أكد قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمة له بمناسبة يوم الصمود الوطني، في الذكرى التاسعة للعدوان الأمريكي السعودي، أن هذا العدوان منذ لحظته الأولى كان غادرا بلا سابق، بلا مبررات، بلا مقدمات، ووحشيا وإجراميا ولأهداف خطيرة.
واكد السيد الحوثي، أن العدوان أتى في إطار خطة شاملة في المنطقة لإعادة ترتيب وضعها تحت قيادة العدو الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية، ومن أهدافه تمكين العدو الإسرائيلي من قيادة المنطقة وترتيب وضعها كما ظهر في برنامج التطبيع أو “صفقة القرن”.
وشدد السيد الحوثي على أن العناوين التي رفعها التحالف افتضحت، فالحضن العربي لا أساس له، وإنما سعي لإدخال المنطقة في الحضن العبري، ولفت إلى ان “تحالف العدوان سعى منذ البداية إلى تدمير بلدنا واحتلاله ومصادرة حق شعبنا في الحرية والاستقلال”.
ولفت السيد الحوثي إلى ان تحالف العدوان استهدف الشعب اليمني بالحصار والتجويع، والمؤامرات على العملة الوطنية والبنك وغير ذلك، وبلغ عدد الغارات الجوية فيما تم إحصاؤه 274302 من القنابل والصواريخ على الشعب اليمني وهذا ليس إحصاء كاملاً.
وأشار السيد الحوثي إلى انه تم تم تدمير 613992 منزلا حسب الحصر، وأكثر من نصف مليون منزل، عدد كبير جدا من المنازل دُمرت، كما دمر العدوان 186 منشأة جامعية الكثير منها دمرت تدميراً كلياً.
ولفت السيد الحوثي إلى أن العدوان دمر العدوان 1843 مسجداً، وهو عدد كبير بالرغم من قدسية بيوت الله، كما دمر 427 مستشفى ومرفقاً صحياً رغم محدودية الخدمات الصحية في بلدنا، كما قتل فيها الكادر الصحي والمرضى، بالإضافة إلى 1331 مدرسة ومركزاً تعليمياً، و146 منشأة رياضية و269 موقعاً أثرياً.
وشدد السيد الحوثي على ان الاستهداف طال كل معالم البلاد ومقومات الحياة، ومثل هذا لا يمكن أن يقال عنه إلا عدوان، كما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 50 ألفاً من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء من غير شهداء الميدان.
ولفت السيد الحوثي “هناك جرائم وحشية عرف بها العالم وانتشرت أخبارها في مختلف البلدان والكثير منها يندى لها جبين الإنسانية”، مشيراً إلى ان “الحصار والتجويع عدوان موازٍ -إلى جانب العدوان العسكري- نتج عنه معاناة كبيرة جداً”.
وأشار إلى أنه “فُرض حصار شامل على الشعب اليمني من خلال إغلاق المطارات ومنع الناس من السفر”، موضحاً أن “كان التماسك على مستوى الجانب الرسمي والجانب الشعبي والجبهة الداخلية مشرفاً وعاملاً مهماً في فشل تحالف العدوان”.
وقال “بالرغم من حجم العدوان والجرائم والتدمير الشامل لم يكسر إرادة الشعب وهذه نعمة كبيرة وتوفيق إلهي كبير”، وأضاف “تحالف العدوان أطلق عمليات عسكرية كبيرة لاجتياح كل المحافظات ووفر لها غطاء إعلامياً وسياسياً كبيراً ومع ذلك فشل”.
وأكد السيد الحوثي أن تحالف العدوان فشل في الاحتلال للعمق الجغرافي والاستراتيجي لبلدنا رغم سيطرته على مساحة واسعة، مشيراً إلى أن تحالف العدوان سيطر على الثروة السيادية والنفطية والغازية لبلدنا والكثير من الموانئ، ومساحة واسعة من الساحل.
وشدد السيد الحوثي “بقيت المحافظات ذات الكثافة السكانية في مواجهة وتصدٍ وجهاد وثبات وهذا له أهمية كبيرة جداً لكل البلد”، وتابع “اتضح الفشل الحتمي للعدوان في تحقيق أهدافه في الاحتلال التام لبلدنا والسيطرة الكاملة على شعبنا”.
وقال السيد الحوثي “تحالف العدوان كان يعول على أنه سيحسم المعركة في البداية خلال أسبوعين لكن خابت آماله وآمال الذي خططوا لهذا العدوان”، وأن “الأعداء على مدى سنوات طويلة وصلوا إلى شبه يأس من الوصول إلى تحقيق أهدافهم، وتكبدوا خسائر كبيرة”.
