الأربعاء   
   19 11 2025   
   28 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 10:01

الصحافة اليوم: 19-11-2025

تناولت الصحف اللبنانية صباح اليوم الاربعاء 19 تشرين الثاني 2025 العديد من المواضيع والملفات المحلية والاقليمية والدولية…

الاخبار:

مؤتمر بيروت-1: «الحكي أحلى من الشَّوْفِة»

أول انطباع عن مؤتمر «بيروت واحد» أنه مؤتمر وطني لا أجنبي مثل المؤتمرات السابقة، وأنه ليس مؤتمراً للتسوّل بعكس مؤتمرات باريس السابقة، وأنه لن يكون المؤتمر الأول.

بالفعل، يصفه مؤسّس المؤتمر وزير الاقتصاد عامر البساط، بأنه «نقطة تحوّل» تهدف إلى «عودة المستثمرين العرب». ومن مؤشّرات هذا التحوّل التي وردت على لسان البساط، أن لبنان لديه طاقة إنتاجية غير مستغلّة قادرة على بلوغ 80 مليار دولار بينما يقف اقتصاد لبنان اليوم عند حدود الـ40 مليار دولار.

إذاً كيف يحصل ذلك؟ يحصل من خلال تحمّل أصحاب المسؤولية مسؤولياتهم، لا أن يقفوا في طابور جلسات المؤتمر للمطالبة بتنفيذ «الإصلاحات» التي لا يتفق أيّ واحد منهم مع الثاني عليها، وبعضهم يتّفق ضدّ البعض الآخر مع إملاءات صندوق النقد الدولي أو ضدّها. التحوّل من أيّ نقطة وإلى أيّ نقطة، ليس مجرّد سؤال هامشي عندما يجري الترويج للمؤتمر بأنه تأسيسي و«إعلان انطلاقة جديدة» كما قال البساط. فالاقتصاد اللبناني يسير وفق النموذج المُعتمد سابقاً مع تبديل في قنوات الاستقبال والضخّ والتوزيع.

الإيحاء بـ«الإصلاحات» أهمّ من تنفيذها – ماهر سلامة

كانت المصارف هي القلب النابض لهذا الاقتصاد، ولكنها لم تعد قادرة على لعب هذا الدور بعد إفلاسها الجماعي، فلجأ النموذج إلى قنوات أضيق تعتمد على مؤسسات مالية صغيرة وعلى النظام الضريبي للسيطرة على سعر الصرف وتثبيته. في النموذج السابق، كما في النموذج الحالي، التثبيت هو هدف السلطة التي تفتقر إلى رؤية واضحة للتعامل مع تبعات انهيار مصرفي ونقدي عمره من نهاية 2019 إلى اليوم.

وفي هذا الوقت، ظهر التفكّك اللبناني بوضوح أكثر وسط متغيّرات دولية هائلة. وهنا أيضاً يتعامل البساط من خلال مؤتمره التأسيسي، مع المسألة كأنها عابرة مُعوِّلاً على اجتذاب المستثمرين العرب إلى لبنان. فهل سيأتون لمجرّد أنه يقول ذلك، بينما تقف الولايات المتحدة الأميركية والعدو الإسرائيلي كتفاً إلى كتف وبإسهام محلي، في التضييق على تدفّقات اللبنانيين من الخارج إلى الداخل، ومن الداخل إلى الداخل أيضاً؟

حاكم مصرف لبنان كريم سعيد كان أوضح في هذا المجال، إذ قال، إن الاستثمارات التي أتت إلى لبنان كانت غالبيتها لبنانية وليست أجنبية. أيضاً، كيف يكون هناك أيّ تغيير في نموذج الاقتصاد السياسي للبنان، طالما أن أول مؤشرات التغيير يجب أن يظهر في الموازنة العامة التي خرجت من بين يدي البساط ومجموعة من الوزراء – الحلفاء، عارية من النفقات الاستثمارية؟

«لبنان أكبر من أزماته» قالها البساط. وبالبساطة نفسها يسعى البساط إلى أربعة أهداف رئيسية: مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بين 7 و10 سنوات من 31 مليار دولار حالياً إلى 78.2 مليار دولار في عام 2035، زيادة التصدير من 4.3 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار، واستقطاب استثمارات بنسبة 29% من الناتج في عام 2035 مقارنة مع 3.6% في عام 2025.

