يثيرُ تطورُ عملياتِ المقاومةِ الفلسطينية في الضفةِ الغربية المحتلة تحدياتٍ كبيرةً في اوساطِ قيادةِ العدوِ بكلِّ مستوياتِها. فاكتشاف صواريخ في الضفة الغربية، خبرٌ لم يكن عاديا في كيان العدو. الأجهزة الأمنية والعسكرية والقيادة السياسية في الكيان، وجدوا في هذا التطور مرحلة تحول خطير في اراضي السبعة وستين، وارتفاع مستوى القلق من نشوء نموذج قطاع غزة في الضفة يكون أكثر التصاقا بالمستوطنات.
وقال ايشاي بورات، مراسل للقناة 13 الصهيونية “الفصائل الفلسطينية تريد تغيير قواعد الاشتباك في الضفة وذلك عبر الانتاج الذاتي للصواريخ او تهريبها عبر الحدود مع الاردن بواسطة الكثير من الدعم الايراني، وادخال سلاح كاسر للتوازن والذي سيغير قواعد الاشتباك في الضفة الغربية وهذه الصواريخ جزء منها، ونحن نذكر كيف تطور ذلك في قطاع غزة وآمل ان لا يتكرر ذلك في الضفة”.
بالإضافة إلى الصواريخ فإن تطور العمليات وتصاعدها في الضفة، وخصوصاً العبوات الناسفة، وتطويع البنى التحتية للمقاومة بما يتناسب مع طبيعة المعركة القائمة مع الاحتلال، وضع قيادة العدو أمام تحديات جدية، وطرح تساؤلات عما ينتظر الوجود الصهيوني في المنطقة.
وقال يوسي يهوشوع، محلل عسكري صهيوني “كل منطقة جليل وطولكرم تمر بمرحلة التحول الى ما يشبه غزة فالبنى التحتية للمقاتلين في الضفة الغربية تغير شكلها مع التشديد على الانتقال لاستخدام العبوات الناسفة حيث نرى الكثير جدا من العبوات وليس فقط عمليات اطلاق نار واليوم حصلت عملية في منطقة غلبوع استهدفت شخصين يعملان لصالح وزارة الدفاع من غير الواضح اذا كانت العبوة شغلت عن بعد هذا يدلنا مرة اخرى على تحدي العبوات”.
وقال غاي حن، مسؤول سابق في جهاز الشاباك الصهيوني “عندما كنا جنودا في الضفة الغربية واجهنا الرشق بالحجارة واطلاق النار وعلينا ان ننظر ما يواجه جنودنا اليوم من العبوات والطائرات المسيرة والوسائل القتالية الخطيرة جدا والمتطورة جدا والسؤال كيف سمحنا بذلك ان يحصل”.
بركان الضفة الذي ينفث بعض حممه، على شكل عمليات فردية وعبوات متنقلة، بدأ يشكل الشغل الرئيس للقيادة الصهيونية، حيث أن انفجاره سيكون مسماراً جديدا يدق في خاصرة الكيان.
وقبل أيام، وزع الاعلام العسكري للقسام، مشاهد من سلسلة عمليات قام بها مجاهدو القسام في محافظة طولكرم أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف العدو.
دعوات للثأر خلال تشييع 5 شهداء بينهم سيدة في الضفة
وشيعت جماهير غفيرة في الضفة الغربية الأربعاء جثامين خمسة شهداء ارتقوا إثر اعتداءات الاحتلال بالقصف والرصاص في مدن عدة، وسط هتافات تدعو للثأر وتصعيد المقاومة.
ففي مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، شارك أهالي المخيم في تشييع الشهيد المقدسي أحمد أصلان الذي ارتقى إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال فجر اليوم. وانطلق موكب تشييع الشهيد أصلان من مستشفى رام الله الحكومي، إلى منزل عائلته في مخيم قلنديا حيث ألقيت عليه نظرة الوداع قبل مواراته الثرى.
وشاركت والدة الشهيد أحمد في حمل نعشه خلال تشييعه مرددة هتافات مؤيدة للمقاومة ومطالبة بالثأر لدماء الشهداء.
وفي نابلس شيعت جماهير مخيم بلاطة جثمان الشهيد الضابط عبد الناصر سرحان، والذي ارتقى برصاص الاحتلال في طوباس صباح اليوم. وانطلق موكب التشييع من مستشفى طوباس إلى منزل عائلة الشهيد في مخيم بلاطة قبل أداء الصلاة على جثمانه في مسجد عباد الرحمن وموراته الثرى في مقبرة المخيم.
أما مدينة مدينة طولكرم فودعت ثلاثة شهداء، هم المسعفة إيمان عبد الله سالم (56 عاما)، والشاب يزن محمود عبده، والطفل سيف زياد اعمير (13 عاما). وانطلق موكب تشييع الشهداء من مستشفي الشهيد ثابت الحكومي إلى منازل عائلاتهم في مدينة طولكرم ومخيمها وقرية بلعا، حيث ألقيت عليهم نظرة الوداع قبل مواراتهم الثرى.
هذا، وواصلت قواتُ الاحتلالِ تصعيدَها في الضفة الغربية المحتلة، واقتحمت فجراً طوباس وطولكرم ومخيمَ قلنديا ما ادى الى ارتقاءِ مزيدٍ من الشهداء.
المصدر: المنار