السبت   
   20 12 2025   
   29 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 07:26

الصحافة اليوم 15-12-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 15-12-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الأخبار:

اتصالات دبلوماسية بين بيروت وباريس وواشنطن : اسرائيل تزعم: أميركا تمنعنا من الحرب الواسعة!

يشمل الأسبوع الطالع سلسلة تحركات دبلوماسية تتّصل بالوضع المتفجّر مع العدو، لكن الجميع ينتظر عملياً لقاء رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. وتفتتح هذه التحرّكات بالمحادثات التي يبدأها اليوم المبعوث الأميركي توم برّاك، من تل أبيب لـ«بحث سبل منع التصعيد على لبنان» كما قالت وسائل إعلام عبرية، ويليها يوم الخميس موعد الاجتماع التحضيري في باريس لدعم الجيش، وهو اليوم نفسه الذي يزور فيه لبنان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، لمتابعة المبادرة المصرية، ثم اجتماع جديد للجنة «الميكانيزم» بتركيبتها الجديدة، السياسية والعسكرية.

وقالت مصادر متابعة إنّ «زيارة مدبولي، الذي يلتقي الرؤساء الثلاثة، تأتي ضمن تحرّك مصري، هدفه احتواء التصعيد، رغم أنّ القاهرة تلقّت بعناية «ملاحظات سلبية على ما حمله وزير الخارجيّة المصريّ بدر عبد العاطي إلى بيروت، قبل أسبوعين»».
في الأثناء، تتواصل الحملة الداخلية الهادفة إلى افتعال مشكلة بين لبنان وإيران، ويحصل ذلك في ظلّ صمت الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، بينما تكشف المعلومات، أنّ «القوات اللبنانية» تبنّت خطة يتولّى وزير الخارجية يوسف رجي ونواب الحزب قيادتها.

وأنّ الحملة تستهدف الآن فكرة طرد السفير الإيراني في لبنان، وعدم استقبال أي مسؤول إيراني في بيروت. وكان واضحاً الموقف في كلام النائب غياث يزبك، الذي دعا وزير الخارجية يوسف رجي إلى طرد السفير الإيراني في لبنان، وبعدم قبول أوراق السفير المقبل، وبعدم السماح بزيارة أي مسؤول إيراني إلى لبنان.

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّ «الإجراءات المتعلّقة باستقرار السفير الإيرانيّ الجديد في لبنان جارية»، معربةً عن أملها في أن «تسير بشكلٍ طبيعي». ودعت الخارجية الإيرانية «أصدقاءنا اللبنانيّين» إلى «التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني».

جديد في اسرائيل؟

حتى اللحظة، لم يتغير المشهد الظاهر في كيان الاحتلال. التسريبات التي يواظب جيش العدو وأجهزته الأمنية على بثها، تركز بصورة دائمة على استعداد قائم لتوجيه ضربة جديدة وكبيرة إلى حزب الله. لكن اللافت، أنه ظهرت في الأيام القليلة الماضية تقارير تتحدث عن «ضغوط أميركية» تمنع إسرائيل من القيام بالعملية الكبيرة. وفي السياق، كتب المراسل العسكري للقناة 12، الصحافي شاي ليفي، أن تل أبيب تأخذ جدياً بالطلب الأميركي ترك واشنطن تختبر ما أسماه «الفرصة الأخيرة» أمام الحكومة اللبنانية للقيام بخطوات عملية في خطة نزع سلاح حزب الله، وأن الموعد هو نهاية هذه السنة.

وبحسب الكاتب نفسه، فإن «الأميركيين يكبحون في الوقت الحالي إسرائيل عن الانتقال إلى المرحلة التالية على الجبهة الشمالية، ويضغطون للاكتفاء بضربات محددة. وقد وُضع للحكومة اللبنانية موعد نهائي حتى دخول السنة الميلادية الجديدة لزيادة النشاط من أجل نزع سلاح حزب الله. ما يجعل المعركة تُدار حالياً بشكل جراحي، رغم أن إسرائيل تدرك أن ذلك لا يوقف إعادة تأهيل حزب الله».

«القوات» ترفع سقف هجومها على ايران وتطالب بطرد سفيرها من لبنان وعدم استقبال اي مسؤول ايراني في بيروت 

ونقل الكاتب عن «تقارير صادرة من واشنطن والقدس»، أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدفع نحو خطوة واسعة في لبنان، وأن سلاح الجو جاهز لذلك. حيث توجد نافذة فرص فريدة، لمنع حزب الله من إعادة ترميم قدراته في مجالات الصواريخ، القذائف والطائرات المسيّرة»، ويضيف أن «المسؤولين الأمنيين يقدّرون بأن الضربات المحددة التي نُفذت حتى الآن، تركت حزب الله ضعيفاً بشكل ملحوظ، ولكن ذلك لم يزِل التهديد تماماً»، ويقول إن «العامل المركزي الذي يمنع في هذه المرحلة الخروج إلى حملة واسعة هو الضغط الأميركي الثقيل، وإن واشنطن تمنع أي مناورة برية واسعة، بل وحتى حملة جوية».