ويتطلّب ذلك استثمارات عامة وخاصة بقيمة 74 مليار دولار يمكن استقطاب أكثر من نصفها من القطاع الخاص والباقي من القطاع العام. ويقترح أن يستثمر مبلغ 5.8 مليارات دولار في قطاعات الطاقة والنقل، والنفايات الصلبة، عبر الخصخصة (الشراكة مع القطاع العام). وأن يستثمر القطاع العام 2 مليار دولار في 10 قطاعات من بينها المياه، الاتصالات، الشؤون الاجتماعية، التعليم، التكنولوجيا والثقافة.

يُقِرّ البساط بأن نقطة البداية صعبة، لكنه يخفّف من تأثير ذلك بالإشارة إلى أن لبنان لديه فرص تنافسية (مع من؟ كيف؟)، وأن هناك نافذة مفتوحة لفرصة تلوح في الأفق، ولا سيما من خلال «الإصلاحات».

المشكلة في هذا الخطاب، أنه تقليدي ومُقلَّد أيضاً. سبق أن فعلها الرئيس نجيب ميقاتي في «ميثاق بيروت الاقتصادي» في عام 2005، معتبراً أن العرقلة في الإصلاحات هي محلية، وأنه يتوجب عقد «طائف اقتصادي وتنموي»، بمعنى أن يشارك الجميع في الاستثمار والمنافع. في الواقع، صارت الإصلاحات المطلوبة أكثر ضرورة بعدما سجّل الاقتصاد تشوّهاً أعمق وأكبر مما كان عليه في مطلع الألفية، بسبب الانهيار المصرفي والنقدي في نهاية 2019.

والآن، يسجّل لبنان تفكّكاً اجتماعياً وسياسياً أوسع من السابق بعد العدوان الإسرائيلي المُدمِّر على لبنان لمدة 66 يوماً واستمراره بوتيرة أدنى لأكثر من سنة، وهو مستمر أيضاً بلا أيّ أفق لإنهائه. وهذا الأمر أتى بعد تفكّك في بنية قوّة العمل وهجرة آلاف الشباب… كل ذلك يعقّد عملية الاستثمار، لكن ما يعمّق تعقيداتها ما يحصل في سوريا لجهة انفتاح الاقتصاد، والتعافي القطاعي واحتمالات التطوير وفرصه هناك.

فما هو موقف البساط ورؤيته مما يحصل في سوريا؟ هل سينافس سوريا التي صار لديها اقتصاد مفتوح الحدود مثل لبنان إنما بقدرات إنتاجية هائلة زراعياً وصناعياً وبعدد سكان ضخم، وبقدرات بشرية ذات مؤهّلات حرفية ومهنية…؟

أمّا لبنان فلم يعد لديه ذلك القطاع «اللقطة» الذي كان يجعل من لبنان مركزاً مالياً في المنطقة. أصلاً بسقوط السرية المصرفية لم يعد ممكناً أن يعود القطاع المصرفي إلى الدور الذي كان يلعبه، لا في جذب التدفّقات ولا في إدارتها. كان القطاع القلب النابض لنموذج الاقتصاد السياسي، الذي يستقطب الأموال ويعيد ضخّها في الداخل لتمويل استهلاك مستورد. نموذج سقط بصخب بعد إدارة «سوبر ناجحة» على مدى ثلاثة عقود وأكثر.

فما هو القلب النابض الجديد لاقتصاد لبنان الذي يتصوّره البساط؟ كيف سيصل بالتصدير إلى 20 مليار دولار؟ ما هي المُنتجات التي سيصدّرها لبنان أو سينافس فيها؟ أيّ أسواق سيصدّر إليها ولديه تنافسية فيها؟ مؤتمر البساط التأسيسي، ليس سوى نسخة رديئة عما قدّمه السابقون. ينطبق على المؤتمر ترويج دعائي إذاعي: «الحكي أحلى من الشَّوْفِة».

عن وشاة أميركا وصراعات الصحناوي وجعجع: تعرف واشنطن أن حلفاءها يهاجمون حزب الله تحضيرا للانتخابات

ابراهيم الأمين

«الاستعارة من الأميركيين أنفسهم تفيد كثيراً في حالة لبنان».
العبارة لديبلوماسي ينشط حالياً على ملفات متعددة تتعلق بلبنان. وهو يعتقد بأن من يجمع المعطيات عمّا يجري في واشنطن حول لبنان، يمكنه أن يفهم تماماً خلفية المشكلات اللبنانية الداخلية. ويلفت إلى أن الانتخابات النيابية المقبلة تمثّل الهدف الأساس للقوى المنخرطة في النشاط داخل الولايات المتحدة، وأن الخلافات قائمة حول من هو الحصان الأول في المعركة.

