أن باسيل كان يراهن على أخطاء ستمارسها القوات، ما يعطّل انتخاب عون، فيما كان جعجع يراهن على إقناع باسيل للثنائي بعدم السير بانتخاب قائد الجيش. وحده البطريرك الماروني بشارة الراعي تصرّف كمن وصله حقه، ولو أنه كان يفضّل شخصية أخرى لهذا المنصب، لكنه مهتم أكثر بعودة الحضور المسيحي إلى الموقع الأول في الدولة.
وعبرت السفيرة الأميركية في بيروت بأنها «سعيدة للغاية» بانتخاب جوزيف عون رئيساً. وكتبت السفارة الأميركية في منشور على موقع «إكس»: «نحن ملتزمون العمل بشكل وثيق مع الرئيس عون مع بدئه جهود توحيد البلاد، وتنفيذ الإصلاحات وتأمين مستقبل مزدهر للبنان». واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيزور لبنان قريباً كما أعلن «الإليزيه»، أنّ «هذه الانتخابات الحاسمة تمهّد الطريق للإصلاحات والترميم والسيادة والازدهار في لبنان»، مضيفاً: «أيّها اللبنانيون، فرنسا إلى جانبكم». وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تطلعه إلى تشكيل حكومة إصلاح في لبنان «من دون تأخير».
من جهتها رحّبت السعودية وقطر ومصر بانتخاب العماد عون، ويجري الحديث عن زيارات مرتقبة لمسؤولين كبار من دول الخليج إلى بيروت في وقت قريب جداً، وعن توجيه الدعوات إلى عون لزيارة السعودية.
«أمن الجلسة» على حساب الإعلاميين
لم يسبق أن اتّسمت أي جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية بالإجراءات والبهورات الأمنية والعسكرية التي حصلت يوم أمس. ولم يكتف الجيش بإغلاق مداخل مجلس النواب كما كان يحصل في كل السنوات بل وسّع الدائرة لتشمل منافذ العاصمة. ولمزيد من الإذلال، جرى وضع آلة سكانر قرب مبنى جريدة «النهار» حيث تمت عملية تفتيش الصحافيين بشكل دقيق حتى كادوا يطلبون من مراسلي وسائل الإعلام خلع ثيابهم، بينما كانت الطرقات مفتوحة بالكامل أمام مواكب السفراء والدبلوماسيين وسياراتهم الداكنة الزجاج!
لكنّ الأمر لم يقف على ذلك، إذ فرضت إجراءات الأمس على الصحافي، أن يعبر عدة «حواجز» قبيل بلوغه مجلس النواب حيث يصرّح عن اسمه ولا يدخل إلى القاعة من المدخل المعتاد بل يتّم جرّه عبر مدخل جانبي. كان يمكن لكل ذلك أن يمرّ لولا أن من مُنحوا بطاقات للدخول إلى القاعة العامة، مُنعوا من دخولها بحجة أن لا مكان مخصصاً لهم بينما احتلّ السفراء والدبلوماسيون الكراسي المخصّصة عادة للإعلام. وهو ما تسبّب باعتراض الصحافيين، بعدما تبيّن أن المقاعد المخصّصة لهم لم تتعدَّ الـ12 مقعداً، دون أن يهتم أي مسؤول بتبرير ما حصل. فيما كان عناصر الجيش الواقفون على مدخل القاعة، يتصرّفون بعنجهية غير مسبوقة، وكانوا يصرخون، لا يتحدثون مع الإعلاميين، والطلب إليهم الانتقال إلى الطابق السفلي أو المكتبة العامة أو إلى خارج البرلمان. ولسخرية القدر حتى اسم مراسلة «تلفزيون لبنان» الرسمي لم يكن وارداً على اللائحة. ليتكرر المشهد نفسه خارج مبنى المجلس، حيث واصل عناصر الجيش الصراخ على الإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، دافعين معظمهم إلى التكدّس، بعضهم فوق بعض، في مسافة لا تتعدّى الثلاثة أمتار!.
عون: سأعمل على إعادة الإعمار وأؤكد على حق الدولة في احتكار حمل السلاح
بعد عامين وشهرين وثمانية أيام من الفراغ في القصر الجمهوري، عقد مجلس النوّاب جلسةً بدورتَين متتاليتَين أمس، انتخب فيها قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة بـ 99 صوتاً، ليكون الرئيس الرابع عشر لجمهوريّة ما بعد الاستقلال.
وافتتح رئيس مجلس النوّاب نبيه بري الجلسة عند الساعة الحادية عشرة في حضور جميع النوّاب الـ 128، والذين تناوب بعضهم على الكلام بما خص انتخاب عون وتعديل المادّة 49 من الدّستور، قبل أن يطلب بري توزيع الأوراق البِيض والمظاريف، ليتلو بعدها الأمين العام لمجلس النوّاب، عدنان ضاهر، أسماء النوّاب الذين توجّهوا إلى صندوق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
ولكنّ الدورة الأولى لم تؤدِّ إلى ما اشتهاه مناصرو عون، إذ لم يتمكّن »المرشّح الأقوى» في الدورة الأولى من الحصول على 86 صوتاً تتيح له «انتقالاً آمناً» إلى قصر بعبدا من دون الطّعن بدستوريّة انتخابه. وتوزّعت أصوات النوّاب على الشكل الآتي: 71 صوتاً لعون، 37 ورقة بيضاء، 18 ورقة ملغاة (بينها 14 ورقة كُتب عليها عبارة الدّستور والسيادة)، إضافةً إلى صوتين لشبلي الملاط.
وعلى ضوء هذه النتيجة، رفع بري الجلسة إلى دورة ثانية تعقد بعد ساعتين، طالباً من النوّاب عدم مغادرة المجلس للمشاركة فيها، ولم تنفع مُطالبات بعض النواب بعقد الدورة الثانية مباشرةً ومن دون انتظار الساعتين، إذ أصرّ بري على استراحةٍ بين الدورتين. وهو ما حصل فعلاً؛ بعدما افتتح بري الجلسة عند الساعة الثانية والربع وردّ على سؤال النائب ملحم خلف حول التعديل الضمني للدستور في حال حصول عون على 86 صوتاً، فلفت بري إلى أنّ «هذه الأصوات تمنع فقط الطعن في المجلس الدستوري والذي يحتاج إلى 43 صوتاً». بعدها، توجّه النواب إلى صندوق الاقتراع لتأتي النتيجة على الشكل الآتي: 99 صوتاً لعون، 9 أوراق بِيض، 2 لشبلي الملّاط، و18 ورقة مُلغاة (13 منها كتب عليها عبارة السيادة والدستور، وأخرى تنوّعت بين: آخ يا بلدي، العماد عون، بيرني ساندرز، جوزيف نانو، السيادة عم تبكي بالزاوية).
