أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن انطلاقة الشعب اليمني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، كانت مميزة ومؤثرة على الأعداء بتوفيق الله، مشيراً إلى أن “المسار العملياتي والتقني المتعلق بالعمليات البحرية أذهل الأعداء وأدهشهم بعون الله”.
وكشف السيد الحوثي أنه “قبل أن تبدأ عملياتنا المساندة لغزة كان يتصور الأمريكي أن بإمكانه إيقافها”، مشيراً إلى ان “الإمكانات الأمريكية الكبيرة والمتطورة في كل المجالات فشلت في إيقاف عملياتنا واستهداف قدراتنا ومصانعنا”. وقال السيد الحوثي “الأمريكي فوجئ بتكتيكات الصاروخية والبحرية والتصنيع وينظر إليها كمدرسة يمكن الاستفادة منها”.
وقال السيد الحوثي وفي كلمة بمناسبة بداية العام الهجري وحول التطورات المحلية والإقليمية ومستجدات العدوان على غزة، إن “تكتيكات مجاهدينا تغلبت على تقنيات وتكتيكات الأعداء المتطورة، لذلك كان واقعهم الفشل”، واكد “التحديات بالنسبة لمجاهدينا تحولت إلى فرص وظهر فشل الأعداء والتأييد الإلهي والمعونة”، واضاف ان “المعونة والنصر والتأييد الإلهي في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس فوق ما يتخيله الناس”.
وأكد السيد الحوثي ان “الأمريكي كان يخيف الآخرين بحاملات طائراته ويحاول أن يضغط بها ويزرع الهزيمة النفسية للدول”، وقال “عندما تصل حاملة الطائرات إلى الخليج يخضع الزعماء العرب ويتراجعون عن أي شيء لا تريده أمريكا”.
وقال السيد الحوثي “في عملية الإسناد لغزة تغير حال الحاملات الأمريكية وأصبحت مستهدفة، وقواتنا تلاحقها وتستهدفها”، واضاف “مهمة حاملات الطائرات الأمريكية في البحر تحولت إلى مهمة هروب بدلاً من الهجوم”، واضاف “الطيران غير المأهول الأمريكي، كان يضرب ويستهدف و”MQ9″ سقطت باستمرار”.
وأشار السيد الحوثي إلى انه من “من شواهد التأييد الإلهي استخدام قواتنا المسلحة للصواريخ الباليستية ضد أهداف بحرية متحركة ومديات بعيدة”، وكشف أن “حركة الملاحة الإسرائيلية تعطلت قرابة النصف وفي البحر الأحمر تكاد تنعدم”، مؤكداً أن “العمليات البحرية كان لها تأثير على الاقتصاد الإسرائيلي والأمريكي وكذلك البريطاني”.
وقال السيد الحوثي إنه “لا شك أن التأثير على الاقتصاد البريطاني له علاقة بسقوط الحكومة هذا الأسبوع”، وأكد أن “الأمريكي وقع في مأزق حقيقي وتحمل هو والبريطاني مع الإسرائيلي المشكلة”، ولفت إلى ان الأمريكي “اعتاد على توريط الآخرين لتحمل الأعباء الكبيرة معه ومشاركته الخسارة والفشل”.
وأشار السيد الحوثي إلى ان “الأوروبيين حاولوا أن يتعاملوا بذكاء مع الضغوط الأمريكية، وكانت مشاركة البعض دفاعية بحتة”، ولفت إلى أن “البوارج الأوروبية شاركت في اعتراض الطائرات المسيرة دون قصف بلدنا”. وقال إن “الكثير من دول العالم تعاملت بذكاء وفطنة وحكمة برفضها المشاركة مع الأمريكي في البحر”، وأشار إلى ان “أكثر دول العالم لم تتورط ودخلت في تنسيق مباشر معنا، لذلك حركتها الملاحية آمنة وتمر بسلام”.
