تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29-6-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الأخبار:
قادة العدو يتجادلون: التسوية أفضل من الحرب
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “مع تواصل المواجهات بين المقاومة والعدو على الحدود الجنوبية، برز أمس تطور سياسي من داخل الكيان، بإعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف غالانت «الرغبة بالتوصل إلى اتفاق مع لبنان» فيما كانت بيروت تشهد اجتماعاً هاماً بين الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، والأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش. وهو لقاء خُصص للبحث في التنسيق بين الطرفين انطلاقاً من انخراطهما في جبهة المساندة للمقاومة في غزة.
اللقاء تأخّر لأكثر من سنة ونصف سنة. وخلال هذه المرحلة، كانت عمليّة «رص الصفوف بين الضاحية وعائشة بكّار تزداد متانةً». وبعد جهود كبيرة بذلتها حركة حماس، التي سبق لها أن أعادت العلاقات بين الجانبين خلال عهد الأمين العام السابق عزّام الأيوبي، وقد تعزّز خيار التعاون بعد انتخاب طقوش أميناً عاماً للجماعة في أيلول 2022. وقد تمّ تكريس هذا التّقارب بعد عمليّة «طوفان الأقصى»، حيث استأنفت «قوّات الفجر»، الجناح العسكري للجماعة، عمليّاتها العسكريّة ضد قوات الاحتلال، ونجحت مع فصائل المقاومة في إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى مكانها في قلب الوجدان الشعبي والوعي السياسي عند قواعد كبيرة وسط الطائفة السنية التي تعمّدت أطراف داخلية وخارجية إبعادها عن مشروع المقاومة. وتطوّر موقف الجماعة وصولاً إلى انخراطها كفصيلٍ لبناني في جبهة المساندة، انطلاقاً من قناعتها بوحدة السّاحات.
ورغم التنسيق بين الطرفين، على اختلاف نسبته بين السياسة والميدان، فقد كان الاجتماع بين نصرالله وطقوش ضرورياً في الشكل والمضمون. ويدرك الطرفان رمزية «الصورة والخبر» اللذين انتشرا أمس، إضافة إلى مضمون نقاش تجاوز الثلاث ساعات بين الرجلين، في حضور عضو المجلس السياسي للحزب، الشيخ عبد المجيد عمّار.
وقد تطرّق نصرالله وطقوش إلى كل المواضيع، واستعرضا التحديات في لبنان والمنطقة والسيناريوهات في حال اندلعت حرب شاملة، مركزيْن على «مواصلة المقاومة وإسنادها دعماً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن لبنان، واستمرار التنسيق بين الطرفين وزيادة أطره كلّما استدعت حاجة الميدان إلى ذلك، والحفاظ على الجهوزيّة الدائمة في حال حصول أي تطوّر للمعركة».
وقال مصدر على صلة بالطرفين، إنهما حسما بأن «المقاومة خيار ومسار طويل يجب تدعيمهما، حتّى ولو توقّفت الحرب»، مؤكدين على «السيْر قدماً في هذا الخيار مع كلّ متطلباته الدّاخلية والخارجيّة». ولم يغب الوضع الدّاخلي عن اللقاء، وتمّت مناقشة بعض الملفات الدّاخلية، مشددين على «ضرورة مقاربة الوضع المحلي بما يخدم موقف المقاومة، وضرورة رص الصف الإسلامي والحفاظ على الوحدة السنية – الشيعيّة».
الجبهة تشتعل ليلاً
في هذه الأثناء، مر أمس يوم جديد لم يتوقف فيه دوي صفارات الإنذار في المستوطنات والمواقع والثكنات العسكرية الإسرائيلية، في الوقت الذي سُجّل فيه موقف لافت لوزير حرب العدو يؤاف غالانت، الذي قال أثناء زيارته لنظام القبة الحديدية قبالة لبنان: «نحن نجهز البديل السياسي، إنه الأفضل دائماً. نحن لا نسعى للحرب ولكننا مستعدون لها. وآمل أن نصل إلى تسوية».