وبهذه النتيجة، وصل عون إلى مجلس النواب مرتدياً الزيّ المدني، طالباً من برّي أن تكون له الكلمة الأولى في عهده، فهنّأ الأخير رئيس الجمهوريّة «في هذه الظروف الحرجة، وخاصة في الجنوب اللبناني حيث يتعرض أهلكم هناك لأبشع وأشد قساوة من أيّ حرب أُخرى، لذلك، لبنان بحاجة الى كل شيء، والجنوب بحاجة، وكلنا بانتظار العهد الجديد، وباسم العهد الجديد».
ثم أقسم عون اليمين الدستورية، ليتلو خطاب القسم الذي تعهّد فيه للبنانيين بأن «مرحلة جديدة من تاريخ لبنان بدأت، وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكَم عادل بين المؤسسات». وقال: «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأيّ قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة إلى إجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، مشيراً إلى «أنّنا سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة، كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، وسأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح». وأكّد أنّ «التدخّل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد، ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».
وشدّد عون على «أنّنا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية ومنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، مضيفاً: «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنية كأداة أساسية لحفظ الأمن وتطبيق القوانين، كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه».
كما تعهّد بأن نُعيد ما دمّره العدوّ الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان، وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، داعياً للرّهان «على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية، لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض».
وجدّد رفض توطين الفلسطينيين، مؤكّداً «عزمنا لتولّي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السيّاح»، داعياً إلى «بدء حوار جدّي وندّي مع الدولة السورية لمناقشة كلّ العلاقات والملفات العالقة بيننا ولا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».
أسامة سعد يلقي الخطاب الوحيد: مذبحة دستورية كرمى لأميركا وسلاحها الذي قتلنا
في كلمةٍ، يمكن اعتبارها الخطاب الوحيد المفيد في جلسة الأمس، توجّه النائب أسامة سعد إلى اللبنانيين وإلى زملائه النواب والسفراء الأجانب الذين حضروا الجلسة، سائلاً: «هل يجرؤ أحدهم في دولةٍ من دولهم أن ينتهك الدستور؟ هل تقبل دولهم بانتهاك دستورها؟ لماذا نحن؟». في إشارة إلى تمادي السفراء والموفدين المعنيين بالملف الرئاسي في الضغط على النواب لخرق الدستور والتصويت لقائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية.
وعلى مسمع السفيرة الأميركية في لبنان لويزا جونسون، وجمع من الدبلوماسيين، وصف سعد الدبلوماسية الأميركية بـ«المُخادعة» و«الفجّة»، التي سمحت بـ«تسلّل النفوذ الأميركي إلى صحراء السياسة اللبنانية ليُنتج توافقاتٍ كانت عصيّة ومرذولة لسنتين وشهرين، كرمى لأميركا وسلاحها الذي قتل ما قتل من اللبنانيين، ودمّر ما دمّر من عمارهم ». معتبراً أن اللبنانيين يكفيهم «الإجرام الإسرائيلي والخداع الأميركي، ولا يجب إضافة تقويض أُسس الدولة وقواعد دستورها».
سعد الذي طالب بري بوقف ما أسماه «المذبحة الدستورية»، ذكّر بأن «لا المخاطر ولا التحديات ولا مآسي الشعب وآلامه وجوعه وهجرة شبابه هي التي حرّكت إرادات كبّلتها المصالح والأنانيات لتنهي شغوراً رئاسياً تمدّد خراباً في هياكل الدولة ومؤسساتها حيث كانت الأثمان باهظة على اللبنانيين»، إنّما الانتخابات تجري والدستور بتعبيره «قد عُرّيَ أمام توافقات اللحظة، وفيها الكثير من التكاذب والمداهنة والصفقات، فقد تكون العصا وقد تكون الجزرة أو كلتاهما مَن أطلق هذه الحيوية الانتخابية من تعثُّرها وبلادتها».
وختم مخاطباً النواب: «عودوا إلى الدستور، عقدنا المشترك والحصن الحصين للبنان واللبنانيين، لوحدتهم، لأمانهم، لتقدّمهم، لعودة الهاربين من أجيالهم الجديدة، وأنا على يقين أن شعب لبنان سينتصر يوماً على الظلامية والطائفية والفساد ومافيات المال والسياسة والقهر، وسيبني دولته المدنية الديمقراطية الحديثة».
اللبنانيون يتنفّسون الصعداء: صار عنّا رئيس!
وأخيراً، «صار عنّا رئيس»، هذا ما ظهر في تعبيرات العديد من المواطنين بعد الإعلان عن انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية. اللبنانيون، بعد كلّ النكسات التي أصابتهم، والفراغ الرئاسي الذي طال، قد أصابهم الملل من سجال الأسماء والطبخات السياسية، وبات الجميع أقرب الى أن يشغل أحدهم كرسي الرئاسة ليتنفسوا الصعداء و«نرتاح…»، كما عبّر بائع جرائد في شارع الحمرا. غير أنه لدى العماد عون ما يخوّله ليكون «الفارس الذي سينقذ البلاد ويضرب بيد من حديد»، في نظر المأخوذين بهيبة البدلة العسكرية، والجسم المتين والأكتاف العريضة والعضلات المفتولة للرئيس «الفتيّ»، وبالإجماع الوطني والدولي عليه.
منذ الصباح، كان يبدو يوم أمس مفصلياً في الشارع اللبناني، وخلافاً لكل الجلسات السابقة التي فشلت في انتخاب الرئيس لأكثر من سنتين. وقد سادت حالة من الحذر والترقّب الشوارع وانعكست في حركة السير الخجولة. ومتابعة حثيثة للاستحقاق الرئاسي سطت على شاشات التلفزة والإذاعات وهواتف الناس، ليركّز الجميع على أخبار مجلس النواب. تجد في بيروت شابة تنكبّ على طباعة الكتب وسمعها موجّه إلى المجلس، وعين مصفف الشعر على رأس الزبون وأخرى على جلسة الانتخابات، فضلاً عن تعليقات الزبائن في المحالّ والمارّة على مداخلات النواب وخطاباتهم منتقدين رداءة بعضها، بين المذهبية والطائفية والمنحطّة أخلاقياً، ثم على نتائج الاستحقاق الوطني.