وأكد السيد الحوثي أن “من أكبر ما فشل به الأمريكي هو توريط الدول المطلة على البحر الأحمر في إسناد العدو الإسرائيلي”، وأن “الأمريكي فشل في استغلال الدول العربية والمجاورة في القصف على بلدنا من داخلها”.
السيد الحوثي للنظام السعودي: على السعودي أن يدرك أنه لا يمكن السكوت على خطواته الرعناء الغبية وأن يكف عن مساره الخاطئ
وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن “الأمريكي مستمر في محاولاته لتوريط النظام السعودي بعد فشله عسكريا”، وقال إن “الأمريكي أرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية، وحصلت زيارات أمريكية للسعودية من أجل ذلك”.
وشدد السيد الحوثي على ان من “أهم ما يركز عليه الأمريكي هو المجال الاقتصادي لأن ضرره يلحق بكل الناس”، وقال إن “الضغظ بنقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، ولا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة”.
ولفت السيد الحوثي إلى ان “الأمريكي يعرف أثر نقل البنوك السيء على واقع الشعب اليمني المعيشي وعملته والأسعار في البلد”، وقال إن “النظام السعودي أقدم على هذه الخطوة خدمة لإسرائيل وطاعة لأمريكا”، وأكد “وجهنا النصائح والتحذير عبر كل الوسطاء ليتراجع السعودي عن هذه الخطوة الحمقاء لكنه ما يزال يماطل”.
وأكد السيد الحوثي أنه “بعد خطوة نقل البنوك اتجه السعودي إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيق”، وشدد على ان “التصريحات التحريضية من الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني للسعودي استمرت مع مطالبته بإغلاق الميناء”.
وقال إن “الأمريكي يريد توريط السعودي في حرب شاملة أي العودة بالوضع معنا إلى ما كان عليه في ذروة التصعيد”، وإنه “ليس للسعودي أي قضية، ولا مبرر لتصرفاته العدوانية ضد شعبنا سوى خدمة الإسرائيلي”. وقال السيد الحوثي “لم يكفهم ما فعلوه خلال السنوات التسع الماضية ولا احتلالهم لمساحة كبيرة من البلد وسيطرتهم على الثروات”، و”لم يكفهم تجييش مرتزقة وعملاء لمقاتلة شعبهم فاتجهوا نحو خطوات جنونية غبية الثروات”.
وأكد أنه “لن نقف مكبلين مكتوفي الأيدي أمام خطواتهم الجنونية أو نتفرج على شعبنا يتضور جوعا وينهار وضعه الاقتصادي”، ولفت إلى انه “انشغالنا بالمعركة المباشرة لإسناد غزة لا يعني أننا لن نستطيع أن نعمل شيئا تجاه خطواتهم الجنونية”.
وشدد السيد الحوثي على انه “من يعتقد أن بإمكانه إبادة شعبنا بالجوع والمرض والأوبئة والحصار الشديد فهو مخطئ”، وأكد “سنعتبر ما سنقوم به في التصدي للعدوان ومواجهة أي خطوات في إطار المواجهة مع الأمريكي”.
ولفت إلى ان الشعب اليمني “يصبر لثقته بأن هناك معركة مهمة ولأنه آثر الشعب الفلسطيني على نفسه وقضاياه”، وقال “على السعودي أن يدرك أنه لا يمكن السكوت على خطواته الرعناء الغبية وأن يكف عن مساره الخاطئ”.
وشدد السيد الحوثي “سنقابل كل شيء بمثله البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء”، وقال “سنقول على البنوك في الرياض أن تنتقل وأن تذهب، فهل تقبلون بهذا؟ وتعتبرونه شيئا منطقيا؟ فلماذا تريدون فرضه على بلدنا”.
وأكد أن “الأمريكي يدفع بالنظام السعودي إلى أمور غبية وعدوانية ولن نقبلها”، وقال “إذا كان النظام السعودي مقتنع أن يتورط مع الأمريكي وأن يقدم الدعم المالي والإعلامي لليهود فهذا خياره والعواقب خطيرة عليه”.
وشدد السيد الحوثي على ان “الإعلام السعودي يخدم الإسرائيلي بوضوح”، وأن “الحركات الفلسطينية المجاهدة لا تزال مصنفة في السعودية بالإرهاب لأنها تواجه العدو الإسرائيلي”.
وأكد السيد الحوثي أن “التورط مع الأمريكي والإسرائيلي فيه خسارة للمصالح السعودية وأمنهم وجلب الخطر على نفطهم”، وقال “عندما تُلجئونا إلى خيارات لا مناص لنا منها سنتحرك بكل قناعة واطمئنان، لأننا أصلا في الحرب والحصار والمعاناة”.
وشدد السيد الحوثي على انه “لن نسمح بالقضاء على الشعب وإيصاله إلى مستوى الانهيار التام كي لا تحصل مشكلة، فلتحصل ألف ألف مشكلة”، مشيراً إلى أن “تحركنا من واقع إيماننا بقضيتنا العادلة ومظلوميتنا الواضحة، ومستعدون أن نعمل ما يلزم من أجل ذلك”.
وأكد السيد الحوثي “ما يزال النظام السعودي يعتقل رجال حماس في السجون، ويجرم موقف الحركة المواجه للعدو”، وقال “عرضنا على النظام السعودي الإفراج عن طياريه مقابل أسرى حماس ولم يقبل بذلك من أجل العدو”.
وخاطب السيد الحوثي النظام السعودي قائلاً “الأمريكي يحاول أن يورطكم، وإذا كنتم تريدون ذلك فجربوا”، و”إذا كنتم تريدون الخير لأنفسكم والاستقرار لبلدكم واقتصادكم فكفوا مؤامراتكم على بلدنا”.
وتابع السيد الحوثي خطابه متوجهاً للنظام السعودي “الاتجاه نحو التصعيد العدواني ضد بلدنا لا يمكن أن نقبل به أبدا، وإذا نجح الأمريكي في توريطكم فهو غباء رهيب وخذلان كبير ومن حقنا الطبيعي التصدي لأي خطوة عدوانية”. وقال “إذا تورطتم أكثر سيكون التصعيد من جانبنا أكثر، ولا تعولوا على الأمريكي فهو فاشل”.
وأشار السيد الحوثي إلى جولة الحوار في عمان بشأن ملف الأسرى، وقال “بذلنا الجهد وحرصنا على انجاحها وبدء التبادل للدفعة الثانية، والواضح في جولة عمان أن التحالف لا يريد أن يتخذ خطوة تغضب الإسرائيلي”. وأكد السيد الحوثي أن “التعنت في جولة عمان ليس له أي تفسير ولا مبرر إلا أنه تضامن مع الأمريكي والإسرائيلي”، وقال “سنبقى في سعي مستمر للوصول إلى صفقة تبادل الأسرى ولا بد من نتيجة في الأخير بإذن الله”.
السيد الحوثي: المسلمون بحاجة إلى العودة إلى أصالة الإسلام ويجب الإستفادة من مناسبة الهجرة النبوية لتحصين المجتمع
وفي جانب أخر من كلمته، أكد السيد الحوثي أنه “يجب على الإنسان أن ينظر نظرة الإسلام، وما الذي يمثل قوة للأمة وما فيه الخير، وما الذي يؤدي إلى انتصار الأمة التي ينتمي إليها”، وتابع “الخيار الصحيح لكل المسلمين للنهوض بالأمة وريادتها هو العودة إلى أصالة الإسلام والتمسك بمبادئه”.
واكد أنه “نحن بحاجة للإسلام وقيمه لأن القوى المناوئة له تنحط بالمجتمع البشري وتنشر الظلم والفساد والإجرام”، ولفت إلى ان “كل ما يعانيه البشر هي أزمات من صنع قوى الشر والطاغوت كامتداد للشيطان في إغوائه للبشر ولا بد أن يقابل ذلك بالمشروع الإسلامي التحرري”.
