صادق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومجلس الأمن القومي على خطة وزارة “التراث”، التي يتولاها عَميحاي إلياهو من حزب “عوتسما يهوديت” برئاسة إيتمار بن غفير، بشأن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وتقضي بتسيير جولات برفقة مرشدين من قِبل (أي بتمويل) الدولة في منطقة جبل الهيكل المزعوم أي (باحة المسجد الأقصى)، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” اليوم، الثلاثاء.
وكرر مكتب نتنياهو الزعم بأنه لا يوجد تغيير في الوضع الراهن في المسجد الأقصى، فيما يكرر بن غفير الإعلان عن أن سياسته ستغير الوضع الراهن بالسماح لليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى بالصلاة فيه، وقال أمس إنه يريد بناء كنيس في المسجد.
وتسعى وزارة “التراث” إلى تزوير تاريخ القدس المحتلة والمسجد الأقصى والترويج للأساطير الصهيونية. وجاء في بيان صادر عنها أنه “استمرارا لقرار الحكومة، تعتزم وزارة التراث تسيير جولات مع مرشدين في الجبل، تسمح لأول مرة لعدد كبير من اليهود ومئات آلاف السائحين الذين يصعدون إلى الجبل سنويا”.
وقالت الوزارة الإسرائيلية إلى الهدف من هذا الإجراء هو ما قالت إنه “الاستماع إلى التراث اليهودي بصيغة تاريخية دقيقة ونظيفة من حقائق بديلة وسرديات فلسطينية كُتبت من أجل دفع أجندة معادية لإسرائيل ولليهود”.
وأضاف البيان أن “تسيير الجولات مع مرشدين ستجري بشكل مسموح به ومن خلال صلاحيات (الحكومة)، وصادقت عليها جميع الجهات ذات العلاقة، وخضعت للجنة مناقصات بموجب القانون، وستجري بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي والشرطة الإسرائيلية”.
وجاء في تعقيب مجلس الأمن القومي أن المجلس لم يصادق ولم يطالب بالمصادقة على جولات وزارة التراث في المسجد الأقصى، وأي نشر يتعلق بضلوع مجلس الأمن القومي في الموضوع لا أساس له.
وذكرت “كان” أن وزارة “التراث” ستمول هذه الجولات بمبلغ مليوني شيكل، ويتوقع أن يبدأ تسيير هذه الجولات في نهاية تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وقال بن غفير لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه يريد إقامة كنيس في المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وصدرت صحيفة “ييتِد نئمان” الناطقة باسم حزب “ديغل هتوراة” الحريدي، اليوم، بعنوان باللغتين العبرية والعربية، جاء فيه أنه “يمنع منعا باتا صعود اليهود إلى الجبل – باحة الأقصى – هذا هو رأي – فتوى – كل رجال الفقه والإفتاء اليهود على مر العصور، وهذا الرأي – الفتوى – لم يتغير ولا يزال ساري المفعول حتى الآن”.
وهاجمت الصحيفة بن غفير وقالت إن “المريض بإشعال الحرائق السياسية يشعل المنطقة”، وأن “الوزير بن غفير يعود إلى قيئه ويشكل خطرا على يهود الأرض المقدسة”.
حماس: قرار حكومة الاحتلال تصعيد خطير ولعب بالنار
وقالت حركة حماس إن قرار حكومة الاحتلال تمويل جولات صهيونية للمسجد الأقصى تصعيد خطير ولعبٌ بالنار يقود المنطقة إلى حرب دينية يتحمّل مسؤوليتها الاحتلال وداعموه، وندعو شعبنا وأمتنا إلى النفير العام والحشد الواسع نصرة ودفاعاً وتضامناً مع شعبنا ومقدساتنا.