الطريق الجديدة
تتمنّى للبنان قدراً مماثلاً لسوريا، والضاحية ترتاح لوصول عون «بمظلّة» الثنائي الشيعي
كان واضحاً للجميع أنّ العماد عون سيفوز بالرئاسة، إلى حدّ تخلّف سائق الأجرة هيثم عن متابعة «مسرحية انتخاب رئيس متفق عليه عبر الراديو، لأنه يمكن من دون عدّ الأصوات حمله إلى كرسيّ الرئاسة». وبينما كان واضحاً للجميع التدخل الخارجي في تحديد اسم الرئيس، فقد اختلفت ردود الفعل عليه. فأبناء الضاحية، مثلاً، أزعجتهم «الوصاية الدولية ومصادرة القرار الوطني». وفي محلّ لبيع لوازم النرجيلة، يتابع صاحب المحل دورة الانتخابات الأولى من دون حماسة، لأنّ «الرئيس سيأتي بأمر من الخارج»، كما يقول، ثم يدخل زبون ليطلب المعسّل فيلقي نظرة إلى التلفاز معلّقاً: «جاء عون رغماً عنهم وعنّا وبالقوة».
وكان الانزعاج يسود في الضاحية من وصول مرشح مدفوع من الولايات المتحدة الأميركية بالدرجة الأولى التي «تدمّر لبنان بسلاحها»، معطوفاً على هاجس إزاء موقف الرئيس الجديد من سلاح المقاومة. لكن، وصول عون «بمظلّة» الثنائي الشيعي في الدورة الثانية انعكس ارتياحاً على هذه البيئة. إذ شعروا بحضورهم المؤثر سياسياً من جهة، واطمأنوا إلى أنّ اتفاقاً تمّ مع الرئيس المنتخب قبل وصوله بشأن ملف الإعمار والوضع العام في الجنوب.
في الطريق الجديدة، تختلف الصورة تماماً، حيث العماد عون هو «رجل المرحلة». وبينما تدعو له سيدة من أمام محلها بالوصول إلى سدّة الرئاسة، يمرّ عسكري في الجيش لابساً بدلته، فتستوقفه، وتسأله عن رأيه في وصول «قائده» إلى الرئاسة، فيردّ «يا ريت». في هذه الأثناء، تنتشر الأنباء عن فشل عون بالحصول على 86 صوتاً في الجلسة الأولى، فيشحب وجه العسكري غير مصدّق: «حقاً؟»، يقول كمن يعلن خيبته وفشل رهاناته، وتردّ السيدة بالقول: «طار البلد».
وللطريق الجديدة قصتها الخاصة، فهي لم تخرج بعد من «نشوة» سقوط النظام السوري، وبينها قسم كبير «يتمنّى قدراً مماثلاً للبنان». ولا تشير تعليقات الناس في المنطقة الى أنهم يهتمون كثيراً بالتدخلات الخارجية: «هذا شيء طبيعي في بلادنا، كما يحصل في سوريا، وهو يمثل اهتماماً خارجياً باستقرار البلاد كجزء من استقرار المنطقة».
يعوّل الشارع السني على أن يأخذهم عون إلى «خاتمة الأحزان»، على حدّ تعبير مصفف شعر في الطريق الجديدة، «لأنه رجل قوي ولا يسير وفق إملاءات الآخرين، وظهر ذلك أثناء ثورة 17 تشرين الأول عام 2019، ومن خلال إمساكه بالمؤسسة العسكرية غير المتجانسة طائفياً في أوقات حساسة». وقبل أن يصلوا إلى «خاتمة الأحزان»، رسموا مخطط الاستقرار كاملاً بإعادة «الزعيم» سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، كما يفعلون في كلّ منعطف تاريخي حالمين بأن تنهض البلاد على يديه أسوة بوالده.
زيارة السوداني تفعّل الوساطة: لقاء إيراني – سوري في بغداد قريباً؟
بغداد | كشفت مصادر عراقية أن وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد الشيباني، سيزور العراق قريباً، لمناقشة الملفات المشتركة الأمنية والسياسية بين البلدين، مرجّحة أن يكون وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، حاضراً خلال الزيارة، حيث من المرتقب عقد لقاء بين الرجلين يكون بمثابة «بداية صلح» بين بلديهما.
وأكدت المصادر، لـ»الأخبار»، أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بحث مع مسؤولين إيرانيين، ومنهم وزير الخارجية، خلال زيارته الأخيرة لطهران، ملف تقريب وجهات النظر بين إيران والإدارة السورية الجديدة من خلال عقد اجتماعات مشتركة في بغداد. وتابعت أن «وزير الخارجية السوري الجديد سيزور العراق قريباً، لمناقشة الملفات المشتركة الأمنية والسياسية، وكذلك الانفتاح الديبلوماسي»، مرجّحة أن يكون عراقجي حاضراً خلال الزيارة وأن يعقد اجتماعاً مع الشيباني.
وأكدت المصادر أن «العراق وإيران سيعملان بشكل مشترك على تسوية الكثير من القضايا الإشكالية في المنطقة، بما فيها ملف سوريا الذي يشكل هاجساً خطيراً بالنسبة إلى الطرفين»، لافتة إلى أن «هناك خط تواصل بين واشنطن وطهران من خلال العراق، يتعلق بالملف النووي والتفاهمات التي تتصل به». وأضافت أن «السوداني اتفق مع قادة إيران على تجميد الفصائل المسلحة التي تعمل خارج إطار هيئة الحشد الشعبي»، وذلك لضمان علاقات متوازنة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية. وأضافت أن قائد «فيلق القدس»، إسماعيل قاآني، اجتمع مع السوداني في بغداد قبل زيارة الأخير لطهران، وأيضاً مع قادة الفصائل ورئيس هيئة «الحشد الشعبي»، فالح الفياض، بهدف وضع استراتيجيات جديدة تتعلّق بعمل الفصائل، ولا سيما بعد وصول دونالد ترامب الذي ينتهج سياسة معادية لإيران ووكلائها في المنطقة، إلى الرئاسة في الولايات المتحدة.
ويتحرّك العراق إقليمياً ودولياً بهدف إقامة علاقات متوازنة، فضلاً عن تأكيده الدائم اتباع سياسة النأي بالنفس عن جميع أزمات المنطقة، فيما تميل آراء المراقبين إلى أن مساعي الحكومة العراقية جاءت بضغوط خارجية، بهدف تقليص النفوذ الإيراني داخل العراق والدول الإقليمية.