وبحسب التقرير نفسه فإن «الرسائل الأميركية، التي نُقلت عبر قنوات ديبلوماسية إلى لبنان والعراق، تعكس محاولة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع حرب شاملة. في إسرائيل يقولون إن التفاصيل الصغيرة لا تهم الأميركيين، أما من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، فتركز الاستراتيجية الحالية على عمليات جراحية ومحددة، ضربات من الجو وعمليات اقتحام سرية». وتحدث عن «وضع حالي يتميز بسباق مع الزمن، بسبب عدم وجود مؤشرات على أن الحكومة اللبنانية قادرة أو راغبة في فرض هذا القرار، وأن المسؤولين في بيروت يقولون إن تحركاً مباشراً ضد حزب الله سيؤدي إلى حرب أهلية، وهو أمر يخشاه اللبنانيون بشدة».

من جانبه، كتب تسفي هرئيل في «هارتس» أن حزب الله «يواصل التمسك باستراتيجية عدم الرد كي يُفشل مخطط إسرائيل للعمل بصورة أكبر ضد لبنان، وأنه من المشكوك أن تعطي واشنطن الإشارة بالعمل. وأشار إلى أن الحديث يدور عن «تفاهمات جديدة سواء بشأن الجدول الزمني أو بشأن الإنجازات المطلوبة في كل مرحلة.

وسط تقدير بأن واشنطن ستوافق على منح لبنان تمديداً لشهرين إضافيين». وكانت لافتة إشارة الصحيفة إلى أن هذه الأجواء تتوافق مع تصريحات أدلى بها المبعوث الأميركي توم باراك حول أن «فكرة نزع سلاح حزب الله بالقوة غير واقعية. وأن علينا أن نسأل أنفسنا كيف نمنع التنظيم من استخدام سلاحه؟» وأن السفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، الذي رد على سؤال وجهه النائب ميشال معوض عن الضغط على حزب الله كي ينزع سلاحه، قال «إذا لم يكن ممكناً نزع السلاح، فسيتعين علينا احتواؤه».

وفي خلاصة قدمها معهد أبحاث الأمن القومي، قال إنه «حصل تغيير في ميزان القوى اللبناني، ولكن هذا لا يرقى بعد إلى تغيير جوهري»، وأوصى المعهد «بمواصلة ضرب أهداف حزب الله لمنع إعادة ترميم قواه، ويُفضّل تجنّب شن عمليات واسعة، تؤدي إلى إصابة المدنيين، ما يضعف الشرعية السياسية والعسكرية؛ لكن يجب مطالبة الجيش اللبناني، بـ»تنظيف المؤسسة» من المحسوبين على حزب الله؛ وتعديل القانون اللبناني الذي يحظر الاتصال بالإسرائيليين».

كريم سعيد أعطى إشارة بدء الهجوم: المصارف تتحدّى القاضي شعيتو والـIMF

في نهاية الأسبوع الماضي عقد مجلس إدارة جمعية المصارف اجتماعاً خصصه للنقاش في مسألتي «طلب المعلومات الوارد من النائب العام المالي القاضي ماهر شعيتو» ومشروع قانون «الفجوة المالية واسترداد الودائع» الذي تسرّبت نسخة منه ويخضع لتعديلات واسعة الآن بناء على مجموعة ملاحظات من أبرزها ورقة واردة من صندوق النقد الدولي. الجمعية توصّلت إلى قرارين يرميان إلى تحدّي الحكومة إذا خضعت لما يريده صندوق النقد الدولي، والقاضي شعيتو سنداً إلى آراء المحامين التي خلصت إلى القول إنه ليس من حقّ شعيتو الحصول على المعلومات التي طلبها، وإنه ليس من حقّ صندوق النقد الدولي فرض شطب رساميلها على الحكومة. حاكم مصرف لبنان كريم سعيد هو من أعطى إشارة بدء الهجوم.

نزل طلب المعلومات من القاضي شعيتو، كالصاعقة على أصحاب المصارف. شمّوا منه خطراً كبيراً عليهم يلخّصه معظمهم على النحو الآتي: الهدف منه ابتزازنا في توقيت إقرار قانون الفجوة المالية. الابتزاز الذي يتحدّثون عنه، هو أنه سيفتح المجال واسعاً أمام عمليات استقصاء معمّقة في عمليات التحويل المحلية والخارجية قد تظهر إلى العلن وتتسرّب كغيرها من التحقيقات، ولا سيما أن طلب شعيتو يشير إلى توسّعه في التحقيقات التي ستضم رؤساء مجالس الإدارة وأعضاء مجلس الإدارة والمديرين العامين ومديري الفروع والمفوضين بالتوقيع وأزواج كل هؤلاء وزوجاتهم وكل من كان في هذا الموقع، أي السابقين والحاليين.