بحسب الديبلوماسي نفسه، فإن قسماً كبيراً من السياسيين اللبنانيين، خصوصاً المنضوين منهم في تحالف «اليمين المسيحي»، يعتبر أن الحل لمعضلة لبنان لن يأتي إلا على يد الولايات المتحدة، وأن من يكسب رضى العاصمة الأميركية يفوز بالجائزة الكبرى. وما دامت واشنطن تركز على هدف واحد وهو «تدمير حزب الله أو تطويعه»، فإن هؤلاء يعتبرون أن النقاش يجب أن يكون محصوراً بهذا الملف.

يمتنع الديبلوماسي عن رواية تفاصيل لقاءات تحصل بين شخصيات لبنانية تلتقي دورياً بالمسؤولين في السفارة الأميركية في بيروت أو مع شخصيات أميركية في واشنطن. لكنه ينقل عن مسؤول أميركي قوله: «إن اللبنانيين لديهم قدرة عجيبة على الطعن ببعضهم البعض، وهم يفهموننا بصورة خاطئة، وأخطر ما في عقولهم اعتقادهم بأننا نعمل من أجلهم».

ويضيف: «المشكلة أن واشنطن باتت منذ وقت غير قصير مساحةً كبيرةً للتداول بالمعلومات، وأن القدرة ليست في بث الأخبار، بل في أن تصل إلى من بيده القرار. لذلك، فإن النشاط التقليدي الذي كان يجري عبر القنوات الديبلوماسية بات قليل الفعالية، لأن الإدارة الحالية تعاني أصلاً من مشكلة مع مؤسسات الدولة العميقة في أميركا، ولذلك فإن في البيت الأبيض من يظهر استعداداً للاستماع من دون العودة إلى القنوات الرسمية».

ويلفت الديبلوماسي إلى أن التغيير بدأ مع نهاية الحرب الإسرائيلية على لبنان. يومها، كان فريق الإدارة السابقة يقوم بعملية تسليم الملفات إلى الإدارة الجديدة. وكانت بعض القرارات تتم بالتشاور مع فريق دونالد ترامب، لافتاً إلى أن الموفد الأميركي السابق عاموس هوكشتين، عندما تولى تنظيم اتفاق وقف إطلاق النار، كان مضطراً طوال الوقت للتواصل مع فريق ترامب الذي لم يكن قد تسلم مهماته رسمياً.

وفي هذه الأثناء، كان هوكشتين ينتبه إلى «عمليات استطلاع» يقوم بها لبنانيون للوصول إلى فريق ترامب. حتى أن هوكشتين نفسه، والذي كان يعتبر نفسه محل ترحيب وطلب من غالبية القوى اللبنانية، بات يشعر قبل نهاية العام الماضي بأنه لم يعد مقصداً لهذا الحشد من السياسيين اللبنانيين، علماً أن لديه رأيه في كل منهم، على ما يقول المتصلون به.

المهم، بحسب الديبلوماسي، أن القوى الأساسية التي تنشط في أميركا الآن هي مجموعة تتبع لـ«القوات اللبنانية»، التي يتولى المسؤول فيها جوزيف الجبيلي دوراً محورياً.

وهو عمل خلال التسعينيات على بناء التنظيم في أميركا الشمالية، ونسج علاقات كبيرة مع عاملين في المؤسسات الأميركية، وخصوصاً الفرق التي تعاقبت على ملفات الشرق الأوسط، وبنى شبكة علاقات مع قوى المعارضة السورية لحكم الرئيس السابق بشار الأسد، ونسج علاقات خاصة مع أكراد سوريا، وكان يستخدم عيادته لهذا الغرض.

وهو يعمل الآن على استثمار هذه العلاقات في سياق إسقاط الرهان الأميركي على الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام، ويعبّر بسرور عن نجاحه مع آخرين في إسقاط الرهان السابق على قوى المجتمع المدني. وهدفه محصور بأمر واحد: تسويق سمير جعجع كرئيس أو مرجعية للقرار السياسي في لبنان، وعلى أنه الوحيد القادر على قيادة معركة حاسمة ضد حزب الله وخصوم أميركا في لبنان، ومستعد لبناء علاقة جدية وثابتة مع الحكم السوري الجديد، ولا مشكلة لديه يإقامة سلام مع إسرائيل!

