حدد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، ثلاث خطوات للضغط على الاحتلال لوقف عدوان ومحاسبته على جرائمه، حاثا جماهير الأمة للبقاء في الشوارع واستمرار الضغط لوقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال كلمة عبر الإنترنت في مؤتمر “طوفان الأحرار”، الذي انطلق السبت بمدينة إسطنبول ويستمر إلى الأحد بمشاركة ممثلين من 60 دولة.
وقال مشعل: “بعد 8 أشهر من الحرب، نحن مستمرون في جهادنا، ولدينا قدرة ونفس بقدرة الله أن نواصل المعركة. فماذا نقول لهم؟ ردنا نترجمه في 3 خطوات كبرى”.
وبيّن أن الخطوة “الأولى أن تواصلوا ما بدأتموه منذ اللحظة الأولى من خلال الفعاليات، واصلوا جهادكم بالمال لنصرة الناس في غزة وإطعامهم وإيوائهم ونصرة المجاهدين وكفالة عوائلهم، ونريد عودة الملايين ومأسسة الشارع في العالم الإسلامي”.
وأضاف “نريد طوفان القانون ليحاكم المجرمين القتلة. نقف مع جنوب إفريقيا كما تقف معها تركيا وليبيا ومصر، ونريد أن تنخرط دول أخرى بالمعركة لتلاحق الصهاينة في كل مكان، وأن يتواصل طوفان الطلاب”.
وعن الخطوة الثانية أفاد: “نريد أن ننخرط في معركة الجهاد، ونريد للأمة أن تنخرط بكليتها في المعركة. هذه مسؤوليتنا طالما نحن أمام فرصة للتحرير، والعدو يترنح، مطلوب منا أن ننتقل نقلة كبرى بطوفان الجهاد والأمة”.
وبخصوص الخطوة الثالثة قال مشعل: “مطلوب طوفان الضغط السياسي والاعتصامات التي تقول كلمة واحدة وهي آن للعدوان أن يتوقف”.
وحث جماهير الأمة أن تبقى في الشوارع، وتعلن غضبها على الصهاينة وأوليائهم أمام السفارات، ونريد غضبا متواصلا يوقف هذه العدوان، وطوفان الإعلام يواصل رسالته وكلمته ومواقفه، ونريد للرواية الفلسطينية أن تبلغ مداها في كل المحافل”.
وشدد على أن الحركة “مستمرة في الجهاد” ولديها القدرة على مواصلة المعركة ضد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وخاطب مشعل الحاضرين في المؤتمر قائلا: “اليوم في الشهر الثامن من طوفان الأقصى، 8 أشهر على أراضي غزة والضفة والعدو يرتكب جرائمه والأمة تعبر عن دورها وإيمانها بالمعركة، ما مضى من أشهر هو من فعلكم وإسهامكم فأقول لكم جزاكم الله خيرا”.
وأضاف: “شكرا لكل من ضحى وأسهم بمعركة الشرف وجاهد في الطوفان المالي، والأمة سخية كما لم تكن من قبل، لأنها تشعر بالواجب، شكرا لمن ملأوا الشوارع بالملايين نصرة لغزة وغضبا على الصهاينة”.
وزاد: “شكرا لكل من خاض معركة الإعلام وقدم الرواية الفلسطينية وهزمنا الرواية الإسرائيلية والغربية، شكرا لمن حاصر السفارات الأمريكية والإسرائيلية، شكرا لكل من قاطع الصهاينة وأجبر الشركات على التراجع، شكرا للطوفان الطلابي العظيم الذي انطلق في الجامعات الأوروبية والأمريكية وعمت العالم، وشكرا لأحرار العالم”.
وتطرق مشعل تطرق إلى المرحلة المقبلة قائلا: “ما مضى تشكرون عليه، وأدى فعله، ولكن المطلوب كثير، ندرك عظم المسؤولية، العدو يواصل ارتكاب جرائمه وعدوانه، وقبل لحظات دمر حيا في جباليا، ولا يزال يجوع غزة ويحاصرها، ويجتاح رفح ويخوض معارك إجرامية في حي الزيتون وكل غزة، ويرتكب جرائمه في الضفة الغربية والقدس وما زالت الانتهاكات بباحات الأقصى”.
