كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية أن صورًا التُقطت بواسطة الأقمار الصناعية أظهرت أن الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر أصاب قبة مثلثية تُستخدم لتأمين معدات اتصالات حسّاسة تابعة للقوات الأميركية.
وأظهرت صور أقمار صناعية التقطتها شركة “بلانت لابس بي بي سي” وجود القبة داخل القاعدة صباح يوم 23 حزيران/ يونيو، أي قبل ساعات من وقوع الهجوم، فيما أظهرت الصور الملتقطة بتاريخ 25 حزيران/ يونيو وما بعده، اختفاء القبة بالكامل، إلى جانب أضرار واضحة في مبنى مجاور.

وبعد نشر التقرير بساعات، أقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، شون بارنيل، بأن صاروخًا باليستيًا إيرانيًا أصاب القبة المستهدفة داخل القاعدة.
وتؤكد هذه الصور، ما أعلنته طهران في وقت سابق حول إصابة مباشرة لموقع حيوي في القاعدة. وتبرز التدمير الكامل للقبة، ما يُفند رواية البنتاغون الذي حاول في بادئ الأمر التقليل من شأن الضربة، ولم يعترف حينها بإصابة القاعدة.
وتتطابق هذه المعطيات مع ما أعلنه الجانب الإيراني، الذي أكد في حينه أن الضربة أدت إلى تدمير معدات اتصالات متقدمة وفصل قاعدة العديد عن منظومة القيادة المركزية الأميركية المنتشرة في المنطقة.
وتشير المعلومات إلى أن القبة المستهدفة كانت تحتوي على نظام الاتصالات المتطور المعروف بـ(MET-T)، الذي يشبه من حيث الشكل قمرًا صناعيًا أرضيًا ويُعد جزءًا أساسيًا من البنية التحتية للاتصالات العسكرية الأميركية في الخليج.
في هذا السياق، أكد عدد من المسؤولين الإيرانيين سابقاً، أن الضربة الصاروخية كانت دقيقة واستهدفت مواقع حساسة، خلافًا لما حاولت واشنطن الترويج له. واعتبروا أن إصرار الجانب الأميركي على نفي وقوع أضرار يُعبّر عن حالة ارتباك أمام ضربة نوعية لم يتمكن من إنكارها إلا بعد تسريب الصور من الأقمار الصناعية.
ويُنظر إلى الضربة على أنها رسالة واضحة من إيران إلى الولايات المتحدة، تؤكد قدرتها على استهداف منشآت استراتيجية أميركية في المنطقة متى شاءت، وليس فقط في قطر. كما اعتبرها مراقبون ضربة لوجستية وعسكرية بالغة الأهمية، لما تحمله من دلالات على مستوى القدرات الصاروخية الإيرانية، ومدى دقة استهدافها للبنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة.
وجاءت الضربة الايرانية ضد قاعدة العديد الجوية، الواقعة خارج العاصمة القطرية الدوحة، يوم 22 حزيران/ يونيو الماضي، ردًّا على غارات أميركية استهدفت ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، بحسب ما أوردته مصادر رسمية إيرانية.
وكان الكيان الصهيوني قد نفّذ، في 13 حزيران/ يونيو، هجومًا واسعًا على مناطق عدة في طهران ومدن إيرانية أخرى، استهدف خلالها منشآت نووية ومراكز طبية ومستشفيات ومناطق سكنية، في خرق صارخ للقانون الدولي ولسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي الإرهابي، عن استشهاد عدد من كبار قادة وكوادر القوات المسلحة، إلى جانب علماء نوويين ومدنيين.
وفي سياق العدوان انضمت الولايات المتحدة، فجر الأحد 22 حزيران/ يونيو، إلى الحرب المفتوحة على إيران بشن هجمات مباشرة على مواقع نووية في فوردو، ونطنز، وأصفهان. وردّت إيران على ذلك بقصف صاروخي مباشر استهدف قاعدة “العديد” الأميركية في قطر.
وردت طهران على العدوان أيضاً بضربات صاروخية طالت عدة أهداف إسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها تل أبيب وحيفا، ما دفع الكيان الصهيوني إلى القبول بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي بعد 12 يومًا من العدوان.
وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن السلطات الإيرانية، فقد أسفر العدوان الصهيوني حتى الآن عن استشهاد نحو 1100 مواطن، وإصابة أكثر من 5600 آخرين بجروح متفاوتة.
المصدر: مواقع