يتكل الصحناوي على اللوبي الإسرائيلي في واشنطن لتعزيز التيار الداعي إلى فرض السلام بالقوة على لبنان، بينما يتولى رجال جعجع في الولايات المتحدة دور «الوشاة» بحق خصومهم المسيحيين أولاً

وتُظهِر معطيات ووثائق ديبلوماسية مصدرها العاصمة الأميركية أن الجبيلي عمل لسنوات ككاتب تقارير ومخبر للسفارتين السعودية والإماراتية في الولايات المتحدة، وكان يرسل التقارير إلى أعضاء في الكونغرس والإدارة للكشف عن «رجال حزب الله في أميركا»، وقاد حملة ضد ناشطين من التيار الوطني الحر في أميركا تحت هذا العنوان.

لكن قيادة «القوات» التي، على ما يبدو، تجد أن الجبيلي ليس فطناً كفاية، قررت الاستعانة بالوزير السابق ريشارد قيومجيان الذي يحمل الجنسية الأميركية، والذي يبدو في رأي كثيرين أكثر ذكاء من الجبيلي، وله رأيه المختلف حيال بعض الأمور.

مع ذلك، تواجه «القوات» مشكلة أساسية نتيجة الدور الذي يلعبه المصرفي أنطون الصحناوي في واشنطن. فالأخير يعتبر نفسه متقدماً على كل اللبنانيين في الحديث عن تدمير حزب الله، وجعل لبنان بلداً حليفاً لإسرائيل، ولديه نظرياته حول آفاق التعاون «بين الإبداعين اللبناني واليهودي» لإدارة اقتصاد المنطقة ككل، وأن لبنان ليس مضطراً، إذا لزم الأمر، للاستمرار في صورته الحالية ديموغرافياً أو طائفياً. ولذلك لا يرى أهمية لغياب قيادة سنية وازنة، بل يرى في ذلك مصلحة لتياره، ولا يمانع تهجير الشيعة من لبنان.

والصحناوي الذي يوسع أنشطته في أميركا، ينطلق من رهان كبير على حصول سلام بين إسرائيل وسوريا ولبنان. وهو يجد نفسه الأفضل في تطوير البنى التحتية التي تخص الدولة والقطاعات المالية والتجارية، ويؤمن أن السلام سيقوم حتماً بين لبنان وإسرائيل، ولو بالقوة، وأنه سيقود أكبر فريق استثماري بين البلدين، ويحقق الكثير.

والصحناوي الذي تعوّد على «الأيدي الطويلة» التي يشغلها للوصول إلى من هم في موقع القرار، تربطه علاقة عمل مع هاجر الشمالي، وهي أميركية من أصل لبناني، عرفت بعد عملها لنحو 4 سنوات مع الصهيوني دانيال غلايزر في وزارة الخزانة الأميركية.

وارتبطت خلال هذه الفترة بعلاقة قوية مع مورغان أورتاغوس التي كانت تعمل في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة. وتولت الشمالي ترتيب العلاقة بين أورتاغوس والصحناوي الذي سرعان ما عرض تمويلاً لنشاط المسؤولة الأميركية. وعندما قدمت الشمالي الصحناوي إلى المسؤولة الأميركية، قالت عنه ما صرّحت به علناً في وقت لاحق، بأنه «نشأ في عائلة لبنانية لديها ثقافة منذ أجيال تؤمن بإسرائيل والصهيونية، وإنه شهد منذ طفولته على التواصل الوثيق مع أصدقاء يهود وإسرائيليين، وهو يرى في إسرائيل ضرورة وجودية أكثر من أي وقت مضى، وينظر إلى الصهيونية كركيزة لبناء مستقبل لبنان والمنطقة بأسرها».

كما إن الصحناوي الذي ورث هذه العقيدة عن والده نبيل، يرى أن المشكلة اليوم ليست فقط في حزب الله، بل في أنه يوجد داخل الطبقة السياسية من يريد تغيير «تقاليد لبنان».

وعلى الطريقة اللبنانية، يعود الصحناوي فجأة من العاصمة الأميركية إلى محلة كرم الزيتون في الأشرفية، حيث يقود منافسة مع «القوات اللبنانية» بقيادة سمير جعجع. لكن الصحناوي الذي لا يوفر مناسبة للهجوم على جعجع، يتحدث عنه في جلسات السمر بطريقة تكشف عن حساسيات ذات خلفية طبقية واجتماعية.