وكشف السيد الحوثي أن عدد القتلى والجرحى من تشكيلات تحالف العدوان والمرتزقة، بلغ 282,879، وأن “خسائر الأعداء في الآليات والمعدات بلغت 18,397”.
وأعلن السيد الحوثي أن عمليات الدفاع الجوي 4585 عملية تمكن خلالها من إسقاط 165 طائرة حربية واستطلاع، وأن عمليات القوات البحرية والدفاع الساحلي بلغت 38 عملية وكانت ذات أهمية كبيرة جداً في ردع العدو.
وأوضح أن من أبرز العمليات البحرية استهداف فرقاطة المدينة والسفينة الحربية سويفت وضبط سفينة “روابي”، مشيراً إلى أنه “كان للصاروخية وسلاح الجو حضور كبير في التصدي للعدوان في الجبهات وعمليات خارج الحدود”.
وأعلن أن “العمليات الصاروخية بلغت 1828 عملية، منها 1237 عملية في العمليات العسكرية والقتالية، و589 عملية خارج الحدود، كما بلغت عمليات سلاح الجو المسير 12,009 عملية هجومية واستطلاعية.
وأكد أن “معظم عمليات سلاح الجو المسير كان في إطار المهام القتالية الدفاعية والهجومية، ومنها 997 عملية خارج الحدود، وأن “عمليات الإسناد للقوات البرية بلغت 211,136 عملية قنص واستهداف مدفعي وضد الدروع وهندسة”.
ولفت السيد الحوثي إلى ان العدو فشل في تدمير القدرات العسكرية، وكانت النتيجة معاكسة تماماً، وإلى أن “الأعداء حرصوا منذ البداية على حرمان بلدنا من الحصول على السلاح للدفاع عن نفسه فيما امتلك الأعداء كل أنواع السلاح بما فيها المحرمة دولياً”.
وأشار السيد الحوثي إلى أن الأمريكي حصل من السعودي والإماراتي على مبالغ مالية هائلة جدا، فكانت أكبر صفقات العصر وتستحق أن يطلق عليها “صفقة القرن”.
وأكد السيد الحوثي أن تطوير القدرات العسكرية اليمنية كان مساراً تصاعدية ناجحاً بالرغم من الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة جداً، مشيراً إلى أن العدو حاول أن يضغط بشكل كبير على شعبنا العزيز بالوضع الاقتصادي عبر الحصار وحرمانه من إيرادات ثروته النفطية والغازية.
وشدد على أن ” تطوير القدرات العسكرية كان ولا يزال مسألة مهمة ومتطلبا أساسيا لتحقيق الانتصار ودحر العدوان واستعادة ما احتله تحالف العدوان”، دعا “بقية الدول أن تراجع حساباتها الخاطئة وسياساتها العدوانية تجاه بلدنا”.
وأكد السيد الحوثي أن الشعب اليمني هو في مقدمة الشعوب حرصا واهتماما بالأمن القومي العربي وبأمن أمتنا الإسلامية كافة، وأنه حريص على أن يسود في البلدان العربية والإسلامية الأمن والاستقرار والعلاقات على أساس أمة واحدة.
وشدد على أنه “ليس هناك أي بلد عربي له مبرر أن يتوجه بسياسات عدائية ضد شعبنا العزيز باعتبار وهم أو تخيل”، وقال “على كل البلدان العربية والعالم الإسلامي أن ينظر إلى الشعب اليمني كشعب يجسد الأخوة الحقيقية وهو سند لكل الأمة”.
وأكد أن “شعب اليمن يهتم بأمته أن تكون أمة عزيزة، قوية، متآخية، متعاونة، وعدونا واضح”، وأن “عدونا هو عدو الأمة بكلها، والعدو الإسرائيلي يشكل خطورة حقيقية على كل المسلمين، وفي مقدمتهم العرب”.
ولفت إلى أن “العداء الإسرائيلي للعرب عداء معروف وواضح وصريح في ثقافتهم ومدارسهم ومناهجهم وتراثهم”، وأضاف “أتى مشروع التطبيع ليقفز فوق العدوانية الإسرائيلية لتحريك حروب وفتن داخل أمتنا”.
وقال إن “من المأساة على أمتنا عندما اتجهت دول وحكومات وأنظمة لتحريك كل طاقاتها وإمكاناتها لخدمة السياسة الأمريكية”، وتابع “من المحنة الكبرى للأمة ومن الخسران المبين أن توظف بعض الدول العربية إمكاناتها وقدراتها لخدمة المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية”.
وأضاف “للأسف الشديد لا يزال الأمريكي مستمرا في سياسة توريط بعض الأنظمة العربية في الاتجاه العدائي الداخلي وإثارة الفتن داخل الأمة”، وتابع “التكفيريون افتضحوا أمام العدوان الإسرائيلي على #غزة فلم يكن لهم أي موقف جاد حتى على مستوى إصدار الفتاوى”.
وأكد السيد الحوثي أن “الهدف العام من وراء استهداف أمتنا تصفية القضية الفلسطينية وأن يكون الإسرائيلي هو من يقود المنطقة”، وأضاف “بالنسبة للعدو الإسرائيلي التطبيع وسيلة لترسيخ وتعزيز سيطرته ونفوذه لتمتد إلى كل الوطن العربي والعالم العربي”.
وقال “نحن حريصون جدا على التفاهم والسلام مع كل الدول العربية والإسلامية وعلى الأخوة وعلى العلاقات الإيجابية”، وتابع “ليس لدينا توجه عدائي تجاه أي بلد عربي ولا أي دولة عربية ولا إسلامية”.
وأضاف “العدوان على بلدنا منذ لحظته الأولى كان غادراً ووحشياً وإجرامياً وفي إطار خطة أمريكية إسرائيلية بريطانية شاملة”، وتابع “نحن الآن في مواجهة واضحة ومباشرة بيننا وبين ثلاثي الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا”.
وأشار إلى ان “بلدنا وقف بفضل الله وتوفيقه الموقف المشرف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومناصرته بشكل كامل”، وأكد أن “عملياتنا العسكرية مستمرة وكذلك على مختلف المستويات تحرك الشعبي الواسع والأنشطة الواسعة في كل المجالات”.
وأكد أن ” إعلامنا موجه بكل طاقته وإمكاناته لمناصرة الشعب الفلسطيني”.
وقال السيد الحوثي “ليس هناك أي مبرر لاستمرار السعودي والإماراتي في المماطلة الواضحة من استحقاقات السلام في ظل المرحلة الراهنة”، وأكد “ينبغي على السعودي والإماراتي أن ينتقلوا من مرحلة خفض التصعيد إلى استحقاقات السلام إذا كانوا يريدون فعلاً السلام”.
ولفت السيد الحوثي إلى أن “السلام هو المصلحة الفعلية والحقيقية للجميع”، وتابع “الخطوات الجادة وفق اتفاق واضح يتضمن ما كنا نؤكده عليه في المباحثات والمفاوضات على مدى كل المراحل الماضية”. وأكد أن “استحقاقات السلام هي بإنهاء تام للحصار والعدوان والاحتلال وتبادل الأسرى وتعويض الأضرار”، وأن استحقاقات السلام الواضحة هي خير للجميع ومصلحة حقيقية للكل.
ونصح السيد الحوثي تحالف العدوان بالانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى اتفاق واضح والخروج من هذه الحالة، وقال إن “عاقبة استمرار أي بلد عربي في خدمة السياسات الأمريكية الخسران والوبال”.
ونصح السيد الحوثي “الكل بالتحرر من التبعية العمياء لـ #أمريكا ونأمل أن نصل إلى حل منصف وعادل يفضي إلى تنفيذ استحقاقات السلام”، مؤكدا أن الموقف واضح تجاه الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
وقال السيد الحوثي “قادمون في العام العاشر بالقدرات العسكرية المتطورة لحماية شعبنا ومساندة الشعب الفلسطيني المظلوم والتصدي لمؤامرات الأعداء”، وتابع “قادمون بجيش منظم مؤمن مجاهد جمع بين التجربة الفعلية والبناء، وقادمون بالتعبئة العامة وبوعي شعبي غير مسبوق وتماسك تام لجبهتنا الداخلية”.
وتوجه السيد الحوثي بالشكر والتقدير لكل الذين وقفوا مع بلدنا خلال كل هذه السنوات وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله، وقال “االجمهورية الإسلامية في إيران تضامنت مع بلدنا بشكل واضح وصريح”، وتابع “الإخوة في حزب الله في لبنان كان لهم موقف مساند ومتضامن ومتعاون مع بلدنا وواجه المشاكل الكثيرة نتيجة لذلك.
كما شكر السيد الحوثي “إخوتنا في العراق وكل الأحرار في كل العالم من أبناء أمتنا الذين وقفوا وتضامنوا مع شعبنا في مظلوميته ومحنته”.
المصدر: المركز الاعلامي لانصار الله