ونقلت قناة «كان» أجواء النقاش داخل كابينت القرار في تل أبيب، وقالت إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤاف غالانت، أظهرا تأييداً لتسوية مع حزب الله، بينما طالب الوزير إيتمار بن غفير بعملية عسكرية هجومية. وبحسب «معاريف» فإن غالانت قال في الاجتماع، إنه قال للأميركيين: «إننا لسنا من نريد حرباً في الشمال، وإذا توصلنا إلى اتفاق يخرج حزب الله من الحدود فهذا مقبول»، فردّ عليه بن غفير: «كيف يكون ذلك ممكناً بدون حرب، وكيف ننهي الحدث بخير. ألم نتعلم درساً من عشرين عاماً من الترتيبات. سنتخذ الترتيبات اللازمة، وبعد عام أو عامين سوف يغتصبون زوجاتنا ويقتلون أطفالنا». لكن وزير الشؤون الاستراتيجية دان ديرمر انضم للرد على بن غفير قائلاً له: «لكن حتى لو انتصرنا في الحرب، فسوف نتوصل إلى تسوية. ألا تعتقد ذلك؟».
لكن بن غفير عاد ليقول إنه «إذا فزنا، فلن يكون هناك من يمكن الاتفاق معه، وهذا أمر جيد»، ما استدعى تدخل نتنياهو قائلاً: «إذا توصلنا إلى اتفاق يسمح بعودة السكان إلى الشمال، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق، ولكن هذه هي القاعدة، عودة السكان إلى الشمال. فقط مع كل الشروط التي تسمح بذلك».
وفي سياق استعراض مخاطر الحرب على الشمال خصوصاً وإسرائيل عموماً، نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم» إحصاءً حتى تاريخ 23 من شهر حزيران، أشار إلى «تضرر 1016 مبنًى في الشمال، 75% منها نتيجة أعمال معادية من لبنان و25% نتيجة نشاط الجيش الإسرائيلي داخل المستوطنات». ولفتت الصحيفة إلى أن «المستوطنات التي تعرّضت لأكبر ضرر هي المطلة، المنارة، كريات شمونة، شتولا، زرعيت وأفيفيم».
وشهد ليل أمس مجموعة عمليات عسكرية، إذ شنّت المقاومة، رداً على الاغتيال في بلدة سحمر البقاعية، هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضيّة على خيم استقرار ومبيت ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في المقر المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية 411 في جعتون. كما استهدفت، رداً على اعتداءات على بلدة كفركلا وشيحين، مقر قيادة «كتيبة السهل» في ثكنة بيت هلل بعشرات صواريخ «الكاتيوشا» ومبنى يستخدمه جنود العدو في مستوطنة المطلة ومبنى آخر في مستوطنة شلومي. واستهدف حزب الله، أيضاً، الأجهزة التجسسيّة في موقع بركة ريشا، وتجمعاً لجنود العدو في محيط مثلث الطيحات، إضافةً إلى موقعَي رويسة القرن والسماقة.
ونعى حزب الله أمس، الشهيد مصطفى حسن ياسين (ملاك) من بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان”.
معالم خطة لـ«اليوم التالي»: نتنياهو يَلين لغالانت
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية “بعد عودة وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، من واشنطن، إثر زيارة التقى خلالها مختلف المسؤولين في الإدارة الأميركية، ووُصفت بـ«الاستثنائية» و«الحاسمة»، بدأ يتكشّف بعض ما جرى نقاشه في الولايات المتحدة، وما عاد به الرجل إلى «الكابينت الأمني»، الذي انعقد مساء أول من أمس، وتناول في جزء من جلسته اللقاءات التي أجراها غالانت. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين، تفاصيل ما وصفوه بـ«خطة غالانت لليوم التالي»، وعبّروا عن تأييدهم لها. وتتضمن تلك الخطة، بحسب الصحيفة الأميركية:- تشكيل لجنة توجيه بقيادة الولايات المتحدة، وعضوية دول عربية معتدلة، للإشراف على تنفيذ الخطة.
– تشكيل قوة دولية توكل فيها مهام الأمن إلى كل من مصر والأردن والإمارات والمغرب، في حين سيدير الجنود الأميركيون الجانبين القيادي واللوجستي من خارج غزة، وعلى الأرجح من مصر.
– التنفيذ سيتم على مراحل، من شمال القطاع إلى جنوبه، مع تحسين الظروف التي ستجعل التطبيق ممكناً.