فهو يرى في الفلاح البشراوي من يريد أن يفرض نفسه على عائلات عندها عشرات السنين من التراث في العمل العام، والحضور السياسي والاقتصادي والاجتماعي. بل أكثر من ذلك، فإن الصحناوي يعتبر أن جعجع يريد مصادرة حتى تاريخ حزب «الكتائب». وهو ما دفع بالمصرفي المهووس بالسلطة إلى أن يحتضن ابن بشير الجميل في مركز العاصمة، علماً أنه يرغب دوماً في ضم الحزب كله تحت جناحيه.

واليوم يجد الصحناوي نفسه في مواجهة تحريض جعجع على رئيس الجمهورية جوزيف عون. حيث لا يزال الصحناوي يؤمن بأن الرئيس عون قادر على لعب دور مركزي في المرحلة المقبلة، بينما يريد جعجع تحجيم رئاسة الجمهورية ما دام هو لا يسكن قصر بعبدا.

وفوق كل ذلك، هناك طموح سياسي خاص عند الصحناوي، فهو وإن بقي متعففاً عن خوض الانتخابات النيابية مباشرة، إلا أنه يعتقد أن التجربة تتيح له العمل على توسيع كتلته النيابية.

وأنه تربطه علاقة بنواب حاليين غير مجموعة إيهاب مطر، راجي السعد، جان طالوزيان ونديم الجميل، ويعرب عن استعداده لدعم آخرين في الانتخابات المقبلة، شرط التزامهم الانضواء في كتلة واحدة.

بمن فيهم ميشال معوض وغيره من التغييريين، وأن يقودوا المواجهة مع «القوات» ومع التيار الوطني الحر، مع أمله بأن يوافق الرئيس عون على أن يتولى لاحقاً رعاية هذه الكتلة النيابية التي ستضم نواباً من طوائف ومناطق مختلفة.

إلى ذلك، هناك الكثير من القوى اللبنانية، ليس لديها الحضور والعلاقات نفسها مع العاصمة الأميركية. وهو حال بعض الشخصيات المقربة من مراجع في لبنان، تقول إن نشاطها في الولايات المتحدة إنما هدفه «رد الضرر» الناجم عن تحريض الآخرين ضدهم، خصوصاً أن ملفاً قد يكون موشكاً على أن يُفتَح، يتعلق بفضائح تخص شخصيات لبنانية (من الصف الثاني) عملت بالتعاون مع شخصيات أميركية (من الصف الثاني أيضاً) على برنامج ابتزاز عدد لا بأس به من رجال الأعمال اللبنانيين، وخصوصاً الشيعة منهم، بحجة مساعدتهم على مواجهة أي عقوبات تُفرض عليهم بتهمة التعاون مع حزب الله، أو مساعدة المعاقبين منهم على إيجاد مخرج لإلغاء هذه العقوبات.

علماً أن التجربة في هذا العالم دلت أن على أي معاقب سلوك طريق واحدة، وهي نيل الرضى الفعلي من الإدارة الأميركية قبل شطب اسمه عن لوائح العقوبات، إلا إذا كان يملك نفوذاً جدياً داخل الولايات المتحدة ويعرف قواعد اللعبة هنا، ففي مقدوره حماية نفسه دون الحاجة إلى السماسرة إياهم.

الأهم في كل ما سبق أن المشترك بين كل هؤلاء هو أمر واحد: كيف نرضي أميركا والسعودية؟
الجواب بسيط، لأن الأمر يتعلق بالحملة على حزب الله، ومع أن العاصمتين الأميركية والسعودية تعلمان علم اليقين بأن كل هذه القوى لا تفيد في مواجهة حزب الله داخل لبنان، إلا أنهما تعتبران أن انخراطها في الحملة على الحزب مفيدة، من باب الاعتقاد أن الحزب وجمهوره يجب أن يبقيا تحت الضغط.

لكن المفارقة التي يعرفها الجميع، ويقولها الديبلوماسي إياه، تتمثل في أنه يخرج من بين القوم أحد صغارهم ليقول الأمور كما هي، وهو ما فعله نديم الجميل في العشاء الذي جمع وفد الخزانة الأميركية مع حشد من حلفاء أميركا في منزل المخزومي.