الشيباني سيزور بغداد قريباً وقد يعقد اجتماعاً مع عراقجي
في هذا السياق، يرى القيادي في «الإطار التنسيقي»، علي الموسوي، أن «سوريا أصبحت محور اهتمام دول المنطقة ككل، والعراق وإيران بشكل خاص، إذ إن هناك مشتركات أمنية وسياسية واقتصادية. فمن البديهي أن يكون هناك تقارب بين جميع الأطراف». ويقول، لـ»الأخبار»، إن «سوريا كانت حاضرة في حديث السوداني خلال زيارته لطهران. وأيضاً أكد الرئيس الإيراني أهمية استقرار سوريا وأمنها. وهذا يعني أن هناك تفاهمات جديدة على مستوى التقارب والعلاقات المشتركة بين الدول الإقليمية». ويتوقّع الموسوي أن «تكون الاجتماعات المرتقبة في بغداد بمثابة عقد صلح بين إيران وإدارة سوريا الجديدة بهدف التهدئة وخلق التوازن بين الجميع»، لافتاً إلى أن «الإدارة الأميركية الجديدة ستؤثر على سياسة العراق والشرق الأوسط بشكل عام».
بدوره، يؤكد النائب أحمد الموسوي أن «العراق لا يريد أن يخسر أمنه واستقراره، ولهذا من الضروري فتح باب الحوار مع جميع الأطراف، بما فيها سوريا، التي تؤثر الأوضاع فيها على مستقبل العراق الأمني في حال عدم التواصل مع الإدارة الجديدة»، مضيفاً، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «المقاومة العراقية لها قرارها، وحالياً امتثلت لموقف الحكومة وأوقفت جميع نشاطاتها العسكرية، وتبقى هي من تحدّد أولوياتها وسياساتها. وأما الحديث عن حل الحشد الشعبي فهو للاستهلاك الإعلامي لا أكثر».
اللواء:
جوزاف عون رئيساً بإجماع وطني: برنامج واعد لإخراج لبنان من أزمة «الحكم والحكام»
ارتياح عربي ودولي واسع لإنهاء الشغور.. والإستشارات النيابية الأسبوع المقبل
بعد الثانية من بعد ظهر الخميس 9ك2 (2025)، وبعد فراغ رئاسي استمر عامين وشهرين وبضعة أيام، انتخب مجلس النواب قائد الجيش العماد جوزاف عون بما يشبه الاجماع الوطني، ومشاركة كل الكتل تقريباً في عملية الاقتراع، رئيساً يحمل الرقم 14 لرئاسة الجمهورية الثانية، في خطوة شكلَّت انفراجاً سياسياً واسعاً، وارتياحاً شعبياً، وولدَّت دعماً دبلوماسياً عربياً ودولياً من أجل نقل لبنان من ضفة اللاستقرار والقلق والمخاوف من الانهيارات والتحولات والتغييرات الى ضفة الاستقرار واقامة الحساب لما هو حصل انطلاقاً من ارادة التوافق الوطني، بمشاركة المكونات الطائفية والكتل والاحزاب اللبنانية المشاركة في الحياة السياسية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه مع انتخاب الرئيس جوزاف عون تنطلق مرحلة سياسية جديدة حدد معالمها في خطاب القسم الذي تلاه ويتطلب استثماره كماً عملا سياسياً وحكومياً ونيابياً واسعاً ، وأشارت إلى أن أهداف وضعها نصب عينيه ويعمل على تحقيقها في وقت لاحق.
واعتبرت هذه المصادر أن اولى اختبارات انطلاقة العهد هو ترجمة التعاون في تأليف الحكومة مع العلم أن اسم رئيس الحكومة بات يتردد وهو الرئيس نجيب ميقاتي دون أي حسم .
وبعد عودة الحياة إلى قصر بعبدا ، يزاول رئيس الجمهورية نشاطه اليوم الأول لتسلمه مهامه الدستورية حيث يعقد لقاءات علم من بينها الرئيس ميقاتي على أن يكون الأسبوع المقبل محطة أساسية له لإجراء استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة مكلف تشكيل الحكومة.
المهم ان الجلسة انعقدت بحضور 128 نائباً، وانتخب العماد عون بـ99 صوتاً، بمن فيهم اصوات كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير، من زاوية ما اشار اليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «بأننا اردنا من تأخير تصويتنا لفخامة الرئيس بأن نرسل الرسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد».
وكشف السفير المصري علاء موسى ان «الثنائي» صوَّت للعماد عون بعدما حصل على الاجوبة التي كان يحتاج اليها وذلك في الدورة الثانية.
انتخب العماد عون رئيساً للجمهورية، بمجموع 99 صوتاً. هو الرئيس الـ14 للجمهورية اللبنانية، والجنرال الخامس الذي يأتي رئيساً للجمهورية. والقى خطاب القسم امام نواب الامة وضمّنه تعهدات كثيرة وجوهرية دستورية وسياسية واصلاحية بينها اعداد قانون جديد للإنتخابات وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة، وادارية وامنية واقتصادية ومعيشية- اجتماعية وتربوية وقضائية وبيئية، وتنموية تلحظ اعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي وحماية الحدود بتعزيز قوة الجيش، يحتاج تنفيذها الى حكومة متجانسة ومتفاهمة مع الرئيس لانكايات وسلبيات وتعطيل فيها، والى دعم نيابي بالتشريع لتحقيق الاصلاحات الموعودة.
ونجح عون في الوصول إلى سدة الرئاسة بالدورة الثانية، بعد تصويت نواب الثنائي حزب لله وحركة أمل له، عقب إخفاقه في الدورة الأولى بتحصيل المجموع الذي يخوله النجاح في الانتخابات وهو 86 صوتاً حيث نال 71 صوتاً، وهو الرقم الذي يعدل من خلاله الدستور ضمناً ليتمكن المجلس النيابي من انتخاب موظف درجة أولى بصفة قائد الجيش رئيساً للجمهورية. ولكن لوحظ ان عدد الاوراق البيضاء التي وضعت في صندوق الاقتراع في الدورة الاولى كانت صوتا لعدم تصويت نواب الثنائي والتيار الوطني الحر وبعض المستقلين والتغييرين فانخفضت في الدورة الثانية من 37 ورقة الى 9 اوراق فقط. بينما بقيت الاوراق الملغاة بين 4 و5، وحصل شبلي الملاط على صوتين في كلٍّ من الدورتين.
وحضر الجلسة الموفدان الفرنسي جان إيف لودريان والسعودي يزيد بن فرحان الموجودان في بيروت. إلى جانب ٧٢ سفيرا عربيا ودوليا، بينما غادر بيروت امس الموفد الأميركي اموس هوكشتاين بعد سلسلة لقاءات عقدها مع كبار المسؤولين، وحضر جلسة الانتخاب السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وبعد تلقيه التهاني بانتخابه في المجلس النيابي، غادر الرئيس عون الى قصر بعبدا ووصله في موكب رسمي، وعزفت موسيقى الجيش لحن التعظيم ثم النشيد الوطني. وحيا العلم اللبناني. في هذا الوقت، تم رفع العلم على السارية الرئيسية لمدخل القصر وفوق منزل الرئيس. بعدها استعرض رئيس الجمهورية كتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري. واطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بالرئيس، بينما اطلق البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفاراتها للمناسبة. بعد ذلك، صافح الرئيس المنتخب المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمدراء العامين في الرئاسة وقائد لواء الحرس الجمهوري.ثم انتقل الى صالون السفراء وسط صفين من رماحة الحرس الجمهوري، حيث التقطت له الصور الرسمية على كرسي الرئاسة، لينتقل بعدها الى مكتبه حيث تسلم وسام الاستحقاق اللبناني الوشاح الاكبر من الدرجة الاستثنائية والقلادة الكبرى لوسام الارز الوطني، والتقطت له الصور مرتديا الوشاح ومتقلدا القلادة.
وكانت شهدت الطريق الى القصر الجمهوري حضورا شعبيا كثيفا احتفاء بالرئيس المنتخب، لا سيما في مسقط رأسه بلدته العيشية.
وغادر الرئيس المنتخب القصر الجمهوري عائداً الى منزله على أن يستأنف نشاطه الرئاسي الرسمي صباح اليوم في القصر.وفي المعلومات، أن الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة تبدأ مبدئياً الأسبوع المقبل. ويبدأ اليوم الجمعة النشاط من الساعة .٩:٣ صباحًا.
تسويه ما قبل الانتخاب
وعقد اجتماع خلال فترة الساعتين الفاصلة بين جلستي انتخاب رئيس الجمهورية، بين النائبين علي حسن خليل ومحمد رعد وقائد الجيش للحصول على ضمانات منه تردد انها حول امور عديدة منها انسحاب الاحتلال واعادة الاعمار. وحول التمثيل الشيعي في الحكومة وليس الثلث الضامن او المعطل…وبعد التوافق معه قالا له مبروك. وجرى التصويت له رئيسا من قبل الثنائي.
وأفادت المعلومات ان التواصل بين عين التينة والموفد السعودي يزيد بن فرحان، استمر خلال ساعات الليل المتأخرة للبحث في مسار الجلسة والضمانات التي يطلبها الثنائي، لكن يبدو انها لم تصل الى النتيجة المرجوة، وظهر ذلك في تصويت نواب الثنائي للعماد عون بورقة بيضاء في الدورة الاولى.
وقال النائب علي حسن خليل في تعليق على انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للبلاد بالقول: عبرنا اليوم عن موقف له علاقة بإدارة هذه المعركة الانتخابية خلال المرحلة الماضية، والأهم أننا وصلنا إلى التوافق الوطني العريق، الذي أمن وصول قائد الجيش العماد عون.
أضاف حسن خليل في تصريح من مجلس النواب: اليوم، صفحة جديدة أنهت فترة الفراغ مما يتطلب تعاون كل المكونات مع بعضها، وما سمعناه من كلام رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يشجع على بناء علاقة ثقة بين المؤسسات للوصول إلى واقع أفضل.
ومع انتهاء مراسم الانتخاب والانتقال الى قصر بعبدا والتقاط الصور الرسمية، تلقى الرئيس عون سيلا من اتصالات وبرقيات التهنئة بإنتخابه من دول عربية وغربية كثيرة متمنية لعهده النجاح في تحقيق الاستقرار والازدهار للبنان والاصلاحات ومتعهدة بتقديم المساعدة للبنان. كما صدرت مواقف داخلية سياسية واهلية مهنئة ومرحبة بإنتخابه.
ومساء اعلن قصر الإليزيه: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور لبنان «قريبا جدا».
نفض الغبار
نفض مجلس النواب الغبار عن كرسي الرئاسة، وأزاح الفراغ الذي استوطن في قصر بعبدا على مدى سنتين وشهرين وتسعة أيام، من خلال إهداء قائد الجيش العماد جوزاف عون عشية عيد ميلاده الستين رئاسة الجمهورية ليتوّج الرئيس الرابع عشر للبنان، حاصدا تأييد 99 نائبا، فيما صوّت 9 نواب بورقة بيضاء، كما صوّت 12 نائبا بورقة «السيادة والدستور»، وحصل شبلي الملاط على صوتين، أما الأوراق الملغاة فبلغت 5.
وفُهم ان نواب «لبنان القوي» صوّتوا بتدوين عبارة «السيادة والدستور» والبعض منهم بورقة بيضاء في الدورتين، وهذا ما لم يحصل مع نواب «التنمية والتحرير» و«الوفاء للمقاومة» الذين صوّتوا بورقة بيضاء في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية جرى تعديل هذا الموقف وذهبت أصواتهم لصالح العماد عون. وقيل ان اجتماعا حصل بين عون والنائبين علي حسن خليل ومحمد رعد في مكان ما خلال فترة استراحة الساحتين، كما رصد حوار على الواقف بين السفير السعودي والنائب خليل قبل انطلاق العملية الانتخابية.
وما نغّص التفاهم شبه التام على انتخاب عون هو السجال فوق العادة الذي اندلع على جبهة النائب سليم عون من جهة، وجبهة النائبين بولا يعقوبيان وفراس حمدان، وقد استخدم في هذا السجال عبارات نابية من العيار الثقيل، مما استدعى تدخّلا من الرئيس بري طالبا الهدوء وشطب كل ما قيل من كلام من محضر الجلسة.
ويأتي صعود الدخان الأبيض من البرلمان بانتخاب رئيس الجمهورية بعد فشل المجلس على مدى 13 جلسة انتخاب من تحقيق هذا الهدف، وبعد حركة موفدين عرب وأجانب فشلت أيضا في تحقيق التوافق السياسي على شخصية تعبّد الطريق أمامها للوصول الى قصر بعبدا.
وكان الرئيس بري رفع جلسة الإنتخاب لساعتين،لأن الأمر بحاجة إلى هكذا خطوة.
وكان لافتاً أمس عدد المرات التي قاطع فيها النواب بالتصفيق الرئيس المنتخب الذي ألقى خطابا بعد القسم الدستوري، حيث توجّه الرئيس عون برسائل الى الداخل والخارج، ووصف بأنه خطاب جامع وتاريخي يحاكي كل ما يحصل في لبنان والمنطقة، عبر خارطة طريق سينفذها خلال سنوات عهده وهو قال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات».
أضاف: «إذا أردنا أن نبني وطنا فإن علينا أن نكون جميعا تحت سقف القانون والقضاء». وأكد أن «التدخّل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال».
ولفت عون الى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لإختيار رئيس حكومة يكون شريكا وليس خصما»، معلنا «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح».
أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوبا وترسيمها شرقا وشمالا ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجية لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكد عزمنا لتولّي أمن المخيمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلّا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح»، داعيا الى «بدء حوار جديّ ونديّ مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».
ارتياح عربي ودولي
ولاقت خطوة انتخاب العماد عون ارتياحاً وسعاً عربياً ودولياً.
وهنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان الرئيس عون لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية.
وهنأ الملك عبدالله الثاني الرئيس اللبناني ووقوف بلاده الى جانب لبنان وسيادته وأمنه، وكذلك هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس متمنياً ان يتجاوز لبنان تداعيات العدوان الاسرائيلي.
واعرب امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد الرئيس عون عن رجائه بأن تمثل الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار.
كما تلقى الرئيس عون برقية تهنئة من رئيس دولة الامارات الشخ محمد بن زايد آل نهيان، تمنى فيها للبنان الازدهار، متمنياً التوفيق للرئيس عون بتحقيق تطلعات شعبه الى التنمية والازدهار.
واعتبر الرئيس الاميركي في تهنئة الرئيس المنتخب حسب بيان البيت الابيض، ان يحظى بثقته، وهو الدعم المناسب، وقال: سيوفر عون قيادة حاسمة بينها وينفذ لبنان واسرائيل وقف الاعمال القتالية مع عودة مئات الآلاف من الناس الى ديارهم».
واكد الرئيس عون لنظيره الاميركي تطلعه الى تعاون وثيق بين البلدين.
وهنأت تركيا عون بانتخابه، وقالت الخارجية التركية: نأمل ان تساهم الحكومة المقبلة التي ستشكل في استقرار لبنان.
واكد الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين ان انتخاب عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان.
وحسب الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان ان مرحلة جديدة بدأت لم يشهدها لبنان في السباق، وأن رئيس الجمهورية هو عامل اضافي لتنفيذ القرار 1701، واتفاق وقف اطلاق النار..
وأعلنت السفيرة الأميركية ليزا جونسون لدى لبنان، بأننا «سعداء للغاية» لانتخاب جوزاف عون رئيسا للبلاد».
وأشارت السفارة الايرانية في بيروت في بيان، إلى «اننا نبارك للبنان الشقيق إنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في ظل أجواء توافقية جامعة».
ولفتت السفارة الايرانية الى اننا نتمنى لفخامته النجاح والتوفيق في مهمته، ونتطلع إلى العمل سوياً لتعزيز العلاقات بين الجمهوريتين الإسلامية الإيرانية واللبنانية والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة لبلدينا ويعزز الإستقرار والإزدهار في المنطقة.
ورأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا غيرترود فون دير لاين في انتخاب عون «بارقة أمل» للبنان، بحسب ما نقلت وكالة «أ ف ب».
عودة يؤمن قيادة الجيش
ومنعاً للشغور في قيادة الجيش، كلف وزير الدفاع موريس سليم رئيس الاركان في الجيش اللواء حسان عودة تأمين قيادة الجيش لحين تعيين قائد اصيل للجيش اللبناني.
في الجنوب، استمر الجيش الاسرائيلي بعمليات تفجير المنازل، واقدم على نسف منازل في عيتا الشعب.
ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اسرائيليين ان نتنياهو ووزير الدفاع كاتس وقيادة الجيش الاسرائيلي لا يريدون سحب القوات بالكامل من جنوب لبنان.
البناء:
فخامة الرئيس العماد جوزف عون بـ 99 صوتاً في الدورة الثانية بعد التوافق
خطاب القَسَم: • قانون انتخاب • اللامركزية الموسعة • استقلال القضاء • عودة النازحين • استراتيجيّة دفاعيّة • مداورة الفئة الأولى • أموال المودعين • إعادة إعمار الجنوب
برّي: لبنان والجنوب ينتظران العهد… ورعد: حمينا التوافق كما كنا حماة الأرض
كتب المحرّر السياسيّ
دخل لبنان مرحلة جديدة مع انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية بـ 99 صوتاً في الدورة الثانية من الجلسة التي عقدها مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية بعدما فشلت الدورة الأولى بإنجاز العملية الانتخابية، حيث كان العماد عون مرشحاً وحيداً، لكنه لم ينل الـ 86 صوتاً التي يحتاجها للفوز لكونه قائداً للجيش في الخدمة ولم تمضِ على مغادرته المؤسسة العسكرية المهلة القانونيّة المنصوص عليها في المادة 49 من الدستور. ونجحت الدورة الثانية بمنح العماد عون 99 صوتاً بعدما قرّر ثنائي حركة أمل وحزب الله منحه أصوات كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، وجاء ذلك بعد مشاورات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ومسؤولين عرب ودوليين، ومشاورات بين قادة أمل وحزب الله مع المبعوثين العرب والأجانب المقيمين في لبنان، وتوّجت كل هذه المشاورات بلقاء جمع العماد عون بكل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، قالت عنه أوساط متابعة إنه انتهى إلى التوافق الذي تحدث عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بعد نهاية الجلسة بقوله إن المقاومة أظهرت أنها تحمي التوافق بعدما قامت بحماية الأرض، بينما قال الرئيس بري مهنئاً الرئيس عون: إن لبنان والجنوب ينتظران العهد الجديد.
في خطاب القَسَم حدّد الرئيس عون مهمة الرئيس بأن يكون الحَكَم العادل بين المؤسسات متعهداً بالعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون جديد لاستقلالية القضاء، وهيكلة الإدارة العامة وتطبيق المداورة في وظائف الفئة الأولى في الإدارات والمؤسسات العامة، وفيما أكد عون على حق الدولة في احتكار حمل السلاح. كدولة تستثمر في جيشها ليضبط الحدود ويساهم في تثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً ويمنع التهريب ويحارب الإرهاب ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانيّة ويُطبّق القرارات الدوليّة ويحترم اتفاق الهدنة ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور، دعا إلى مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجيّة أمن وطني على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكّن الدولة اللبنانية، أكرّر الدولة اللبنانية، من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردّ عدوانه عن كافة الأراضي اللبنانية، متعهداً بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية وجميع أنحاء لبنان بشفافية.
تعهّد الرئيس المنتخب بحل مسألة النازحين السوريين لما لها من تداعيات وجوديّة على الكيان اللبناني والتعاون مع الأخوة السوريين والمجتمع الدولي لمعالجة هذه الأزمة، بعيداً عن الطروحات العنصرية أو المقاربات السلبية، والسعي مع الحكومة المقبلة والمجلس النيابي الكريم إلى وضع آلية واضحة قابلة للتنفيذ الفوري تعيدهم إلى وطنهم. كما التزم بالعمل على تطوير قوانين الانتخابات بما يعزز فرص تداول السلطة والتمثيل الصحيح والشفافية والمحاسبة وتعهد «أن أعمل على إقرار مشروع قانون اللامركزية الإدارية الموسعة بما يخفف من معاناة المواطنين ويعزز الإنماء المستدام والشامل»، وإيلاء الاهتمام اللازم بالمدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية والضمان الاجتماعي وحماية أموال المودعين.
أنهى انتخاب الرئيس العماد جوزاف عون عامين وشهرين وتسعة أيام من الشغور الرئاسي الثقيل. وحمل خطاب قَسَمه، عناوين عدة للمرحلة فأعلن التمسك بالاقتصاد الحر والحاجة إلى مصارف لا يكون الحاكم فيها إلا القانون، وأكدّ أنّه لن يتهاون في حماية أموال المودعين. وتعهّد «أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في كل أنحاء لبنان وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال «سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً».
إثر فوزه في الدورة الثانية بعد حصوله على 99 صوتاً في الدورة الثانية خلال جلسة حضرها جميع النواب الـ128، وبعد القَسَم على الدستور، قال الرئيس عون في خطاب القَسَم «شرّفني النواب بانتخابي رئيساً وهو أعظم وسام أناله». وأشار الى أن «لبنان هو من عمر التاريخ وصفتنا الشجاعة وقوّتنا التأقلم ومهما اختلفنا فإننا عند الشدة نحضن بعضنا البعض وإذا انكسر أحدنا انكسرنا جميعاً». ورأى عون أنه «يجب تغيير الأداء السياسي في لبنان»، وقال: «عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا وليسمع العالم كله أن اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وسأكون الخادم الأول للحفاظ على الميثاق ووثيقة الوفاق الوطني وأن أمارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحَكَم عادل بين المؤسسات». أضاف: «إذا أردنا أن نبني وطناً فإن علينا أن نكون جميعاً تحت سقف القانون والقضاء». وأكد أن «التدخل في القضاء ممنوع ولا حصانات لمجرم أو فاسد ولا وجود للمافيات ولتهريب المخدرات وتبييض الأموال». ولفت عون الى ان «عهدي هو التعاون مع الحكومة الجديدة لإقرار مشروع قانون استقلالية القضاء، وأن أطعن بأي قانون يخالف الدستور، وعهدي هو الدعوة لإجراء استشارات نيابية في أسرع وقت لاختيار رئيس حكومة يكون شريكاً وليس خصماً»، معلناً «سنجري المداورة في وظائف الفئة الأولى ضمن الدولة كما سنقوم بإعادة هيكلة الإدارة العامة، كما سأعمل على تأكيد حق الدولة في احتكار حمل السلاح».
أضاف: «اننا سنستثمر في الجيش لضبط الحدود وتثبيتها جنوباً وترسيمها شرقاً وشمالاً ومحاربة الإرهاب ويطبق القرارات الدولية ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان». وتابع: «سأسهر على تفعيل عمل القوى الأمنيّة كأداة أساسيّة لحفظ الأمن وتطبيق القوانين كما سنناقش استراتيجية دفاعية كاملة على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي وردع عدوانه». وأكد عون أن «عهدي أن نعيد ما دمّره العدو الإسرائيلي في الجنوب والضاحية والبقاع وفي كل أنحاء لبنان وشهداؤنا هم روح عزيمتنا وأسرانا هم أمانة في أعناقنا»، وقال: «آن الأوان لنراهن على استثمار لبنان في علاقاتنا الخارجيّة لا أن نراهن على الخارج للاستقواء على بعضنا البعض». وأكد «رفض توطين الفلسطينيين»، وقال: «نؤكد عزمنا لتولي أمن المخيّمات، وسنمارس سياسة الحياد الإيجابي ولن نصدّر للدول إلا أفضل المنتجات والصناعات ونستقطب السياح»، داعياً الى بدء حوار جدّي وندّي مع الدولة السورية لمناقشة كافة العلاقات والملفات العالقة بيننا لا سيما ملف المفقودين والنازحين السوريين».
وتقدم رئيس مجلس النواب نبيه بري، باسم «الأمة اللبنانية واللبنانيين بانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، خاصة في هذه الظروف الحرجة وبخاصة في الجنوب اللبناني حيث يتعرّض أهلكم هناك لأبشع وأشد قساوة من أي حرب أخرى، لذلك لبنان في حاجة الى كل شيء، الجنوب بحاجة وكل لبنان بحاجة وكلنا في انتظار العهد الجديد». وتوجّه بري الى عون: «باسم العهد الجديد أتقدّم بالتهنئة فخامة الرئيس».
وقال رئيس كتلة الوفاء المقاومة النائب محمد رعد بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، من مجلس النواب: تحية لأرواح الشهداء المقاومين الذي حموا البلد لكي تنعقد الجلسة من أجل أن يتحقق الوفاق الوطني في هذه الفترة الصعبة. واضاف: أردنا من خلال تأخير تصويتنا لفخامة الرئيس بأن نرسل الرسالة بأننا حماة الوفاق الوطني في البلد.
وبعد الانتخاب وتلقي التهاني في البرلمان، توجّه الرئيس المنتخب الى قصر بعبدا، في حين عمت الاحتفالات لبنان ومسقط رأس الرئيس عون في العيشيّة. بعد تلقيه التهاني بانتخابه، غادر رئيس الجمهورية بعبدا على أن يستأنف نشاطه الرئاسي الرسمي صباح اليوم في القصر. وفي المعلومات أن الاستشارات النيابية تبدأ مبدئيًا الأسبوع المقبل، ويوم غد الجمعة يبدأ النشاط بدءًا من الساعة 9:30 صباحًا باستقبال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يقدّم استقالته لرئيس الجمهورية.
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من المجلس النيابي الحكومة قامت بجهد كبير خلال السىنتين الفائتتين ونجحت على الأقل في الحفاظ على هيكلية الدولة. وعما إذا كان سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة قال: هناك استشارات نيابية في القصر الجمهوري الأسبوع المقبل، وفي ضوئها تتحدد الأمور. وعما إذا كان مستعداً لتولي المسؤولية مجدداً قال: أنا بحاجة الى فترة راحة، ولكن إذا كانت هناك أي ضرورة فأنا دائماً في خدمة البلد في أي موقع أكون فيه.
وقال: لم يتم التوصل الى» ديل كامل»، ولكن الأكيد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة الاحترام الكامل للدستور، تطبيق القوانين كاملة وتطبيق القرارات الدولية. هذا هو الاتفاق الحاصل. أما موضوع الأسماء وشكل الحكومات وتركيبتها. فهذا أمر سابق لأوانه.
وهنأ رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» أسعد حردان في تصريح، العماد جوزاف عون «بانتخابه رئيساً للجمهورية»، متمنياً له «النجاح في مسؤولياته على رأس الدولة، تفعيلاً لدور مؤسسات الدولة وتعزيزاً للوحدة الوطنية وتحصيناً للاستقرار الداخلي على الصعد كافة، وتمسكاً بالثوابت والخيارات الوطنية دفاعاً عن أرض لبنان وسيادته وكرامة اللبنانييين».
وقال: «لقد ثبت أن التوافق الداخلي، هو من أهم الشروط لحل المعضلات وإنجاز الاستحقاقات ومعالجة المشاكل والأزمات»، مشدداً على أن «ينسحب هذا التوافق الذي سعى إليه الرئيس نبيه بري، التفافاً حول رئيس الجمهورية المنتخب، لمواجهة كل التحديات، خصوصاً العدوانية الصهيونية المتمادية، وترجمة هذا التوافق من خلال الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة، تتحمّل مسؤولياتها الكاملة تجاه البلد والناس».
وأشار الى ان الرئيس عون، «آتٍ من قيادة مؤسسة الجيش اللبناني، وهذه المؤسسة العسكرية شكلت وتشكل صمام أمان يصون وحدة لبنان واللبنانيين. وما نأمله للبنان بكل قواه، أن تتعزّز فيه روحية العمل الدؤوب من أجل تفعيل المؤسسات وتحصين الوحدة وحماية الاستقرار والسلم الاهلي على قاعدة الثوابت والخيارات الوطنية».
وأجرى الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اتصالاً برئيس الجمهورية جوزاف عون مهنئاً بانتخابه، ومثنياً على خطاب القَسَم وما أورده فيه من وعود تعزز الآمال بالانطلاق نحو لبنان الجديد. وشكر الرئيس عون جنبلاط على مواقفه الوطنية وعلى الدور الذي لعبه في سبيل تحقيق الإنجاز الرئاسي.
وأشار رئيس «التيّار الوطني الحر» النّائب جبران باسيل إلى أنّ «الآن أصبح جوزاف عون رئيسًا للبلاد، ونتعاطى معه بكلّ إيجابيّة واحترام، وكلّ عمل لن نوافق عليه سنعارضه بهدف تصحيحه»، لافتًا إلى «أنّنا سنرى المرحلة الجديدة ماذا ستتطلّب وسنتعاطى معها على هذا الأساس. لا يوجد تعاطٍ سلبي أو إيجابي بالمطلق، وسنعطي كلّ ما يمكننا لنجاحها».
وفي أول موقف دولي، أكد الموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين ان انتخاب جوزيف عون خطوة نحو السلام والاستقرار في لبنان. ووجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تهنئة إلى الرئيس جوزاف عون، وقال: «جوزاف عون سيوفّر قيادة حاسمة بينما ينفذ لبنان و»إسرائيل» وقف الأعمال العدائية بالكامل ويحظى بثقتي وأعتقد اعتقادًا راسخًا أنّه الزعيم المناسب».
وتلقى رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية وجدّد له دعم فرنسا للبنان، وشدد ماكرون على أنّ الانتخاب «تمهيد لطريق الإصلاحات».
وشدّدت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس – بلاسخارت، على ضرورة «الإسراع في تكليف رئيس للوزراء وتشكيل حكومة دون أي تأخير، إذ إنّ المهام الملقاة على عاتق الدولة اللّبنانية ضخمة للغاية ولا تحتمل المزيد من إضاعة الوقت». وأضافت: «حان الوقت لكلّ صانع قرار أن يضع مصلحة لبنان في المقام الأول، فوق كافة الاعتبارات الشخصية أو السياسية.»
وأشارت إلى أنّ انتخاب رئيس جديد يبعث الأمل مجددًا، ويمثّل فرصة لتمهيد الطريق نحو تحقيق تقدّم في ترسيخ وقف الأعمال العدائية وضمان أمن واستقرار البلاد، بما في ذلك تعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللّبنانية ودفع عجلة الإصلاحات الشاملة والمستدامة. وأكّدت أن الأمم المتحدة تتطلّع للعمل مع الرئيس عون والسلطات المعنيّة لدعم لبنان في ما يتخذه من خطوات ملموسة ومجدية لتحقيق تلك الأهداف.
واعتبرت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان أن «انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية اللبنانية مناسبة لإجراء إصلاحات في لبنان».
وهنأ الملك سلمان وولي العهد السعودي، الرئيس جوزاف عون بانتخابه رئيساً للبنان. وبارك أمير قطر تميم بن حمد، للرئيس عون انتخابه رئيسًا جديدًا للجمهورية، كما بارك للشعب اللبناني، مشيرًا إلى «أننا نرجو أن تمثّل هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار».
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر ستظل دائماً داعمة للبنان الشقيق وسيادته، وأنها مستعدة لتقديم المساعدة وكافة سبل الدعم الممكنة للبنان بما يضمن استقراره، ويعزز من قدرته على مواجهة التحديات، بحيث يبدأ لبنان مرحلة جديدة ينعم فيها بالأمن والاستقرار.
وهنأ رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد نظيره اللبناني جوزف عون بانتخابه رئيساً للبنان، وأضاف رئيس الإمارات عبر حسابه على منصة «اكس»: «أتطلع إلى العمل معه لما فيه خير شعبينا وأمن المنطقة واستقرارها».
المصدر: صحف