عروضٌ عسكريةٌ حيةٌ على طولِ الجبهةِ وعرضِها، ورجالٌ بصواريخَ ومُسيّرات، احيَوا الاستقلالَ وليس فقط ذِكراه ..
وميدانُ عيدِ الاستقلالِ هذا العامَ من الناقورة الى اعالي كفرشوبا، ومحطاتُها اليومَ من شمع الى ديرميماس فالخيام – الواقفةِ فوقَ دردارتِها، تَحكي لسهلِها كيف انَ منطقة “وطَى الخيام” اثبتَت للعالمِ عُلُوَّ الهِمّة، وانه اعادَ مجدَ السهلِ ذاتَ تموزَ، والعدوَ المكابرَ على مدى ايامٍ يحاولُ التقدمَ باثمانٍ جسام، من آلياتٍ وجنودٍ وضباط..
وعلى وقعِ النزالِ البطوليِّ لرجالِ الله، الذين يخوضون معركةَ ايلامِ العدوِ كما اسماها الامينُ العامُّ لحزبِ الله الشيخ نعيم قاسم، ويَمنعونَ قواتِه من الاستقرارِ في ايٍّ من المناطقِ على ارضِ الجنوب، فانَ الصواريخَ والمسيراتِ ما هدَأَت وما استكانت، واصابت تلكَ النوعيةُ منها قاعدةَ حيفا التقنية، ووصلت صواريخُ اخرى الى المقرِّ الاداريِّ لقيادةِ لواءِ غولاني في شراغا شمالَ عكا، وكذلك كان حالُ صفد ونهاريا، والعديدِ من المستوطناتِ المحاذيةِ للحافةِ الامامية..
اِنه العملُ وفقَ مسارينِ كما قالَ بالامسِ القريبِ سماحةُ الشيخ نعيم قاسم – الميدانُ والمفاوضات، ولن نُعلّقَ الميدانَ بانتظارِ المفاوضات، وانما سيَعلَقُ العدوُ بينَ حبالِ تكتيكاتِه المربَكة، واستراتيجياتِه المنعدمة، وهروبِ سياسييهِ الى الامام، وخاصةً انَ ضيقَ الحالِ قد استحكمَ بالرأيِ العام، الذي باتَ ما يزيدُ عن السبعةِ والخمسينَ بالمئةِ منه يدعون الى ابرامِ تسويةٍ توقفُ الحربَ معَ لبنان، بحسَبِ استطلاعاتِ الرأيِ التي نشرَتها صحيفةُ معاريف العبرية..
امّا ما ينشرُه اعلامُهم عن المفاوضات، فلا يزالُ يتمسكُ بالحديثِ عن ايجابيةٍ احرزتها زيارةُ الموفدِ الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين، لكنها لا ترقى الى مستوى انتاجِ اتفاق، فيما جميعُهم متفقونَ على الزلزالِ الذي هزَ كيانَهم، وهو قرارُ المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ بطلبِ اعتقالِ رئيسِ حكومتِهم بنيامين نتنياهو ووزيرِ حربِه المقالِ يوآف غالنت كمجرِمَي حرب، معتبرينَ انَ هذا القرارَ سيُعرِّضُ كيانَهم لضغوطٍ دوليةٍ غيرِ مسبوقة، واصفينَ ما جرى بالمصيبةِ الكبرى..
لكنه قرارٌ لم يردَعْهم عن ارتكابِ المجازرِ والقتلِ الجماعيِّ لا في غزةَ ولا لبنان، الذي ما زالت اجهزتُه الصحيةُ تُحصي اعدادَ الشهداءِ الذين قضَوا من مساءِ الامسِ الى مساءِ اليومِ في اكثرَ من منطقةٍ جنوبيةٍ وبقاعية، فيما بقيت الضاحيةُ الجنوبيةُ عندَ صمودِها بوجهِ آلةِ التدميرِ الصهيونيةِ المتمادية.
المصدر: المنار