كشفت الشرطة الإيطالية أن منفذ اعتداء برلين التونسي انيس العامري أصاب شرطيا بجروح في ميلانو بالسلاح نفسه الذي أدى الى مقتل بولندي كان يقود شاحنة استخدمها العامري لتنفيذ اعتدائه. وأوضحت الشرطة العلمية في بيان ان “السلاح الذي قتل به سائق الشاحنة (التي استخدمت لتنفيذ) اعتداء برلين. هو نفسه الذي استعمله أنيس العامري لإصابة شرطي في ميلانو”.
وهناك تحقيق جار لمعرفة ما إذا تم استخدام هذا السلاح “في قضايا جنائية اخرى. في إيطاليا أو في مكان آخر”. وبعد ان قطع جزءا من أوروبا حاملا ذلك السلاح الذي استخدمه لجرح شرطي ايطالي في كتفه. تم قتل التونسي البالغ 24 عاما في 23 كانون الاول/ديسمبر في ميلانو قرابة الثالثة فجرا.
وفي ألمانيا. يركز المحققون على تونسي يبلغ 26 عاما تناول العامري معه العشاء داخل مطعم في برلين في الليلة التي سبقت الاعتداء. ووضعت السلطات ذلك التونسي قيد الاحتجاز في اطار قضية اخرى. وقال فروك كوهلر المتحدث باسم المدعي العام الاتحادي الألماني إن الرجلين اللذين كانا يعرفان بعضهما منذ نحو عام “تناقشا بشكل مكثف جدا”.
واضاف “انطلاقا من ذلك كان لدينا شك بأن هذا التونسي البالغ من العمر 26 عاما قد يكون شريكا (في الاعتداء) او انه على الاقل كان على علم بمشروع الاعتداء” الذي خطط له العامري. مشيرا الى ان العناصر المتوافرة حتى الان غير كافية لتبرير اتخاذ اجراءات ضده. وهذا الرجل الذي كان يسكن في مركز لطالبي اللجوء تمت مداهمته الثلاثاء. وضع قيد الاحتجاز الاحتياطي للاشتباه به في قضية احتيال.
وفي العام 2015 كان هناك تحقيق جار بحقه للاشتباه بمحاولته الحصول على متفجرات. لكنه لم يكتمل نظرا الى عدم وجود عناصر كافية. واعلن المدعي العام الاتحادي الألماني المختص النظر بقضايا الإرهاب. أنه تم ايضا دهم شقة في برلين يعيش فيها رجل سكن في السابق مع منفذ اعتداء برلين.
وإذا كان التحقيق الدولي قد نجح الاسبوع الماضي في تحديد أن العامري مر خلال رحلته في كل من هولندا وفرنسا وإيطاليا. مستخدما حافلات وقطارات. فإن الشرطة الألمانية لم تستطع حتى الان تحديد أي طريق استخدمها الاخير لمغادرة المانيا.
وحتى الان يعلم المحققون الالمان بأنه بعد وقت قصير من اعتداء برلين. مر العامري “في منطقة محطة حديقة الحيوانات” على مقربة من سوق عيد الميلاد. وأنه أظهر أمام كاميرا للمراقبة “إصبع التوحيد. رافعا السبابة” بحسب ما ذكر المتحدث باسم المحققين. وقد أصبحت هذه الحركة اليدوية على نطاق واسع علامة يستخدمها مؤيدو تنظيم داعش.
اما المدعي العام الهولندي فقال من جهته إن لديه “صورة واضحة عن تحركات العامري في هولندا” في 21 كانون الاول/ديسمبر عندما وصل الى منطقة نايميخن واستقل قطارا إلى محطة أمستردام المركزية.
واوضح المدعي الهولندي في بيان أنه “في وقت متأخر من بعد الظهر. استقل (العامري) قطارا إلى بروكسل وتوجه الى بلجيكا”. وهي معلومات تتقاطع مع بيان أصدره الأربعاء المدعي العام الاتحادي البلجيكي الذي قال إن العامري “وصل إلى محطة قطار شمال بروكسل في 21 كانون الاول/ديسمبر قرابة السابعة مساء (18.00 ت غ) آتيا من أمستردام”.
وتمكنت الشرطة الاتحادية للسكك الحديد في بروكسل من الحصول على هذه المعلومات بعد “مشاهدتها كل لقطات الفيديو التي تم تصويرها في المحطة”. وهو قد يكون بقي في بروكسل حتى الساعة التاسعة مساء (20.00 ت غ). وفقا للمدعي العام البلجيكي الذي لم يعط مزيدا من التفاصيل.
واعلن المدعي العام الاتحادي السويسري من جهته الاربعاء انه فتح تحقيقا حول الاتصالات التي قد يكون العامري أجراها في سويسرا. وذلك “بناء على معلومات وردت من السلطات الأجنبية وتتعلق باعتداء برلين”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية