الخميس   
   04 12 2025   
   13 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 11:34

تقرير رسمي إسرائيلي يكشف تدهورًا حادًا في أوضاع الأسرى الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023

كشف تقرير حديث صادر عن مكتب الدفاع العام في إسرائيل عن تدهور حاد في أوضاع الأسرى الفلسطينيين المصنفين “أمنيين” منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرًا إلى مستويات خطيرة من الاكتظاظ والجوع والتعرض للضرب شبه اليومي، في اعتراف رسمي نادر يعكس الواقع الذي طالما أكدته منظمات حقوقية وأسرى سابقون.

وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، ووُثق خلال عامي 2023 و2024، وصف المكتب الحالة بأنها “واحدة من أخطر أزمات الاحتجاز التي عرفتها إسرائيل”. وقد أجرى فريق من المحامين زيارات إلى عشرات مراكز الاحتجاز التابعة لمصلحة السجون، شملت 8 مرافق تحتجز أسرى فلسطينيين، حيث أجروا مقابلات مع السجناء وفحصوا بيئتهم.

وأشار التقرير إلى أن المحتجزين الفلسطينيين يعانون من جوع شديد انعكس في فقدان حاد للوزن وحالات إغماء وضعف جسدي شديد، كما بدوا هزيلين بشكل واضح. وأضاف أن بعضهم يُحرم أحيانًا من مياه الشرب، وسط نقص حاد في منتجات النظافة، وانتشار واسع للجرب الذي “تحول إلى وباء” خلال الحرب.

وأكد التقرير أن الموظفين في السجون يمارسون عنفًا شديدًا وغير مبرر ضد السجناء بشكل شبه روتيني، سواء أثناء التفتيش أو النقل داخل السجون أو خلال نقلهم إلى المحاكم، بالإضافة إلى حرمانهم من العلاج الطبي الضروري، بما في ذلك علاج الأمراض المزمنة.

كما أشار التقرير إلى الاكتظاظ الكبير في المرافق، حيث تقل مساحة المعيشة لـ90% من الأسرى عن 3 أمتار مربعة، وأن سجن “كتسيعوت” في مايو/أيار 2024 كان يعمل بضعف طاقته الاستيعابية، إذ كانت الزنازين تضم بين 9 و12 سجينا، نصفهم ينامون على الأرض.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، منعت مصلحة السجون الأسرى الفلسطينيين من زيارات الصليب الأحمر، في مخالفة للقانون الدولي، مبررة ذلك بأن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس لم يُسمح لهم أيضًا بالزيارة.

وأشار تقرير آخر صادر عن منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” في نوفمبر/تشرين الثاني إلى وفاة 98 فلسطينيًا في الحجز الإسرائيلي منذ بداية الحرب، بينهم 46 في مرافق مصلحة السجون و52 في مرافق عسكرية، وهو أعلى رقم وثقته المنظمة على الإطلاق.

كما ذكرت “وول ستريت جورنال” أن وثيقة صادرة عن رئيس جهاز “الشاباك” في يونيو/حزيران 2024 حذرت من أن الظروف الحالية قد تنتهك القانون الدولي، ودعت إلى تغييرات فورية في ممارسات الاحتجاز، في وقت لم يرد فيه مكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على طلبات التعليق، رغم تصريحاته السابقة بالتشدد تجاه الأسرى الفلسطينيين وتقليص حصص الطعام.

المصدر: وول ستريت جورنال