أوصى وزيرُ حربِ العدو يواف غالنت بعدمِ خوضِ مغامرةٍ مع حزبِ الله، فكيف اصبحَ بهذا الرأي وهو قبلَ شهر قال اِنَ دباباتِه ستصلُ الى الليطاني؟.
في لحظة المفترق تبدلت نبرة وزير حرب العدو تجاه لبنان، الرجل، كان يفكر بأن يصل إلى الليطاني بدبابات رفح – هكذا هدد قبل شهر .. ثم في غرفة مغلقة قال ما لا يقال على منبر الاستعراض العسكري – التهديدي: الحرب على لبنان مغامرة وانزلاق .. وكأنه شاهد جيداً رسائل الهدهد فوق كيانه، وسمع جيداً التهديد بالحرب بلا أسقف، وبتدمير منطقة صناعية كاملة في الشمال الفلسطيني بنصف ساعة فقط .. ثم، أفرغ ما في بطنه من حقيقة مرة.
أخطر ما في كلام غالانت، أنه في قيل في غرفة مغلقة. أي، في لحظة اعتراف حقيقية.. وهو الذي يعلم أن في غزة المحاصرة – المدمرة.. لا تزال خمس فرق من جيشه تقاتل بلا افق، تذهب الى رفح، ثم تعود إلى خان يونس.. ولا تبدل في الميدان كأنه اليوم الأول من القتال مع المقاومة، تُضرب دباباته، يُقنص ضباطه، وُتنصب الكمائن المحكمة له.. ثم، يشتبك مع رئيس حكومته علناً، بعد أن ضاق صدر غالانت بوهم الحديث عن نصر نتنياهو المطلق، فوصفه بالهراء.
لنعد إلى الفكرة الاساس .. القتال من أجل القتل فقط .. ثم، يأتي وزير الحرب ليحسم الجدال: نصرنا المطلق هراء، وحرب لبنان مغامرة. أما كل ما سوى ذلك: قتال بلا أفق من غزة .. إلى لبنان.
وبعدَ كلامِ غالنت عن تعطيلِ كيانِه مفاوضاتِ التبادلِ يتاكدُ موقفُ حركةِ حماس حيالَ جولةِ المفاوضاتِ المقبلةِ ودعوتِها الاميركيين للضغطِ على حليفِهم نتنياهو للقبولِ بورقتِهم.
وعلى مسافة ساعات قليلة من الخميس، الموعد المفترض لاستئناف المفاوضات، اعترف وزير حرب العدو يوآف غالانت: اسرائيل وراء تأخّر صفقة تبادل الاسرى ووقف اطلاق النار في غزّة. هكذا أحرج غالانت كيانه والاميركيين المدافعين عن التعاطي الصهيوني في ملف المفاوضات.
والى غالانت، انضمّت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية حيث كشفت عن وثائق لم تنشر انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطا لمطالب اسرائيل يخشى مفاوضوه أن تخلق عقبات اضافية.
وكلّما تقدّمت المفاوضات، خرج من عند العدو الصهيوني ما يُعرقلها. أكّد المفاوض الفلسطيني ذلك غير مرّة، فهل يختلف الامر هذه المرّة ما دام على الطريق ثأر ايران وحزب الله.
المصدر: قناة المنار