من صيغة 1943 الى اتفاق الطائف وما بينهما، لا يزال لبنان يعيش ازمة نظام، سياسة واقتصاد، الى الحد الذي لم يخل من اهتزازات أمنية ومالية كانت نتاج بنية داخلية تأسست لتصل إلى الانفجار لاحقاً.
بني البلد بشكله الطائفي ليتصدع في حرب اهلية دموية ، وأخمدت الحرب بوفاق وطني اخفى في طياته دمارا اقتصاديا كان ظله الأوحد توحشاً في توزيع الثروات الوطنية.
ومن سيئات النظام الموغلة في بنية الدولة إلى نقاط مضيئة عبر بها لبنان في ضوء التحولات والمتغيرات التي رافقته منذ تأسيسه… ولعل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي كانت أحد أبرز إنجازته الوطنية بفعل التضحية والبذل حفاظاً على ما تبقى من هذا الوطن وكسراً لهيبة الأعداء على أسواره.
آخر انجازات الوطن تحققت في ملف الترسيم البحري وكيفية إرغام العدو على التنازل أمام صلابة الحق والموقف الوطني الموحد والقوة المستندة الى مقاومة تأبى ان تُذل وتستلم امام كيد عدو متغطرس وطامع في ثروات لبنان ..هي معادلة ذهبية جيشاً وشعباً ومقاومة تثبت صوابها في كل يوم.
في حلقة بانوراما اليوم اعتبر القيادي في الحركة الوطنية الوزير والنائب السابق الدكتور عصام نعمان ان ما يسمى بالاستقلال لم يأت نتيجة ثورة وهو منقوص. وخلال مقابلة مع برنامج ” بانوراما اليوم ” على قناة المنار رأى أن اول رئيس جمهورية وطني حقيقي في لبنان هو اميل لحود.
وقال في معرض حديثه ان موازين القوى الداخلية المدعوم بعضها بقوى خارجية منعت القوى الحية الوطنية من استكمال تحرير الارادة وبالتالي استكمال الاستقلال الحقيقي.
من جهته قال الاستاذ والباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور حسين رحال إن لبنان الان في مواجهة العدو الاسرائيلي ربما يكون اقوى دولة عربية بسبب الاستراتيجية الدفاعية الواقعية وبسبب حضور المقاومة وانتزاع حقوق لبنان في البحر.
الباحث الاقتصادي الاستاذ زياد ناصر الدين قال ان اقتصاد لبنان هو اكثر اقتصاد سياسي في كل المنطقة ومرتبط بالنظام السياسي ولكن الاشكال الاكبر في الواقع الاقتصادي وهناك من كان ينظر على ان اقتصاد لبنان هو سياحة وخدمات وبعد العام 1992 اصبحنا اسوأ نظام ريعي واصبحنا نرى نتائجه اليوم.
و قال : نحن امام فرصة لبناء اقتصاد متوازن فلبنان ليس بلدا كبيرا وبالتالي هناك امكانية لبناء وترميم الاقتصاد ويجب ان تنطلق من نظريات اقتصادية صحيحة الاساس فيها في البنى التحتى هي المياه والصناعة والزراعة وصولا الى الاستفادة من الثروة النفطية.