تثبت المقاومة في شمال قطاع غزة للعدو ولغير العدو، أن الإبادة ونسف البيوت والتهجير وتدمير المستشفيات لا تنهي فعلها، بل تجعله أقوى بمنحه وحده الشرعية وسط غياب كل الأنظمة والشرائع الانسانية إزاء الجريمة الكبرى التي لا تزال ترتكب منذ 451 يوماً. وفي هذا السياق، أعلن جيش الاحتلال أن أحد ضباطه من لواء غفعاتي أصيب بجروح خطيرة خلال معارك أمس في منطقة شمال قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن قبل ساعات مقتل جندي في معارك شمالي قطاع غزة، كما أصيب جندي بجروح خطيرة في حدث آخر شمال غزة. واعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح في شمال القطاع، مشيراً إلى أن أحد المصابين ضابط وأن إصابته خطرة، وبذلك يرتفع عدد قتلاه إلى 40 جندياً خلال العملية الأخيرة بجباليا.
كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الاثنين، عن تنفيذها ضربة صاروخية تجاه القدس وتل أبيب ومستوطنات غلاف غزة خلال اليومين الماضيين. وصباحاً قالت إذاعة جيش الاحتلال إنه تم رصد إطلاق صاروخ من قطاع غزة، “لكنه لم يدخل أراضي “إسرائيل””، وفق زعمها.
يأتي ذلك في وقت كثّف فيه جيش الاحتلال هجماته على مستشفيات القطاع، واعتقل 4 مرضى أحدهم حالته خطرة، وذلك أثناء نقلهم من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، كما أصدر أمراً بإخلاء بيت حانون. في وقت قالت فيه “القناة 12” العبرية إنه “من المتوقع توسيع العمليات العسكرية كتلك التي جرت في مستشفى كمال عدوان وبيت حانون شمالي قطاع غزة”.
مدير منظمة الصحة العالمية بدوره، أعلن أن “المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى ساحات معارك والنظام الصحي تحت تهديد شديد”، مشيراً إلى أن “مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية في مكان غير معروف ونطالب بالإفراج عنه”. وقال “نحث “إسرائيل” على احترام الاحتياجات الصحية للمرضى الذين احتجزتهم في غزة”، حسب تعبيره.
مفاوضات وقف اطلاق النار: العدو يراوغ
أما فيما يتعلق بالمسار التفاوضي لوقف اطلاق النار، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن طالحركة تحلّت بأقصى قدر من المرونة في مفاوضات تبادل الأسرى”، مشيراً إلى أن العدو ينقلب في كل محطة من محطات التفاوض على ما يتم الاتفاق عليه، ويرفض الانسحاب الكامل من القطاع.
تزامن ذلك مع زعم صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مسؤولين
ومصادر بجيش الاحتلال والشاباك، أن “مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مستمرة وبقيت بعض الفجوات”، مشيرة إلى أن “جميع الأطراف تحاول التوصل إلى تفاهمات قبل تسلم ترامب مهام منصبه”، وهذا ما نفاه مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالأمس.
الصحيفة قالت إن “فريق المفاوضات متفائل بحذر إزاء الصفقة ويقول إن هناك تقدماً”، مشيرة إلى أن “عدم الخوض في تفاصيل اليوم التالي في قطاع غزة سيعيدنا إلى السادس من أكتوبر”.
كما ذكرت نقلاً عن المسؤولين دعم الكيان “التوصل إلى وقف إطلاق نار كامل أو جزئي بشكل فوري”، مضيفة أنه “إذا لم نتخذ قرارات بشأن غزة فإننا نقوض انجازات الحرب ولا نسقط حماس”، حسب تعبير المسؤولين الصهاينة، الذين أكدوا أن “حماس لا تزال قادرة على حكم قطاع غزة”.
بدورها، إذاعة جيش الاحتلال نقلت عن مصادر أنه “لا يمكن القول إن مفاوضات صفقة التبادل مجمدة لكن لا تطورات جديدة حتى الآن”، لافتة إلى أن “الجيش يحاول الضغط عسكرياً على حماس لإبرام صفقة رغم فشل هذه السياسة خلال الأشهر الماضية”.
تطورات العدوان
في ما يتعلق بتطورات العدوان، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بارتفاع عدد الوفيات بين النازحين في القطاع بسبب موجات الصقيع إلى 7 مواطنين.
وقال المكتب إن عدد الوفيات مُرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية في القطاع المحاصر.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي صباح اليوم الاثنين، الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في مناطق عديدة من القطاع، خاصة في دير البلح جنوبي القطاع، حيث أظهرت تلك المقاطع خياما مهترئة غرق عدد منها جراء تساقط الأمطار الغزيرة والرياح منذ فجر اليوم.
أوضاع صعبة يعيشها النازحون في دير البلح بعد غرق خيامهم بسبب مياه الأمطار والبرد الشديد. pic.twitter.com/Ws5itPrM97
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 30, 2024
هذا واستشهد مواطن فلسطيني جراء غارة معادية استهدفت منزلاً في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة وسط القطاع.
وقصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، عدداً من المرضى خلال نقلهم من مستشفى الأندونيسي شمال القطاع، إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وذكرت مصادر طبية أن قوات الاحتلال اعتقلت 4 مرضى من بين 10 مرضى، أثناء نقلهم من مستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء، مشيرة إلى أن أحد المرضى، الذين اعتقلهم الاحتلال، في حالة حرجة للغاية.
بلدية غزة: النازحون يعيشون ظروفا مأساوية بسبب الأمطار والعواصف
بلدية غزة أعلنت أن “النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية بسبب المطر والعواصف، ولا توجد إمكانيات كافية لمساعدتهم”.
وأضافت أن “مدينة غزة تشهد منخفضا جويا شديدا يحمل أمطارا وعواصف تشكل خطرا على خيام النازحين”، مشيرة إلى أن “عمليات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي معقدة بسبب الأضرار الهائلة في شبكات الصرف الصحي”.
كما طالبت المنظمات الدولية بالتدخل لتخفيف معاناة أهلنا وتقديم حد أدنى من الخدمات في الظروف الصعبة.
المصدر: مواقع إخبارية