العدوان القائم على قطاع غزة يعتبر الاشد وحشية من اي عدوان مر على القطاع، من حيث حجم التدمير والمجازر وكثافة الغارات وعدد الشهداء والجرحى الكبير في ايام قليلة، ومن حيث شدة الحصار المرافق له، دون ان يعير العدو اي اهتمام لصورته امام العالم، حيث يحاول عبر الانتقام من المدنيين التعويض عن الهزيمة الاستراتيجية التي تعرض لها في عمليات طوفان الاقصى التي وضعته في صدمة غير مسبوقة ومخاوف على مصير كيانه وابرزت فشلا عسكريا وامنيا ذريعا.. هذه الوحشية تضع الامور في المنطقة امام احتمالات مفتوحة وقد جاءت مواقف ايران ومحور المقاومة لتؤكد هذا المعنى.
واذا وقفنا عند طبيعة العدوان غير المسبوق في وحشيته نسجل امورا لا نجدها الا في قاموس الاجرام الصهيوني والاميركي وادواتهما:
– الكم الكبير من الاكاذيب التي ساقتها تل ابيب وواشنطن عبر التصريحات والاعلام الذي يدور في فلكهما حول ما رافق عملية طوفان الاقصى من جرائم مزعومة او قتل اطفال وما شابه، من اجل تبرير شراسة الرد والهجوم
– كثافة الغارات على الاماكن المدنية وقتل وجرح المئات يوميا من المدنيين بشكل ممنهج ومقصود ومنهم عدد كبير من الاطفال والنساء
– ارتكاب المجازر والاصرار على تكرارها بما يعني معرفة اماكن تجمع المدنيين واستهدافهم
– طلب المغادرة من السكان ثم اللجوء الى قصف هؤلاء المغادرين
– استخدام قنابل وصواريخ ثقيلة واسلحة محرمة دولية
– التجويع وقطع الكهرباء والماء والمحروقات والمواد الاغاثية والطبية
– سياسة التهجير ودعوة شمال القطاع الى تركه نحو الجنوب
– قصف المستشفيات بشكل همجي وتهديد المستشفيات وطلب اخلائها
– قصف المواطنين المتجمعين للحصول على الخبز بعد ان اصبح شحيحا نتيجة الحصار
بالمقابل نرى فصول صمود وعزة نادرة الحصول في التاريخ رغم شدة الالم والمعاناة منها:
– مواقف الصمود والاحتساب رغم فقدان الابناء والاعزاء في صور قتل دراماتيكية لا سيما الاطفال
– رفض اعداد كبيرة من الناس هجرة اماكن سكنها رغم الاخطار الكبيرة
– استمرار المقاومين في نفس الزخم بل الرد المتصاعد بالصواريخ والتسلل والاشتباك وضرب المواقع والآليات مع ان القطاع كله تحت النار، وتهديد اي عدوان بري بنتائج وخيمة
– رغم ما يحصل على اهل المقاومين من قتل واجرام يتواصل ثباتهم فلا شك ان المقاومين فقدوا الكثير من اهل وابناء واعزاء
– ابداء التمسك بالموقف وبالمقاومة وهو امر يتكرر عند كل عدوان وفي هذا العدوان ظهر ايضا رغم انه اشد واشرس
ولا شك ان كل هذا الصمود يوصل الى النصر الاكيد وهذه الدماء من الابرياء وهذا الجهاد سيضع خطط الاحتلال مجددا امام فشل وهزيمة وسيكون مقابله دحر الصهاينة من كل فلسطين قريبا، ولا شك ايضا ان استمرار الامعان في القتل يضع العرب والمسلمين امام مسؤوليات عاجلة تسعى الى وقف آلة القتل والاجرام.
المصدر: موقع المنار