الخميس   
   04 12 2025   
   13 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 10:21

اعتداء إسرائيلي على خان يونس: 5 شهداء بينهم طفلان بقصف خيام النازحين

ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، جريمة جديدة في خان يونس جنوب قطاع غزة، بعدما شنّت طائراته الحربية غارة مباشرة على خيام النازحين في منطقة المواصي، وعلى مقربة من المستشفى الكويتي، وهي واحدة من المناطق التي يلجأ إليها آلاف العائلات بحثاً عن ملاذ يُفترض أن يكون آمناً. وأسفرت الغارة عن استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، إضافة إلى عدد من الإصابات التي وُصفت حالات بعضها بالحرجة.

الاستهداف وقع في ساعة يشهد فيها المكان حركة طبيعية للنازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية، وسط الاكتظاظ وشحّ الخدمات، الأمر الذي جعل سقوط العدد الأكبر من الضحايا أمراً متوقعاً، في ظل أنّ المنطقة كانت خالية تماماً من أي نشاط عسكري.

القصف الإسرائيلي لخيام النازحين في منطقة المواصي يأتي في سياق سلسلة طويلة من الانتهاكات التي ارتكبها الاحتلال منذ إعلان وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو وقفٌ لم يحترمه الاحتلال يوماً، بحيث يعمد إلى استهداف المناطق “الآمنة” التي كان هو نفسه قد حدّدها كملاجئ للمدنيين.

وكان جيش الاحتلال قد أصدر بياناً زعم فيه أنّ استهداف خان يونس جاء “رداً” على إصابة خمسة جنود له في اشتباك وقع في رفح، إلا أنّ الوقائع الميدانية، بحسب مراسلي الميادين والدفاع المدني، تُظهر أنّ الهجوم ليس سوى تجديد لسياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال منذ بدء عدوانه على القطاع.

الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، وصف المشهد في موقع المجزرة قائلاً:
“هؤلاء الذين قُتلوا الليلة في مجزرة مواصي خان يونس لم يكونوا في منطقة قتال، ولم يحملوا سلاحاً، بل كانوا في مخيم إيواء، في المكان الذي قيل لهم إنه آمن”.

وأضاف بصل في رسالة صريحة إلى الرأي العام الدولي:
“كم من مجزرة أخرى يجب أن تُرتكب حتى يفهم الجميع أن ما يحدث في غزة ليس رداً على حدث ما، بل هو استهداف ممنهج، وقتل مباشر للمدنيين؟”.

وأشار إلى أنّ فرق الدفاع المدني واجهت صعوبات في الوصول إلى المكان بسبب اكتظاظ المنطقة، ونقص المعدات، وتضرّر البنية التحتية، مؤكداً أنّ المجزرة “ليست حادثاً استثنائياً، بل حلقة جديدة في سلسلة جرائم تتواصل منذ أكثر من عام”.

ووثّقت طواقم الإسعاف والدفاع المدني أضراراً واسعة في خيام النازحين، حيث أدّى تطاير الشظايا إلى تدمير عدد من الملاجئ المؤقتة، ما أضاف أزمة جديدة لعشرات العائلات التي فقدت ما تبقّى لها من مقتنيات بسيطة. كما تضررت أجزاء من المباني المحيطة بالمستشفى الكويتي.

وفي أول تعليق لها على المجزرة، أكدت حركة حماس أنّ ما قام به الاحتلال يشكّل “جريمة حرب موصوفة وعدواناً همجياً استهدف خيام النازحين وأماكن تجمع العائلات، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى بينهم أطفال”.

وجاء في بيان الحركة:
هذا العدوان يعكس استهتاراً باتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة مكشوفة للتهرّب من استحقاقاته“.

وحملت حماس الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد، محذّرة الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق من “الاستمرار في سياسة غضّ النظر عن خروقات الاحتلال”، ومطالبةً بـ”لجم الاحتلال عن جرائمه، وعدم السماح لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بفرض وقائع ميدانية تتناقض مع التفاهمات القائمة”.

ورغم إعلان التهدئة، تُظهر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة والدفاع المدني أنّ الاحتلال نفّذ عشرات الاعتداءات منذ تشرين الأول/أكتوبر، استهدفت مخيمات النازحين، ومناطق غرب خان يونس، ومدارس الأونروا، ومحيط رفح الغربية، ما يؤكد أنّ الاعتداءات الأخيرة تأتي ضمن نهج ثابت يسعى لفرض حالة من الترهيب والتهجير المستمر.

ويحذّر مراقبون من أنّ ضرب الخيام قرب المستشفى الكويتي يحمل رسالة واضحة من الاحتلال بأنّ لا وجود لمكان آمن في القطاع، وأنّ المدنيين هم الهدف المباشر في كلّ مرة يختار فيها جيش الاحتلال التصعيد.

المصدر: وكالات+ موقع المنار