شيّعت الجماهيرُ الفلسطينيةُ في مخيمِ نور شمس بطولكرم 5 شبانِ اغتالَهم الاحتلال، وسطَ حالةٍ من الغضبِ والغليانِ تعيشُها العديدُ من المناطقِ بالضفةِ الغربيةِ المحتلة.
واستشهد خمسة مواطنين، وأصيب آخرون مساء اليوم الاثنين، في قصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم نور شمس، شرق طولكرم، بالضفة الغربية المحتلة، بالتزمن مع اعلان جيش الاحتلال بدء عملية عسكرية في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، عن وصول خمسة شهداء إلى مستشفى طولكرم الحكومي، جرّاء قصف للاحتلال استهدف مخيم نور شمس.
وأفيد أنّه من بين الشهداء، المطارد المقاوم في كتائب القسام جبريل جبريل، من مدينة قلقيلية، والذي كان أُفرج عنه بصفقة تبادل الأسرى والتهدئة بين المقاومة والاحتلال في نوفمبر، تشرين الثاني الماضي، وأصبح مطارداً منذ تحرره بالصفقة.
وذكرت مصادر صحافية بأن أربعة انفجارات قوية سمع دويها في مدينة طولكرم وضواحيها ومخيماتها، ناجمة عن إطلاق طائرة مُسيرة إسرائيلية، عدة صواريخ باتجاه منزل في حارة المنشية في المخيم، حيث كان بداخله عدد من المواطنين.
وكانت مصادر محلية، أفادت عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين، جرّاء استهداف الطيران المسيّر الاسرائيلي لمجموعة من الشبان على دفعتين، في مخيم نور شمس في طولكرم، مشيرة الى أنّه فور تجمّع المواطنين بعد الاستهداف الأوّل، أعادت الطائرات استهداف المواطنين، بعدد من الصواريخ.
وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن طائراته هاجمت ما وصفها ” غرفة عمليات لخلية مسلحة في طولكرم”، بأربعة صواريخ. وبحسب صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، فإن القصف الإسرائيلي لمخيم نور شمس استهدف منزل القائد في سرايا القدس، “أبو شجاع”.
وتزامن الاعتداء على طولكرم، باعلان جيش الاحتلال، انه بدأ عملية عسكرية في الضفة الغربية تحت اسم “الردع الناري” ستستمر لمدة اسابيع.
وباستشهاد المواطنين الخمسة، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 650 شهيدا، بينهم 147 طفلا.
حماس تدين عملية الاغتيال الإسرائيلية في مخيم نور شمس بطولكرم
وأدانت حركة حماس، “عملية الاغتيال التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية واستهدفت منزلا في مخيم نور شمس في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية”.
وقالت “حماس” في بيان إن “عملية الاغتيال الصهيونية الجديدة التي استهدفت منزلا في مخيم نور شمس في طولكرم مساء اليوم الاثنين، والتي تأتي بالتزامن مع إعلان الاحتلال عن تكثيف عملياته في محافظات الضفة، هي تأكيد على استمرار جرائم ومجازر الاحتلال الممتدة من غزة وصولا لكل شبر من الوطن، ومحاولة بائسة لاقتلاع شوكة المقاومة التي توجع الاحتلال بعملياتها النوعية”.
وأكدت الحركة أن “هذه الحرب المسعورة التي يشنها الاحتلال بحق أرضنا وشعبنا، لن تجلب للاحتلال الأمن والاستقرار، بل ستشعل الأرض نيرانا تحت أقدام جنوده ومستوطنيه”.
وأضافت البيان: “إن حركة حماس، إذ تنعى شهداء شعبنا الخمسة الذين ارتقوا في مخيم نور شمس، لتؤكد أن دماءهم الذكية لن تذهب سدى، بل ستكون دافعا لتصاعد المقاومة، واستمرار عملياتها البطولية، كما أن تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات الضفة سيزيدنا بأسا وعزما، ولن يوقف مد المقاومة وحالة الغضب المتصاعدة في كافة أنحاء الضفة الغربية الباسلة”.
ودعت “حماس” جماهير الضفة الأبية لمزيد من الاشتباك والمواجهة والتصدي للاحتلال ومستوطنيه ضمن معركة طوفان الأقصى، وإرباكهم وزعزعة أمن كيانهم المزعوم”.
ومن جانبها، نعت فصائل العمل الوطني في محافظة طولكرم شهداء مخيم نور شمس، وأعلنت الإضراب الشامل الثلاثاء؛ كما أعلنت محافظة بيت لحم الإضراب حدادا على الشهداء في بيت لحم وطولكرم.
كما نعت الشهداء كل من حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في بيانين منفصلين. وقالت حركة الجهاد: “ندعو أبناء شعبنا في كل مكان للنفير لمواجهة مخططات التهجير والإبادة لشعبنا في الضفة المحتلة”.
وأضافت أن “الكيان الصهيوني يزيد من إجرامه في الضفة للتغطية على فشله في ساحتي غزة والجنوب اللبناني”.
إصابات واعتقالات بالضفة الغربية والقدس
وبالتزامن مع تصعيد الاحتلال لعملياته في الضفة الغربية، شنت قواته صباح وفجر الثلاثاء، حملة اقتحامات وتفتيشات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين.
وقامت قوات الاحتلال بتفتيش عشرات المنازل، حيث تم العبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية، فيما دارت اشتباكات مسلحة في عدة محاور أوقعت إصابات بصفوف الفلسطينيين.
وأفادت المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الفلسطينيين خلال حملة مداهمات في الضفة، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم الضلوع في أعمال مقاومة مسلحة.
وتركزت حملة المداهمات والاقتحامات في مختلف المحافظات في الضفة، خلالها تم أيضا اقتحام وتفتيش عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.
واعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء، الشقيقين محمد وعز مفيد سيناوي نصاصرة، من مدينة نابلس، أثناء مرورهما على حاجز بيت فوريك، بينما بلغ عن استهداف قوات الاحتلال بعبوات ناسفة محلية الصنع في منطقة المساكن الشعبية بمدينة نابلس.
ومن محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال وسام ثابت النجار وهشام ربعي من منطقة القفير في يطا، كما اعتقلت القوات شابا لم تعرف هويته خلال اقتحام مخيم العروب، كما اعتقلت القوات الإسير المحرر فراس قدري، وعاثت خرابا بمنزله في سلفيت.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة طولكرم من محورها الجنوبي، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على ارتفاع منخفض. وجابت دوريات الاحتلال شوارع المدينة وتحديدا الحي الشرقي ودوار فرعون ودوار السلام.
وجاء ذلك بعد قصف قوات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة الماضية لمنزل في مخيم نور شمس من طائرة مسيرة، أسفر عن استشهاد خمسة شبان بينهم طفلان.
واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة باقة الحطب شرق قلقيلية، حيث داهمت القوات عدة منازل وعاثت بها خرابا وأخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات.
واقتحمت قوات الاحتلال مخيم قلنديا شمال القدس، وشنت حملة مداهمات وتفتيشات في عشرات المنازل، حيث تم العبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية، فيما اندلعت مواجهات في بعض المحاور بالمخيم.
واعتقلت قوات الاحتلال إياد المطور وابنائه أحمد وموسى من قبل قوات الاحتلال في بلدة الرام بعد العبث بمحتويات المنزل وتكسيره، على ما أفاد مركز معلومات وادي حلوة.
المصدر: وكالة يونيوز + مواقع