أعراس ذكرى التحرير بدأت في غير اتجاه وأكثر من توقيت، تشابهت وتقاطعت الغايات والأهداف فيما بينها، بذكرى نصر، تشبيه للواقع القادم وعبرة بل عِبَر، لمن كان قريبا أو بعيد.
بشائر أيار حلّت، ومعها بدأت التحضيرات لأعراس النصر والحرية، حفلٌ هنا ونشاط هناك، وما بين الحفل والحفل، مرّت مناورة صاخبة بكل ما للرسائل من اصوات، يتبعها إكمال لأعراس التحرير، بخطاب لن تقل مفاعيله عن المناورة، بل تزيد، لتكتمل معه، الرسائل التي فهمها وخبرها كل خبير بها، وبصدق قائد النصرين، عليماً.
بدءاً بالمناورة التي دعت إليها العلاقات الإعلامية، وبوقت قياسي، تم الاعداد لكل ما يلزم. مهارات في الاقتحام، تحاكي سيناريو الدخول إلى منطقة الجليل الأعلى، في القادم من معارك، أسلحة جديدة، هي غيضٌ من فيض ما بات في جعبة المقاومة، وختامها المسك، ببندقية الرضوان لأبناء الرضوان، قدمها لهم شريك النصر وشريك الجهاد وشريك القيادة، رئيس المجلس التنفيذي، السيد هاشم صفي الدين.
ساعاتٌ أَنِسَ بها كل إعلامي حضر، وبعضهم كتب الكثير عن مجريات ما سيحصل في المرحلة القادمة، وما ستحمله . من قليل شاهدوه، من بعض كثير حُضِر. وبنقلة الحزب، ضمن سياسته وخططه الموضوعة، من عام التمكين إلى عام الجودة، ظهرت بعض الجودة من كثيرها، وقّعها أبناء الرضوان، بعروض أفرحت وأبكت فرحاً وبشرت بالتحضير الكبير للقادم من النصر.
شارك الرضوان عروضهم، بعض فصائل الدفاع الجوي، بعروض قليل من كثير دفاعات جوية، باتت رهن الأمر، وما خفي منها كان أعظم.
ليأتي دور سلاح العقل الالكتروني، الذي تيقن الإسرائيليون، من حيازة المقاومة عليه، بعد إعتقال بعض المسيرات الإسرائيلية بطرق، يجهلها غير أهل العلم في هذا العالم.
وكانت الخاتمة، عَبرة وعِبرة، وطيف العماد الذي ما زال في قلوب وعقول وخُطى أبنائه، لم يزل حاضراً، لينتقل سلاحه الخاص هدية أستاذ عاشق، رحل عن أبنائه وما تركهم، لتلامذة الرضوان، أبناء الرضوان.
في الشكل كانت هذه المناورة التي حاكت اقتحام مناطق الجليل واحتلاله، وهي المرات النادرة، التي سيكون لبعض العرب، شرف رد العروبة إلى كل العرب.
الآليات التي استخدمت في عملية الأسر عام ٢٠٠٦ ما عُرضت الا لتأكيد، وإن عدتم.. عدنا، وهي مفردات خَبِرها الصهاينة، بكل ما للإختبار من معاني.
ساعات رسمت معها معاني كثيرة، فتحت مراكز الأبحاث الإسرائيلية، لتدرس، تحلل، وترتعب مما هو قادم، وستكون الخاتمة يوم الخميس، مع سيد الكلام، وخير من خاض الحروب وانتصاراتها، منذ بداية الاحتلال عام ١٩٨٢، وليس انتهاءاً بما شهدته جبهات سورية وما بينهما، من فصول نصر في العراق واليمن وأبعد.
تتويج التحرير سيكون مع سيد التحرير، بخطاب يتعدى صداه وتأثيره، كل ما فعلته المناورة وفعله أبناء الرضوان، الذين تتلمذوا في كتب وضع متونها، ذاك العماد الذي بقي، رغم سنين الرحيل.
أعراس النصر وذكريات أيار، ربما ستكون لها فصول جديدة، تكون معها نهاية النهاية، لأن بداية تلك النهاية، قد بدأت، ورزنامة ذلك الإسرائيلي قد أقبلت أوراق خواتيمها، وبشائر النصر النهائي الحاسم، صارت قريبة، بل أقرب مما نتخيل، أكدتها كل جولات القتال، ظاهرة كانت أم مخفية، قريبة أم بعيدة، ليكون الوعد الإلهي، وتتلاقى وعود السماء بوعود الأرض وتزهر النصر الحسم والقادم بإذن الله .
المصدر: بريد الموقع