مواكبة | تركيا.. ما هي أبرز دلالات فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية؟ – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مواكبة | تركيا.. ما هي أبرز دلالات فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية؟

نجح أردوغان في مواجهة أكبر وأخطر تحدٍّ له ولسلطته القائمة منذ عشرين عاماً
نجح أردوغان في مواجهة أكبر وأخطر تحدٍّ له ولسلطته القائمة منذ عشرين عاماً

من اسطنبول أعلن رجب طيب أردوغان فوزه بالانتخابات الرئاسية التركية.

الأخير حقق فوزاً بفارق غير كبير (52.14% من الأصوات مقابل 47.86% لأوغلو)، على خصمه زعيم الشعب الجمهوري كمال كيلتيشدار أوغلو في الجولة الثانية من الانتخابات التي سبقها جولة أولى في 14 أيار/مايو، لم يحصل خلالها أي من المتنافسين على أكثر من نصف الأصوات.

أردوغان بفوزه في هذه الانتخابات يكون الرئيس الثالث عشر للجمهورية التركية، مثبتاً أنه نجح في مواجهة أكبر وأخطر تحدٍّ له ولسلطته القائمة منذ عشرين عاماً. على رغم كلّ الحملات التحشيدية الداخلية وحتى الخارجية ضدّه، من التحديات الاقتصادية والسياسية وكارثة زلزال كهرمان مرعش وغيرها، إلّا أنه استطاع الاحتفاظ بموقعه الرئاسي.

لكن ومما لا شك فيه فإن عدم قدرته على الفوز من الجولة الأولى إضافة إلى الفارق الغير كبير بينه وبين خصمه لجهة عدد الأصوات، عكس انقساماً داخلياً حاداً.

فبالرغم من الثقة التي بدت واضحة في خطاب أردوغان في اسطنبول، والذي أعلن فيه فوز “الرجل الصح في الزمن الصح” (الشعار الذي أطلق على الحملة الانتخابية لزعيم حزب العدالة والتنمية)، والذي وجه فيه رسائل مبطنة إلى خصومه قائلاً إن “هذه النتيجة تثبت أنه ليس في إمكان أحد أن يجعلنا نخسر مكتسبات تركيا”، بالرغم من كل ذلك إلا أن هذه الانتخابات عكست منافسة حادة بين التيار العلماني (ممثلاً بأوغلو) والتيار المحافظ (ممثلاً بأروغان).

وبحسب خبراء في الشأن التركي، فإن أردوغان ينظر إلى فوزه بأنه “فوز عابر للحدود”، وذلك في إشارة إلى الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى استمرار حيازته تأييداً شعبياً رغم كل شيئ. وفي هذا السياق، يلفت الخبراء إلى أن الرئيس التركي استثمر جيداً الإنجازات التي راكمها طوال عشرين عاماً (صناعة المسيّرات، الطائرات الحربية، تشييد الجسور الضخمة والمطارات والأنفاق والطرق السريعة، واكتشافات الغاز، والمستشفيات وغيرها)، إضافة إلى الوعود الانتخابية بزيادة الرواتب والقروض وتقديم التسهيلات والإعفاءات، هذا ولا يزال عدد لا بأس به من المواطنين يرون في أردوغان “عنصر ثقة واستقرار”. كما يعزو الخبراء نجاح أردوغان إلى الخلافات التي برزت مؤخراً في صفوف المعارضة، والقلق الذي أحدثه دعم حزب الشعوب الجمهوري الكردي لأوغلو. إلى جانب ذلك، فإن الحملة الإعلامية الداعمة لأردوغان محلياً كانت بارزة “فقد كانت معظم المحطّات التلفزيونية موالية لرئيس الجمهورية، وتنقل مباشرة كلّ مهرجاناته ونشاطاته”، بحسب مطلعين على الشأن التركي.

النتائج التي عكست ماضٍ علماني يتلاشى، تطرح أسئلة حول السياسة الخارجية التي سيسلكها أردوغان في المرحلة المقبلة، في وقت تلعب فيه تركيا دوراً أساسياً في العديد من الملفات اقليمياً ودولياً. وهنا نلفت إلى تطورات مسار تطبيع العلاقات مع سوريا والذي كانت تبدي إدارة أردوغان ايجابية عالية تجاهها، إضافة إلى العلاقات مع روسيا (التي كان من الواضح دعمها لأردوغان في الانتخابات الأخيرة)، والذي يمهد لإمكانية لعب أنقرة وساطة ما تسعى إليها في النزاع الأوكراني. وإلى جانب ذلك تطرح تساؤلات حول المنحى الذي ستتخذه علاقة تركيا المتوترة بالغرب وهي العضو في حلف الناتو، إضافة إلى العلاقة مع واشنطن، وهنا نذكر أن كمال كيلتيشدار أوغلو روج لسعيه في حال فوزه للعودة إلى مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، التي شهدت توتراً كبيراً عقب شراء تركيا نظام الدفاع الجوي الروسي أس-400.

مهنئون

فور فوزه، تلقى الرئيس التركي برقيات تهنئة عديدة.

في السياق، تحدّث رئيس روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو، في تهنئته لإردوغان، عن “مصالح مشتركة بين البلدين”، لاسيما تلك المتعلّقة بـ”خفض التصعيد على الساحة الدولية ودعم الأمن الغذائي والحلّ السلمي للنزاعات”، فيما قال الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في تغريدة، إنه يمكن لإردوغان “الاعتماد على شراكة البرازيل في التعاون الدولي من أجل السلام وفي محاربة الفقر ومن أجل التنمية (في أنحاء) العالم”.

أمّا المستشار الألماني، أولاف شولتس، فاعتبر أن “تركيا وألمانيا شريكان وحليفان وثيقان”، مضيفاً أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين “الشعبين الألماني والتركي وبين اقتصاديهما”، وأن “الجانبين يرغبان سوياً في تعزيز جدول أعمالهما المشترك بقوة دفع جديدة”.

وفي وقت لاحق، أصدر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، بياناً هنأ فيه إردوغان بالفوز، نيابةً عن حكومة بلاده. كما تحدّث رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى الرئيس التركي وهنّأه.

الغرب يلمّح بضرورة حل الخلافات

في المقابل، برزت في تهنئة كلّ من رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، والأمين العام لـ”حلف شمال الأطلسي”، ينس ستولتنبرغ، للرئيس التركي، دعوات إلى “مواصلة تطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ومواصلة العمل والتحضير لقمّة الـ(ناتو) في فيلنيوس في تموز/يوليو”، بعدما تصاعدت خلال الفترة الماضية التوتّرات بين تركيا والاتحاد الأوروبي و”حلف الأطلسي”، لاسيما في ظلّ الشروط التي تضعها أنقرة للموافقة على عضوية السويد في الحلف العسكري.

وفي هذا السياق، بدا تركيز الرئيس الاميركي، جو بايدن، على انضمام السويد إلى “الناتو” واضحاً في تهنئته أيضاً، إذ قال في تغريدة على “تويتر”: «أتطلّع إلى مواصلة العمل معاً كحلفاء في (الناتو) بشأن القضايا الثنائية والتحدّيات العالمية المشتركة”.

وبدوره، أشار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى “تحدّيات هائلة” تواجه البلدين، قائلاً على “تويتر” إن هذه التحدّيات تشمل عمل البلدين معاً من أجل “عودة السلام إلى أوروبا”.

المصدر: مواقع إخبارية