قد لا تفكّرون سوى في البرد الشديد والرغبة بالبقاء في السرير عندما تتدنّى حرارة الطقس وتهطل الأمطار بغزارة، لكن في المقابل هل تعلمون أنّ لهذا الفصل إنعكاساتٍ إيجابية على صحّتكم؟
صحيح أنّ الطقس البارد يزيد إحتمال تعرّضكم لتخدّر أصابع القدم، وإرتفاع ضغط الدم، وتصلّب المفاصل، ونوبات القلب، ونزلاد البرد، وغيرها من المشكلات الصحّية، إلّا أنّ هذا لا يعني أنه يخلو من بعض الفوائد الإيجابية المهمّة:
ـ القضاء على “زيكا”: من المعلوم أنّ البعوض تنقل فيروس “”زيكا”، وغرب النيل، وحمّى الضنك، وغيرها من الأمراض عندما تكون مُصابَة بها وتلدغكم. إستناداً إلى CNN، يوجد نوعان من البعوض التي تنقل الأمراض هما الـCulex، والـAedes.
وبما أنهما غير نشيطين عندما تنخفض حرارة الطقس إلى ما دون 10 درجات مئوية، يتقلّص بشكل ملحوظ إحتمال الإصابة بهذه الأمراض عن طريق لدغة البعوض.
ـ حرق مزيد من الكالوري: يحتوي الجسم نوعين من الدهون: البيضاء والبُنّية. في حين أنّ الأولى تشكّل أكبر إحتياطي للطاقة في الجسم، تقوم الثانية بحرق السعرات الحرارية لتوليد الحرارة.
وفق دراسة نُشرت في Journal of Clinical Investigation، فحص الباحثون عملية أيض 6 رجال يتمتعون بصحّة جيّدة بعد تعرّضهم للبرد لكن من دون بلوغهم مرحلة الرجفة. تبيّن أنّ الدهون البُنّية حرقت نظيرتها البيضاء، وقد إرتفع أيضاً الأيض بنسبة 80 في المئة.
ـ النوم بسهولة: ترتفع حرارة الجسم وتنخفض في أي وقت خلال 24 ساعة، وتبلغ عادةً ذروتها بداية بعد الظهر وتصل إلى أدنى رقم عند بزوغ الفجر. عندما يتحضّر الجسم للنوم، يفقد الحرارة مع بدء الشعور بالنعاس. وجدت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يشكون من الأرق يملكون درجة حرارة جسم أعلى من نظرائهم العاديين. لتعزيز النوم يُنصح بخفض درجة حرارة الغرفة.
على نحو مُماثل، توصّل بحث أُجرته University of Pittsburgh of Medicine إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون الأرق لديهم نشاط أعلى في الفصّ الأمامي من أدمغتهم المسؤول عن التخطيط والتنظيم، الأمر الذي نتج منه العجز عن وقف تشغيل الدماغ. لكن بعد تبريد الرأس، تمكّنت هذه المجموعة من الإستسلام للنوم بالسرعة ذاتها تقريباً للأشخاص الذين لا يعانون الأرق.
ـ التفكير بوضوح أكثر: يساعد الغلوكوز الموجود في الجسم على تعزيز النشاط العقلي، وتنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية. يعني ذلك أنه عند التواجد في بيئة حارّة أو باردة، يُعدّل غلوكوز الجسم نفسه وفق ذلك للتحكّم في الأمور. إستناداً إلى العلماء، الحرارة الدافئة تدفع الجسم إلى استخدام أطنان من الغلوكوز لضمان التبريد، ما يمكن أن يؤثّر سلباً في القدرة على اتخاذ القرارات.
ـ تقليص إلتهاب العضلات: وفق ما نُشر في مجلّة The Atlantic، فحص National Institute of Sport, Expertise and Performance الذي يتّخذ من باريس مقرّاً له مجموعة عدّائين يعانون تلفاً عضلياً لمدّة 3 أسابيع.
من خلال استخدام العلاج بالتبريد، والعلاج الحراري، وأخذ فترة من الإستراحة، تمّت مراقبة عمليات شفاء العدّائين. تبيّن أنّ العلاج بالتبريد سمح للرياضيين باستعادة قوّتهم العضلية أسرع مقارنةً بالعلاجات الأخرى. وأكّدت الدراسة أنّه يُفضّل إبقاء الأشخاص الذين يعانون مشكلات في القلب في الدفء لأنّ الأوعية الدموية تضيق في البرد.