تأبى المقاومة في الضفة أن يخفت صوت رصاصها. بالرغم من كل ما يقوم به العدو من حملات عسكرية واغتيالات واعتقالات لا تتوقف، إضافة إلى تسليط سيف السلطة لتصفية كل مظاهر المقاومة، واعدة بالدعم العسكري والاستخباراتي لتحقيق هذه الغاية (تواصل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، منذ ثلاثة أسابيع، حملتها العسكرية في مخيّم جنين، بهدف القضاء على كل مظاهر المقاومة فيه). تبقى يد المقاومة مرفوعة، والرسالة واضحة: لا طريق معبدة أمام الاحتلال وأعوانه، لا استسلام ولا تراجع.
وفي سياق التطورات، اندلعت فجر الثلاثاء، اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها مناطق عدة بالضفة الغربية، خاصة في نابلس وطولكرم، حيث تم تفجير عبوات ناسفة بآليات عسكرية للاحتلال، واستشهد فتى فلسطيني، صباح اليوم، برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم طولكرم، بينما أصيب طفل وسيدة بالرصاص الحي بسبب المواجهات في بيت لحم وبلدة بيتا في قضاء نابلس.
في حين أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 3 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم بلاطة، مشيراً إلى أن “قوات الاحتلال تعتقل فلسطينياً بعد إصابته، وتمنع طواقمنا من الوصول إليه في مخيم بلاطة”.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات اندلعت مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها محيط مخيم العين غربي نابلس، كما سجلت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال خلال اقتحام قرية أودلا جنوبي المدينة.
وفي هذا الاطار، أعلنت سرايا القدس-كتيبة طولكرم اليوم مواصلة مقاتليها “برفقة مقاتلي شعبنا التصدي لقوات الاحتلال في محاور القتال بمخيم طولكرم، حيث يستهدفون قوات العدو والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص محققين إصابات مؤكدة”. من جهتها، أكدت كتائب شهداء الأقصى- نابلس تفجيرعدد من عبوات طالزوفي” شديدة الانفجار في جنود العدو بمخيم بلاطة محققين إصابات مباشرة.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز، الأمر الذي أدّى لاندلاع مواجهات في المنطقة، مما أسفر عن إصابة طفل بالرصاص الحي في القدم، وتم نقله لمستشفى رفيديا بالمدينة لتلقي العلاج.
كما أصيبت سيدة فلسطينية بالرصاص الحي من قبل جيش الاحتلال خلال مواجهات مع فلسطينيين في حوسان غرب بيت لحم جنوب الضفة.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين، وأصابت أحدهم خلال اقتحامها مناطق في نابلس ومحيطها. وأفاد نادي الأسير أن الشاب كمال أبو مسلم من مخيم بلاطة أصيب قبل أن يتم اعتقاله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب بيان برهم داوود، شقيق الأسير ليث برهم، بعد اقتحام منزله في بلدة بيتا.
ونكلت قوات الاحتلال بشاب فلسطيني عقب اعتقاله من داخل منزله في مخيم بلاطة بمدينة نابلس، حيث تعرض للضرب والتقييد بطريقة عنيفة أمام أفراد أسرته.
هذا وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال داهمت منزل عائلة أحد المطلوبين في حي المخفية، وهددت باعتقال والديه ما لم يسلم نفسه للاحتلال.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم، وبلدة عزون شرقي قلقيلية، بينما اعتقلت قوات خاصة إسرائيلية من المستعربين فلسطينيا بعد الاعتداء عليه في العيساوية بالقدس المحتلة. ةونفذت قوات الاحتلال، مدعومة بآليات وجرافتين ثقيلتين، اقتحاما واسعا لمدينة طولكرم من المحور الغربي، متجهة نحو المخيم.
كذلك، فرضت قوات الاحتلال حصارا مشددا على المخيم، وأرسلت تعزيزات عسكرية إضافية، فيما انتشرت القناصة على الأبنية العالية المحيطة، وأطلقت القوات النار بشكل عشوائي على كل شيء متحرك.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الفتى فتحي سالم استشهد برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام المخيم.
وبدأت الجرافات في تجريف البنية التحتية للمخيم، مستهدفة بشكل خاص حارات “المدارس، المقاطعة، المطار، العكاشة، المربعة”، حيث دمرت شبكة المياه في حارة المقاطعة، إضافة إلى هدم ممتلكات الفلسطينيين من محلات تجارية ومنازل ومنشآت ومركبات.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى 827 شهيدا وأكثر من 6 آلاف و500 جريح؛ جراء اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين عليهم منذ العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023.
من جهته، زعم المتحدث باسم جيش العدو في بيان له أن “الفرقة لمكافحة الإرهاب شرعت الليلة وفجر اليوم في عملية خاصة في طولكرم”، مضيفاً أن “جنود من الجيش الإسرائيلي وعناصر من الشاباك وقوات الشرطة شاركت في العلمية في طولكرم وقضت القوات على مسلح في معارك وجها لوجه وتعمل في المنطقة لمكافحة الإرهاب”، على حد تعبير العدو.
🔴 آليات جيش الاحتلال تواصل تدمير البنية التحتية وممتلكات الأهالي خلال اقتحام مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة pic.twitter.com/CGLWgHYMzA
— ساحات – عاجل 🇵🇸 (@Sa7atPl) December 24, 2024
وتأتي العلمية، بحسب المتحدث العسكري، “كجزء من الحملة لمصادرة الوسائل القتالية والأسلحة، حيث صادرت قوات الأمن الإسرائيلية أسلحة شملت بنادق ومسدسات، واعتقلت مطلوبين اثنين، كما اعتقلت القوات خلال الليل 18 فلسطينيا وصادرت أسلحة في مختلف أنحاء الضفة الغربية”، حسب قوله.
الاحتلال هدم 1787 منشأة بالضفة والقدس منها 800 مسكن مأهول
وهدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم، منزلين وجرفت أراض في بلدة حزما شمال القدس المحتلة، بينما هدمت منشأة تجارية في بلدة بيت حنينا، وذلك بذريعة البناء دون ترخيص.
وذكر مركز معلومات وادي حلوة أن جرافات الاحتلال هدمت صباحا منزل المقدسي فارس صلاح الدين وتقدر مساحته بنحو 200 متر مربع، ومنزلا آخر قيد الإنشاء يعود لعائلة حابس علي، كما جرف الاحتلال خلال اقتحام بلدة حزما أشجار زيتون وسلاسل حجرية.
وأغلقت قوات الاحتلال أغلق الطريق المؤدية للمحل التجاري الذي طاله الهدم ومنع تواجد المقدسيين في محيطه.
وتكشف إحصائيات أممية عن آلاف النازحين الفلسطينيين ومئات آلاف المتضررين، جراء تصاعد سياسة الهدم الإسرائيلية للمباني والمنشآت الفلسطينية في الضفة الغربية، منذ بدء العدوان على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ووفق معطيات لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت 1787 منشأة فلسطينية بين 7 تشرين الأول 2023 و15 تشرين الأول 2024، منها 800 مسكن مأهول.
وأدت عمليات الهدم إلى نزوح 4 آلاف و498 فلسطينيا، فضلا عن تضرر نحو 531 ألفا و593 آخرين جراء هدم منازلهم أو منشآتهم التجارية والصناعية والزراعية.
وتتصدر مدينتا جنين وطولكرم، محافظات الضفة، من حيث عدد النازحين، نتيجة الاقتحامات المستمرة وعمليات الهدم والتجريف، إذ سُجّل نزوح 1846 فلسطينيا في مدينة طولكرم ومخيميها، نتيجة هدم 313 مسكنا مأهولا، و974 فلسطينيا في مدينة جنين ومخيمها، نتيجة هدم 147 مسكنا مأهولا.
المصدر: موقع المنار