أكد حزب الله على لسان عدد من مسؤوليه جهوزية المقاومة للتصدي لاي محاولة من قبل العدو لكسر قواعد الاشتباك، وأن المقاومة تُبقي العدو في دائرة القلق ولم تظهر إلّا بعض قدراتها..
كيان العدو يدمّر لكن لا يقاتل
وفي السياق، رأى رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد أن “الشباب الموجودين في كل ساحات المقاومة سواء في فلسطين أو في لبنان أو في العراق أو اليمن، هم لا يقاتلون فقط اللإسرائيليين، إذ أن هذه المعركة هي من المعارك النادرة في التاريخ على مستوى وقتها وقساوتها والتآمر فيها والتضحيات التي تبذل”، مضيفًا: “من الجيّد أن يجتمع العالم كله في فلسطين المحتلة، فإذا هُزم الكيان يكون قد هُزم الجميع وهذا شيء جيد”.
في كلمة له خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله لمناسبة مرور ثلاث أيام على استشهاد الشهيدين المجاهدين على طريق القدس أحمد محمد العفي (محمود) وحسن علي يونس (ابو العز) في بلدة بريتال، قال سماحته: “على الرغم من مشاركة هذا العالم المتوحش والظالم في المجازر، إلا أنهم إلى حد الآن لا يستطيعون أن يحققوا اي نتيجة، فحجم الدمار والخسائر كبير لكن لا يساوي اي إنجاز سياسي ولا عسكري، ومنذ عدة أيام تواصلنا مع الإخوة في غزة وقالوا لنا نحن كما نحن، ونحن في لبنان ما زلنا كما نحن، وفي اليمن نحن كما نحن”.
وختم السيد أمين السيد بالقول: “نحن أمام كيان يمكن أن يدمر لكن لا يقاتل، والمعارك يحسمها القتال وليس التدمير، لذلك نحن أمام مستقبل واعد بالمعنى السياسي والميداني والمادي، فكل المؤشرات تفيد بأن الحرب ستستمر ولكن لا يوجد مؤشر واحد يقول إن “إسرائيل” ستنتصر”.
المقاومة تُبقي العدو في دائرة القلق
بدوره، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أن أمريكا الطاغية والمستبدة والمستكبرة، تدير اليوم المعركة في غزة، وهي التي تتحمل مسؤولية كل الدماء التي تُراق منذ نشأة الكيان الصهيوني وليس فقط منذ السابع من تشرين الأول 2023، وهي التي لا تريد وقفاً لإطلاق النار، لأنها ما زالت تعطي الكيان الصهيوني الفرصة تلو الأخرى ليحقق إنجازاً أو نصراً يستطيع من خلاله أن ينزل عن الشجرة، ولكنه لم يتمّكن إلى الآن من تحقيق شيء من أهدافه المُعلنة.
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس محمد علي مسلماني في حسينية بلدة الشعيتية الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي، جدد النائب عز الدين تأكيده أن الجبهة الدائرة اليوم مع العدو الصهيوني على حدودنا الجنوبية، هي جبهة نصرة ومساندة لأهلنا في غزة والمقاومة فيها، وفي نفس الوقت هي للدفاع عن أرضنا وشعبنا وكرامتنا وثرواتنا وسيادتنا واستقلالنا.
وشدد النائب عز الدين على أنه لا يمكن أن نأمَن جانب هذا العدو، فهو يغدر ويثأر وسجلّه حافل بالإجرام ولا يعترف بإنسانية الإنسان، وبالتالي، لا يمكن التعايش معه لا بإنسانية ولا بضوابط، ولذلك تعمل المقاومة لإجباره على عدم التمادي في عدوانه واعتداءاته، وكل ما نراه من تجاوز في ضرب بعض الأمكنة من قبله، يبقى في سياق الضربات المحدودة، لأن المقاومة ترد الصاع صاعين على قياداتهم العسكرية والأمنية وعلى المستوطنات التي يعيشون فيها، وبذلك فإن كل عدوان واعتداء يحصل، لن تسمح المقاومة به، وترد عليه، وهذا بات نوعاً من إجبار العدو على التراجع وعدم التمادي في عوانه.
وأكد النائب عز الدين أن المقاومة تملك الحكمة والشجاعة والقدرة والامكانيات التي تجعل من هذا العدو أن يبقى في دائرة القلق والخوف وعدم الاستقرار والضغط الداخلي على قياداته السياسية والأمنية والعسكرية.
المقاومة لم تظهر إلّا بعضًا من قدراتها
الوزير والنائب السابق محمد فنيش أكد أن “المقاومة في مساعدتها لأهل غزة ومواجهتها للعدو الإسرائيلي وفي استهدافها لمواقعه العسكرية وتجهيزاته، تؤدي دورين معًا الأول إنساني مرتبط بإيمانها، والآخر هو الدور الوطني المرتبط بمعرفتها والتهديدات التي يشنها العدو الصهيوني”.
وفي كلمة له خلال احتفال تكريميّ أقامه حزب الله في بلدة أنصار، رأى فنيش أنّ “أي تجاهل لهذه الحقائق هو تهديد لمستقبل الوطن”، مضيفًا أنّ “هناك تضحيات ودماء عزيزة تُقدّم وتُبذل من أجل مبادئ عُليا، فالشهادة هي الفوز العظيم”.
ولفت إلى أن “المقاومة في لبنان تواجه العدوان ومستمرة، ومن يريد إيقاف التصعيد عليه أن ينظر الى ما يحصل في فلسطين وأن يثابر الى إيقاف جرائم القتل قبل أن يتحدّث عن نواياه وحرصه على التهدئة”، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن الإستغفال عن موضوع جرائم العدو، كما أننا لا يمكننا تجاهل الحقائق”.
وشدد فنيش على أن “المقاومة تفرض على العدو قواعد الإشتباك ولا يستطيع أن يتجاوز حدوده لأن الرد آت”، وقال: “إخواننا في الوطن عليهم النظر الى هذه المسألة وإلى المقاومة، وليس البحث عن كيفية إضعافها، فالمئات يُقتلون في غزة للبحث عن الطعام وأقصى ما يمكن أن يصدر عن صناع السياسة الإستكبارية هو الدعوة الى تلافي ضرر المدنيين”.
وتابع: “العدو الصهيوني ينطلق من منطلق الإستكبار والتوسع المدعوم من أميركا، ما يؤكد ضرورة أن نبقى أقوياء ومستمرون على نصرة المجاهدين”، مؤكدًا أن “المقاومة لم تظهر إلّا البعض من قدراتها والرد يأتي بما يتناسب، فهي لن تهزم ومستمرة”.
المصدر: موقع المنار