حدث اليوم | رياض سلامة مثل أمام الوفد القضائي الأوروبي لليوم الثاني – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

حدث اليوم | رياض سلامة مثل أمام الوفد القضائي الأوروبي لليوم الثاني

رياض سلامة

مثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في قصر عدل بيروت، أمام الوفد القضائي الأوروبي لليوم الثاني على التوالي، وانتهت جلسة الاستماع إليه منذ قليل.

وصدر سلامة بيان عن جلسة الإستماع إليه، معلنا انه “أكد الأدلة والوثاق التي كان قد تقدم بها إلى القضاء في لبنان والخارج مع شرحٍ دقيق لها”.

وجاء في البيان:”حضرت جلسة دعا اليها الرئيس شربل ابو سمرا، دون رفقة المحامي، اذ أن حضوري كان كمستمع اليه لا كمشتبه فيه ولا كمتهم، لقد حضرت احتراما مني للقانون وللقضاة، وتحفظت لوجود حضرة القاضية اسكندر لانها خصم وقد تدخلت بالدعوى اللبنانية ضدي، وتحفظي ناتج عن الاخلال بمبدأ المساواة بين الفرقاء”.

واضاف”أكدت خلال الجلسة الادلة والوثائق التي كنت قد تقدمت بها الى القضاء في لبنان والخارج مع شرح دقيق لها”.

وتابع البيان”يتبين من هذه الوثائق والكشوفات ان المبالغ الدائنة في حساب المقاصة المفتوح لدى مصرف لبنان والذي حولت منه عمولات الى “فوري”: (foory)، كانت قد سددت من اطراف اخرى ولم يدخل الى هذا الحساب اي مال من مصرف لبنان ولم يكن هذا الحساب مكشوفا في اي لحظة،كما يتبين من هذه الكشوفات ان حسابي الشخصي في مصرف لبنان غير مرتبط بالحسابات التي تودع فيها الاموال العائدة الى المصرف ولم تحول الى حسابي أموال من مصرف لبنان، وان التحاويل الى الخارج الخاصة بي، ومهما بلغت مصدرها حسابي الشخصي”.

واضاف البيان:”لقد لمست ولاكثر من سنتين سوء نية وتعطشا للادعاء علي، ظهر سوء النية من خلال حملة اعلامية مستمرة تبنتها بعض الوسائل الاعلامية والتجمعات المدنية فاصبح مدنيون وصحافيون ومحامون يدعون انهم قضاة،يحاكمون ويحكمون بناء لوقائع قاموا بفبركتها واكبهم بعض السياسيين من أجل الشعبوية اعتقادا منهم ان هذا الامر يحميهم من الشبهات والاتهامات”.

وسلامة (72 عاماً) هو أحد أطول حكام المصارف المركزية عهداً في العالم، إذ يشغل منصبه منذ العام 1993، وكان مهندس السياسات المالية في مرحلة تعافي الاقتصاد ما بعد الحرب الأهلية (1975-1990).

إلا أنه مع بدء ظهور ملامح الانهيار الاقتصادي وانطلاق تظاهرات شعبية غير مسبوقة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، اتهم محللون ومراقبون زعماء سياسيين ومسؤولين بينهم سلامة، بتحويل مبالغ ضخمة من حساباتهم إلى الخارج.

وتحمّل جهات سياسية ومحللون ومواطنون في لبنان سلامة الذي كان يعدّ عراب استقرار الليرة، مسؤولية انهيار العملة الوطنية، وينتقدون بشكل حاد السياسات النقدية التي اعتمدها طيلة السنوات الماضية، باعتبار أنها راكمت الديون، إلا أنه دافع مراراً عن نفسه بتأكيده أن المصرف المركزي “موّل الدولة ولكنه لم يصرف الأموال”.

ومنذ قرابة عامين، تشكّل ثروة سلامة محور تحقيقات في لبنان وأوروبا. ويصرّ الرجل الذي نال جوائز إقليمية ودولية وأوسمة شرف تقديراً لجهوده في منصبه وكان أول حاكم مصرف مركزي عربي يقرع له جرس افتتاح بورصة نيويورك، على أنه جمع ثروته من عمله السابق طيلة عقدين في مؤسسة “ميريل لينش” المالية العالمية ومن استثمارات في مجالات عدة بمعزل عن عمله على رأس حاكمية مصرف لبنان.

