حدث اليوم | مأساة الزلزال مستمرة… أعداد الضحايا إلى ارتفاع واستمرار وصول المساعدات وأعمال الإغاثة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

حدث اليوم | مأساة الزلزال مستمرة… أعداد الضحايا إلى ارتفاع واستمرار وصول المساعدات وأعمال الإغاثة

سوريا وحيدةً في الفاجعة
سوريا وحيدةً في الفاجعة

لم تنته فصول مأساة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر (مركزه في منطقة “كهرمان ماراس” قرب مدينة غازي عنتاب التركية، على عمق 18 كلم)، فجر السادس من شباط/فبراير، ووصلت ارتداداته إلى الشمال السوري (على وجه الخصوص محافظة ادلب) محدثة كارثة إنسانية. إذ تتواصل أعمال الإغاثة، كاشفة عن ارتفاع متواصل في أعداد الضحايا والجرحى.

والجدير ذكره أن سوريا بدت وحيدة نسبياً في الفاجعة التي وبالرغم من أنها تحمل بعداً انسانياً كبيراً، إلا أنها لم تحل دون ممارسة العديد من الدول نوعاً من الانتقائية لجهة مد يد العون والمساعدة إلى المتضررين. فكانت نسبة المساعدات والمعونة لسوريا خجولة (اقتصرت على ايران والعراق والجزائر وعدد قليل من الدول)، مقارنة بتلك التي وصلت إلى شريكتها في المصيبة أي تركيا.

تركيا

وفي التفاصيل، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الهائل اليوم الثلاثاء في تركيا  إلى 3549 قتيلاً و22168 جريحا، وفق ما أفادت به إدارة الطوارئ والكوارث التركية “أفاد”. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده “تواجه واحدة من أسوأ وأكبر الكوارث العالمية، وأن أعداد الضحايا والمصابين مرشحة للارتفاع”، معلناً “10 ولايات جنوبي تركيا مناطق منكوبة، إضافة إلى حالة الطوارئ فيها لمدة 3 أشهر”.

وأوضح أردوغان أن “طواقمنا تعمل على مدار الساعة للتعامل مع الأمر، ووصلت إلينا طواقم من عدة دول للمساعدة في عمليات الإنقاذ”. ودعا الرئيس التركي المواطنين إلى “عدم استخدم الطرق في المناطق المتعرضة للزلازل إلا للحالات العاجلة، وعدم إشغال شبكات الإتصالات والإنترنت”.

وأكد أردوغان وصول مبادرات للمساعدة من 76 دولة حتى الآن، لافتاً إلى أنه “يعمل حالياً 53 ألف و317 عنصرا في عمليات البحث والإنقاذ والعدد يتزايد من تركيا وخارجها”.

من جهته، قال وزير البنية التحتية والعمران التركي مراد كوروم، إن “13.5 مليون مواطن تركي تأثروا بالزلزال بشكل مباشر في الولايات العشر التي ضربها”.

وأشارت إدارة الكوارث والطوارئ إلى انهيار 5 آلاف و775 مبنى، وتلقي بلاغات بانهيار 11 ألفا و302 مبنى لم يتم تأكيدها بعد. من جهته، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي إنه “تم إنقاذ أكثر من 8 آلاف شخص من تحت الأنقاض حتى الآن”، مؤكداً وصول 3294 عنصر بحث وإنقاذ من دول أخرى، وأن هناك أكثر من 70 دولة عرضت المساهمة في أعمال البحث والإنقاذ.

وسجلت عدة مناطق من تركيا منذ الساعات الأولى من اليوم، هزات أرضية تباينت درجاتها، آخرها هزة ارتدادية بقوة 5.4 درجة على بعد 43 كيلومتراً من مدينة ملاطية. في غضون ذلك، وصلت سفينة “تي جي غي إسكندرون” التابعة للقوات البحرية التركية، إلى ولاية هطاي (جنوب) لنقل مصابي الزلازل إلى ولاية مرسين.

ورست السفينة في ميناء إسكندرون، فجر الثلاثاء، وتم البدء بنقل الجرحى إليها بواسطة سيارات الإسعاف. ومن المقرر أن ينقل الجرحى إلى ولاية مرسين (جنوب) لتلقي العلاج. وتمكنت فرق البحث من إنقاذ 6 أشخاص بينهم طفل من تحت أنقاض المباني المنهارة بفعل الزلزال في ولايات هطاي، ودياربكر وقهرمان مرعش، جنوب تركيا.

