يتفاءل المتخصصون في التغذية العلاجية، بتوجه منظمة الصحة العالمية لإدراج أدوية مكافحة السمنة لأول مرة على “قائمة الأدوية الأساسية” للمنظمة، موضحين في نفس الوقت إيجابيات وسلبيات تلك الأدوية على صحة الإنسان.
وتسترشد حكومات الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط عند اتخاذ قرارات الشراء، بـ”قائمة الأدوية الأساسية”.
والشهر المقبل، ستراجع لجنة من مستشاري منظمة الصحة العالمية الطلبات الجديدة لإدراج الأدوية، ومن المقرر صدور قائمة محدثة في سبتمبر، فيما تقدم أطباء بطلب أن تتضمن أدوية للسمنة.
مرض العصر
ويتحدث استشاري التغذية العلاجية بهاء ناجي عن مخاطر السمنة، رغم أنها مرض غير معدي، وعلاقتها بأمراض أخرى:
-السمنة المسبب الأول لمعظم الأمراض الحادة والمزمنة؛ ما يتطلب وجود استراتيجية عالمية لمكافحتها.
-وفقا لمنظمة الصحة العالمية يتضاعف عدد المصابين بالسمنة؛ فهناك أكثر من 650 مليونا من البالغين يعانون منها، وهو 3 أمثال المعدل لعام 1975.
وتضيف أخصائية التغذية العلاجية جيرمين عاطف أن السمنة تصيب بأمراض تصلب الشرايين والقلب والسكري.
بناء على ذلك، تصف أخصائية التغذية العلاجية السمنة في حديثها لموقع “سكاي نيوز عربية” بأنها “مرض العصر”، ولا ترتبط بمستوى دخل الفرد بل تطال الجميع.
ما العلاج المنتظر؟
تقدم 3 أطباء وباحث في الولايات المتحدة بطلب دراسة إدراج أدوية مكافحة السمنة، ويشمل الطلب المكون الفعال “ليراجلوتايد” في عقار “ساكسيندا” من إنتاج شركة “نوفو نورديسك” الذي ستنتهي قريبا حقوق استخدامه الحصري؛ ما سيسمح بإنتاج أنواع منه أقل تكلفة.
ويستخدم “ساكسيندا” لتنظيم الوزن، إلى جانب اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة، وهو يعمل على الدماغ للتحكم بالشهية تجاه الطعام.
بهاء ناجي يوضح ما يلي عن المادة الفعالة بذلك العقار والمتمثلة في هرمون “ليراجليوتايد”، الذي تفرزه الأمعاء بصورة طبيعية بعد تناول الوجبات، ويعطي إشارات للمخ بالشبع:
-المشكلة تتعلق بوجود إنزيمات داخل الجسم تتخلص من هذا الهرمون بعد دقيقتين من إفرازه.
-قامت شركة “نوفونورديكس” بتعديلات في بروتين الهرمون تجعله يستمر13 ساعة، ويؤخذ بالحقن تحت الجلد مرة كل أسبوع.
-بعد موافقة منظمة الصحة العالمية والمنظمة الأوروبية للغذاء والدواء على “ساكسيندا” بدأ تداول العلاج، لكن بوصفة طبية.
-لا يفضل أن يستخدمه المصابون بسرطان الغدة الدرقية، أو لدى عائلتهم تاريخ مع المرض؛ لذا يُنصح بعمل تحاليل قبل استخدام الدواء.
-في حال اعتماد القرار، فسيفتح ذلك المجال لإدخال عقاقير السمنة تحت مظلة التأمين الصحي؛ وهو ما سيضمن جودتها، والقضاء على عشوائية انتشار العقاقير المخالفة؛ وبالتالي تقليل نسبة الإصابة بالسمنة وأمراضها.
العلاج ليس وحده الحل
تلفت جيرمين عاطف، إلى أن الحل الأمثل لعلاج السمنة ليس الدواء فقط، أما الوقاية والحلول الجذرية فتكون عبر:
-تعويد المواطنين على الالتزام بحياة صحية تعتمد على الأكل المتوازن والرياضة والمجهود البدني.
-أما الأدوية، فيتم صرفها فقط في الحالات التي لا تستجيب للطرق الطبيعية وحدها.
-بالنسبة لمن يتناولون الأدوية، تحذر أخصائية التغذية العلاجية من استخدامها إلا في حالة الضرورة، ويُمنع استخدامها دون إشراف طبي.
ويتفاءل متخصصون بإمكانية توفير أدوية أفضل للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط إذا ما أدرجت منظمة الصحة العالمية عقار “ساكسيندا” والأدوية المشابهة على القائمة، قائلة إن هذا “سيشكل نهجا جديدا للمنظمة إزاء السمنة”.
وربما يمهد ذلك الطريق أمام التوصية بدواء أحدث وأكثر قوة من “نوفو نورديسك” تحت اسم “ويجوفي” للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، لكن بعض خبراء الصحة العامة يحذرون من تقديم هذه الأدوية على نطاق أوسع مما يجب بوصفها حلا لحالة معقدة لم يكتمل فهمها بعد.
المصدر: مواقع