نشرت مجلة “بوليتيكو” تقريرا حول الجدل داخل جامعة كاليفورنيا- بيركلي وحرية التعبير والتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين ودعوات المشرعين اليهود في كاليفورنيا الجامعة إلى الحد من انتشار ما تسميه “معاداة السامية” في حرم الجامعة.
وجاء في التقرير الذي أعده بليك جونز أن حرم جامعة بيركلي يعاني اضطرابات لم يشهد مثلها في تاريخه، في حين أن الانتقادات لها ضخمت من التحديات التي تواجه الجامعة بعد ستة أشهر من الحرب على غزة. وأضافت أن قادة الجامعة يواجهون ضغوطا من الديمقراطيين في الولاية في وقت لم تظهر فيه إشارات عن تراجع الاضطرابات النابعة عن حرب غزة.
وهاجمت الكتلة اليهودية من المشرعين في مجلس الولاية الجامعة. ويدفع هؤلاء في مجلس الولاية باتجاه تشريع قوانين لمواجهة “معاداة السامية”.
وفي الوقت الذي لم يطلب فيه الجمهوريون في الكونغرس من جامعة كاليفورنيا- بيركلي تقديم شهادة أمام لجانه، إلا أنها واحدة من ست جامعات على مستوى الولايات المتحدة تواجه تحقيقات من الجمهوريين بتهم معاداة السامية، ومن قسم الحريات المدنية في وزارة التعليم.
وتؤشر المواجهات المتوترة والتشهير ونشر صور والمعلومات عن الناشطين والخلافات داخل الأقسام والحوادث التي انتشرت بشكل سريع بين الطلاب أثناء حفلات التخرج في كلية القانون إلى التوترات المستمرة في حرم الجامعات الأمريكية.
ولم تأت الرقابة على حرم جامعة كاليفورنيا في بيركلي وحرم ستة فروع لها من مجلس الولاية، ولكن من مكتب حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الديمقراطي الذي زار “إسرائيل” في تشرين الأول/ أكتوبر.
وقبل بدء العدوان على غزة، كان طلاب الجامعة في مقدمة النشاطات الناقدة للكيان، وأنشأوا فرعا اسمه “بيرز فور بالستاين” كفرع لـ”طلاب من أجل العدالة في فلسطين” وقاد الطلاب محاولة فاشلة في 2015 لإجبار الجامعة على الابتعاد عن تل أبيب.
احتجاجات مستمرة دعمًا لفلسطين في حرم جامعة نيويورك والشرطة توقف أكثر من 133 شخصًا
وفي السياق واعتُقل أكثر من 130 شخصًا ليلًا خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في حرم جامعة نيويورك، مع اكتساب تظاهرات طلابية زخمًا في الولايات المتحدة على خلفية العدوان على قطاع غزة. وأعلنت شرطة نيويورك، ليل الثلاثاء الأربعاء، توقيف 133 شخصًا وتخلية سبيلهم بعد صدور استنابات قضائية بحقهم، مع تسارع وتيرة التحركات الإحتجاجية كذلك في جامعتي ييل وكولومبيا وغيرها من الكليات.
ومع بدء عطلة الفصح اليهودي ليل الإثنين، بدأت الشرطة حملة اعتقالات لمتظاهرين في مخيم أقيم في حرم جامعة نيويورك. وقال المتحدّث باسم جامعة نيويورك، إنّ “قرار طلب تدخل الشرطة جاء بعدما عمد عدد إضافي من المحتجين الذين يعتقد أن كثرا منهم ليسوا من طلاب جامعة نيويورك، إلى اختراق العوائق الموضوعة حول المخيم.
وكانت قد بدأت التحركات الاحتجاجية، الأسبوع الماضي، في جامعة كولومبيا في نيويورك حيث أقام عدد من المتظاهرين “مخيم تضامن مع غزة” في حرم الكلية.
لكن تمّ توقيف أكثر من مئة من المحتجين بعدما طلبت سلطات الجامعة من الشرطة الحضور إلى حرم جامعة كولومبيا الخميس، في خطوة يبدو أنها أدت إلى تصعيد التوتر ودفعت عددًا أكبر من الأشخاص للمشاركة في التحركات.
