الإثنين   
   01 12 2025   
   10 جمادى الآخرة 1447   
   بيروت 20:00

لقاء الأحزاب في طرابلس: لبناء جبهة وطنية شعبية عابرة للطوائف

عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية في طرابلس اجتماعه الدوري في مقرّ القوى الناصرية، وبعد التداول بالأوضاع العامة، ولا سيّما الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، خلص إلى ما يلي:

“في ظلّ التصعيد الصهيوني المتواصل من غارات وقصف وتجريف للأراضي وهدم للمنازل في فلسطين ولبنان وسوريا، نؤكّد أنّ ما يجري ليس عدوانًا عسكريًا فحسب، بل جزء لا يتجزأ من مشروع استعماري استيطاني توسّعي يستهدف الأرض والإنسان والهوية، ويصبّ في خدمة رأس المال العالمي المتوحّش، على حساب الشعوب وحقوقها وكرامتها، ولا سيّما الفئات الفقيرة والكادحة التي تدفع دائمًا أثمان الحروب والحصار والتجويع.

وفي الداخل، لا يمكن فصل هذا العدوان الخارجي عن الأزمة المتفاقمة التي يعيشها النظام اللبناني القائم على المحاصصة الطائفية والزبائنية والنهب المنظّم والفساد المستشري والسياسات الاقتصادية الريعية الجائرة، التي دمّرت القطاعات الإنتاجية، وسرّحت العمّال، وفتحت أبواب البطالة والهجرة واليأس أمام الشباب، وضيّعت حقوق المزارعين، وأقفلت المصانع، وشرّدت آلاف العائلات. كما أدّت سياسات رفع الدعم إلى ضرب التعليم الرسمي والقطاع الصحي والخدمات العامة، وحرمت الناس من أبسط حقوقهم في الاستشفاء والدواء والكهرباء والمياه والسكن اللائق، ولا سيّما في مدينة طرابلس التي تُعاني الإهمال والتهميش المزمن وتحويلها عمدًا إلى بؤرة فقر وحرمان.

وإذ نثمّن زيارة قداسة البابا إلى المنطقة بما تمثّله من رسالة أخلاقية وإنسانية، نؤكّد أنّ السلام الحقيقي لا يمكن أن يقوم على الظلم والاستغلال، بل على إنهاء الاحتلال، ووقف العدوان، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان حقوق الشعوب في الحرية والعمل والعيش الكريم.

وفي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، نُجدّد وقوفنا إلى جانبه في نضاله من أجل العودة وتقرير المصير، كما نُحيّي كل فعل مقاوم في مواجهة العدو الصهيوني دفاعًا عن الأرض والكرامة والسيادة.

إنّ مشاريع التقسيم وإثارة العصبيات المذهبية وتغيير الواقع الديموغرافي ليست سوى أدوات بيد الاحتلال والأنظمة التابعة ورأس المال الطفيلي لتفتيت المجتمعات ونهب الثروات. وإنّ وحدة الشعب اللبناني، بكافة فئاته هي السلاح الأقوى في وجه الاستغلال والفتن.

لذلك نؤكّد على: رفض التقسيم والتوطين والتهجير القسري، مقاومة الاحتلال، الدفاع عن حق العمل والضمان الاجتماعي، حماية التعليم الرسمي والاستشفاء المجاني، محاربة البطالة والغلاء والاحتكار، واستعادة دور الدولة الاجتماعي المنتج، وبناء جبهة وطنية شعبية عابرة للطوائف في مواجهة نهج النهب والتبعية”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام