شائعات حول إنتشار فيروس (HMPV).. والصحة العالمية تؤكد لا داعي للهلع ! – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

شائعات حول إنتشار فيروس (HMPV).. والصحة العالمية تؤكد لا داعي للهلع !

فيروس
زينب حمود

إدعاءات وشائعات منذ عدة أيام حول إنتشار الفيروس المضخم للخلايا البشرية (HMPV) في الصين ما أثار القلق العالمي بحسب الاخبار المُتداولة عن تفشيه وإحتمالية دخول العالم بفترة تُشبه فترة إنتشار كورونا.

أمر ليس “غير معتاد”!

بدايةً يُعرف هذا الفيروس بأنه مرض تنفسي، وأعراضه تُشبه الأنفلونزا أو البرد. وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية حول الموضوع أشارت من خلاله إلى أنه في المناخات المعتدلة، تحدث الأوبئة الموسمية لمسببات الأمراض التنفسية الشائعة، بما في ذلك الأنفلونزا، وغالبًا خلال فترات الشتاء في العديد من البلدان في نصف الكرة الشمالي في الأسابيع الأخيرة في هذا الوقت من العام، وهو أمر ليس “غير معتاد”.

الوضع الصحي في الصين

وبحسب السلطات المحلية في الصين، ارتفعت حالات الإصابة في المناطق الشمالية وخاصة بين الأطفال، كما رفضت السلطات الادعاءات التي تنتشر حول خطورة الفيروس وأن المراكز الصحية والمستشفيات مكتظة بالمصابين وأكدت أن استخدام المستشفيات حاليًا أقل مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وفي السياق ذاته، كان قد قال رئيس وزراء الهند سيدارامايا إنه وجه إدارات الصحة والتعليم الطبي باتخاذ جميع التدابير الاحترازية بعد اكتشاف حالتين من فيروس (HMPV) في ولاية كارناتاكا. وقال للصحافة إنه تم اكتشاف العدوى لدى طفلين، وعلى الرغم من أن الفيروس ليس خطيراً، إلا أنه يتعين اتخاذ تدابير احترازية.

الصين ليست مصدر الفيروسات !

لاحظنا أن هناك عشرات الناشطين العرب تحدثوا عن خطورة تفشي هذا الفيروس، حيث قامت بعض السلطات المحلية بإتخاذ اجراءات، علماً أن حتى هذه اللحظة لم يتم تسجيل أي إصابة. وعلي سبيل الفكاهة، فقد سارع بعض الناشطين العرب إلى ربط إنتشار الفيروس بإستمكال موجة الاحداث السيئة التي شهدها العالم خلال العام 2024 . وبصورة قد تبدو غير مقصودة تُصور الصين على أنها مصدر إنتشار الفيروسات بسبب ما يتناولونه على موادئهم.

Virus banner

لدى الصين طريقتها بالتعاطي مع أي حالات مُصابة، وهذه إرادة متقدمة على متابعة أي تفشي لفيروس والتنبيه منه، والتصرف بشكل سريع. هذا السبق في الاجراء الصحي يُميز الصين لانها دولة ذات كثافة سكانية تماماً كما تعاطت مع تفشي كورونا خلال العامين 2019 – 2020، حيث كانت أول دولة تقوم بتشخيص الاصابات، مع العلم أن الفيروس كان موجودا ًفي بلدان أخرى ولم يتم تشخيصه منذ بداية إنتشاره.

هذا أدى الى أن ترسيخ صورة أن الصين هي الدولة المُسببة لكل انواع الفيروسات في العالم وهذا ما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي، كأن يكتب الناشطون من مختلف مناطق العالم ماذا يأكلون في الصين ؟ في الصين يأكلون كل أنواع الحشرات والزواحف ؟ وغيرها من الادعاءات التي لا اساس لها.

كما عمدت بعض وسائل الاعلام إلى تغطية الخبر بأسلوب غير دقيق وغير موضوعي بهدف التهويل وإثارة القلق. كما يرى الناشط اللبناني المقيم في الصين أدهم السيد أن هذه محاولات لتشويه صورة الصين لمآرب كثيرة أو هو تعاطي عنصري لمجتمعٍ ما إذا ما قلنا أيضاً أنها طريقة عشوائية وغير كفوءة في التعاطي مع الاحداث.

لا داعي للهلع !

استناداً إلى تقييم المخاطر، تنصح منظمة الصحة العالمية بعدم فرض أي قيود على السفر أو التجارة. واكدت ان مستويات الالتهابات التنفسية الحادة المبلغ عنها في الصين، بما في ذلك فيروس التهاب الجهاز التنفسي البشري، تقع ضمن النطاق المتوقع لموسم الشتاء.

يتقاطع هذا الكلام مع ما صرحته لموقع المنار الدكتورة ندى شمس الدين مختصة في الامراض الجرثومية، بأن الاعداد التي تم التلبيغ عنها في كل من أوروبا والصين ما زالت أقل من الاعداد التي سُجلت  في الفترات السابقة. ولا داعي للهلع ! ودعت الى ضرورة توخي الدقة في نقل المعلومة الصحية، وأوصت بدورها الأفراد باتخاذ الاحتياطات المعتادة لمنع انتشار مسببات الأمراض التنفسية خاصةً بالنسبة للفئات الأكثر ضعفًا.

د-ندى-شمس-الددين

 

كما أصدت منظمة الصحة العالمية سلسلة من التوصات أبرزها، غسل اليدين وتعقيمهما، وتجنب الاحتكاك بالمُصاب حيث أن العدوى تنتقل بالرذاذ والافرازات التنفسية والمخاطية. بالإضافة إلى تجنب ملامسة الاسطح الملوث، وغيرها من التوصيات وفق التالي.

توصيات منظمة الصحة العالمية لمنع إنتشارالامراض التنفسية

المصدر: موقع المنار