كذلك نظّمت تظاهرات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعتي ميشيغن وييل حيث تم توقيف 47 شخصًا على الأقل أول أمس الإثنين بعدما رفضوا أوامر فضّ التجمع.
الاحتجاجات في الجامعات الاميركية ضد العدوان الصهيوني على قطاع غزة آخذة بالاتساع ورقعتها تمتد الى المدارس الثانوية
هذا واعتقلت شرطة مدينة نيويورك أكثر من 100 متظاهر بينما كانوا يهتفون دعمًا لفلسطين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر في بروكلين. وتمّ اعتقال عدد من المتظاهرين الداعمين للقضية الفلسطينية، من بينهم العديد من الناشطين في المنظمات اليهودية، بعد أن رفضوا فض الاحتجاج.
وكان المتظاهرين إما واقفين أو جالسين في الشارع وأذرعهم مربوطة ببعضها البعض وهم يهتفون “لوقف إطلاق النار الآن” و”لتعيش غزة”. واعتقلت السلطات حشود المتظاهرين واقتادتهم إلى حافلات هيئة النقل الحضرية MTA التي كانت تستخدم لنقلهم إلى الحجز.
وكانت قد نشرت المجموعة المنظمة للاعتصام منشورا عبر منصة “إكس”، جاء فيه أنّ “الآلاف من اليهود الأمريكيين يعقدون احتفالًا طارئًا بمناسبة عيد الفصح، ويغلقون شوارع منزل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لمطالبته بالتوقف عن إرسال الأسلحة للحكومة الإسرائيلية التي ترتكب إبادة جماعية”.
هذا ويواصل جيش الإحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، إذ تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها.
الكونغرس الأمريكي يقر حزمة من المساعدات بـ95 مليار دولار لأوكرانيا وتايوان وكيان الاحتلال
وتجاهل الكونغرس الاميركي الاحتجاجات والتظاهرات التي خرجت في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم ووافق في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بأغلبية 79 صوتا مقابل 18 على أربعة مشاريع قوانين أقرها مجلس النواب يوم السبت، بعد سماح الزعماء الجمهوريون في مجلس النواب بالتصويت على حزمة مساعدات حجمها 95 مليار دولار معظمها مساعدات عسكرية لأوكرانيا وكيان الاحتلال الاسرائيلي وتايوان وشركاء الولايات المتحدة بالمحيطين الهندي والهادي.
ودُمجت مشروعات القوانين الأربعة في حزمة واحدة بمجلس الشيوخ، والتي قال الرئيس جو بايدن إنه سيوقعها لتصبح قانونا اليوم الأربعاء.
ويوفر مشروع القانون الأول 61 مليار دولار لأوكرانيا، ويقدم الثاني 26 مليار دولار لـ “اسرائيل” والمساعدات الانسانية للمدنيين في منطق الصراع في انحاء العالم، والثالث يخصص 8.12 مليار دولار لمواجهة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وتشمل الحزمة مركبات ومنظومة صواريخ الدفاع الجوي ستينجر وذخيرة إضافية لأنظمة صواريخ المدفعية العالية الحركة وذخيرة مدفعية عيار 155 ميلليمترا وصواريخ تاو وجافلين المضادة للدبابات وأسلحة أخرى يمكن استخدامها على الفور في ساحة المعركة.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في مؤتمر صحفي بعد التصويت “مشروع قانون الأمن القومي هذا هو أحد أهم الإجراءات التي أقرها الكونجرس منذ وقت طويل للغاية لحماية الأمن الأمريكي وأمن الديمقراطية الغربية”.
وقال محللون إن تدفق الأسلحة من شأنه أن يحسن فرص كييف في تجنب تحقيق الروس تقدما كبيرا في الشرق، على الرغم من أنه كان من الممكن أن يكون أكثر فائدة لو قٌدمت المساعدة في الوقت الذي طلبها فيه بايدن العام الماضي.
المصدر: قناة المنار +وكالات