إذ عندما بادر أحد صقور الوفد إلى التلويح للحاضرين بأنّه إن تخلّفَ لبنان عن معالجة ملف حزب الله، فسوف تنسحب الولايات المتحدة من الملعب تاركة لإسرائيل التصرف… حتى عاجله الجميل بالجواب الأكثر واقعية: «يا ريت… لتتفضل إسرائيل وتنهي حزب الله، ها نحن هنا ننتظر هذا الأمر منذ أربعين عاماً!».

علمياً، قال الجميل للأميركيين ما يعرفونه، وهو أن كلامهم عن حزب الله له وظيفته الخاصة بالسجال الداخلي وبالانتخابات، إنما لا يمكن لأميركا أو لإسرائيل التعويل على الناطقين بهذه المواقف في أن يتولوا مهمة تدمير حزب الله!

قبل مدة، استضافت القناة «12 الإسرائيلية» المحلل نير دفوري، الذي تطرّق إلى الوضع الحالي. فقال إن على إسرائيل أن تتنبه وأن تتذكر ما حصل من أخطاء عند اجتياح 1982، حيث قام التحالف مع حزب «الكتائب» واليمين المسيحي، ولم يفعل هؤلاء شيئاً، وأن الخطير اليوم هو أن يتكرر الخطأ نفسه، في إشارة إلى ما يجري التطرق إليه في الولايات المتحدة وإسرائيل، من أن اليمين المسيحي نفسه بقيادة سمير جعجع يريد من إسرائيل وأميركا أن تنجزا مهمة تدمير حزب الله وهو ينتظر فقط النتائج… ليخلص دفوري إلى مطالبة حكومة الكيان بـ«إعادة الجيش إلى خلف الحدود».

هل بدأت أميركا بإبعاد الرئيس عن الجيش؟
منذ انطلاق عمل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في الجانب التقني من ملف الوضع على الحدود الجنوبية، ظهر التوتّر في العلاقة مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، الذي عرض أمام الموفدة الأميركية وأمام زوّار كثيرين، ما تقوم به المؤسسة العسكرية لجهة تنفيذ القرار 1701 جنوب نهر الليطاني، وتكراره أن إسرائيل لا تلتزم بالاتفاق، وهي تعمل على إعاقة عمل الجيش.

وقد استُفزّت أورتاغوس مراراً من إشارة قائد الجيش إلى أن حزب الله يتعاون ويسهّل عملية الانتشار وحتى تسليم الكثير من الأسلحة. وهو أمر لا تقبل به الموفدة الأميركية التي تنظر في أوراقها، وتسأل عمّا فعله الجيش في عدة مواقع والكثير منها شماليّ نهر الليطاني.

التوتر الضمني الذي حصل بين قائد الجيش والموفدة الأميركية ارتفع منسوبه، بعد إعلان مجلس الوزراء قرار حصر السلاح في كل لبنان، وتكليفه الجيش بإعداد الخطة التنفيذية.

ذلك أن أورتاغوس نفسها، ومع مسؤولين أميركيين دبلوماسيين وعسكريين وأمنيين، اطّلعوا من قائد الجيش على الخطة نفسها التي عُرضت على مجلس الوزراء. وقد عرض الجانب الأميركي ملاحظاته التي تبدأ بالسؤال عن سبب استخدام عبارة «العدو الإسرائيلي» في معرض الشرح، وبينما هم يتحدّثون عن «جيش الدفاع الإسرائيلي – I.D.F»، كان هيكل يتابع حديثه بالإشارة إلى «جيش العدو الإسرائيلي – I.E.F».

وهو لم يهرب من الإجابة عن هذا السؤال، مذكّراً الحاضرين بأن الجيش مؤسسة تتبع للسلطة السياسية وتنفّذ ما يرد في الدستور، والدستور اللبناني يصنّف إسرائيل كعدو، وأن بيانات الحكومة تشير إلى إسرائيل كعدو. بينما حاول أميركيون، مثل الصهيوني ليندسي غراهام تبسيط الأمر، من خلال القول بأنه «يجب تغيير لغة التخاطب، فأنتم ذاهبون حكماً إلى سلام مع إسرائيل»، قبل أن يتطور موقف الجانب الأميركي من الجيش والقول بأنه «تقاعُس وتأخير متعمّد في الانتقال إلى العمل في منطقة شماليّ نهر الليطاني».

