اعتبر السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة ان “الواقع السياسي في لبنان لا يزال على حاله من التعقيد وعدم الحلحلة، في ظل تفاقم الأوضاع السياسية والمعيشية والاقتصادية الصعبة، وتداعيات ذلك على لقمة عيش المواطن، وما يجري في المحيط من تغيرات وتبدلات على المستوى الميداني، وتأجيج الصراع في المنطقة، والذي يخشى من تأثيراته في الداخل اللبناني”.
واوضح انه “بالرغم من اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، وما يستدعي ذلك من تحضير، فلا تزال الحكومة التي ينتظر اللبنانيون تأليفها لتتولى كل هذه المهمات وتواجه كل هذه التحديات، تطبخ على نار هادئة، وكأن البلد بألف خير وأمامه وقت طويل للإنجاز، ويبرر البعض ذلك بأننا لا نزال ضمن المهلة، وكأن التأخير أصبح قدر الحكومات في هذا البلد، فما إن انفكت عقدة من عقد التأليف وعولجت حتى نشأت عقدة جديدة، وما إن انتهى الصراع على الوزارات السيادية حتى انتقل التناتش على الوزارات الدسمة والخدماتية، وما إن انتهى ذلك حتى بدأ الحديث عن عدم رضا القوى السياسية على ما حصلت عليه، في مقابل ما سيحصل عليه الآخرون، وصولا إلى الحديث عن توسعة الوزارة إلى ثلاثين، بدلا من أربعة وعشرين”.
واضاف”نحن أمام كل ذلك، لا نريد أن ندخل في مدى صوابية هذا الطرح أو ذاك، ولكن نتساءل عن السبب في عدم بت الأمور بالسرعة المطلوبة، بعدما بات واضحا أن ليس هناك أحد ينتظر التغيرات الخارجية، ولا الوحي الذي كان ينزل على القوى السياسية السابقة، وتحل معه كل العقد”.
وتابع”إننا لا ننكر أن هناك إنجازات حصلت على المستوى الحكومي، وهنا نقدر كل الذين ساهموا في تحقيقها، وإزالة العقبات للوصول إلى هذه المرحلة، ولكن لا بد من استكمال هذا العمل، والمطلوب من الجميع أن يقدموا التضحيات لحساب الوطن وإنسانه”.
واشار السيد فضل الله انه “إذا كان من تأخير على مستوى الحكومة وحلحلة العقد، فإننا نرى ضرورة استكمال العمل بما بدأته بعض القوى السياسية في الفصل بين المسار الحكومي والوصول إلى قانون انتخابي عصري، باتت الحاجة ماسة إليه، حتى لا يكون تأخير تشكيل الحكومة مبررا لما يعمل عليه البعض من التمديد أو العودة إلى قانون الستين، الذي لا يرضاه اللبنانيون، ولا يحقق طموحاتهم”.
وعن سوريا، امل السيد فضل الله أن “تؤدي التطورات التي جرت أخيرا في تعزيز الاستقرار في هذا البلد، وتهيئة المناخ للوصول إلى حل سياسي شامل يطوي صفحة الصراع الذي عملت قوى دولية وإقليمية على إشعاله، بهدف تمزيق سوريا وتقسيمها وإضعاف دورها الريادي”.
واضاف”نحن نعتقد أن ما جرى سيساهم في تعزيز الوعي لدى الكثير من الذين كانوا يراهنون على مد يد العون لهم من هذه الدولة أو تلك، لتغيير ما كانوا يطمحون إليه، بأنهم كانوا يراهنون على سراب، فليس هناك حل إلا بحوار داخلي، بعيدا عن كل إرهاب، لرفع الغبن الذي قد يشعر به البعض، ومعالجة كل ما أدى إلى الوصول إلى ما وصلت إليه سوريا”.
وتحدث السيد فضل الله عن اليمن “الذي تستمر معاناة إنسانه بفعل الحرب الدامية والعبثية التي تودي بحجره وبشره”، لافتاً إلى “الإحصائيات التي ذكرتها منظمة الأمم المتحدة اليونيسيف، والتي تشير إلى موت طفل يمني كل عشر دقائق، بفعل سوء التغذية والأمراض، وإلى وجود ما يزيد على مليوني طفل معرضين لهذا المصير”، متسائلا “ألا يستدعي كل هذا الواقع الدامي الإسراع في الوصول إلى حل ينهي هذه الأزمة المستمرة؟”.
واستغرب السيد فضل الله في خطبته “إصرار النظام البحريني على تثبيت الحكم بسجن الشيخ علي السلمان لمدة تسع سنوات، والذي نرى أنه يزيد تفاقم الوضع، في الوقت الذي نريد لهذا البلد الوحدة والاستقرار وإزالة كل عناصر التوتر”.