– يفترض المقترح أن قدرات «حماس» العسكرية قد تمّ تقليصها بالقدر الكافي، بحيث لن تكون قادرة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق.
وفي حين أعرب المسؤولون الأميركيون عن دعمهم خطة غالانت، فإنهم نبّهوا إلى أن «الحكومات العربية قالت إنها لن تدعم الخطة، ما لم تشارك السلطة الفلسطينية بشكل مباشر فيها». كما تريد الحكومات العربية «أُفُقاً لدولة فلسطينية، وهذا أمر لا يدعمه غالانت». وفي السياق نفسه، بدا لافتاً ما نقلته «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية إسرائيلية، من أن «نتنياهو أزال معارضته لمشاركة حركة فتح في «اليوم التالي» في غزة»، وهو ما يعدّ – إذا ما صحّ – تبدلاً جوهرياً في مسألة اليوم التالي. وعلى صعيد متصل، نقلت قناة «كان» الإسرائيلية عن مصدر قوله إنه «بعد المرحلة الثالثة من الحرب، ستبقى قوات من الجيش الإسرائيلي في محورَي فلادلفيا ونتساريم، من أجل الضغط عسكرياً على حماس لإتمام الصفقة»، فيما أبلغ المسؤولون الأميركيون نظراءهم المصريين بأن «إسرائيل تعتزم الاستمرار في التواجد في نقاط محددة على الشريط الحدودي حتى بعد الإعلان عن انتهاء العمليات في رفح»، وهو أمر «أبدت القاهرة رفضاً له وطلبت عقد اجتماعات بشأنه خلال الأيام المقبلة»، بحسب مصادر مصرية مطّلعة.
وفي «الكابينت الأمني»، أول من أمس، هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، مشيراً إلى أن «الجيش كان نائماً في السادس من أكتوبر»، وفق تعبيره. وتعليقاً على ذلك، ذكرت «القناة الـ12» الإسرائيلية أن «هناك تنافساً داخل الكابينت على من يهين هاليفي أكثر»، فيما نقلت «القناة الـ13» عن الوزير غالانت قوله لنتنياهو إنه «لا يجب أن يُسمح بأن يهاجم الوزراء الجيش والشاباك لأن ذلك يعرّض إسرائيل للخطر».
على خطّ مواز، أكّد المسؤولون الأميركيون، في اتصالات مع نظرائهم المصريين، أن «انفراجة» في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مُنتظرة خلال الأيام المقبلة، بينما سُجّل دخول مسؤولين إماراتيين على خط التواصل مع نظرائهم الإسرائيليين، بشأن إدخال المساعدات، في واحد من الاتصالات القليلة التي يحاول فيها الإماراتيون لعب «دور أكبر». ومع الفشل المتكرّر للرصيف البحري الأميركي، وتفكّكه مرة بعد أخرى، يشير الأميركيون إلى أن «المساعدات التي كانت ستدخل من الرصيف البحري سيجري العمل على إدخالها من معبر كرم أبو سالم». ويأتي ذلك في وقت نقل فيه موقع «أكسيوس» الأميركي، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إن «إدارة بايدن ستفرج عن قنابل بوزن 500 رطل كانت ضمن شحنة إلى إسرائيل»، كما أن «الإدارة تراجع جزءاً آخر من الشحنة يضمّ قنابل بوزن 1800 وألفي رطل». وفي المقابل، «تمّ إبلاغ مسؤولين إسرائيليين أن بايدن لا يتلقّى أوامر من نتنياهو للإفراج عن الشحنة»”.
