اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، عقب توسع حلف الناتو وإرساله تعزيزات عسكرية شرقاً وصولاً إلى الحدود الروسية، وسعي أوكرانيا للانضمام إلى الحلف، مما شكل تهديداً مباشراً لموسكو.
سبق كل ذلك انفصالاً للكنيسة الأوكرانية عن الروسية عام 2019، كان واحداً من تداعيات صراع تأجج عام 2014 بسقوط حكم فيكتور يانوكوفيتش المقرب من روسيا، خلفه بترو بوروشينكو المقرب من الغرب، تبعه ردٌ تمثل باستفتاء نتج عنه ضماً للقرم إلى روسيا.
الحرب التي لم تحل دون وقوعها موجة التحذيرات والتهديدات التي أطلقها الطرفان الروسي والأميركي قبيل اندلاعها، تسببت بأزمات عالمية اقتصادية وسياسية، وخسائر بشرية بلغت 240 ألفا ما بين مدني وعسكري من كلا الطرفين. وكلفت الغرب حتى نهاية عام 2022، 120 مليار دولار، بحسب “البنك الوطني الأوكراني”.
منذ بداية العملية البرية سيطرت القوات الروسية على مناطق شاسعة من مقاطعة خيرسون الجنوبية، لتبدأ في 26 فبراير/شباط 2022 توسيع نطاق هجماتها لتشمل المناطق كافة.
يوم 28 فبراير/شباط 2022 أُعلِنت أوّل جولة من المفاوضات الروسية الأوكرانية، لكنها لم تفرز حقائق تترجم على ميدان المعركة نظرا للاختلافات الجوهرية في شروط وأولويات الطرفين.
بداية آذار/مارس 2022، اقتربت موسكو من السيطرة على خاركيف، إحدى كبرى المدن شمالي شرقي أوكرانيا.
شهد شهر نسيان/أبريل 2022 تصاعداً في المواجهات العسكرية بين الروس والأوكرانيين، الذين أعلنوا استعادة سيطرتهم على مدينة كييف بعد أن انسحبت القوات الروسية منها أواخر مارس/آذار 2022. ليعلن بعدها بوتين السيطرة النسبية على مدينة ماريوبول جنوبي شرقي أوكرانيا في 21 من الشهر نفسه.
تسارعت التطورات الميدانية، مما جعل كييف تعترف بتقدّم القوات الروسية شرقاً وسيطرتها على مدن عديدة من إقليم دونباس في 27 نيسان/أبريل 2022.
في أيار/مايو 2022 أعلنت موسكو سيطرتها الكاملة على مدينة ماريوبول ذات الأهمية الاقتصادية والعسكرية، وفي الشهر ذاته تمكنت من السيطرة على مدينة ليمان، التي تعد مركزاً لنشاط السكك الحديدية في منطقة دونيتسك.
مطلع حزيران/يونيو 2022 أعلن الرئيس الأوكراني سيطرة القوات الروسية على 20% من الأراضي الأوكرانية.
كثفت القوات الروسية القصف المدفعي على منطقة دونباس ثم على سيفرودونيتسك الإستراتيجية، التي سقطت بأيدي الروس في 21 حزيران/يونيو، تلاها سيطرة على منطقة لوغانسك في الشهر التالي.
هذا التقدم الروسي المتسارع، دفع بوزير الدفاع الأوكراني في 11 تموز/يوليو للإعلان عن سعي لتشكيل جيش مليوني لاسترداد جنوبي البلاد. وفي 24 من الشهر نفسه أعلن زيلينسكي توجه قواته نحو خيرسون.
في الخامس من أغسطس/آب 2022، تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بخصوص قصف استهدف محطة زاباروجيا النووية جنوبي أوكرانيا وسط تحذيرات من “كارثة نووية محتملة”، واطلاق الأمين العام للأمم المتحدة تحذيره الشهير بأن “العالم على بعد خطوة واحدة غير محسوبة من الإبادة النووية”.
في 11 آب/أغسطس 2022، هزت سلسلة من الانفجارات قاعدة ساكي غرب شبه جزيرة القرم تلاها هجوم بطائرة مسيرة استهدف أسطول البحر الأسود الروسي في شبه الجزيرة.
استطاعت أوكرانيا بعدها إحراز تقدم في بعض المناطق، مما دفع الرئيس الروسي إلى زيادة أعداد القوات الروسية بنسبة 10%
في 11 سبتمبر/أيلول أعلنت كييف عن مكاسب عسكرية كبيرة بعد هجوم سريع على القوات الروسية شرقي البلاد، أدى إلى انسحاب روسي من بلدات رئيسية. ليعلن الرئيس الروسي في 21 من الشهر نفسه التعبئة العسكرية الجزئية.
في 27 أيلول تم رصد انفجارين على مسار خطوط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم 1-2″، أعلن الكرملين أنها ناجمة عن “أعمال تخريبية” وهي النتيجة نفسها التي توصلت إليها النيابة السويدية لاحقاً.
في 29 سبتمبر/أيلول 2022 نجحت روسيا في استفتاء شعبي بضم 4 اقاليم أوكرانية إليها.
8 تشرين الأول/أكتوبر هزَّ انفجارٌ جزءًا من جسر القرم، رأت فيه موسكو “إعلاناً لحرب بلا قواعد”، ولتقوم في صباح العاشر من تشرين الأول/أكتوبر بسلسلة ضربات صاروخيّة على العاصمة الأوكرانيّة.
تقدّمت القوات الأوكرانية جنوباً في أكتوبر/تشرين الأول، إثر انسحاب القوات الروسية من مدينة ليمان، فبدأت موسكو يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022 بإجلاء المدنيين من خيرسون، وهي العملية التي أتمتها روسيا يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول استعداداً لمعركة خيرسون.
في السابع من ديسمبر/كانون الأول قال بوتين إن خطر الحرب النووية يتصاعد، واتهم الجيش الأوكراني في مطلع الشهر نفسه روسيا باستخدام صواريخ ذات قدرة نووية برؤوس حربية غير متفجرة من أجل استنزاف قدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية.
مع حلول العام 2023 وعد الرئيس الأوكراني شعبه بتحقيق النصر، وسط تكثيف للهجمات الروسية، بينما أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية التصدي لعشرات الطائرات المسيرة التي أطلقها الجيش الروسي.
أواخر يناير/كانون الأول 2023 دخلت الحرب منعطفا جديدا بإعلان الولايات المتحدة التي أعلنت نيتها إرسال العشرات من دبابات “أبرامز” الشهيرة، إضافة لموافقة ألمانيا على إرسال دبابات “ليوبارد”، وصولا لبريطانيا التي كانت السباقة في إعلان إرسال دباباتها الحديثة من طراز “تشالنجر”.
في فبراير/شباط 2023 بدأت روسيا، وفقا لحلف الناتو، هجومها الكبير. استولت مجموعة فاغنر الروسية الخاصة على ضواحي مدينة باخموت، وبدأ الناتو يتعرض أيضا لضغوط متزايدة في ظل تباطؤ تسليم الأسلحة لأوكرانيا، التي بدأت مخزوناتها من الذخيرة في النفاد.
العام الأول من الحرب في أوكرانيا تخلله فرض الغرب والولايات المتحدة حزمات متصاعدة من العقوبات على موسكو، لتصبح الأخيرة الدولة الأكثر تعرضاً للعقوبات حول العالم. تجلّت هذه العقوبات بخفض الاتحاد الأوروبي وارداته من النفط الروسي بنسبة 90% ، لتعلن موسكو وقف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط “غازبروم 1” مما أدّى لتسجيل ارتفاع قياسي في أسعار الغاز في القارة العجوز. الأمر الذي جعل العقوبات سيفاً ذو حدين.
المصدر: موقع المنار