ريم عبيد
لم تحضر البحرين افتتاح مونديال قطر 2022، بل اكتفت بالجلوس على الحياد، على الرغم من حضور السعودية وبقوة، لم تحضر لأنها لم تنس خلافها مع قطر، رغم إنجاز “المصالحة”، وعودة العلاقات بين السعودية وقطر وبين الامارات وقطر.
ويبدو أن قطر من جانبها لا فرق عندها إن رضيت البحرين أم لا، بينما الأخيرة من الواضح أنها تحاول أن تتفوق على قطر بشيء ما، فاختارت الانغماس أكثر في التطبيع مع العدو الاسرائيلي.
وفيما يسجل العرب في مدرجات مونديال قطر مواقف واضحة في دعم القضية الفلسطينية وينبذون الإعلام الاسرائيلي، ويؤكدون رفضهم لوجود كيان اسمه “اسرائيل”، رغم ذلك تستميت البحرين من أجل استضافة الصهاينة وإن كانت تعرف مسبقا أنهم يحملون أجندات كتب في غلافها الخارجي “.. نكره العرب، لا بل نحن أكثر من يكره العرب”، على غرار ايتمار بن غفير.
فبعد استقبال نظام المنامة رئيس الكيان اسحاق هرتسوغ، وبمحاولة منها لإحداث نوع من التوازن الذي كسرته الجماهير العربية في قطر، دعت سفارة البحرين في تل أبيب زعيم حزب “عوتسما يهوديت” الصهيوني المتطرف، لحضور الحفل الذي ستنظمه بمناسبة ذكرى “استقلال البحرين”.
وبن غفير الذي سيتولى منصب وزير الأمن في حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة، يدعو إلى تهجير الفلسطينيين، ويتعهد بتمرير قوانين تنظم فرض حكم الإعدام على المقاومين، وتمنح الحصانة للجنود الذين يقتلون أو يجرحون فلسطينيين، فضلاً عن تعهده بإحداث تدهور على أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الاسرائيلي، وتعبيره عن حماسته للسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى.
اذا، نظام البحرين يسعى ليكون على علاقة قوية مع كيان العدو الاسرائيلي، بهدف كسب رضى الادارة الاميركية والتغاضي عن سجله الاسود في مجال حقوق الانسان، ونظام المنامة يعلن العداء للقضية الفلسطينية، ما يؤكد إسقاط كل المزاعم عما يسمى بـ”السلام” وحقوق الفلسطينيين في “اتفاق ابراهام” الذي وقعته البحرين والامارات.
ومما لا شك فيه، أن كل هذه المحاولات لن تنفع نظام البحرين الذي يسابق من أجل نيل الرضى الاميركي الاسرائيلي، بينما هو ينغمس اكثر فأكثر في عار التطبيع، لكن حجم هذا النظام سيبقى كما هو ولن يصبح مؤثرا في الخارج، كما لن تنفعه كل المحاولات لرفع الاتهامات الثابتة عليه بانتهاك حقوق الانسان في الداخل.
المصدر: بريد الموقع