بحث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي شمخاني، مع رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان العلاقات الثنائية وسبل مد جسور التعاون بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة.
كما بحث الجانبان القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وأهمية العمل على دعم السلام والتعاون في المنطقة بما يحقق تطلعات شعوبها للتنمية والازدهار. وخلال اللقاء، هنأ بن زايد بالاتفاق الاخير بين طهران والرياض، واصفا اياه خطوة مصيرية في سياق تظافر الجهود الجماعية بين دول المنطقة.
وتطلع محمد بن زايد، خلال استقباله الادميرال شمخاني، بان تؤدي زيارة هذا الوفد الايراني الى فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين ايران والامارات.
ولفت رئيس دولة الامارات، الى رغبة بلاده الشديدة واستعدادها لمعالجة جزءا من سوء الفهم بين طهران وابوظبي، وبما يسهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في جميع المجالات والى اعلى المستويات. حضر اللقاء مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد آل نهيان، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي الإمارات.
وبدوره، نوه شمخاني الى “العلاقات التاريخية والمشتركات الثقافية والدينية” بين ايران والامارات، مؤكدا على ضرورة توسيع هذه الاواصر وتعميقها في جميع المجالات. واعتبر أن مسار التعاون المتنامي ودور رئيس الامارات الخاص جدير بالاهتمام في هذا الشان، واضاف “طهران وابوظبي قادرتان على المضي بخطوات كبيرة في سياق تطوير التعاون الثنائي وتعزيز دبلوماسية الجوار”.
وفي معرض الاشارة الى العناصر الدخيلة في اثارة الازمات والاخلال بالامن والاستقرار بمنطقة الخليج، وصف شمخاني الجهود من اجل التوصل الى الامن الجماعي القائم على الطاقات المحلية، من شانها ان تضع حدا للكثير من الازمات الراهنة. ومضى الى القول “ان معظم المشاكل الحالية تنجم عن التدخلات الاجنبية وممارسات امريكا والكيان الصهيوني الشيطانية في منطقة الخليج”، وتابع ان تعاظم قدرات المنطقة امل يمكن تحقيقه وبما يلزم على جميع بلدان المنطقة ان تظافر الجهود من اجل ذلك.
ولفت امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، الى ارادة قادة البلدين (ايران والامارات) الحاسمة لتوسيع شامل للعلاقات فيما بينهما؛ داعيا الى اتخاذ اجراءت جادة لتحديد العراقيل المحلية والخارجية التي تعترض مسار التعاون الثنائي ولاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية واتخاذ اجراءات عاجلة بهدف تذليل هذه العقبات.
وشدد الادميرال شمخاني، على ان العالم الاسلامي ومنطقة الخليج، اليوم واكثر من اي وقت مضى، بحاجة الى المودة والتعاون والتقارب بين الدول الاقليمية، واضاف : ان هذا التوجه الاساسي يسهم في الارتقاء بمستوى الدول الاسلامية وسيمنحها مزيدا من الرفاهية والهدوء.
وخلال لقائه طحنون بن زايد، اكد علي شمخاني، على ان طريق الخروج من الازمات الراهنة والتي اذا استمرت لا تخدم ايّا من بلدان المنطقة، يكمن في استبدال التقارب والتعاون محل النزاعات والعداوات بين الدول الاقليمية.
كما زار شمخاني، محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي. وتم خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وبما يخدم مصالح الجانبين. كما جرى خلال اللقاء مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وعدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك، وسبل إقرار مقومات السلام والاستقرار في المنطقة، بما يعزز مسارات التعاون بين شعوبها، ويضمن لها مزيداً من فرص التنمية والازدهار.
السفير الايراني سيغادر الى ابوظبي قريبا
وأعلن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية “علي باقري كني”، تعيين سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية لدى الامارات، والتحضير ليتم ايفاده الى ابوظبي قريبا. وفي تصريح له اليوم الخميس، لفت باقري كني الى ان العلاقات بين ايران والامارات لم تنقطع ابدا، وانما شهد البلدان تراجعا في مستوى العلاقات بينهما؛ مردفا ان الامارات اعادت خلال الاشهر الاخيرة سفيرها الى طهران، ونحن في المقابل اخترنا سفيرنا لدى هذا البلد وقد بدات الاجراءات اللازمة ليتم ايفاده الى ابوظبي قريبا.
وعلى صعيد اخر، تطلع مساعد وزير الخارجية الى النجاح عبر التعاون في اطار الية “بريكس بلس” لشطب التبادل باستخدام عملة الدولار في الدول الاعضاء. كما تطرق الى المفاوضات بين ايران والدول الاوروبية وغير الاوروبية، قائلا : اننا نبذل الجهود من اجل تحقيق مصالح الشعب الايراني بأعلى حد وان تصب النتائج في هذا السياق.
المصدر: مواقع