الحركة «شغّالة» في العاصمة التجارية لقرى المواجهة: «مقاومة مدنيّة» في بنت جبيل
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة الاخبار اللبنانية “بعد نحو تسعة أشهر على العدوان الإسرائيلي، يشعر بعض الصامدين من أهالي بنت جبيل بأن الحرب لم تصل بعد إليها. صحيح أن قسماً كبيراً من سكانها غادروها، إلا أن المقارنة بينها وبين جاراتها تجعلهم يدركون معنى الردع الذي فرضته المقاومة، وأن العدو الـ«أوهن من بيت العنكبوت»، كما أُطلق عليه من بنت جبيل تحديداً، لن يجرؤ على المسّ بها. منذ الصباح الباكر، ينغل عامل النظافة في البلدية أحمد حمادي في شوارع البلدة: من حيّ البركة إلى الدورة، فالسوق الفوقاني والتحتاني فساحة النبيّة… يكنس الشوارع ويجمع النفايات، و«أشعر بالراحة كلما كان هناك منزل يسكنه أهله». من ناتج نفايات المنازل والمحال، يمكن لحمادي أن يرسم مؤشراً لحركة النزوح والعودة التي سجلت خلال العدوان: «عندما بدأت الحرب، نزح معظم السكان، ولا سيما من ذاقوا مرارة عدوان تموز 2006 عندما حوصرت بنت جبيل ودمرت. مع مرور الوقت، عاد البعض. وكلما نفذت غارة داخل المدينة، يغادر البعض مؤقتاً حتى يستقر الوضع، ثم يعودون مجدداً».
الحركة في السوق توحي بأن عاصمة المقاومة والتحرير «عمرانة»، رغم أن قسماً كبيراً من سكانها لا يزالون خارجها، وهو ما يعزوه مختار بنت جبيل السابق توفيق سعد إلى أن كثيرين من أبنائها وأبناء البلدات المجاورة يزورونها يومياً للتبضع وتفقّد منازلهم، ويغادرون قبل حلول المساء خوفاً من غارات الليل. تتركز الحركة في محال السوق التحتاني والفوقاني. محال أحذية وألبسة وحلويات تجاور محال السمانة وبيع اللحوم والخضر والصيدليات. يجمع أصحاب المحال على أن الحركة التي يبثونها بفتح محالهم تشجع النازحين على العودة ولو النهارية. حوّل أحمد السيد حسن باحة أمام دكانه في السوق إلى «كافيه» تجمع زملاءه من أصحاب المحال وأصدقاءه الصامدين. يشير إلى أن «هذه الجلسة تأسست مع بداية العدوان. تنادى من بقوا منا لنتسلّى مع بعضنا البعض. جهّزت في البداية عدداً قليلاً من الكراسي. لاحقاً، صار عدد الرواد يزداد، بعدما التمس البعض الأمان بتجمّعنا اليومي». وهو ما حصل مع كامل الحوراني الذي نزح إلى بيروت مع عائلته عند بداية العدوان، لكنه عندما زار المدينة قبل نحو ثلاثة أشهر، «فوجئت بحركة السوق. وعندما رأيت جلسة الرجال هذه، قررت أن أعود».
لم ينقطع الزبائن من عين إبل ورميش عن سوق اللحم الشهير في البلدة والذي يعدّ مقصداً لكل المنطقة الحدودية، إذا لا يزال عدد كبير من الملاحم يفتح أبوابه مع تعديلات فرضها العدوان، مثل تغيير مواعيد الذبح في المسلخ إلى ساعات العصر بسبب خطورة العمل ليلاً. يجهز يوسف بزي صينية كبيرة من أصابع الكفتة ويزيّنها قبل أن يرسلها إلى الفرن. «الزبائن من المنطقة الحدودية يقصدوننا أحياناً من الأماكن التي نزحوا إليها، إضافة إلى الصامدين من أبناء البلدات الواقعة في الخطوط الخلفية. كثر لم يسمحوا لإسرائيل بأن تلغي الطقوس المرتبطة بلحمة بنت جبيل من صينية قطع اللحم والكفتة المشوية في الفرن في الفطور الصباحي إلى اللحم المشوي عند الغداء».
لم يغير عماد بزي عادته بتناول النرجيلة أمام محله لبيع الأحذية في السوق: «سواء كان هناك زبائن أو لا، أكتفي بالجلوس هنا رغم العدوان. في عدوان تموز، هُجّرت مع عائلتي ودُمّر محلي. اليوم أنا وعائلتي لا نزال هنا». في زقاق متفرع من السوق، ينهمك عمال في معمل أحذية بإنجاز «طلبية» مستعجلة. وفي السوق الفوقاني الذي كان يعرف بسوق اللحم، أعاد حسين داغر افتتاح محل الحلويات بعد إقفال لنحو ثلاثة أشهر. مع بدء العدوان ورغم نزوح الزبائن، رفض محمد داغر (85 عاماً) الإقفال، إلى أن أجبره أولاده على المغادرة عقب غارة استهدفت منزلاً في رأس السنة. غادر بنت جبيل قسراً في 1 كانون الثاني الماضي. وبعد ثلاثة أيام، توفي بسكتة قلبية. مع اقتراب شهر رمضان الماضي، قرر حفيده حسين (23 عاماً) ووالده العودة إلى بنت جبيل. «رغم أن الحلويات قد تكون من الكماليات في الظروف الراهنة، لكنّ كثراً طالبونا بالمرشوشة (حلوى مشهورة في بنت جبيل)». كان موعد عرس حسين في نهاية تشرين الأول الماضي، لكن العدوان أجبره على التأجيل حتى إشعار آخر: «أنفقت ما ادخرته لزواجي وبتّ بحاجة إلى العمل مجدداً».
تتوسط ساحة النبية المشرفة على جبل مارون الرأس آلية إسرائيلية من غنائم تحرير الجنوب عام 2000. في إحدى زوايا الساحة، تقع محطة بزي التي تضررت بفعل غارة إسرائيلية، لكنها لا تزال تستقبل الزبائن. صاحبها نبيل بزي (74 عاماً) استبدل واجهات الزجاج بألواح خشبية ألصق عليها صور شهداء بنت جبيل في المواجهة الحالية: «يملأ الزبائن البنزين بكميات قليلة. ولّى زمن تفويل السيارات. المشاوير صارت محصورة داخل بنت جبيل، فيما انقطعت الطريق إلى جاراتها مارون ويارون وعيترون …».
في محله الصغير في السوق التحتاني، لا يزال أحمد سعد يبيع أوراق «اللوتو»، مشيراً الى أن «الشركة التي أتعامل معها في بيروت فوجئت بأن نسبة البيع لم تنخفض كثيراً خلال الأشهر الماضية». ويقول: «السر يكمن في الأمل ورفض الانهزام»، مؤكداً أن «المقاومة المدنية التي تتجسّد في سوق بنت جبيل لا تقلّ أهمية عن المقاومة العسكرية». وهو جرّب «النوعين». عام 1984، اعتقل عشر سنوات بسبب مشاركته في المقاومة واقتيد شقيقاه وشقيقته إلى الاعتقال تباعاً. المقاومة على أنواعها «أرست معادلة حصّنت بنت جبيل أمام تهوّر إسرائيل التي تعرف أن المسّ بمدينتنا لن يمرّ بسهولة»”.
اللواء:
تحرُّك لبناني لوقف دعوات المغادرة.. والبرمائية الأميركية في المتوسط «لردع العدوان»!
هجوم انقضاضي علی مواقع لجيش الإحتلال.. وغالانت يفضِّل التسوية على الحرب
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة اللواء اللبنانية “ومع انقضاء شهر حزيران بأكمله، على وقع صفارات الانذار التي تسبق أو تلحق صواريخ حزب الله ومسيَّراته الإنقضاضية، بقي المشهد الميداني الواضح باستهدافاته من قِبل حزب الله أو من جيش الاحتلال الاسرائيلي ينطوي على قراءات واحتمالات، حول ما بعد ما يجري، بصرف النظر عن معارك غزة او رفح داخل غزة، استمراراً أو انكفاءً بانتظار تسوية الصفقة بعد أن يشعر رأس الكيان الحربي بنيامين نتنياهو ان لا مجال للبقاء على أرض القطاع الملتهب بالعمليات والضربات التي تصيب جنوده بمقتلهم حيث ما تحركوا على أرض القطاع المدمرة أبنيته، والذي يعاني شعبه أسوأ أحوال الحياة الانسانية، من قتل وحرمان وجوع، وعدم استقرار، ومطاردات من قبل طائرات الغزو، وجنوده المأزومين..
في الواجهة ليل امس، أعداد من المسيَّرات تنطلق من لبنان باتجاه الجليل الغربي، بعدها انفجارات عديدة واصابات، وصافرات الانذار لا تتوقف في المستعمرات الشمالية.
بالمقابل، أدت الغارة الاسرائيلية على كفركلا الى سقوط 3 شهداء من بينهم فلسطينيان، في المبنى المؤلف من 3 طبقات.
وشدّد مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة الى ان الوضع سيئ على الحدود مع لبنان، معتبرا اننا «لسنا بعيدين عن حرب واسعة، والحرب بين اسرائيل ولبنان قد تتوسع اقليمياً».
وقال: «نحن بحاجة لتجديد لليونيفيل قبل آب».
ونفى مسؤول اميركي ان كون ارسال السفينة الهجومية البرلمائية (يو اس اس واسب USSWasp) الى المتوسط، بهدف اجلاء المدنيين الاميركيين في حال توسع الصراع بين اسرائيل وحزب الله، مؤكدا ان لدى البنتاغون خططاً جاهزة للتعامل مع الطوارئ، ومنها اجلاء المدنيين الأميركيين، مشيراً لا نزال قلقين من التصعيد على الحدود بين لبنان واسرائيل.
«ونتخوف من خطوات غير محسوبة قد تفجر الوضع، وتحوله الى حرب واسعة النطاق».
ووصف المسؤول دخول البرمائية الاميركية بأنه جزء من الجهود للحفاظ على وجودنا العسكري في المنطقة من اجل الاستقرار وردع العدوان.
نقاشات الرئاسة بعد أسبوعين
رئاسياً، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ترحيل النقاش في ملف الرئاسة إلى الاسبوعين المقبلين مرده إلى تجميع بعض المعطيات المتصلة بالمناخ الذي ساد في خلال زيارة الكاردينال بارولين إلى لبنان، لاسيما أنه ركز على أهمية إتمام الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى أنه ليس واضحا تماما ما إذا كان هناك من مبادرة يعمل عليها من قبل الفاتيكان في وقت لاحق لاسيما أن جمع اقطاب الموارنة يبدو أكثر من صعب.
في هذا الوقت تحدثت المصادر عن تقدم التواصل بين التيار الوطني الحر و رئيس مجلس النواب في هذا الملف وبعض الاستحقاقات، وأشارت إلى أن دعم التيار للحوار الذي يرغب الرئيس بري في عقده لا يزال قائما.
وأبلغ سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان: أن مساعي اللجنة الدبلوماسية الخماسية لم تتوقف في مساعدة اللبنانيين لإنتخاب رئيس.
من جانبه، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الحدود الشمالية مع لبنان، بأنه اذا اختار حزب الله التسوية، فإن اسرائيل ستتعامل بايجابية مع هذا الاحتمال.
واشار: لا نبحث عن الحرب لكننا مستعدون لها».
وتحدث غالانت عن «بدائل متاحة أمامنا مهمة، ونعمل على تنميتها معا: اعداد القوة العسكرية، واعداد الحل السياسي».
وإزاء حملات التحريض على مغادرة الرعايا الاجانب لبنان، طالب وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، بارسال رسائل تطمينات للزائرين والمقيمين في لبنان، وكشف ان نظيره البحريني عبداللطيف بن راشد الزيان اتصل به وابلغ تأييد العاهل البحريني الشيخ حمد بن خليفة بوصفه رئيساً للقمة العربية التضامن مع لبنان، وكذلك من نظيره الاردني ايمن الصفدي.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن حزب الله مساء امس استهداف مبنى يستخدمه جنود الاحتلال في مستعمرة شلومي، كما استهدف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة، وذلك في معرض الرد على استهداف القرى الجنوبية، وآخرها بلدة شيحين.
وحسب بيان للحزب، فإن الهجوم الانقضاضي على المقرّ المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية 411 في حقبون، مشيرا الى ان الضربة استهدفت خيم استقرار ومبنيين ضباط وجنود العدو، فضلا عن استهداف مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بعشرات صواريخ الكاتيوشا.
وقال: القصف الاسرائيلي اليومي تواصل على البلدات والقرى واستهدف مبنى مؤلفا من ثلاث طبقات سوته بالارض في بلدة كفركلا، واطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي. كما شن الطيران الاسرائيلي غارة مستهدفا منزلاً في بلدة شيحين قضاء صور، وعلى الفور تحركت سيارات الاسعاف نحو المكان المستهدف.
الى ذلك، ألقت مسيَّرة اسرائيلية قنابل حارقة في مشروع «عرب الثمار» الزراعي خلف تلة الحمامص في الوزاني، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه”.
المصدر: الصحف اللبنانية