بقلم: علي حايك
تقديم: بتول أيوب نعيم
ابعدَ من حرية، انه انتصارُ قضية..
جورج ابراهيم عبد الله – العائدُ الذي ما قَدِرَت على تغييِبِه السِّنونَ ولا تبديلِه السُجون،عادَ من الاسرِ حُرّاً كما كانَ، ليجدَ امّتَهُ اسيرةَ اسوأِ زمان..
اسرائيلُ تعيشُ آخرَ فصولِها، وشهداءُ المقاومةِ هم القاعدةُ الاساسيةُ لايِّ فكرٍ تَحرّري، ولا عدالةَ في هذا العالمِ انما موازينُ قِوى..
هي اوضحُ العباراتِ التي استخلَصها القابعُ في سجونِ الاستعمارِ لاربعينَ عاماً او يَزيد، دافعاً عمراً من النضالِ على مذبحِ فلسطين..
عادَ الى ارضِه لانَ المقاومةَ مُستمرةٌ فيها ولا يمكنُ اقتلاعُها، قالَ المناضلُ الاُمميّ، الذي حيّا الشهداءَ على طريقِ فلسطين، والوصيةُ في اولِ ايامِ الحرية : لا خِيارَ سوى الالتفافِ حولَ المقاومةِ التي ستبقَى قوةً طالما انَ قادتَها شهداء..
لم يَغِبِ الوطنُ عن استقبالِ المناضلِ العائدِ بعدَ طولِ صبرٍ وجهاد، واِن غابتِ الدولةُ برموزِها وحَضَرتِ المقاومةُ باحزابِها ورجالاتِها واهلِها وكلِّ مؤمنٍ بخيارِ النضالِ الطويلِ حتى تحقيقِ ما نراهُ قريباً ويرَوْنَه مستحيلاً، وهو سقوطُ اسرائيل..
من مطارِ الشهيدِ رفيق الحريري الى ضاحيةِ الشهيدِ السيد حسن نصر الله مشَى جورج عبد الله بينَ جموعِ المستقبلين، مؤكداً انَ قِبلَتَهُ ما زالت فلسطينَ وانَ التضحياتِ لا بدَّ ان تُثمرَ انتصاراتٍ وانَ الامةَ التي سَقطت بامتحانِ الانسانيةِ لا بدَّ ان يَتداركَ اهلُها قبلَ فواتِ الاوان..
وفيما كانَ لبنانُ يَحتفي بجورج عبد الله العائدِ من القبضةِ الاميركيةِ الصهيونيةِ في السجونِ الفرنسيةِ من الضاحيةِ الجنوبيةِ الى بلدةِ القبيات الشمالية، كان الدمُ المسفوكُ غيلةً بالجنوبِ على يدِ العدوِ الصهيونيِّ يُثبِتُ اقوالَ ومبادئَ جورج عبد الله،حيثُ اغارَ العدوُ الصهيونيُ على سيارةٍ في برعشيت ما ادى الى ارتقاءِ شهيد.
اما اصواتُ المُجَوَّعِينَ من اطفالِ غزةَ وعمومِ اهلِها فكانت صِنوانَ صوتِ جورج عبد الله الذي اخترقَ صمتَ اهلِ القبور، وكانَ صداهُ يترددُ بالكولومبيةِ عبرَ الرئيسِ “غوستافو بيترو” الذي امرَ باعتراضِ أيِّ سفينةٍ تحملُ فحماً وتتجهُ نحوَ إسرائيلَ لكي لا نتواطأَ بلادُه مع الإبادةِ الجماعيةِ التي تمارسُ بحقِّ الفلسطينيينَ في غزةَ كما قال. امّا الامةُ المتفحّمةُ فعلى دِينِ دونالد ترامب الذي يُبيدُ غزةَ ويُحمِّلُ اهلَها المسؤولية..
المصدر: قناة المنار