“أم محمد”.. عرفت نتيجة ابنها قبل الكل ولم تُعلق الزينة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

“أم محمد”.. عرفت نتيجة ابنها قبل الكل ولم تُعلق الزينة

الشهيد مجدي عرعراوي

ليلة فرح تنتظرها البيوت الفلسطينية استعداداً لإعلان نتائج الثانوية العامة 2023، إلا أن بيوتاً أخرى أُظلمت وبات يكسوها الحزن، بعد أن ظهرت نتيجة أبنائها وأصدرتها رصاصات الاحتلال “الإسرائيلي”، ووقع عليها ذووهم بالدموع والقهر، فباتت نتيجته “شهيد مع مرتبة الشرف”…

عائلة الطالب مجدي عرعراوي (17 عامًا)، من سكان حي الدمج بجنين بالضفة المحتلة، لم تعلق الزينة ولم تجهز المفرقعات، رغم توقعاته بنجاحه، فابنها استحق شهادته قبل أن تصدرها وزارة التربية والتعليم العالي.

عرعراوي أحد ثلاثة طلاب ارتقوا شهداء، برصاص جيش الاحتلال خلال العدوان على مخيم جنين، إضافة إلى الشهيدين الطالبين: عبد الرحمن حسن صعابنة من مدرسة ذكور فحمة الثانوية، ومصطفى قاسم من مدرسة ذكور فرحات الثانوية.

ومن المقرر، أن تعلن وزارة التربية والتعليم العالي في تمام الساعة 9 من صباح يوم الخميس 20/7/2023، عن نتائج الثانوية العامة، حيث أن من بين طلبة التوجيهي هذا العام، 4 شهداء و29 طالبًا في سجون الاحتلال.

وشنت قوات الاحتلال في الثاني من شهر يوليو الحالي، عدواناً على مدينة جنين، ارتقى خلاله 13 شهيداً بينهم 3 طلاب توجيهي، وإصابة أكثر من 125 جريحاً بينهم 25 بحالة حرجة، إضافةً لهدم المئات من المنازل بشكل كلي وجزئي.

تقوله والدته “قلبي يحترق فكل يوم يقترب من إعلان الثانوية العامة، هو إعلان بشهادة ابني مجدي، الذي ارتقى قبل أن أفرح بنجاحه، وأعيش أجواء النجاح مع كافة العائلات الفلسطينية.

مجدي، هو أصغر أخوته الأربعة، حيث توفي والده وعمره 11 عامًا، وقد تربى يتيماً، مع ولدين ذكور وبنتين، وكان خلوقاً كما ربته والدته، حيث كان حريصاً على دراسته ليحصل على معدل يؤهله لدراسة تخصص هندسة السيارات الكهربائية الذي يحلم به.

وفق والدته “ارتقى مجدي فيما أصيب ابن عمه، خلال اجتياح حي الدمج في جنين، بعد أن حاول سحب زميله الشاب علي الغول (17 عامًا)، حيث بعد أن تم سحب الشهيد، أطلق قناصة الاحتلال رصاصه نحو مجدي اخترقت إحداها صدره وأخرى رقبته وثالثة فخذه، وعندما حاول ابن عمه سحبه هو الآخر أصيب بالرصاص إصابة بالغة مازال على إثرها يقبع في العناية المركزة” .

تشير أم محمد والدة مجدي إلى أن مجدي كان متفوقاً في دراسته حيث كان يدرس في الفرع الصناعي في المدرسة الثانوية الصناعية، وقدم تقدم لكافة المواد الدراسية، حيث كان حريصاً على دراسته ويحصل على معدلات الثمانينات خلال السنوات الدراسية.

“ربنا أكرمه بالشهادة”.. هي كلمات تحاول تواسي بها نفسها، بعد أن حرمت من حضن نجلها عند تلقيه نتيجته التي تمنى فيها النجاح لكي يدرس ويعمل ويساعد والدته.

انتهى مجدي من تقديم الامتحانات في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، بعد مشقة وتعب، ليحصل على شهادة دراسية ويحقق حلمه ويعمل لأجل عائلته، لكن العائلة تحرم منه ومن فرحته بسبب رصاصات العدو الصهيوني الغادرة.

المصدر: فلسطين اليوم