وأكدت حركة حماس أن “هذه الحكومة الفاشية المتطرّفة تلعب بالنار، إذ لا تأبه بتداعيات سلوكها الصهيوني في المساس بقدسية ومكانة وهُوية المسجد الأقصى المبارك، عند أمتنا العربية والإسلامية، فهذا التصعيد الخطير ضد قبلة المسلمين الأولى وثاني الحرمين الشريفين، يهدّد بنشوب حرب دينية واسعة، يتحمّل مسؤوليتها ونتائجها الاحتلال وأركان حكومته المتطرّفة وكل الأطراف الداعمة والشريكة له في حربه وعدوانه، وفي مقدّمتهم الإدارة الأمريكية”.
وقالت في بيان “إنَّ محاولات الاحتلال الصهيوني المحمومة والمتسارعة سعياً منه في تغيير الأمر الواقع في المسجد الأقصى المبارك، لن يفلح في طمس أو تغييب حقائق الواقع والتاريخ، بأنَّه وقفٌ إسلاميٌّ، لا يقبل القسمة، كان وسيبقى إسلامياً خالصاً، ولن نقبل بأيّ سيادة أو شرعية على أيّ شبر منه، مهما كانت الأثمان والتضحيات”.
ودعت حماس “منظمة التعاون الإسلامي، التي تأسّست دفاعاً ونصرة وحماية للمسجد الأقصى المبارك من الخطر الصهيوني، إلى تحمّل مسؤولياتها والتحرّك الجاد والفاعل والمستدام بكل الوسائل، والتداعي كقلب رجل واحد، ضد هذه السياسات والمخططات والانتهاكات والجرائم المتصاعدة ضد المسجد الأقصى المبارك، كما نطالب الجهات القائمة بالوصاية الإدارية في المسجد الأقصى للقيام بواجبها اتجاه الأقصى المبارك، والوقوف ضدّ انتهاكات حكومة الاحتلال الفاشية”.
وأهابت حماس بجماهير شعبنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى النفير العام، وشدّ الرّحال، والرّباط في المسجد الأقصى المبارك، وتعزيز حضورهم وتكثيف كلّ أشكال التصدّي لمحاولات الاحتلال ومتطرّفيه المساس بحرمة وقدسية الأقصى، والانتقاض في وجه هذه الحكومة الفاشية دفاعاً ونصرة للأقصى.
ودعت “جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم إلى الاحتشاد والتظاهر في كل الساحات والعواصم ضد جرائم الاحتلال الصهيوني وعدوانه ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وفي مقدّمتها القدس والمسجد الأقصى المبارك، والوقوف مع قضية شعبنا العادلة من أجل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإنهاء الاحتلال”.
وقالت “إنَّ جرائم الاحتلال وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في قطاع غزَّة و الهجمة المسعورة في الضفة الغربية ومخيماتها، وفي القدس المحتلة، وسياسته العدوانية ضد المسجد الأقصى المبارك، لن تفلح في كسر إرادة شعبنا وبسالة مقاومته، ولن تفلح في تحقيق أهداف الاحتلال العدوانية، فشعبنا العظيم ومقاومتنا المظفرة التي أحبطت مخططات العدو الخبيثة في كل محطات الصراع ، ماضية على ذات النهج بكل قوَّة واقتدار، حتى دحر الاحتلال وزواله بحول الله”.
وأضافت حماس “أمام تصعيد حكومة الاحتلال الفاشية كلَّ أشكال الاستهداف المُمنهج، وتنفيذ أجنداتها ومخططاتها الصهيونية ضدَّ قدسية ومكانة وهُوية المسجد الأقصى المبارك، التي لم تتوقف عند الاقتحامات الاستفزازية، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني، وتصريح أحد وزرائها المتطرّفين ببناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى، ليأتي اليوم قرارها بتمويل جولات صهيونية مصحوبة بمرشدين إلى “جبل الهيكل” لأول مرَّة، كما تزعم هذه الحكومة الصهيونازية، تنفيذاً لمخططاتهم الخبيثة في تدنيس وتهويد الأقصى المبارك”.
المصدر: المنار + عرب 48