وأردف: “عدونا يلاحقنا في كل مكان، أمس في جنوب لبنان وغيره من المواقع، هي معركة مفتوحة معه، إذا نحن أمام عدوان مستمر وتأتينا الرسالة من غزة العزة بأن المقاومة بخير وأعادت التموضع في كل مكان، وهو إعجاز فئة مؤمنة تنصر على الصهاينة وداعميهم”.
وشدد على أن “المقاومة بخير، والحاضنة الشعبية رغم آلامها، صامدة وملتفة حول المقاومة، صابرون محتسبون كلهم مع المقاومة يضحون بأعز ما يملكون”.
وأشار مشعل إلى أن “العالم يتغير، وغزة غيرت المنطقة والإقليم والعالم، وكشفت الأصالة في الإنسانية والروح في أمتنا”.
وتابع: “نحن اليوم أمام مشهد يبعث فينا الثقة بالنصر، هذا التغير بالساحة الإقليمية والدولية يقول نحن المنتصرون والعاقبة لنا، ونرى العدو يتقهقر وهو مهزوم، وينتقل الخلاف لصفه الداخلي نظرا للإحباط، لأنه تعود أن ينتصر بمعارك سريعة بأيام وأسابيع، أما أن يخوض 8 أشهر في غزة ويعجز فيها، فذلك يبعث بروح العزيمة لنا”.
وتحدث رئيس حماس في الخارج عن المتطلبات المستقبلية بقوله: “نحن أمام لحظة تاريخية وفرصة لهزيمة إسرائيل وتفكيك المشروع الصهيوني”.
وأكمل: “نحن أمام فرصة لتغيير العالم، ولتكون فلسطين بركة العالمين للقضاء على الصهاينة ومشروعهم الأثيم الذي يريد شرا بالعالمين، وهذه الفرصة التاريخية تحتاج لرجال وجهد وعمل”.
وأوضح أن “هناك مواقف سياسية من الدول العربية والإسلامية، ومن دول أخرى، ولكن المطلوب اليوم جبهة سياسية عريضة تواجه الصهاينة والإدارة الأمريكية التي لا تزال تصطف معه رغم خلافها معه وتدعمه بأدوات الدمار ولا تتخلى عن حمايته رغم جرائمه”.
وأشار رئيس حماس في الخارج إلى أهمية تشكيل “جبهة عريضة تقول لا بد للحرب والعدوان والجريمة أن تتوقف وتنتهي”.
واعتبر أنه “عار على الإنسانية أن يستمر العدوان والجرائم طوال 8 أشهر. اليوم العالم ينتفض، ونحتاج لترجمة سياسية لذلك، والأمة قادرة عليه، ونرى تغيرا بالمواقف ونريد المزيد”.
وأكد مشعل أن “الدول العربية والإسلامية يمكن أن تقود الجبهة وهي قادرة على ذلك”.
وختم بالقول: “أبشروا بالنصر، واصلوا دوركم وانخرطوا في معركة الجهاد والمقاومة، وانطلقوا إلى جبهة سياسية واعتصام مفتوح وغضب متواصل يوقف الجريمة في غزة، وعندها سنرى فجرا جميلا خيرا للجميع”.
جدير بالذكر أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر شهدت عرض مشاهد فيديو وكلمات لعدد من قادة حماس وكلمة بارزة للصحفي طارق مصطفى الذي فقد قرابة 30 من أهله في غزة.
إسطنبول تستضيف مهرجان طوفان الأحرار دعمًا لفلسطين
وانطلقت في مدينة إسطنبول التركية، اليوم السبت، فعاليات مؤتمر “طوفان الأحرار” بمشاركة ممثلين من 60 دولة فضلًا عن منظمات المجتمع المدني في تركيا.
وتستمر فعاليات المهرجان يومين، الذي ينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وحركة إنسان ومدنيات، وجمعية البركة الدولية للإغاثة الإنسانية في تركيا.
وتشهد فعاليات المهرجان انعقاد عدة جلسات تتناول التطورات فيما بعد عملية طوفان القدس التي أطلقتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وما تبعها من هجمات إسرائيلية واحتلال في قطاع غزة، وانتهاكات في الضفة الغربية والقدس.
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضورًا كبيرًا من المشاركين، بينهم وفود شعبية تمثل الدول والقادمين من داخل تركيا ومن خارجها، وزينت القاعة بعبارات مثل “من النهر إلى البحر ستكون فلسطين حرة”.