وتشمل الحسابات الخاضعة للتحقيق كل عملياتهم المحلية والخارجية بين 1/7/2019 و1/1/2023 بالإضافة إلى كل ما ذكر على وثائق التحويلات ومبرراتها والجهة المحوّل إليها.
النقاش في هذا الوضع، فتح أفقاً ما للمصارف لإطلاق حملة رفض وتلويح بالتصعيد في ما يخصّ طلب القاضي شعيتو، ومحاولة فرض شروطها الهادف إلى إجراء تعديلات واسعة في بنية مشروع قانون الفجوة المالية؛

في المسألة الأولى، كان النقاش متركزاً على مسألة كيفية رفض طلب القاضي شعيتو المحال إلى المصارف من مصرف لبنان. والمصارف تدرك أن الطلب المحال إليها ليس هو نفسه الطلب الصادر من شعيتو. ففي 18/11/2025 صدر طلب شعيتو موجّهاً إلى حاكم مصرف لبنان مباشرة، لكن الحاكم تمهّل أكثر من أسبوع لإعادة توجيه الطلب نحو المصارف. مصرف لبنان درس الطلب من زاوية قانونية واستنتج بأن طلب شعيتو قد ينطوي على مخالفات للقانون لأنه يطلب المعلومات في غطاء غير واضح لجهة الصلاحيات والسند القانوني، حتى إن الطلب الوارد لم يذكر في متنه أي سند قانوني باستثناء جملة واحدة: «عطفاً على تحقيقات أولية تجريها النيابة العامة المالية بموضوع اشتباه بحصول جرائم جزائية ومنها جرائم مصرفية، نطلب من جانبكم…».

لذا، قرّر الحاكم، أن يعيد الإحالة إلى المصارف بالاستناد إلى التعميم الأساسي 171 والذي يفنّد «طلبات رفع السرية المصرفية المقدمة من مصرف لبنان أو لجنة الرقابة على المصارف». لا يحدّد هذا التعميم أي طلب معلومات يأتي خارج إطار مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف، وفيه أن طلبات الاستعلام عن أي سجلات وحسابات ومستندات ومعلومات عائدة إلى شخص معنوي أو حقيقي يتعامل مع أي مصرف أو مؤسسة خاضعة لرقابة مصرف لبنان… توقع من حاكم مصرف لبنان أو من يفوضه لهذه الغاية، على أن لا تزيد مهلة الجواب أكثر من 15 يوماً من تاريخ ورود الطلب.

تلوّح المصارف بالتصعيد في مواجهة طلب المعلومات الوارد من شعيتو وطلب صندوق النقد بتصفية رساميلها

بهذا المعنى، فإن سعيد أطلق معركة مع القاضي شعيتو، قبل أن تطلقها المصارف مع القاضي. وهو ألمح لهم بأن رفع السرية المصرفية لا يمكن أن يتم بهذه السهولة عن الحسابات المصرفية، ولو أن التعديلات التي أجريت في تشرين الأول 2025 على القانون تفتح هذا الباب، وبالتالي لن يكون سهلاً «محاسبة» أي مصرف في أزمة اتفق على وصفها بأنها «نظامية» بقصد الإشارة إلى أن المسؤولية الأساس تقع على الدولة.

وعندما تسلّمت المصارف كتاب شعيتو المحال إليها بواسطة كتاب آخر من الحاكم ينظر إلى الأمر من زاوية قانونية مختلفة، وجدت في الأمر فرصة لاتخاذ قرار مهّد له محاموها في القانون: سيتم إعداد ورفع كتاب إلى حاكم مصرف لبنان للطلب منه بألا يعطي أي معلومات بشأن ما هو مطلوب منها من النيابة العامة المالية، إلا في حال وجود شبهة ما على حساب ما. وأنه لا يحقّ للنيابة العامة المالية طلب معلومات بهذا الشكل الواسع من أجل إجراء تحقيقات والبحث عن جرم جزائي، بل يحقّ لها الحصول على المعلومات عندما تكون هناك شبهة بعملية ما تخصّ هذا الحساب أو ذاك.

رغم ذلك، تقول مصادر إن عدداً من المصارف تجاوبت مع طلبات شعيتو التي سبقت طلبه الأخير، لكن الأرقام التي ظهرت من المعطيات الواردة كانت قليلة نسبياً وبالتالي هناك حاجة إلى معطيات إضافية يطلبها القاضي الذي يتعامل مع المصارف خطوة بخطوة ضمن برنامج عمل واضح المعالم لديه ومبني على القانون.

أما في المسألة المتعلقة بمشروع قانون الفجوة المالية واسترداد الودائع الذي تسرّب، فإن المصارف تعتقد أن المشروع سيؤدي إلى الإطاحة برساميلها وسيحمّلها أعباء أكبر بكثير من الدولة مع أنها «أزمة نظامية»، وهذا ما سترفضه في بيان سيصدر سريعاً وهو عبارة عن كتاب مفتوح للرؤساء وللمودعين. كالعادة، تستند الجمعية إلى المودعين والشطب اللاحق بهم في محاولة للاحتفاظ بمكاسب تخصّها وحدها. فهي ترفض أي شطب لرساميلها، وهي تعتقد أن الـ8 مليارات دولار التي يملكها مصرف لبنان بوصفها «توظيفات إلزامية» هي من حصّتها، وبالتالي تسديد هذه المبالغ للمودعين لا يضعها من حصّة الدولة، بل يجب أن تصنّف من حصّة المصارف.

