اعتقلت السلطات التركية أربعة أشخاص، على خلفية انهيار أرضي هائل شمل انهيار منجم ذهب شرقي البلاد، ما أدى لفقدان تسعة عمال على الأقل، وما زالت عمليات البحث عنهم مستمرة.
وذكرت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي) أن الشرطة اعتقلت أربعة من كبار مسؤولي المنجم، بينهم المدير الميداني، ضمن التحقيق في الكارثة.
وقال خبراء ومسؤولون محليون إن عملية البحث عن المفقودين معقّدة بسبب وجود السيانيد في الأرض، وهو مركب كيميائي شديد السمية يستخدم لاستخراج الذهب من الركائز.
وأعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا، اليوم الأربعاء، أنّ السلطات تعتقد أن خمسة من عمّال المناجم المحاصرين في منجم إيليتش للذهب في أرزينجان (شمال شرق البلاد) موجودون في حاوية، وثلاثة منهم في سيارة وآخر في شاحنة، مضيفا أنّ “عمليات الإنقاذ مستمرّة من دون توقف”.
من جهته، أشار باشاران أكسو من النقابة المستقلّة لعمّال المناجم، إلى أنّ أبخرة السيانيد والأرضية الموحلة تقلّل من فرص بقاء عمّال المناجم على قيد الحياة وتعقّد جهود الإنقاذ، مضيفا: “إذا دخلت آلة إلى المنطقة، فإنّها ستغرق في الوحل. وبالنسبة لرجال الإنقاذ، هناك أيضاً خطر الاختناق بالمواد الكيميائية”.
وأوضح أنّ “هذا الوضع يقلّل بشكل كبير من فرص بقاء المحاصرين على قيد الحياة ويجعل من الصعب عليهم الخروج. لا يبدو العثور عليهم بسرعة ممكنا”.
وعلى أثر الحادث دعت منظمات غير حكومية ونقابات، يوم أمس الأربعاء، إلى إغلاق المنجم، وقال اتحاد غرف المهندسين المعماريين والمهندسين في تركيا في بيان: “لا يتم القضاء على طبيعتنا ومواردنا فحسب، بل على حياتنا أيضاً”، مضيفاً أنّه يجب إغلاق منجم إيليتش “على الفور”.
وقالت منصة إيليش للبيئة والطبيعة، إنّ “ملايين الأطنان من النفايات السامة تتدفّق نحو نهر الفرات” مطالبة بإغلاق المنجم.
كذلك، ندّدت غرفة مهندسي التعدين التركية بـ”الإهمال” الذي تسبّب في “كارثة بيئية كبرى”.
من جهتها، أكدت وزارة البيئة أنها اتخذت إجراءات جديدة “للحؤول دون تسرّب المواد إلى الفرات”، مشددة على أنه لم يتمّ رصد أي تلوث في النهر.
وحضر وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إلى منطقة المنجم، بعدما كان من المقرر أن يرافق الرئيس رجب طيب أردوغان في زيارته التي بدأت أمس الأربعاء إلى مصر.
وأكد الوزير أن الفحص الأخير للمنجم أجري في آب/أغسطس، مضيفا: “نحن نحقق في أسباب الحادث. الأمر سيتطلب وقتا”.
ويعمل في المنجم 667 عاملا، وكان قد تصدّر عناوين الصحف في العام 2022 بعد تسرّب مادّة السيانيد، ممّا دفع السلطات إلى تعليق العمل فيه لفترة وجيزة، وأعيد فتحه بعد دفع غرامة، الأمر الذي قوبل باحتجاجات من المعارضة.
المصدر: وكالات