الى الحائطِ المسدودِ وصلت حكومةُ بنيامين نتنياهو، ولم ينفَعْها كلُّ الهروبِ على مدى اشهرِ الاستنزافِ الى الامام..
فحالُ الجيشِ مزرية، وخُطَطُه في الميدانِ استُنفدت، وقتلاهُ مع جرحاهُ الذين غادروا الخدمةَ بالآلاف، فيما نظريةُ استمرارِ المعركةِ لن توصلَ الى تحقيقِ ايٍّ من الاهدافِ السياسيةِ المعلنَةِ بحسَبِ كبارِ جنرالاتِه..
جيشُهم هذا بحاجةٍ الى عشَرةِ آلافِ جنديٍّ فورا – كما قالَ وزيرُ الحربِ يوآف غالانت، فيما قانونُ التجنيدِ لم يُطبَّق بعد، ولا امكانيةَ لتمديدِ خِدماتِ الجنودِ في ظلِّ عدمِ اقرارِ قانونِ تمديدِ الخدمةِ العسكرية، بل اِنَ تسعَمئةِ ضابطٍ برتبٍ متفاوتةٍ طلبوا بحثَ امكانيةِ تحريرِهم من عقودِ الخدمةِ العسكرية..
فأيُّ جيشٍ هذا الذي تريدُ حكومتُه ان تُكملَ به المعركة ؟ بل ايُّ جيشٍ تُهدِّدُ به بقيةَ الجبهات؟ من جبهةِ الشمالِ الى ما بعدَها؟
وان كانت جلساتُهم الحكوميةُ لا تزالُ حَلْبةً لتبادلِ الاتهاماتِ وتقاذفِ المسؤوليات، فانَ عاملَ الوقتِ باتَ يَخنِقُهُم، واستحقاقَ غزةَ كما الجبهةِ الشمالية يُؤَرِّقُهم، لكنْ، جميعُهم – باستثناءِ بن غفير وسموترتش – باتوا على قناعة بأنه يمكنُ التوصلُ الى ترتيباتٍ على الحدودِ الشمالية، وتجنبُ الحرب مع لبنانَ بحسَبِ موقعِ كان العبري، الذي نقلَ عن غالانت قولَه خلالَ الاجتماعِ الوزاريِّ الأمنيِّ الاخيرِ اِنه ابلغَ الاميركيينَ بانَّ تل ابيب غيرُ معنيةٍ بحربٍ على الجبهةِ الشمالية..
وما ينقلُه الميدانُ يؤكدُ اَنَ كلامَ غالانت ليس بداعي حُسنِ النوايا بل بسببِ سوءِ الواقعِ الذي يعانيهِ جيشُه وحكومتُه من غزةَ التي سَحبت منهم كلَّ الحيلِ العسكرية، الى الجبهةِ الشماليةِ التي أدَّبَتْهُم باليسيرِ اليسيرِ من قُدُراتِ المقاومينَ وخِبراتِهم، فكيف لو فُتحت الحربُ على مِصراعَيها؟
اما الصَّرَعُ الذي يصيبُ الحكومةَ الموتورةَ فبفعلِ الحوادثِ التي تُسمِّيها بالصعبة، من العبواتِ التي توقعُ بجنودِهم كلَّ يومٍ في المباني المفخخةِ وفُوَّهاتِ الاَنفاق، والآلياتِ المستهدَفةِ في غزة، الى المُسيَّراتِ والصواريخِ التي تلاحقُ تجمعاتِ جنودِهم المستترةَ والمستحدثة، ولو على ارتفاعاتٍ تفوقُ الالفَ متر كما في موقعِ رويسات العلم في اعالي تلالِ كفرشوبا المحتلة..
المصدر: قناة المنار