(ما سرّب هو أن حصّة الدولة ستكون 16 مليار دولار وحصة مصرف لبنان 16 مليار دولار وحصّة المصارف 12 مليار دولار، لكن المصارف تقول إن حصّتها هي 20 ملياراً بينما حصّة مصرف لبنان هي 8 مليارات دولار). وفي إطار الصراع القائم بين المصارف وصندوق النقد الدولي، فإن الأخير يحاول فرض شطب رساميل المصارف أولاً ثم الانتقال إلى شطب الودائع، إلا أن المصارف ترفض ذلك وتضغط على الحكومة حتى لا تدرج في قانون الفجوة المالية الذي سيعرض على مجلس الوزراء خلال أيام ما يؤدي إلى شطب الرساميل وتصفيرها.

هذان الملفان هما الأساس الذي يتعامل معه لوبي المصارف بوصفهما أمراً عاجلاً يتطلب تحرّكاً تصعيدياً «سيحصل إذا قرّرت السلطة المضي بهما على النحو الذي تقوم به الآن مع صندوق النقد الدولي» يقول أحد المصرفيين. لكن المصارف تدرك أنها لن تختلف كثيراً مع حاكم مصرف لبنان كريم سعيد الذي أعطاها إشارة بدء الهجوم على صندوق النقد بعدما جهّز الأرضية لذلك من خلال زياراته المتكرّرة للقاء ممثلي الصندوق خارج لبنان وإبلاغهم أن لا شأن لهم في تعامل لبنان مع مصارفه ومودعيه، إذ لا سوابق للصندوق في التعامل مع مسائل تجارية خاصة، خلافاً لمسألة التعامل مع الدين العام التي يتدخل فيها الصندوق بشكل جوهري وعميق.

وبالتوازي مع هذه الزيارات، فإن الحاكم تمكّن من إقناع الأطراف العاملة في لبنان على هذا الملف، أي أعضاء اللجنة التي يرأسها رئيس الحكومة نواف سلام إلى جانب وزراء المال والاقتصاد والحاكم، بأنه لا يجب القبول بكل ما يطرحه صندوق النقد وأن تصفير رساميل المصارف ليس مصلحة لبنانية لأنه سيؤدي مباشرة إلى شلل كل العمليات التي ينفذها القطاع المصرفي مع الخارج لأن المصارف المراسلة ستقطع علاقاتها مع كل المصارف التي تصبح رساميلها صفراً. كما أن الحاكم، سبق أن أطلق حملة أقنع بموجبها رئيس الجمهورية جوزف عون، بأنه لا ضرورة لأي اتفاق مع صندوق النقد الدولي سوى في ما يتعلق بالمالية العامة. وقد تمّ هذا الأمر بالتعاون مع صديقه مستشار رئيس الجمهورية والمصرفي فاروج نيرغيزيان.


البناء:

أول تنسيق أميركي سوري ضد داعش: عنصر حماية يقتل 3 أميركيين في تدمر

مقتل 16 وجرح 40 في سيدني باستهداف الحانوكا… ومسلم ينزع سلاح مهاجم

قاسم لثلاثية الأرض والسلاح والروح: سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض

اهتزت الكثير من الحسابات والتوقعات والخطط مع حادث إطلاق النار الذي استهدف اجتماعاً تنسيقياً أميركياً سورياً في تدمر، هو أول عملية تنسيق للحرب على تنظيم داعش، بعدما تبين أن مطلق النار هو أحد عناصر الحماية السورية، وبعدما أسفر الحادث عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، ورغم البيانات المتبادلة بين دمشق وواشنطن بالتعزية وتأكيد المضي في التحالف ارتفعت بقوة في واشنطن أصوات تدعو لمراجعة خيار العمل مع الحكم السوري الجديد الذي تعود أصوله إلى جبهة النصرة المتفرّعة عن تنظيم القاعدة والذي يتبنى أفكار تنظيم داعش ذاتها، وقد جاء عدد من قياداته من صفوف داعش نفسه ومنهم زعيم جبهة النصرة والرئيس الانتقالي في الحكم الجديد أحمد الشرع الملقب بأبي محمد الجولاني، وسط تساؤلات عن المخاطرة التي يمثلها هذا التعاون القائم على الرهان على قدرة النصرة على محاصرة داعش بسبب هذا التداخل، لأن داعش سوف يملك القدرة على فعل العكس في البيئة الثقافية الاجتماعية المشتركة ذاتها لكل من التنظيمين، كما قال الحادث، وخرجت أصوات تدعو للتمسك بالتعاون مع قوات «قسد» وعدم التسرع بحلها ودفعها للاندماج في أجهزة الحكم الجديد، باعتبارها الحليف الموثوق المجرب في هذه المواجهة مع داعش، وذهب البعض بعيداً بالتساؤل عما إذا كان ممكناً للمبعوث الأميركي توماس برّاك بعدما جرت مواصلة الحديث عن دور سوري في لبنان لحساب واشنطن، وما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوف يكون متحمساً للضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمساعدة الحكم السوري الجديد على النهوض وسط تجاذب إسرائيلي تركي حول سورية وحول القوة الدولية في غزة؟
في سيدني سقط 16 قتيلاً وجرح 40 آخرون في هجوم مسلح قالت السلطات الأمنية الأسترالية ليل أمس إن أبا وابنه قاما بتنفيذه على تجمع احتفالي بعيد الحانوكا اليهودي، وبالرغم من ترجيح احتمال أن يكون الحافز الذي دفع إلى تنفيذ الهجوم هو جرائم الإبادة التي تعرّض لها الفلسطينيون في غزة، فإن مسلماً أسترالياً تصدّر وسائل الإعلام العالمية والاسترالية وهو يقوم بنزع سلاح أحد المهاجمين، بينما أصدرت الهيئات الإسلامية في استراليا بيانات إدانة للهجوم، مشيدة بموقف الحكومة الاسترالية التي أدانت جرائم الإبادة، وحيث خرج عشرات آلاف الأستراليين في تظاهرات تضامنية مع فلسطين، يعتقد منظموها أن الحادث سوف يجعل مهمتهم في تحفيز الشارع الأسترالي على المزيد من الانخراط في الأنشطة المناوئة لـ»إسرائيل» أكثر تعقيداً، مضيفين أنه بالرغم من وجود شخصيات يهودية متطرفة بتبني العنصرية الصهيونية فإن هناك شخصيات يهودية مناصرة للحق الفلسطيني، سوف تتمّ محاصرتها في بيئتها وإضعاف موقفها بفعل هذا الهجوم.
في لبنان، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مناسبة احتفالية للحزب مطلقا معادلة ثلاثية الأرض والسلاح والروح، حيث لا مساومة على الأرض والسلاح ولو كلف ذلك الأرواح، فقال إن «المقاومة مستعدة لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني لكنها ليست مستعدة للاستسلام لأميركا و«إسرائيل»»، وأضاف مخاطباً المسؤولين، «لا تطلبوا منّا أن لا ندافع عن أنفسنا والدولة عاجزة عن حماية مواطنيها»، مضيفاً، «ندعو الدولة إلى أن تتوقف عن التنازلات وأن تتراجع وتعيد حساباتها وتطبق الاتفاق»، ورسم معادلة «أننا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض ولن يُنزع السلاح تحقيقًا لهدف «إسرائيل»»، ومعادلة «إذا حصلت الحرب لن تحقق أهدافها وهذا أمر واضح بالنسبة إلينا ومع الاستسلام لن يبقى لبنان»، وختم قاسم بالقول إن «حصرية السلاح بالصيغة المطروحة هو مطلب أميركي إسرائيلي وبهذا المنطق هو إعدام لقوة لبنان».

تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو باريس، حيث تستضيف اجتماعاً دولياً عالي المستوى، يضم الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ومستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير لوجاندر وعن الولايات المتحدة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وعن السعودية الأمير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش اللبناني رودولف هيكل.
وفيما يحطّ المبعوث الأميركي توم برّاك اليوم في تل أبيب للبحث في منع التصعيد مع لبنان والتوصل إلى تفاهمات مع سورية، يبدو الترقب سيّد الموقف للاجتماع المقبل للجنة مراقبة وقف الأعمال القتالية (الميكانيزم) يوم الجمعة المقبل، حيث يترأس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم.
إلى ذلك أكدت قيادة الجيش أنه في إطار التنسيق بين المؤسسة العسكرية ولجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، أجرى الجيش تفتيشًا دقيقًا لأحد المباني في بلدة يانوح بموافقة مالكه، فتبين عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخل المبنى.
وبعدما غادر الجيش المكان، وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وَرَد تهديد بقصف المنزل نفسه، فحضرت على الفور دورية من الجيش وأعادت تفتيشه من دون العثور على أي أسلحة أو ذخائر، فيما بقيت الدورية متمركزة في محيط المنزل منعًا لاستهدافه. إن قيادة الجيش تقدّر عاليًا ثقة الأهالي بالمؤسسة العسكريّة، ووقوفهم إلى جانبه وتعاونهم أثناء أدائه واجبه الوطني.
كما تُعرب عن شكرها العميق للجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية التي قامت بالاتصالات اللازمة بالتنسيق مع قيادة الجيش، وأدّت دورًا أساسيًّا من أجل وقف تنفيذ التهديد.
إن القيادة تنحني أمام الجهود الجبارة والتضحيات التي يبذلها العسكريون في مواجهة ظروف استثنائية في صعوبتها ودقتها، حفاظًا على سلامة أهلهم وذودًا عنهم، ما أدى إلى إلغاء التهديد في الوقت الحالي، في حين لا يزال عناصر الجيش متمركزين في محيط المنزل حتى الساعة.
وأكد الجيش أن هذه الحادثة تثبت أكثر من أي وقت مضى أن السبيل الوحيد لصون الاستقرار هو توحيد الجهود والتضامن الوطني الجامع مع الجيش، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الـ (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، في مرحلة صعبة تستلزم أقصى درجات الوعي والمسؤولية.
هذا وينتظر أن يصل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت الخميس المقبل على أن تسجل لقاءاته الأساسية يوم الجمعة، وتشمل رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون، ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
وجدّد مستشار قائدِ الثورةِ والجمهوريّة الإسلاميّة للشؤون الدوليّة، علي أكبر ولايتي، تأكيد بلاده أنها «ستواصل بحزم دعم حزب الله» الذي «يقف في الخطوطِ الأماميّة للمقاومة»، وذلك خلال لقائه ممثّل حزب الله في طهران عبد الله صفي الدين.
وقال ولايتي، وفق ما نقل عن أجواء اللقاء، إنّ «حزب الله أحد أهمّ أعمدة جبهة المقاومة» وإنّه «يؤدّي دورًا أساسيًّا في مواجهةِ الصهيونيّة»، في إشارةٍ إلى ما تسمّيه طهران وحلفاؤها «محور المقاومة» الممتدّ في المنطقة، والذي يضمّ قوًى وفصائل تتقاطع في خطابِها السياسيّ والعسكريّ حول مواجهة «إسرائيل» ونفوذها.
وأكّد صفيّ الدِّين من جهته، أنّ «حزب الله اليوم أقوى من أيّ وقتٍ مضى»، وأنّه «مستعدٌّ للدفاع عن وحدة أراضي لبنان وشعبه»، مشدِّدًا على أنّه «لن يضع سلاحه بأيِّ حالٍ من الأحوال». وأضاف أنّ «الكيان الصهيونيّ وداعميه يجب أن يعلموا أنّ حزب الله، متى ما قرّر، سيردّ بحزم».
وأعلنت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أنّ «الإجراءات المتعلّقة باستقرار السفير الإيرانيّ الجديد في لبنان جاريةٌ»، معربةً عن أملها في أن «تسير بشكلٍ طبيعيّ». كانت الخارجيّة الإيرانيّة قد قدّمت طلب قبول اعتماد سفيرٍ جديدٍ في بيروت، بدلاً من السفير الحاليّ مجتبى أماني، غير أنّ وزير الخارجيّة لم يُجب بعد على الطلب.
ودعت الخارجيّة الإيرانيّة «أصدقاءنا اللبنانيّين» إلى التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبنانيّ، مضيفةً، «نفضّل تفادي إطلاق تصريحاتٍ أو مواقف تصرف لبنان عن التركيز على صون سيادته ووحدة أراضيه».
استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، رئيس تيار «المردة» الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية، حيث جرى عرضٌ للأوضاع العامة في البلاد خلال جولة أفق تناولت أبرز الملفات السياسية والأمنية، إلى جانب التطورات الإقليمية المتسارعة. وخلال اللقاء، أعرب فرنجية عن دعمه لمواقف رئيس الجمهورية في مقاربته للمرحلة الراهنة، ولا سيما في ما يتصل بالجهود المبذولة للحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي، مؤكّدًا أهمية تحصين الساحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة من توترات. كما هنّأ فرنجية الرئيس عون بقرب حلول عيدي الميلاد ورأس السنة، متمنيًا أن يحمل العام الجديد مزيدًا من الاستقرار للبنان واللبنانيين.
وحذّر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ممن «يراهن على «إسرائيل» أو سورية»، مشيرًا إلى أنّ «الأفظع هو الرهان على الجهتين معًا»، معتبرًا أنّ ذلك يدفع إلى الخوف والتوحّد «للدفاع عن لبنان عندما يكون بخطر». كما تطرّق باسيل إلى ملفّ النزوح السوري، معتبرًا أنّه تحدّث سابقًا عمّا وصفه بـ«جيش نزوحٍ سوريّ»، وقال إنّه شاهد الأسبوع الماضي «أرتالًا من النازحين السوريّين» على الطُّرق «يسرحون ويهتفون هتافات تخصّهم»، مضيفًا أنّ أيّ شخصٍ «يعيش في لبنان بطريقة غير شرعيّة» يجب ألّا تقبل به السُّلطة اللبنانيّة، ولا سيّما إذا «تحوّل أداةً لمشروعٍ سياسيّ ليس لبنانيًّا».


اللواء:

لبنان على طاولة براك في تل أبيب.. وضغوطات لتمديد مهلة حصر السلاح

عون يدين هجوم سيدني… وتجدُّد الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية بعد إحباط استهداف يانوح

