عصر يوم الثلاثاء 25-4-1995 وعند الساعة 4:25 بالتحديد دوى الانفجار الكبير بالقافلة الصهيونية على طريق ما يسمى “صف الهوا” عند مدخل “مركز الـ17” الصهيوني في مدينة بنت جبيل المحتلة من قبل العدو الاسرائيلي في جنوب لبنان، يومها ارتقى “ملاك” وحدّث الجميع عن النصر الآتي، النصر الذي أسهب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الحديث عنه بذكرى مرور أسبوع على ارتقاء الاستشهادي صلاح غندور (ملاك).
يومها قال السيد نصرالله مخاطبا ملاك، قائلا في كلامه الشهير “حدّثهم يا صلاح عن القلوب الوالهة التي تتأوه ليل نهار شوقا الى اللقاء وحنينا الى عالمهم، حدثهم يا صلاح عن الأرواح المولعة التي تتجلجل في أنحاء الجسد السجن يعذبها أسر الدنيا ويفرحها الإذن، الإذن بالخروج من لائحة الاستشهاديين المكتوبة بالحبر الى عالم الاستشهاديين المصنوع بالدم”.
والواقع ان السيد نصرالله وصف واقعا ملموسا لديه كان وما يزال لدى شباب أعاروا الله جماجهم عملا بكلام أمير المؤمنين الامام علي (ع) لابنه محمد ابن الحنفية لما أعطاه الراية يوم معركة “الجمل”، حيث قال له “تَزُولُ الْجِبَالُ وَلاَ تَزُلْ عَضَّ عَلَى نَاجِذِكَ، أَعِر اللهَ جُمجُمَتَكَ، تِدْ في الْأَرْضِ قَدَمَكَ، إِرْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ“، فما يعرفه السيد نصرالله عن شباب المقاومة والاستشهاديين بينهم يجعله يراهن عليهم لبلوغ النصر الذي حلّ زمانه بالتوازي مع أفول زمن الهزائم. وتابع السيد نصرالله يومها مخاطبا ملاك “.. قل لهم يا صلاح إن الأمل كبير وكبير جدا وان النصر الذي حلموا به هم نراه نحن مقبلا وآتيا لا محالة، بك انت بمن مضى قبلك وباللاحقين بك.. وان غدا لناظره قريب”.
ومن هذا الواقع كان السيد نصرالله ينظر الى المستقبل ويسشترفه ويدرك جيدا ان النصر آت لا محالة سواء في العام 2000 مع الهروب المذل للعدو الصهيوني عن غالبية الارض اللبنانية المحتلة، وصولا للانتصار التاريخي على العدوان الاسرائيلي في تموز – آب 2006، وما تلاه من انتصارات على العدو في غزة وانكسار غطرسة الصهاينة وصولا لإفشال مخططاتهم عبر الأدوات التكفيرية في سوريا وكل المنطقة، ومن ثم الانتقال الى أنماط اخرى من المواجهات سواء الامنية والاعلامية والاقتصادية وغيرها، بالتوازي مع البقاء على أعلى درجات الجهوزية في مواجهة أي محاولة صهيونية للاعتداء على لبنان، ولعل كل التطورات في المنطقة وفي داخل كيان العدو الصهيوني جعلت المحللين والخبراء يضعون خيارات تصدع الكيان وزواله على طاولة البحث الجدي في ظل التهديدات المتزايدة عليه وعلى رأسها قدرات المقاومة في مختلف الساحات.
وبالسياق، لفت رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في كلمة له خلال لقاء “درع القدس: الضفة نحو عهد جديد” الى ان “المحور اليوم وحّد المقاومة ونجد ان الاسرائيلي بدأ يفقد أعصابه والهدف واحد هو إزالة إسرائيل.. الكيان كله يهتز ويتحدث عن تشاؤم كبير.. نحن جميعا درع للضفة والقدس ولاهلنا في فلسطين ولكل امتنا من اجل ازالة الكيان.
كما ان السيد نصرالله دائما ما يحذر العدو الاسرائيلي من ان أي محاولة للاعتداء على لبنان ستكلفه كثيرا جدا وان المقاومة على جهوزيتها للرد والدفاع عن لبنان ولا يشغلها أي شيء عن ذلك، والمثال الحي على ما نقول هو كلام السيد نصر الله خلال الاحتفال بيوم القدس العالمي الجمعة 17-4-2023 حيث أكد ان “العدو يجب أن يعرف أن كل هذه التهديدات التي يطلقها باتجاه لبنان والمقاومة في لبنان لن تجدي نفعا، لا تؤثر فينا على الإطلاق بل تزيدنا عزما وقوة وإصرارا على الحفاظ على ما أنتجه ميزان الردع على حماية لبنان وعلى مواجهة أي اعتداء أو عدوان يمكن أن يستهدف أحدا في لبنان، بدون تردّد.. أي عمل يستهدف أي أحد في لبنان نحن سنرد عليه بالحجم المناسب وبالطريقة المناسبة إن شاء الله”.
المصدر: موقع المنار