أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان أن العلاقات بين إيران والعراق، “مستمرة في أعلى المستويات، ويتسع نطاق التعاون الثنائي على مختلف المستويات يوما بعد يوم”.
وقال الرئيس الإيرني اليوم الأربعاء في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء العراقي الذي يزور طهران، إن هذه الزيارة “هي من اللحظات الحاسمة في العلاقات بين البلدين، وسنشهد نتائجها في المستقبل”. كما أشارإلی نتائج لقائه السوداني، قائلاً “تشاورنا حول التطورات الأخيرة في المنطقة، وأجرينا مناقشات جيدة حول تطوير التعاون الثنائي في كافة الأبعاد والمجالات القائمة”.
وفي السياق، قال الرئيس بزشکیان إن “لدى البلدين هواجس ومخاوف مشتركة فیما تتعلق بالتطورات الراهنة في سوريا وإن استقرار وسلام سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها ومواجهة أنشطة “، مشيراً إلى “الجماعات الإرهابية وضرورة انسحاب الکیان الصهيوني من المناطق المحتلة والاهتمام بالمشاعر الدينية وخاصة فيما يتعلق بالأماكن المباركة للشيعة كانت من بين هذه المخاوف”. وأضاف أن “خطر الإرهاب وإمكانية إعادة نشاط الخلايا الإرهابية كان من بين اهتمامات ومخاوف الجانبين في مباحثاتنا اليوم”، متابعاً “ناقشنا في هذا الاجتماع، برنامج التعاون الشامل بين البلدين والتنفيذ الكامل للاتفاقية الأمنية”.
وأضاف “نأمل أن تتسارع عملية تطوير التعاون الثنائي في ضوء هذه الزیارة والثقة الجيدة القائمة بين الجانبین، وأن يتم اتخاذ خطوات فعالة نحو التقارب بين البلدين”.
وتابع قائلاً “العراق دولة مجاورة مهمة وشريك استراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مشيراً إلى أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد دائما السلام والاستقرار والتنمية للمنطقة، وإن أمن ونمو ورفاهية الشعب العراقي العزيز أمر مهم للغاية بالنسبة لنا”.
هذا وأكد بزشکیان أن “العراق يعيش فترة جيدة من النمو والتطور، خاصة مع وجود أخي السوداني، وإن شاء الله سيستمر هذا المسار”، لافتاً إلى أن “هذه الزیارة هي استمرار لزیارتي الناجحة إلى العراق في أيلول/سبتمبر 2024 وهي نقطة تحول في العلاقات بين البلدين سنرى نتيجتها في المستقبل”.
وأشار الرئيس الايراني إلى الخطط الاقتصادية المشتركة بين إيران والعراق، قائلاً “ناقشنا في هذا اللقاء الخطط الجيدة فيما يتعلق بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري وأحد هذه الخطط المهمة هو تسريع بناء مشروع سكة حديد شلمجة-البصرة، والذي اهتم السيد السوداني أيضًا بتنفيذه كثيراً”.
وأضاف قائلا “أكد الجانبان في هذا اللقاء على أهمية تنفيذ الوثائق وإزالة المعوقات القائمة”. كما اعتبر رئیس الجمهوریة، تطوير العلاقات في المجالات الجمركية، وحضور شركات البلدين في مشاريع مشتركة، وتسهيل النقل البري وزيادة عبور وترانزیت البضائع والركاب، وتعزيز الأسواق الحدودية وتلبية الاحتياجات المتبادلة المشتركة للقطاعات الأخرى “من أهم المواضيع التي بحثها مع رئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له”.
وأعرب عن أمله في أن “تتوسع التجارة بين البلدين بفضل جهود الجانبين كما أعرب بزشکیان عن شكره للعراق حكومة وشعبا على استضافة الزوار الإيرانيين خلال السنوات الماضية”.
السوداني: زيارة طهران تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، “احترام إرادة الشعب السوري ودعم أي إطار سياسي يختاره بنفسه”، فيما أكد حرص بغداد على إقامة علاقات متوازنة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية.
وعن التطورات في سوريا، أشار السوداني، إلى أن “استقرار سوريا مفتاح لاستقرار المنطقة، داعياً في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى “حل سياسي شامل في سوريا”.
وقال السوداني، إن “زيارة طهران تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والاجتماع مع بزشكيان، بحث هذا الملف وعلى مستوى جميع المجالات المشتركة”، مبيناً أن “اللقاء شهد أيضاً مناقشة ملف تجهيز العراق بالغاز والطاقة”.
وأضاف السوداني أن “الأيام المقبلة ستشهد عقد اجتماعات على مستوى الوزراء بين البلدين لبحث تعزيز العلاقات المشتركة بين بغداد وطهران”، مؤكداً في الوقت نفسه “متابعة المشاريع المشتركة مع إيران خصوصاً قطاعي السكك والسكن”.
وبشأن أوضاع غزة، أكد السوداني، أن “موقف العراق ثابت في إدانة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني خصوصاً وأن الانتهاكات الصهيونية تهدد السلم والأمن الإقليميين”، مضيفاً أن “السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة هو وقف الحرب الصهيونية في غزة”.
ووصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران صباح اليوم الأربعاء في أول زيارة له إلى العاصمة الإيرانية حيث استقبله الرئيس الايراني مسعود بزشكيان. وسيجري السوداني خلال زيارته التي ستستمر يوماً واحداً محادثات تتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان مقتضب، أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وصل اليوم إلى طهران في مستهلّ زيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مضيفاً أن الزيارة “ستناقش العلاقات الثنائية في ضوء ما تحقق خلال زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى بغداد في أيلول/سبتمبر الماضي، كما ستتناول الملفات المشتركة وأطر تعزيز التعاون في مختلف المجالات”.
وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري إن “الزيارة فرصة لتأكيد دور العراق كجسر للتواصل والتفاهم الإقليمي والدولي”. كما أضاف الشمري أن “الزيارة تأتي في توقيت حساس إقليمياً ودولياً، للتأكيد على أهمية توطيد وتعضيد التعاون في المجالات المختلفة وتعزيز العمل المشترك لتثبيت الاستقرار في المنطقة”.
هذا ولفت إلى أن “هذه الزيارة تحمل في طياتها بعداً استراتيجياً ضمن مساعي تعزيز الاستقرار وتمتين الأواصر البينية بين بلدان المنطقة”، مؤكداً أن “الحكومة تنطلق في هذه الجهود من مفهوم ومنطق (الصديق المشارك) في بناء علاقاتنا الدولية، بما يعكس التزام العراق بتعزيز شراكاته الإقليمية والدولية على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”.
ورافق رئيس الوزراء العراقي خلال هذه الرحلة وفد رفيع المستوى مكون من عدد من الوزراء العراقيين. وتأتي الزيارة بدعوة من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي من المقرر أن يعقد السوداني لقاء معه بالإضافة إلى الامام السيد علي الخامنئي.
المصدر: مواقع إخبارية