خطر حقيقي يُحيقُ بالفلسطينيين المقيمين قرب مستوطنة “حومش” القائمة على أراضي فلسطينية من بلدتي برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين، بسبب قرار “إسرائيلي”، يُتيح للمستوطنين المتطرفين العودة الدائمة إلى المستوطنة المخلاة منذ عام 2005.
القرار “الإسرائيلي” الذي جاء بتوصية من المتطرفين “إيتمار بن غفير”، و”بتسلئيل سموتريتش”، سيتيح للمتطرفين الاعتداء على ممتلكات المواطنين وسرقتها والتوسع الاستيطاني، وسيكون نقطة انطلاق لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وصولاً إلى طردهم من ممتلكاتهم والسيطرة عليها.
وبالرغم من أن القرار تصادم مع رفض وانتقاد أوروبي صريح لعودة المتطرفين إلى الموقع الاستيطاني، لكن “إسرائيل” كعادتها لا تأبه لأحد وتضرب كل القوانين والشرائع والاتفاقيات الدولية بعرض الحائط.
وأقيمت مستوطنة “حومش” عام 1982 على مئات الدونمات في منطقة جبل القبيبات بأراضي بلدتي برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين.
وكانت “إسرائيل” قد انسحبت من الموقع الاستيطاني عام 2005 بموجب خطة “فك الارتباط” المعلنة في حينه، لكنها حافظت على انتشار قواتها وإقامة الحواجز العسكرية في تلك المنطقة.
قطع الاتصال وعودة الارهاب
مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أكد أن قرار عودة مستوطني “حومش” سيؤدي قطع الاتصال بين جنين ونابلس، إضافة إلى عودة الإرهاب والجرائم والتنغيص على المواطنين المقيمين في المنطقة، موضحاً أن القرار يأتي ضمن دعاية انتخابية للمتطرفين ايتمار بن غفير وسموتيرتش، لكسب أصوات جماهير المجتمع “الإسرائيلي” على حساب الفلسطينيين.
وقال دغلس إن الخطر بات يُحيق بالمواطنين الفلسطينيين خاصة في ظل التوسع العمراني وبناء المدارس في المنطقة، مضيفا: “عودة المستوطنين يعني إنشاء ثكنات عسكرية للتضييق وتشديد الخناق على المواطنين، وهو ما سيؤدي إلى المزيد من الالتحامات والاشتباكات”.
وعن المطلوب، قال: إن الفلسطينيين لن يرفعوا الراية البيضاء ولن يقبلوا بتلك القرارات الجائرة، وستكون المنطقة بمثابة بؤرة ساخنة للمواجهات، وستُنظم الفعاليات الجماهيرية المساندة للأهالي”.
من جهته، قال المختص بالشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة: إن القرار جاء بعد ضغط كبير من المتطرفين من بن غفير وسموتريتش، على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ودفع الأخير للرضوخ لمطلبهما خشية من انسحابهما من الائتلاف وسقوط الحكومة، مشيراً إلى أن نتنياهو قرر حماية كرسيه على حساب الفلسطينيين.
وقال د. جعارة “خطر يُهدد الفلسطينيين في المنطقة حال عاد المستوطنون إلى الموقع الاستيطاني، وهو الأكثر ثقلاً عليهم، لذلك عليهم مواجهة القرار بكل الطرق الممكنة والمتاحة”.
انتقادات واسعة
بدورها، انتقدت الإدارة الأمريكية، “إسرائيل” بسبب قرار يتيح للمستوطنين اليهود فرض وجود دائم لهم في موقع “حومش” الاستيطاني في شمال الضفة الغربية المحتلة، مطالبة “تل أبيب” بعدم إضفاء طابع رسمي على هذه المواقع الاستيطانية وخصوصا موقع “حومش” الذي قالت إنه بنى على أراضٍ فلسطينية خاصة.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية أيضًا القرار الإسرائيلي الذي قالت إنه يتعارض مع القانون الدولي وينتهك التعهدات التي قطعتها “إسرائيل” على نفسها في اجتماعين إقليميين عقدا هذا العام في العقبة وشرم الشيخ.
وجاء في بيان للوزارة: “تدين فرنسا قرار السلطات الإسرائيلية التي تجيز إقامة المستوطنين الدائمة في حومش، في شمال الضفة الغربية المحتلة”. وفق قولها.
المصدر: فلسطين اليوم