لكنّ الخلاصة التي كانت أورتاغوس تسمعها، وكذلك بقية الوفود الأميركية، مفادها أن الجيش أبلغهم بأنه ينتظر قرار الحكومة وأن الموضوع عند السلطة السياسية.

لم تكن واشنطن مرتاحة إلى طريقة عمل الجيش في ملف نزع السلاح، لكنّها تعتبر أن المسؤولية تقع على عاتق رئيس الجمهورية والحكومة

وبينما كان الرئيس عون يتعرّض لحملة ضغط وتهميش وتجاهل من الجانب الأميركي، تمظهرت لأول مرة في خلال زيارته لنيويورك وعدم تأمين اجتماعات لافتة له مع المسؤولين الأميركيين، وكذلك في عدم الإجابة حتى الآن عن طلبه زيارة واشنطن للاجتماع مع الرئيس دونالد ترامب.

لكنّ الحملة اشتدّت، بعدما انطلقت جوقة لبنانية، تقودها «القوات اللبنانية» وعدد من النواب والشخصيات المعروفين بعلاقتهم الجيدة مع الأميركيين، والذين يتهمون عون وقائد الجيش بأنهما «يعتمدان أسلوب المُداراة والمُراضاة مع حزب الله»، وهو موقف تبيّن أنه مطابِق نسبياً لموقف رئيس الحكومة نواف سلام، الذي صارت المدائح الأميركية والسعودية تنهال عليه بخلاف عون، فيما كان سلام يقول لسائليه عن ملف الجنوب، إن الإدارة السياسية متروكة لرئيس الجمهورية، وإن أي قرار تنفيذي يجب أن يأتي إلى مجلس الوزراء، وعندها يظهر موقفه.

لكن، يبدو أن في واشنطن، من وجد أنه بات من الضروري العمل على الفصل تماماً بين الرئيس عون وقيادة الجيش، ولذلك، كثرت أمس التسريبات عن الإهمال الأميركي المُتعمّد للرئيس عون، منها تحميله مسؤولية عدم إعطاء الأوامر لقائد الجيش لتنفيذ خطة نزع السلاح، وصولاً إلى انطلاقة خطة جعل الجيش غير خاضع بصورة فعلية لسلطة رئيس الجمهورية.

وهي حالة ليست مستجدّة على لبنان، وكان أول من قادها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وتابعها ابنه الرئيس بشار الأسد، ثم تولاها الأميركيون بعد خروج سوريا من لبنان، حيث واظبوا على إبعاد الجيش عن رئاسة الجمهورية وحتى عن قرارات الحكومة. وفي هذه الحالة، يعتبر الأميركيون أنهم في حال وضعوا يدهم كاملة على الجيش، فإن ذلك سيكون سهلاً في حال دخلوا مرحلة ابتزاز الجيش بتخفيض حجم المساعدات العسكرية والمالية له، سواء المُقدّمة من الولايات المتحدة أو من الدول العربية الحليفة.

أمّا عن احتمالية لجوء الولايات المتحدة إلى الضغط على رئيس الجمهورية لأجل إبعاد سلطته التقريرية عن الجيش، فإن التسريبات تتحدّث عن أمور أخرى، منها أن الولايات المتحدة ومعها حلفاء من الدول العربية في صدد بناء علاقات موازية مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في لبنان، بعيداً عن السلطة السياسية.

وحجة هؤلاء، أنه بعد انتخاب الرئيس عون، وعند تكليف الرئيس سلام بتشكيل الحكومة، أبلغ الأخير صراحة بأن ملف التعيينات الأمنية والعسكرية متروك لرئيس الجمهورية. وهو أمر أُبلغ إلى عون من زاوية أنه سيكون المسؤول أمام أميركا والسعودية عن أداء هذه المؤسسات، وهم أصروا عليه، حتى في عدم تعيين المرشح الشيعي لمنصب المدير العام للأمن العام ما لم يكن هو مناسِباً له. ولذلك، حصلت التسوية على اسم اللواء حسن شقير الذي تربطه علاقة قوية بالرئيس عون ولم يكن في موضع رفض من قبل الثنائي أمل وحزب الله.

مخزومي… أميركا كمعبر نحو السعودية
تشهد العاصمة الاميركية وسفارتها في بيروت، لعبة بلياردو من قبل سياسيين لبنانيين، اذ ان القصة لا تتوقف عند «اليمين المسيحي». حيث يعمل آخرون من رجالات اميركا من المسلمين على تعزيز حضورهم عند الجانب الاميركي، ليس فقط لتقوية نفوذهم، بل لأجل استثمار ذلك في العلاقة مع الدول العربية المعنية بلبنان، وخصوصا المملكة العربية السعودية.