مسؤول المهرجان فتحي عبد القادر قال في كلمته الافتتاحية: “هذا اليوم الذي نجتمع فيه في البلد الطيب المبارك تلتقي الأمة وأحرارها على صعيد واحد تحت شعار جامع وهو طوفان الأحرار”.
وأضاف “كما نلتقي على قلب رجل واحد ونتكلم جميعا بلسان واحد معلنين صراحة دعمنا ونصرتنا للطوفان المبارك الذي جاء على قدر وتدبير إلهي”.
من ناحيته، قال كمال أوزدن رئيس جمعية حركة الحريات والمدنيات: “غزة شهدت منذ 75 عاما النكبة واليوم نفس الأمر يعيشه الفلسطينيون، نفس الظروف في غزة وفلسطين، هناك أطفال استشهدوا واصيبوا وشباب أسروا”، مضيفًا: “عندما نعلن عن مطالبنا بوقف الاعتداءات الصهيونية الوحشية نواجه اتهامات بمعاداة السامية، يريدون ارتكاب المجازر هم ولكن لأننا نطالب بوقفها نصبح متهمين. إنها مزحة”.
واستدرك: “لكن نحن كمسلمين يجب أن نلتقي كمؤسسات أكثر ونتحاور ونبادر لحل مشاكلنا والضغط على الحكومات وإعلان مطالبنا لدول منظمة العالم الإسلامي”.
وختم بقوله: “حتى لو تحررت فلسطين وغزة لن تنتهي مسؤولياتنا لأن العالم الإسلامي لا تنتهي مشاكله بل يجب حلها جميعها.. نحن لم نجتمع للحديث عن شجاعة إخوتنا وحسب بل من أجل اتخاذ المبادرات والعمل للمستقبل”.
وألقى الأمين العام للائتلاف العالمي، منير سعيد، كلمة قال فيها “نجتمع اليوم بالحضور النوعي من شتى بقاع الأرض في عاصمة الأرض إسطنبول، والطوفان هادر في كل مكان”.
وأضاف “كان هناك طوفان قوافل الإمداد والإغاثة وطوفان الإعلام وطوفان المقاطعة والتحق به طوفان الطلاب في الشرق والغرب ويلحقه طوفان يعم البلدان من أجل قيم الإنسانية والعدالة”.
وختم بقوله “الائتلاف بالتعاون مع حركة الإنسان وجمعية البركة ننظم الطوفان لأحرار الأمة والعالم ونسعى لتعزيم المشاركين في أقطارهم لتعزيز العمل من أجل المعتقلين والأسرى وحق الفلسطينيين في بلدانهم، ونحن مدعون لإطلاق المشاريع والمبادرات التي تردع العدو وحلفائه”.
كما تحدث رئيس جمعية البركة أحمد الإبراهيمي: “نحن اليوم أمام آيات يجسدها رجال الله في الأرض، هل نحن كأمة في مستوى الأداء، اليوم العالم حبس وتوقف الزمن والناس ينتظرون نتائج معركة غزة لمن يقود العالم وهي فرصة للمسلمين للعودة لقيادة العالم”.
بدوره، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، في كلمة بالمهرجان: “اليوم تأتي الحشود لتقول لبايدن خسئت وحماس ليست في غزة هي في إسطنبول وكل بقعة في العالم وبلاد المسلمين هذه الرسالة المهمة تخرج من هنا للغرب الواقف ضد المقاومة وغزة أردوا أن يدمروا حماس والمقاومة”.
وأكمل أن حماس “بعد 7 أشهر لا تزال تقاتل ولا تزال يدها العليا، المقاومة بخير بقيادتها السنوار والضيف وأبو عبيدة بخير، المقاومة بسلاحها بخير، وبأنفاقها بخير، نقول المقاومة تصنع السلاح خلال المعركة”.
وأكد: “حماس ليست حزبًا في فلسطين هي الأمة.. نقول لبادين: أنت في عداء ومواجهة مع كل الأمة، حماس هي عنوان لمشروع فلسطين وتحريرها، ستبقى حماس وستسقط يا بايدن. الانتخابات قادمة (في نوفمبر المقبل)”.
وشهدت الجلسة الافتتاحية عرض مشاهد فيديو وانطلقت بتلاوة قرآنية، وشهدت كلمات أخرى من مثل الصحفي طارق مصطفى الذي فقد قرابة 30 من أهله في غزة، وعصام البشر رئيس مجلس أمناء الأقصى وممثلو الجاليات والمناطق، كما شهدت كلمة عبر الانترنت من رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام