ترتكب قوات الاحتلال الاسرائيلي في معتقل سديه تيمان، كل أنواع التعذيب والتنكيل بالمدنيين الذي يعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة. شهادات أقل ما توصف بـ “المروعة” تحدث داخل في المعتقل الإسرائيلي، أساس صحتها أنها توثق على لسان عايشوا لحظاتها الصعبة، ووصفوها كـ “أهوال يوم القيامة”.
بتر للأيدي، إهمال طبي ممنهج، حالات وفاة جرّاء التعذيب السادي والوحشي، عالم أصم لا ينصف الفلسطيني، هذا ما يحدث في معتقل “سديه تيمان” السريّ في ظل صمت كل المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية.
ويقول الأسير المحرر وليد الخليلي، “في معتقل “سديه تيمان” كل أنواع وأشكال التعذيب”، مضيفًا أنه شاهد أهوال يوم القيامة في المعتقل الإسرائيلي. وأوضح الخليلي خلال تصريحات صحفية أن عدد الأسرى في المعتقل لا أحد يعرفه بسبب أن الجميع مغمض العينين، ولا أحد يعرف الآخر في المعتقل.
وأضاف أن أصوات التعذيب التي كان يسمعها تدلل على أن هناك عددًا كبيرا من الأسرى في المعتقل، مؤكدًا أن أهوال يوم القيامة تحدث داخل المعتقل “صراخ بكاء” بسبب التعذيب للأسرى
“الحقوني الحقوني” وغيرها من الكلمات تعبر عن المأساة الكبيرة التي يتعرض لها الأسرى في معتقل “سديه تيمان” كما أوضح الأسير الخليلي. تعذيب لا يتوقف وبيّن أن هناك قطع لليدين لعدد من الأسرى، متابعًا حديثه: “شاهدت بعيوني 3 أسرى ماتوا بسبب التعذيب داخل المعتقل وهم مشبوحين وقاموا بضرب الأسرى الموتى ببساطيرهم”.
ولفت الخليلي إلى أنه لم يتناول الطعام منذ 12 يوماً ووجد خبزة في قلب المعتقل وطلب أكلها من قبل الجندي في المعتقل، فقام بالدهس عليها ورغم ذلك قمت بأكل الخبزة بسبب الجوع. وقال الأسير المحرر، إن الأسرى وأنا واحد منهم، كنا نشرب الماء من جردل أسمر بطريقة تخالف المعايير الإنسانية، مؤكدًا أن هذا السجن عبارة عن “سلخانة” وهي منطقة يوجد فيها بلاط وفيها دم وبول يتم وضع الأسرى فيها.
وأوضح أن هذا الأمر حدث بسبب شبح الأسرى الفلسطينيين لفترات طويلة وبأعداد كبيرة، ما تسبب بالدماء والبول.
وبالسياق، قال مدير مجموعة محامون من أجل العدالة الحقوقي مهند كراجة، إن هناك شهادات صادمة للأسرى الفلسطينيين حول ظروف اعتقالهم المأساوية سواءً أسرى قطاع غزة أو الضفة الغربية مشيرًا إلى الاحتلال لا يوجد له أي خطوط حمراء تجاه الأسرى تحديدًا بعد السابع أكتوبر.
وأكد كراجة خلال تصريح أن الأسرى الفلسطينيين يعانون بصورة كبيرة داخل سجون الاحتلال منذ تولي المتطرف إيتمار بن غفير وزيرًا للأمن القومي الإسرائيلي، مشددًا أن قادة اليمين المتطرف يضربون بعرض الحائط القوانيين الدولية المتعلقة بالأسرى.
وأوضح أن ظروف السجون تغيرت ووضع الأسرى الفلسطينيين بداخلها تغير أيضًا، لاسيما بعد السابع من أكتوبر، موضحًا أنه كان هناك تصرف انتقامي بحق الأسرى من سكان غزة.
وبين كراجة أن ظروف احتجاز الأسرى سيئة وصعبة للغاية وغير مناسبة للمواثيق الدولية تحديدًا في معتقل “سديه تيمان”، مؤكدًا أن الاحتلال ما زال يعيق عمل المحامين ويمنع زيارة الأسرى لمعرفة ظروف اعتقالهم تحديدًا أسرى غزة.
ومنذ اجتياحه قطاع غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال، وأفرج عن عدد ضئيل منهم لاحقا، في حين لا يزال مصير الآخرين مجهولا وسط شهادات عن عمليات تعذيب ممنهج بحق المعتقلين.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 127 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
المصدر: وكالة شهاب