وشدد على ان المسلمين “بحاجة للعودة إلى أصالة الإسلام لا أن يتجهوا للزيف ضمن خضوعهم لقوى الشر التي تبعدهم عن نور الإسلام ومشروعه العظيم”، وأكد أن “بعض الأنظمة العربية وصل بها الحال أن ترتبط باليهود الصهاينة وبمعاهد ومؤسسات تابعة لهم”.
وقال إن “المؤسسات التي ارتبطت بها بعض الأنظمة عملت على تغيير المناهج الدراسية لصالح اليهود وفيما يرسخ نظره جاهلة عنهم وعن أعوانهم”، وأوضح “هجمة التزييف كبيرة وخطيرة وهدفها تدجين المسلمين لصالح الأعداء اليهود وأعوانهم من الكافرين والمنافقين”.
وشدد السيد الحوثي على ان “تغيير المناهج في السعودية والإمارات ومصر والمغرب يتم عبر لجان وجهات يهودية إسرائيلية”، لافتاً إلى ان “الهجمة الإعلامية والحرب الناعمة في شقيها الإضلال الفكري والإفساد الأخلاقي غير مسبوقة وتستهدف المسلمين للسيطرة عليهم”.
وأوضح السيد الحوثي أن “مسار الاستقطاب للخيانة والعمالة واختراق المجتمعات والدول يأتي تحت عنوان الحرب الناعمة”، لافتاً إلى ان “الخلايا التجسسية التي تعمل لأمريكا في اليمن جزء من مخطط الإفساد والاختراق وما يزال هناك خلايا سيتم كشف النقاب عنها قريبا”.
وأعاد السيد الحوثي التأكيد على وجوب الإستفادة من مناسبة الهجرة النبوية لتحصين المجتمع من الاختراق المعادي والمفسد، وأن تكون من العوامل المهمة للنهوض بالأمة.
وقال إن “الأخوة المسلمين في المجتمعات الغربية من المهم أن يحرصوا على تجسيد قيم الإسلام وإظهار عظمته وأن تكون كلمتهم موحدة”، مشيراً إلى ان “مناسبة الهجرة النبوية فرصة مهمة ليلتفت الإنسان إلى واقعه الشخصي بدءاً بعلاقته بالله والتقييم على المستوى الجماعي”.
وأكد السيد الحوثي أنه بناء “على تقييم الواقع والمسؤوليات يتحرك الإنسان بانطلاقة جديدة على أساس الاهتمام بالأولويات الواضحة والمهمة”.
السيد الحوثي: من أهم وأخطر عوامل الفرقة هي الحساسيات والعقد النابعة من الحسد
وفي جانب آخر من كلمته، بارك قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، للشعب اليمني ومرابطيه، وللأمة الإسلامية كافة والشعب الفلسطيني ومجاهديه خاصة مناسبة دخول العام الهجري الجديد.
السيد الحوثي وفي كلمة بمناسبة بداية العام الهجري وحول التطورات المحلية والإقليمية ومستجدات العدوان على غزة، أكد أن مناسبة دخول العام الهجري تلفت نظرنا كمسلمين إلى ما يعنيه اعتماد الهجرة النبوية لتكون هي الأساس في التاريخ الإسلامي.
وأكد السيد الحوثي، أن تاريخ الإسلام ارتبط بالهجرة النبوية وهذا يدل على أهميتها الكبيرة جدا وما لها من دور مهم في ميلاد الأمة الإسلامية وقيامها، وشدد على ان “الهجرة تشدنا إلى استذكار الرسول محمد ورسالته وما بذله من جهود في هداية الناس وإنقاذ المجتمع البشري وفي مقدمته العرب”.
ولفت السيد الحوثي إلى ان “عظمة الرسالة الإلهية تجلت في حركة الرسول محمد، وأثمرت جهوده وجهود المسلمين الذين نصروه في الانتقال بالعرب من حالة الضياع إلى النور والهدى”، وأكد أن “الرسالة الإلهية وحدت العرب ليكونوا أمة رائدة في المجتمع البشري وحاضرة في الساحة العالمية بما يميزها من نور الإسلام ومبادئه ومشروعه الحضاري”.
وأشار السيد الحوثي إلى ان الهجرة النبوية، جاءت بعد اليأس من المجتمع القرشي لينطلق إلى المدينة حيث الأنصار من الأوس والخزرج القبيلتين اليمانيتين، وأوضح ان “الهجرة إلى المدنية بما حضي به الأنصار من مؤهلات للدور العظيم والشرف والكبير في الاحتضان للرسالة الإلهية”.
وقال السيد الحوثي إن “من مؤهلات الأنصار أنهم تبوؤا الدار والإيمان، أي سكنوا إلى الإيمان واستوطنوه واستقروا فيه كما سكنوا في ديارهم”، وتابع “الأنصار تميزوا بانتمائهم الإيماني الثابت الراسخ وليس مثل انتماء البعض من الأعراب كحالة كلامية بعيدة عن مصداق الإيمان”.
وأوضح السيد الحوثي أن “انتماء الأنصار الإيماني كان يجمع بين التزام العبادة والمسؤولية والمناصرة والجهاد والتضحية فحملوا الإسلام كمشروع ورسالة ومسؤولية وعملوا لرفع رايته”، مؤكداً “كان من مؤهلات الأنصار أنهم نواة قابلة للنمو والتوسع والبناء وليسوا منغلقين على أنفسهم بالعصبيات والحسابات الضيقة”.
وأضاف “محبة الأنصار لكل من هاجر إليهم، لأنهم يجدون فيه لبنة في بناء صرح الإسلام العالي والشامخ”، وتابع “من المؤهلات المهمة للغاية أن الأنصار حملوا إرادة الخير للآخرين وبقلوب سليمة من الحسد والضغائن”.
وشدد السيد الحوثي “إذا لم يحمل الإنسان إرادة الخير للآخرين فسيكون أبعد عن التحرك الجاد والواعي في إطار المسؤولية المقدسة لحمل راية الإسلام والنهوض بمشروعه”.
ولفت السيد الحوثي إلى ان من “أهم وأخطر عوامل الفرقة هي الحساسيات والعقد النابعة من الحسد تجاه ما يؤتى الآخر ممن هو في صفك وفي إطار أمتك ومشروعك العظيم”، وأنه “عندما تنتشر حالة الأنانيات والحسد لا تبقى معها ألفة ولا أخوة ولا تعاون ولا تفاهم ولا وئام ولا يتحقق التوحد المطلوب”.
وأكد السيد الحوثي أن “الأنصار كانوا حاضنة ناجحة في تحركها بالمشروع الإلهي وشكلوا النواة مع المهاجرين لتكوين مجتمع واحد والنهوض بحمل المشروع الإلهي”، وأن “الخير الحقيقي والمصلحة الفعلية للإنسان هي عندما يذوب في الله ويتجه الاتجاه العام ضمن أمة في مشروع إلهي عظيم”.
وأشار السيد الحوثي إلى انه “عندما ينفصل الإنسان من التوجه العام إلى التمحور حول الذات يصبح مكبلا بالأنانية والحساسيات والحسابات الضيقة وبالتالي لا يحمل روحية العطاء”، مؤكداً أن “الأحقاد والضغائن والعُقد تؤثر حتى على مستوى التوحد وبذل الجهد الجماعي والتعاون اللازم الذي لا بد منه لانتشار نور الإسلام”.
