بعد فوضى التهديدات عالية السقف والمزايدات الداخلية الصهيونية لشن عدوان على لبنان، سارع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى حصر القرار بيده لان اي خطوة خاطئة ستؤدي الى حرب شاملة الكيان ليس مستعدة لها وامريكا لا تريدها، بحسب أوساط صهيونية.
وسادت الكيان الصهيوني على مدى الساعات الماضية، حالة من الارتباك والفوضى والمواقف المتناقظة، وسط ودعوات متطرفة لشن حرب واسعة، واخرى تدعو الى التعقل.
هذه الفوضى، دفعت برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الى تحمل كرة النار في اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا لمصالح الكيان، وابعاد المتحمسين واصحاب الرؤوس الحامية. وبحسب اوساط العدو، فإن القضية لا تحتمل المزايدات والانفعال والاسترجال في وضع خطير الى هذا الحد.
وقال الون بن دفيد، محلل عسكري صهيوني “هناك ارتباك ليس بسيطا امام اسرائيل والسؤال اذا دخلنا في المعركة مع حزب الله هل ستنضم ايران اليها والطاقم الوزاري سمع ثلاثة سيناريوهات للرد من قبل الجيش ولم يوقع احد على اي من هذه السيناريوهات بأن يبقى محدودا ومضبوطا ولا يؤدي الى حرب وهناك ادراك انه في حال تجاوزت اسرائيل السقف فإن حزب الله سيتجاوز السقف”.
وقالت تامي شينكمان، مستشارة اعلامية صهيونية “هل نحن على المستوى الشخصي مستعدون للحرب مقابل حزب الله ولنأخذ على سبيل المثال حقول الغاز في حيفا، هل نحن جاهزون ل لشل هذه الحقول ونضطر بشكل مباشر ان ننتقل للمحروقات والذي سيتسبب بانقطاعات واسعة جدا في امدادات الكهرباء وكل المنظومات وفي جبهتنا الداخلية ليست جاهزة ابدا فلا يمكن الوصول الى هذا الوضع من دون جهوزية الجبهة الداخلية والمؤسسات الصحية لدينا لا تعمل كما يجب وقد رأينا هذا الامر في الشمال”.
علاوة على كل هذا التخبط فان تل أبيب وبحسب المعلقين الصهاينة تحتاج الى ضوء اخضر اميركي، لانها لا تريد ان تذهب الامور الى حرب اقليمية فيما هناك فرصة اخيرة لمفاوضات حول الاسرى اذا فشلت سيكون مصير الاسرى الموت حتما.
وقال نمرود شيفر، مسؤول سابق في سلاح جو العدو “النقاش حول الرد الاسرائيلي والذي هو نقاش معوق يقودنا الى مكان لا يجب ان نكون فيه والسؤال ماذا سيخدم هذا الرد والرد الذي لا يوصل الى نتيجة يفقد كل قيمة والامر الاول هو وقف الحرب واستعادة الاسرى من غزة والذهاب الى اتفاق يمكن ان يعيد النازحين الى الشمال والتفكير بعقل كيف سنواجه هذا التهديد المسمى حزب الله”.
ومن جانبه، قال شاي هار تسيون، مدير عام سابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية الصهيونية “نحن نعلم كيف تبدأ هذه المواجهة لكننا لا نعلم الى اين ستتدحرج وهناك تحذير اميركي دائما من التدحرج نحو حرب اقليمية واسعة والاميركيون متأكدون ان الايرانيين سينضمون للمعركة ولأن نتصرف هنا بطريقة ملائمة ستكون الطريق طويلة لذا هناك اتصالات لا تتوقف من اجل تقييد حدود هذا الحدث”.
زعيم حزب اسرائيل بيتنا فيغدور ليبرمان قال انا بصدمة حاليا في ان نبحث ان لدينا معضلة فنحن في عشرة اشهر من القتال ولا توجد اي خطط جاهزة في الجيش وهذا امر غير ممكن وانا لا اعلم كيف وصلنا الى هذا الوضع فالوضع معقد ويمثل تحديا.
العدو محكوم بمعادلات الرد التي أرستها المقاومة
ومع تهويله ووعيده، يدرك الكيان ومسؤولوه انهم مكبلون بمعادلات الردع التي ارستها المقاومة الاسلامية في لبنان. وهي ليست المرة الاولى التي يهول فيها كيان العدو عبر مسؤوليه وعملائه في الداخل والخارج على لبنان واللبنانيين، الا ان الجديد هذه المرة، تذرعه بمجزرة مجدل شمس التي نفت المقاومة علاقتها بها.. فهل سيقدم العدو على خطوة حمقاء غير محسوبة النتائج مع لبنان؟
مع تهويله ووعيده، يدرك كيان العدو انه مكبلٌ بالمعادلات التي ارستها المقاومة الاسلامية في لبنان والتي رسمها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاباته على مدى الاشهر العشرة الماضية.
منذ الثامن من اوكتوبر، ومنذ انطلاق عمليات المقاومة الاسلامية في لبنان ضد مواقع العدو ومستعمراته على طول الحافة مع فلسطين، يهول العدو ويهدد بشن حرب كبرى او عملية واسعة على لبنان.
المصدر: المنار