سارع لبنان على لسان الرئيس جوزف عون الى ادانة الهجوم الذي ضرب احتفالاً يهودياً على شاطئ بونداي في سيدني عاصمة اوستراليا، هذا الحادث الذي وصفه الاعلام العبري «باليوم الاسود» على اليهود، وأدى الى سقوط 10 قتلى بينهم حاخام، وهو مبعوث حركة حباد.
وقال الرئيس عون في بيان صادر عن الرئاسة الاولى أن القيم الانسانية، وفي طليعتها الحق في الحياة هي مبادئ عالمية ثابتة غير خاضعة للاستنساب ولا للمزاجية أو الاجتزاء.
وقال: فكما ندين ونرفض الاعتداء على أي مدني بريء في غزة أو في جنوب لبنان أو في أي منطقة من العالم كذلك بالمبدأ والواجب نفسيهما ندين ما حصل في سيدني.
وقبل انشغال العالم بهذا الحادث كانت الاوضاع الجنوبية تشهد عودة قاتلة للضربات ضد المواطنين الآمنين، فاستهدفت المسيَّرات والقذائف المدفعية مجموعة من القرى الجنوبية من ياطر، الى صفد البطيخ، وجويا من الضهيرة، وحلتا ويانوح، مما أدى الى سقوط 3 شهداء.
ويأتي استئناف الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية بعد نجاح الجيش اللبناني بالتنسيق مع وحدات حفظ السلام (اليونيفيل) بالحؤول دون استهداف منزل من 3 طوابق في قرية يانوح الحدودية، بعدما إظهرت عملية التفتيش لعدة مرات، خلوَّه من أي سلاح، سواء داخل الغرف أو في الارض المجاورة له.
ومع ان الاحتلال برَّر التراجع بما أسماه ضغطاً اميركياً أسهم في امتناع جيش الاحتلال عن تدميد المنزل في يانوح.
وأعربت قيادة الجيش عن شكرها للأهالي والميكانيزم، وأدت دوراً من أجل وقف تنفيذ التهديد، بعدما تبين عدم وجود أي أسلحة أو ذخائر داخل المبنى.
ويحضر ملف لبنان اليوم في اجتماعات السفير توماس براك مع المسؤولين في تل ابيب الى جانب ملف التفاوض مع سوريا للتوصل الى اتفاق أمني في منطقة الجولان.
إذاً، يزدحم هذا الاسبوع بالأحداث المهمة التي ستترك تأثيرها السلبي او الايجابي حسب نتائجها، تبعاً لأجندة الدول المعنية بالوضع اللبناني وما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي من تصعيد.
وأفيد بأن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي يصل إلى بيروت الأسبوع المقبل ويلتقي الجمعة الرؤساء جوزيف عون ونواف سلام ونبيه بري، في زيارة هدفها استكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الاسرائيلي ضد لبنان، والتي بدأها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومدير المخابرات حسن رشاد، وترقب الاجتماع الذي يعقد في باريس في 18 الجاري الاميركي – الفرنسي – السعودي، بحضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل، حيث ستكون على جدول الاعمال قضيتا مؤتمر دعم الجيش ومسار مهمة الجيش في حصر السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية والمهلة التي حددها الجيش لإنهاء المهمة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار. الى جانب ملفات اقتصادية وقضية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها سيتم بحثها في الإجتماع.
فيما تعقد في 19 كانون الاول الجاري لجنة الميكانيزم اجتماعا في الناقورة بمشاركة الوفد اللبناني برئاسة السفير سفير كرم، والجانب الاسرائيلي وعضوي اللجنة الفرنسي جان ايف لو دريان على الارجح والاميركية مورغان اورتاغوس، حيث يرتقب ان يبدأ البحث الجدي في مواضيع التفاوض العسكري – التقني كمرحلة اولى قد تليها مراحل اخرى تبعاً لتحقيق مطالب لبنان بإنهاء الاحتلال والاعتداءات الاسرائيلية. وسط معلومات عن اقتراح فرنسي بتمديد المهلة التي حددها الإحتلال من نهاية هذا الشهر حتى نهاية كانون الثاني للإنتهاء من جمع السلاح جنوبي نهر الليطاني على امل ان يقوم جيش الاحتلال بما عليه من تطبيق آليات وقف الاعمال العدائية.
واستبق الكيان الاسرائيلي هذه الاستحقاقات برسائل نارية خلال اليومين الماضيين إلى لبنان والى اي مدى يمكن ان يستمر في معاندته الذهاب الى مفاوضات مباشرة سياسية تتجاوز الطابع العسكري والتقني الذي اتفق عليه الرؤساء عون وبري و سلام، والتعليمات التي سيحملها المندوب الدبلوماسي السفير سيمون كرم، والى دول لجنة الاشراف ولا سيما فرنسا، بأنه يرفض اي طرح تفاوضي خارج الاطار الذي حدده منفرداً من دون التوافق المسبق على جدول اعمال المفاوضات المرتقبة. وان اي قرار ستتخذه الدول الثلاث ولبنان لا يعنيه، ما لم يُراعِ مطالب الاحتلال.
ولعلّ تسريبات الاسابيع القليلة الماضية واكثرها من كيان الاحتلال، بتحديد مهلة «نهاية الشهر لنزع سلاح حزب الله بالكامل في كل لبنان وليس فقط جنوبي الليطاني وإلّا فإن اسرائيل ستنزع السلاح بالقوة»، والتمهيد لذلك بتصعيد الغارات، تكفي لتبيان التوجه الاسرائيلي، وعبارة السلاح هنا لا تقتصر على الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ قصيرة المدى، بل تشتمل على الصواريخ الثقيلة والدقيقة التي قيل ان حزب الله يمتلكها وتطلب اسرائيل التخلص منها بأي وسيلة سواءٌ بالتفاوض او بالنار.
اما حزب الله فلاقى هذه الاجواء عبر كلام امينه العام الشيخ نعيم قاسم بقوله يوم السبت: «أنّ لبنان دخل مرحلة جديدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، تختلف عمّا سبقها وتفرض أداءً مختلفًا على مختلف المستويات»، مشدّدًا على أنّ الدولة أصبحت اليوم مسؤولة عن تثبيت سيادة لبنان واستقلاله، فيما قامت المقاومة بكل ما عليها لجهة تطبيق الاتفاق ومساعدة الدولة».
وقال: إنّ المهمّة الأساسية للمقاومة هي التحرير، وإنّها تقوم على الإيمان والاستعداد للتضحية، موضحاً أنّ منع العدوان ليس من وظائف المقاومة، بل من مسؤولية الدولة والجيش، فيما تقتصر وظيفة المقاومة على مساندتهما والتصدّي عندما لا تقوم الدولة والجيش بواجباتهما، ومنع استقرار العدو والمساعدة على التحرير.
ورأى «أنّ مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، وأنّ الطرح القائم لحصرية السلاح هو مطلب أميركي – إسرائيلي، وأنّ اعتماده يؤدّي إلى إضعاف قوة لبنان.
والى ذلك، التقى عبد الله صفي الدين ممثل حزب الله في طهران بمستشار المرشد الاعلى السيد علي خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، في لقاء تناول آخر التطورات الإقليمية والدولية، حسبما أفاد الموقع الرسمي لولايتي.وخلال اللقاء، «قدّم صفي الدين تقريرًا مفصلًا عن الوضع في لبنان وحزب الله ومحور المقاومة، مؤكدًا أن الحزب أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى، ومستعد للدفاع عن كامل الأراضي اللبنانية وشعبها، ولن يتخلى عن سلاحه تحت أي ظرف. كما لفت إلى الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن إسرائيل وحلفاءها يجب أن يعلموا أن حزب الله سيرد بحزم متى ما قرر ذلك».