السيد الحوثي: نعمل على تشكيل الحكومة والانطلاقة لتصحيح القضاء
وفي الشأن المحلي، أكد السيد الحوثي أنه “في بداية هذا العام وضمن مسؤولياتنا، نعمل على تشكيل الحكومة، والانطلاقة لتصحيح القضاء”، موضحاً أنه “من بعد ذكرى المولد النبوي طرأ طوفان الاقصى، فاتجهنا بأولويتنا للاهتمام بذلك في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
ولفت إلى انه “بقي ضمن اهتماماتنا الأساسية التحضير المستمر للتغيير الحكومي وكان العمل في عدة مسارات أساسية”، وقال “راجعنا هياكل ونظم الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها، وشخصنا مكامن الخلل والتضخم والتداخل فيها”، وأكد أنه “بعد المراجعة أعدنا تصميم الهياكل والأهداف والمهام من جديد وهذا المسار تطلب جهدا ووقتا”.
وأوضح السيد الحوثي أن “المسار الثاني كان استقبال الترشيحات والاقتراحات المتعلقة بمسألة التعيينات والمسؤولين والموظفين”، وقال “وصل إلينا الآلاف من الأسماء المقترحة والمرشحة، وأخضعناها للتدقيق والدراسة والفحص”.
وتابع أن “المسار الثالث هو إعداد موجهات برنامج عمل الحكومة لضبط مسار عملها بعيدا عن الشتات وبما يساعدها على تحديد أولوياتها”.
وشدد السيد الحوثي على ان “الثلاث المسارات السابقة أخذت وقتا طويلا وهناك تفاصيل كثيرة سنتحدث عنها مع إعلان الحكومة خلال شهر محرم وصفر”، مشيراً إلى ان ” تشكيل الحكومة تأخر لأن المسار يحتاج إلى عمل ومواكبة مستمرة بما في ذلك السعي لتطهير مؤسسات الدولة”.
وأكد أن “وضع الوزارات ومختلف الجهات الرسمية ملغّم بالعناصر التي تعمل على الإفشال والإعاقة، وإفساد الأمور”، وقال “مع استكمالنا للموضوع الحكومي تم استكمال الموضوع القضائي، وسنتجه إلى بقية الجهات والمؤسسات”.
وشدد السيد الحوثي على انه “لا بد من التعاون الشعبي والتفهم لمتطلبات مسار التصحيح والتغيير لأننا نعمل في ظروف معقّدة”، لافتاً إلى ان “هناك عدوان ومواجهة مع الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وأعوانهم من العرب والداخل”، وأن “الحرب ليست فقط عسكرية، بل هي في الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي”.
السيد الحوثي: دور هيئة الزكاة عظيم ومهم ومقدّس
وعن دور الزكاة في المجتمع الإسلامي، لفت السيد الحوثي إلى ان “من إنجازات هيئة الزكاة في العام الهجري المنصرم تقديم الدعم للمحتاجين والعرس الجماعي لـ11 ألف عريس وعروس”، وقال إن “المساعدة في الزواج هو جزء من اهتمامات هيئة الزكاة الواسعة بالفقراء في كل الجوانب”.
وأكد السيد الحوثي أن “تراجع مظاهر الفرح في العرس الجماعي عن الأعوام الماضية هو احتراماً وتضامنا لمأساة الشعب الفلسطيني”، ولفت “ليس حالنا كحال النظام السعودي الذي يقيم حفلات المجون والضياع في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني”.
وأكد السيد الحوثي “هناك توجه مهم لهيئة الزكاة لتوجيه ثلث الإيرادات في برامج التمكين الاقتصادي لمكافحة الفقر”، وان “دور هيئة الزكاة عظيم ومهم ومقدّس في إطار فرض من فرائض الإسلام لذلك يجب التعاون معها”.
ودعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي “مجتمعنا بانتمائه الإيماني وهويته إلى أن يكون مهتما بإخراج الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية”، وقال “يجب عدم الإصغاء إلى المحاربة التي يطلقها الأعداء ضد هيئة الزكاة ودورها”.
المصدر: المركز الاعلامي لانصار الله