ثلاثُ سنواتٍ مرت وتشرينُ الذي سرقَه البعضُ ما زالَ يُؤسرُ به كلُّ لبنان، ويُدارُ بتغريدةٍ من سفيرٍ او تعليمةٍ من هنا او هناك ..
دولارٌ باربعينَ الفَ ليرةٍ او يزيد، وودائعُ سُرقت فحَوَّلت الكثيرينَ الى فقراءَ ومتسولين، ومرضى يتوجعونَ بلا دواءٍ ولا مستشفيات، وبلدٍ على قارعةِ صندوقِ نقدٍ دوليٍ من هنا وفوضى النظرياتِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ من هناك..
ثلاثُ سنواتٍ مرت على نيةِ التغييرِ فاُقفلت الطرقاتُ ورُفعت القبضاتُ الملونةُ بكلِّ الوانِ المشاريعِ المرسومةِ على نوايا لا تمتُ لمصلحةِ لبنانَ بصلة، فخلَصَت شعاراتُهم الى بلدٍ بلا مدارسَ رسميةٍ ولا جامعةٍ لبنانيةٍ ولا مؤسسات، وموظفينَ وعسكريينَ واجراءَ ومستخدمينَ يُعانُونَ الامرِّينِ بينَ الفقرِ والهجرةِ والاستسلام.
ثلاثُ سنواتٍ ولم يَرتفع من هؤلاءِ شعارٌ ضدَّ الحصارِ الاميركي المانعِ للكهرباءِ والماءِ عن كلِّ لبنان، فيما شعاراتُهم شعبويةٌ ومزايداتُهم يوميةٌ ولم تَكتفِ بالبَرِّ بل غَطسوا بينَ الخطوطِ البحريةِ مزايدينَ على المعادلةِ التي حَمَت الحقَّ اللبنانيَّ واعترفَ لها العدوُ بالاستسلام ..
ثلاثُ سنواتٍ ولم يَتعلم بالمقابلِ المسؤولونَ واهلُ الحلِّ والربطِ شيئاً، وكأنَّ البلدَ بأحسنِ حال، فالقابضونَ على سنواتٍ من السياساتِ الاقتصاديةِ والماليةِ لا يزالونَ يُديرونَ كلَّ شيءٍ غيرَ آبهين ..
فيما جُلُّ الآذانِ من هذا وذاكَ تدارُ لسفيرٍ لا يَخجلُ بالتغريدِ والتدخلِ العلني، وهم طوعُ البَنان ..
ويكفي ما جرى بالمحاولةِ السويسريةِ لجمعِ اللبنانيينَ على مأدبةِ عشاءٍ مُقدِّمةً للحديثِ فيما بينَهم عن حلولٍ ممكنةٍ تحتَ سقفِ الدستورِ والقوانين، حتى رفعَ السفيرُ السعوديُ صوتَه مانعاً فكرةَ الحوارِ ورافضاً ايَّ مأدبةٍ سوى تلك التي يُقيمُها هو ويرمي بها لمن يشاءُ فُتاتَه. فمن يمنعُ حواراً برعايةٍ دوليةٍ سيَسمحُ لهم بحوارٍ على مائدةٍ لبنانية؟
ومن هنا يكفي التيارَ الوطنيَ الحرَّ ان يعرفَ الرفضَ الذي جاءَه من معراب لفكرةِ التواصلِ حولَ الملفِ الرئاسي والبحثِ في الملفات .
وهي فكرةٌ كسرَ بها التيارُ اليومَ الجليدَ بينَ ميرنا الشالوحي وعينِ التينة، معَ التأكيدِ على نيةِ الحوارِ الجِديِّ لما فيهِ مصلحةُ لبنان ، وهو ما حملَه التيارُ ايضاً الى حارة حريك وكليمنصو على النيةِ نفسِها..
المصدر: قناة المنار