ويقول اقتصاديون لبنانيون “لقد كان سلامة تاجراً ووسيطاً طيلة حياته، وهذه هي المشكلة. هناك حاجة الى شخصية اقتصادية لإدارة مصرف مركزي، لا الى شخص مقرّب من النظام المصرفي ويودّ حمايته”.

منذ توليه منصبه، حافظت الليرة على استقرارها بعدما ثبّت سعر صرفها على 1507 ليرات، وهو ما كان يبرره بوجود “احتياطات مهمة بالدولار الأميركي” لدى المصرف المركزي، سرعان ما نضبت منذ بدء الأزمة وشحّ السيولة. في حين يرى خبراء آخرون، أن سلامة “عرِف كيف ينعش الاقتصاد ويكسب ثقة المستثمرين”.

وتمكّن لبنان بالفعل طيلة سنوات من جذب رؤوس أموال من الخارج، مقابل منح فوائد مرتفعة للغاية للمودعين. وبات القطاع المصرفي ركيزة رئيسية في الاقتصاد اللبناني.

ومنذ تعيينه، تم التجديد لسلامة 4 مرات، وتراكمت الجوائز والتقديرات التي حظي بها. ومع اندلاع الحرب في سوريا المجاورة بدءاً من العام 2011، “بدأت تتراكم الإشارات الحمراء”، وتأثر الاقتصاد اللبناني سلباً بينما كانت الديون الرسمية تتراكم.

ورغم إحجام الحكومات المتعاقبة عن إعادة هيكلة الاقتصاد وإجراء إصلاحات ملحة، واصل سلامة تمويل الدولة بغطاء سياسي، متبعاً سياسة “الهروب الى الأمام”.

وبغطاء سياسي، انخرط سلامة منذ العام 2016 في هندسات مالية هدفت إلى الحفاظ على قيمة الليرة ورفع احتياطي المصرف المركزي ورسملة المصارف، لكن خبراء اقتصاديين يعتبرونها من بين الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تعميق أزمة البلاد المالية.

مع بدء أزمة شحّ السيولة وفرض المصارف قيوداً مشددة على سحب الودائع خصوصاً بالدولار في خريف 2019، أصرّ في الأشهر الأولى على أن “الليرة بخير”. اليوم وبعد أكثر من 3 سنوات على انهيار صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، فقدت العملة المحلية أكثر من 98 % من قيمتها أمام الدولار.

ورغم الانتقادات التي طالت أداءه، وشبهات الاختلاس وغسل الأموال والإثراء غير المشروع التي تلاحقه في لبنان والخارج، بقي سلامة في منصبه، مستفيداً من حماية سياسية توفّرها له قوى رئيسية في البلاد.

ويرى خبير في الأسواق المالية إنه كان لدى سلامة طموح للوصول الى رئاسة الجمهورية، ما يبرّر “عدم رفضه لأي طلب من الطبقة السياسية”، وكذلك “حمايته للمصارف التي يُعد السياسيون من مساهميها الرئيسيين”.

ومع قرب انتهاء ولايته في تموز/يوليو المقبل، يقول مصدر دبلوماسي غربي إن الدول الغربية حذّرت السلطات اللبنانية من مغبة التمديد له، بعد أنباء عن وجود اتجاه لذلك، باعتبار أن التمديد له “سيشكّل رسالة سلبية للمانحين الدوليين”.

لكنّ سلامة أعلن في مقابلة أخيراً أنه سيترك منصبه عند انتهاء ولايته التي يبدو أن الأشهر الأخيرة منها ستكون حافلة على وقع الشبهات التي تلاحقه محلياً وأوروبياً، وتتنوّع بين غسل أموال واختلاس وإثراء غير مشروع وتهرّب ضريبي. ولطالما رفض سلامة التهم الموجهة إليه، متحدثا عن “بيانات مزورة” وخلفيات “سياسية”.

 

 

المصدر: موقع المنار + وكالات