أعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أنّ منظمة التعاون الإسلامي ستعقد يوم الاثنين المقبل اجتماعًا طارئًا عبر الفضاء الافتراضي على مستوى وزراء الخارجية للبحث في جريمة الإساءة للقرآن الكريم في السويد والدنمارك.
وفي تصريح له مساء الثلاثاء، قال كنعاني “عقب الاقتراح المشترك لوزيري خارجية جمهورية إيران الإسلامية والعراق، وبعد اتصالات أجراها وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان مع نظرائه في الدول الإسلامية، وتوجيه رسائل لهم وإجراء محادثة مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وتوجيه رسالة اليه، فقد وافقت المنظمة على عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية يوم الاثنين القادم (31 تموز/يوليو) للبحث في موضوع الإساءة للقرآن الكريم في السويد والدنمارك”.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وعقب الإساءة للقرآن الكريم في السويد والدانمارك طلب، خلال اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية بعض الدول الإسلامية من بينها تركيا والكويت، عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وتوجيه رسالة قوية تندّد بالإساءة للمقدسات الإسلامية.
لمتابعة اعتماد قانون دولي لمنع الإساءة للقرآن الكريم
وفي السياق، دعا مدير الحوزات العلمية في الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي رضا اعرافي، الى متابعة اعتماد قانون دولي للتصدي الحازم للاساءة للقرآن الكريم في حالة تكرارها.
واعرب آية الله اعرافي، في رسالة إلى رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي، عن تقديره لمواقفه ومواقف وزارة الخارجية في إدانة الإساءة للقرآن الكريم، داعيا الى متابعة اعتماد قانون دولي للتصدي الحازم لمثل هذه الاساءة في حالة تكرارها. وقال “نظرا للتكرار الوقح من قبل الحكومة السويدية في توفير الارضية والدعم والمواكبة للشخص العراقي – السويدي المسيء للقرآن الكريم، وتقديرا لمواقف فخامتكم والحكومة الموقرة ووزارة الخارجية، فضلا عن التقدير للمواقف القيمة للحكومة العراقية والتصريحات والمواقف الغيورة الصادرة من الشخصيات الإسلامية وعلماء العالم الإسلامي، نقترح أن توعزوا باتخاذ الإجراءات المناسبة في المجالات التالية”.
واضاف “المتابعة من قبل كل الدول الإسلامية لمعاقبة الدول المسيئة ومراجعة العلاقات معها في حالة تكرار الإهانة للقرآن الكريم وللرسول الكريم (ص). متابعة الطلب المنسق من قبل جميع الدول من المحافل الدولية للتصدي بجدية لدولة السويد والدول المماثلة لها، والاهتمام والمتابعة لتنظيم واعتماد خطة أو قانون دولي من قبل المحافل الدولية والحكومات الإسلامية لمنع تكرار مثل هذه الحالات، والاهتمام بتكوين خطاب إلهي وتوحيدي مشترك مبني على تعاليم الإسلام والأديان السماوية، ومن الواضح أن هذه الحوزات مستعدة لأي تعاون ومواكبة مناسبة في هذه المحاور”.
القاهرة تبلغ السويد رفضها الإساءة إلى المصحف
وفي وقت سابق من الثلاثاء، استدعت وزارة الخارجية المصرية، القائم بأعمال سفارة السويد في القاهرة لإبلاغه إدانة القاهرة الشديدة ورفضها للحوادث المؤسفة والمتكررة بشأن الإساءة للمصحف الشريف، وحرق نسخ منه مؤخراً.
وأفاد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية، السفير إيهاب نصر، خلال اللقاء، بأن بلاده سبق وحذرت من التداعيات الخطيرة والسلبية لتكرار تلك الأحداث المرفوضة، بحسب بيان للخارجية.
اتصال بين وزير الخارجية الجزائري والسويدي
وفي السياق، أفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية بأن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أعرب خلال اتصال مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، الثلاثاء، عن “أسف بلاده البالغ ورفضها القاطع لهذه الأفعال التي وصفها بالدنيئة”.
وبحسب البيان، أطلع بيلستروم نظيره الجزائري على “المبادرة التي اتخذتها وزارة العدل السويدية للنظر في إمكانية تكييف القانون السويدي المتعلق بالحفاظ على النظام العام، مع ضرورة معالجة هذه التصرفات المرفوضة”، مشيراً إلى حرص بلاده على العلاقات مع الجزائر.
ويأتي الاتصال بين الطرفين في أعقاب استدعاء الخارجية الجزائرية للقائم بأعمال سفارة السويد بالجزائر، الاثنين، على خلفية توالي حوادث الحرق والإساءة للمصحف الشريف.
مذكرة احتجاج بحرينية
إلى ذلك، قالت وكالة أنباء البحرين، إن وزارة الخارجية استدعت دبلوماسية سويدية تشغل منصب القائم بالأعمال في سفارة السويد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، معتمدة لدى البحرين، وسلمتها مذكرة احتجاج على السماح “لمتطرفين” بحرق وتدنيس نسخ من القرآن.
وأضافت الوكالة نقلاً عن بيان للوزارة “أعربت وزارة الخارجية عن إدانة مملكة البحرين واستنكارها بشدة لتكرار هذه الحوادث المشينة، باعتبارها استفزازاً خطيراً لمشاعر المسلمين، وانتهاكاً للمبادئ والمواثيق والقرارات الدولية”.
تركيا تدين الاعتداءات
وفي ردود الأفعال أيضاً، وجهت وزارة الخارجية التركية “إدانة شديدة اللهجة” إزاء حوادث الاعتداء المتكررة على المصحف في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
وأشار بيان للخارجية التركية، نقلته وكالة “الأناضول”، إلى وقوع حوادث اعتداء على القرآن، الاثنين، تبعتها حوادث اعتداء الثلاثاء، إحداها أمام مبنى السفارة التركية.
وأكد البيان أن “إصرار المسؤولين الدنماركيين على تجاهل هذه الحوادث وحماية عمليات التحريض، يوضح عدم رؤيتهم لمدى النتائج التي يمكن أن تنجم من هذه الأحداث”. وجاء في البيان: “هذا النوع من الاعتداءات لا يسيء لمليارات المسلمين فحسب، بل يلحق الضرر بالمجتمع وبثقافة العيش المشترك. على السلطات الدنماركية اتخاذ التدابير لمنع تكرار جرائم الكراهية هذه”.
والاثنين، أقدمت مجموعة دنماركية يمينية متطرفة مناهضة للإسلام تسمي نفسها “الوطنيين الدنماركيين”، على حرق نسخ من القرآن أمام السفارتين الإيرانية ثم العراقية في كوبنهاغن.
وكانت المجموعة أحرقت نسخة من القرآن أمام السفارة العراقية في كوبنهاغن يوم 22 تموز/يوليو الجاري، وقبلها بمدة أساءت للإسلام باعتدائها على نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في العاصمة الدنماركية.
المصدر: موقع المنار + وكالات