تجدُّد السجال الانتخابي

انتخابياً تجدد السجال بين معراب وعين التينة (فاتهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس نبيه بري بإفراغ العملية الانتخابية من مضمونها، معتبراً أن مواجهة التعطيل أصبحت واجباً وطنياً لحماية الدستور وحق اللبنانيين في تقرير مصيرهم.
وسارع معاون الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بالرد على جعجع بالقول: كأنه يتحدث مع نفسه عبر المرآة.

رفع التغذية بالتيار

كهربائياً، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن قطوع التغذية بالكهرباء مرَّ، وأنها بدأت منذ مساء أمس برفع التغذية بالتيار الكهربائي، ليعود الى ما كان عليه خلال مطلع الاسبوع المقبل.
وكانت الناقلة البحرية أفرغت جزءاً من حمولتها في معمل الزهراني صباحاً، لتتوجه الى مصب معمل دير عمار لتفريغ القسم المتبقي بالخزانات.

3 شهداء بإستئناف الإعتداءات

رفع العدو الاسرائيلي وتيرة عدوانه امس على لبنان بعدة غارات جوية ادت الى ارتقاء 3 شهداء، فاستهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة جويا قضاء صور بعد ظهر أمس أدت الى ارتقاء عضو بلدية جويا زكريا الحاج.
واستهدفت غارة ثانية سيارة بين صفد البطيخ وبرعشيت في قضاء بنت جبيل، أدت الى سقوط ضحية.
كما نفذت مسيَّرة معادية قرابة الحادية عشرة والربع، غارة جوية مستهدفة دراجة نارية في محلة طير هرما في بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، أدت الى ارتقاء مواطن وسقوط جريح.
وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، «أن المستهدفين كانوا متورطين في محاولات لإعادة إعمار بنى تحتية تابعة لحزب االله، معتبراً أن هذه الأنشطة تشكّل خرقاً للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان.وأن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته، وفق تعبيره، لإزالة أي تهديد وحماية إسرائيل».
وقبل ذلك، قامت القوات الاسرائيلية بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة من مركز رمتا في تلال كفرشوبا باتجاه مزرعة بسطرة.واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي مزرعة شانوح في اطراف بلدة حلتا. وألقت محلّقة معادية قنابل متفجرة على منزل في منطقة السلم – طريق الغابة عند الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون.
الى ذلك، كثّفت القوات الإسرائيلية، طوال ليل أمس الفائت وحتى ساعات الصباح، من تحليق طيرانها الاستطلاعي فوق صور، ولا سيّما فوق بلدة يانوح، ومنطقة الزهراني، ونفذ العدو غارات وهمية عل منطقة النبطية.وفوق اجواء صيدا والجوار.

ليلاً: معالجة إطلاق نار سوري على دورية للجيش

أمنياً، أعلن الجيش اللبناني عن تعرض دورية لنيران من سوريا، قرب الهرمل من دون وقوع اصابات.
وقال الجيش أنه جرى التعامل مع النيران، وتم التواصل مع السلطات السورية المعنية وعاد الوضع الى طبيعته.

المصدر: الصحف اللبنانية