وفي مدينة إسكندرون التابعة لولاية هطاي، تمكنت فرق البحث من إنقاذ 4 أشخاص بينهم طفل يبلغ من العمر 10 سنوات من تحت أنقاض بناء مكون من 5 طوابق. أما في ولاية دياربكر، فقد أنقذت الفرق شخصا مصابا بجروح يبلغ من العمر 30 عاما، بعد 27 ساعة من بقائه تحت الأنقاض.

وفي ولاية قهرمان مرعش أنقذت فرق البحث مواطنة تبلغ من العمر (24 عاماً)، من حطام مبنى سكني مكون من 7 طوابق بعد 27 ساعة من وقوع الزلزال. من جهتها، أعلنت وزارة الصحة السورية عن 812 حالة وفاة و1449 إصابة في حصيلة غير نهائية في محافظات حلب، اللاذقية، حماه، ريف إدلب، وطرطوس، جراء الزالزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال وغرب سوريا.

سوريا

وزارة الصحة السورية أعلنت عن 812 حالة وفاة و1449 إصابة جراء الزلزال المدمر، في حصيلة غير نهائية. وذكرت الوزارة أن “الاستنفار مستمر في كافة المنشآت الصحية العامة والخاصة وجميع الكوادر الصحية تعمل بأقصى الطاقات”.

وفي السياق، قال معاون وزير الصحة أحمد ضميرية، إنه “تمّ إرسال 4 سيارات شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية والإسعافية إلى حلب واللاذقية وحماة، إضافة لإرسال القوافل الطبية من مديريات صحة دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس إلى محافظات حلب واللاذقية، وإرسال 28 سيارة إسعاف و7 عيادات متنقلة من دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس، كمؤازرة إلى حلب واللاذقية”.

بدوره، أعلنت منظمات إغاثة في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة شمال غرب سوريا، تسجيل أكثر من 740 حالة وفاة وأكثر من 2100 مصاب، والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض. من جهته، قال وزير الأشغال العامة والاسكان سهيل عبد اللطيف، إن “الوضع كارثي من ناحية عدد الإصابات والأضرار كبيرة في الأبنية والبنى التحتية”، منوهاً بأن “جميع آليات الشركات الانشائية والمقاولين والجهات العامة والفعاليات المجتمعية متواجدة في مواقع الابنية المنهارة، وبمؤازرة آليات من باقي المحافظات”.

الطفلة آلاء

وضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بفيديو للطفلة آلاء، التي ظهرت وهي تحت أنقاض الزلزال الذي ضرب سوريا، وهي تحمي رأس شقيقتها الصغيرة، أثناء عمليّة إنقاذهما. وقالت آلاء للشخص الذي كان يعمل على إنتشالها وشقيقتها: “طلعني من هون وبعملك اللي بدك ياه كأني خدامة عندك”.

هذا وأعلنت “وكالة سانا”، حدوث هزة أرضية خفيفة شعر بها سكان حلب واللاذقية في ساعات صباح اليوم الثلاثاء.

دول تتحدى الحصار وتمد يد المعونة لسوريا

وعلى ضوء الدمار الحاصل جراء الزلزال المدمر الذي ضرب محافظات سورية، أرسلت العراق ودول عديدة طائرتي مساعدات من العراق إلى مطار دمشق الدولي، وقال مدير الطيران المدني السوري، باسم منصور، إن الطائرتين العراقيتين محملتين بمواد غذائية وإغاثية وطبية”. وقال منصور إنه “من المتوقع ايضاً وصول طائرتي مساعدات روسيتين إلى مطار اللاذقية “. هذا وبدأ تسليم قسم من المساعدات الإغاثية الإيرانية لمحافظة حلب.

بدوره، أعلن الحشد الشعبي العراقي انطلاق قوافل الدعم والاغاثة باتجاه الأراضي السورية.

وقالت مصادر عراقية اليوم، إنه “يتواصل دخول ارتال الحشد الشعبي من المنافذ الحدودية العراقية صوب مدن شمال سوريا”. وأعلنت وزارة النفط العراقية إرسال قافلة تضم 28 شاحنة وقود إلى سوريا. كما ذكرت القوة الجوية العراقية أنه “سوف ينطلق اليوم الجسر الجوي من طائرات القوة الجوية العراقية C130G الى سوريا محملة بمواد دعم لوجستي للشعب السوري”.

من جهته، أعلن السفير الإيراني في دمشق، مهدي سبحاني، أن “طائرة المساعدات الإيرانية تحمل على متنها مواد غذائية وإغاثية وطبية”.

وقال سبحاني “هذه الطائرة تحمل أول دفعات المساعدات الإنسانية، وعلى متنها 45 طناً من المساعدات”. وأضاف السفير الإيراني أن “الطائرة الثانية ستهبط يوم غد في مطار حل، وبعد ذلك طائرة ثالثة إلى مطار اللاذقية”.

من جهته، أعلن القنصل الايراني في حلب أن “المستشارون العسكريون الإيرانيون في سوريا تحركوا منذ الساعات الأولى للزلزال للمساعدة”، وأن “هناك مساعدات أخرى ستصل تباعاً”.

إلى ذلك، وصلت صباح اليوم، قافلة مساعدات مقدمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مدينة حلب. كما أكدت الدفاع السورية توفر جميع فصائل الدم وبكميات كافية في جميع بنوك الدم، ولا سيما في المحافظات المتضررة.

من جهته، أعلن الجيش الروسي إرسال أكثر من 300 جندي روسياً الى سوريا للمشاركة في عمليات الإغاثة ورفع الأنقاض.

الجزائر مدّت يد المساعدة ايضاً، إذ وصلت صباح اليوم ، طائرة إلى مطار حلب الدولي على متنها فريق مكون من 110 شخصاً من الحماية المدنية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.

وبحسب مصادر محلية يتنظر وصول 4 طائرات جزائرية للمشاركة في عمليات الاغاثة.

واتصال تضامني من الرؤساء الايراني والمصري والجزائري

وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وقوف بلاده إلى جانب سوريا في المحنة التي تتعرض لها، معرباً عن خالص التعازي لجميع السوريين ومتمنياً بالشفاء العاجل للجرحى. وخلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع نظيره السوري بشار الأسد، قال الرئيس الإيراني إنه “لا يمكن لإيران إلا أن تتضامن مع الشعب السوري في هذه الظروف القاهرة، وتفعل كل ما من شأنه التخفيف من آثار هذه المحنة ومساندة جهود الحكومة السورية الحثيثة في هذا الإطار”. في المقابل، تقدم الأسد “بالشكر لإيران حكومةً وشعبا على إرسالها للمساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في عمليات الإنقاذ والإغاثة للمتضررين من الزلزال”.

بدوره، هاتف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره السوري لتقديم التعازي في ضحايا الزلزال. وبحسب المتحدث باسم الرئيس المصري أحمد فهمي، أعرب السيسي عن “تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المصاب الأليم”، مشيراً إلى “توجيهات بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا”.

من جانبه، أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن “امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من السيد الرئيس”، مؤكداً “اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين وشعبيها الشقيقين”.

كما تقدم الرئيس الجزائري بالتعازي من الأسد بضحايا الزلزال، مؤكداً استعداد بلاده مواصلة تقديم المساعدة.

الهلال الأحمر السوري يطالب برفع العقوبات

وطالب رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي خلال مؤتمر صحفي المجتمع الأوروبي “برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر”، موضحاً أن “العقوبات الاقتصادية تزيد من على صعوبة الوضع الإنساني، إذ أن عملية الإنقاذ تتعرض للعديد من المعوقات أولها نقص الآليات الخاصة”.

وأكد حبوباتي أن “الهلال الأحمر لا دخل له بالسياسة فهو منظمة إنسانية ومتطوعويه متواجدون في كل المناطق السورية ومستعدون للتعاون وإيصال المعونات لمستحقيها بأمان وثقة كاملة”.

وأضاف حبوباتي أن الهلال الأحمر الكويتي كان أول المتبرعين لمساعدة المتضررين من الزلزال، و”تواصل معنا الهلال الأحمر الإماراتي ووصلت طائرة مساعدات من الهلال الأحمر العراقي، وتصل الآن مساعدات من الهلال الأحمر الجزائري”.

كما لفت حبوباتي إلى أن “عدد الضحايا مرشح للارتفاع وهناك عدد من الأبنية ما زال مهدداً بالانهيار”، لافتاً إلى أن “الحكومة خصصت 126 مركز إيواء في حلب و23 في اللاذقية و5 في حماة و3 في حمص و3 في طرطوس لمساعدة المتضررين”.

هذا وأعلن سفير فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى، عن مصرع 19 لاجئاً شمال سوريا جراء الزلزال المدمر، ما يرفع الحصيلة إلى 41 قتيلاً.

الإسكندرية ترفع حالة الطوارئ

رفعت محافظة الإسكندرية في مصر، منذ صباح الثلاثاء، حالة الطوارئ بعد وقوع تشقق في رصيف الكورنيش، رابطاً الأمر بالزلزال المدمر في تركيا وسوريا. وشهدت الإسكندرية أمس، “حدوث انشقاق وشروخ في رصيف كورنيش الإسكندرية أمام شاطئ إدوارد خراط بمنطقة سيدي بشر”.

المصدر: موقع المنار