في هذا الملعب، يتقدم النائب فؤاد مخزومي بوصفه قائد «الحركة التصحيحية» للقيادة السنية في لبنان، ويعتبر أنه يقدر على تشكيل البديل الحقيقي عن زعامة آل الحريري، وأنه أفضل من يعبر بدقة عن الموقف المشترك للولايات المتحدة الأميركية والسعودية بشأن حزب الله.

ولكن مشكلة المخزومي أنه لا يقدر من تلقاء نفسه على معالجة كل أموره، فهو مضطر إلى أن يأخذ في الحسبان أساساً ما تريده السعودية.

ذلك أن تحالفاته خارج الدائرة السنية معروفة ومحصورة. وعليه الاختيار بشكل حاسم في المرحلة المقبلة بين أن يكون إلى جانب سمير جعجع فيضع نفسه في مواجهة الرئيس عون والصحناوي وفريق كبير من المستقلين المسيحيين، وبين أن يكون محايداً ومركزاً على سبل إقناع السعودية بأن يُترَك له أمر إدارة اللوائح في بيروت أقلها، على أن يقود تحالفات مع شخصيات سنية في بقية لبنان.

تدور مواجهة كبيرة في الشارع السني، وبينما تريد السعودية إخضاع كل السياسيين السنّة لإرادتها، فإن أبرز الطامحين، مثل فؤاد المخزومي، يطلب مساعدة واشنطن من أجل اعتماده رئيساً لكتلة نيابية ثم رئيساً للوزراء بعد الانتخابات

الرجل الذي تربطه علاقات كثيرة، من دون تحديد مدى فعاليتها، في الغرب، يهتم هذه الفترة بأن يكون هو الرجل الذي يستضيف اللقاءات المفتوحة التي تعقدها الوفود الأميركية التي تزور لبنان.

وهو حظي بمساعدة كبيرة من السفارة الأميركية في بيروت، وكذلك من السفارة البريطانية، وصار كل من يزور لبنان يعرف أنه يوجد في جدول أعماله لقاء موسع مع سياسيين من خصوم حزب الله يمكن جمعهم، مع آخرين (مستقلين) في منزل المخزومي المضياف بحسب إحداهن.

وهدف المخزومي ليس الحصول على دعم أميركي ليكون هو رئيس الحكومة المقبل في لبنان، بل في منع أي عائق يمكن أن يظهر من جانب السعودية.

ذلك أنه يفترض أنه تناهت إلى مسامع الرجل تعليقات ملك الوصاية السعودية يزيد بن فرحان، الذي يشبه إلى حد بعيد المسؤول السوري الراحل رستم غزالة في تقييمه للقيادات اللبنانية وطريقة التعامل معها. وطبعاً إن المخزومي لا يترك لأحد أن «يعلّم» عليه، فهو مستعد للإنفاق في الإعلام والعلاقات ودعم مراكز الأبحاث في أميركا نفسها، كذلك في توسيع دائرة مساعداته الاجتماعية في بيروت، ولكنه يفعل ذلك ضمن خطة تناسب طموحه.

تسريبات حول «امتعاض أميركي» من مهاجمة الجيش للاعتداءات الإسرائيلية | أميركا تهاجم عون عبر هيكل: لا مجال للحياد

مع تصاعد الحديث في الكيان الصهيوني عن حرب وشيكة، وحيث بات السؤال «متى» ستندلع الحرب وليس «إذا»، دخلت الولايات المتحدة طرفاً مباشراً في الحملة التي تستهدف الرئيس جوزيف عون عبر التصويب على قيادة الجيش اللبناني. وبرز ذلك أمس بتأجيل زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل التي كانت مقرّرة غداً إلى واشنطن، بعدما أُبلغ بأن غالبية المواعيد التي طلبها أُلغيت بذريعة عدم توفر وقت لدى المسؤولين الأميركيين، كما أكّدت سفيرة لبنان في واشنطن ندى حمادة الأمر عبر برقيات أرسلتها لشخصيات لبنانية وأميركية تعتذر عن إلغاء حفل استقبال كان سيُقام على شرف هيكل.

الحملة الأميركية لم تقتصر على التأجيل، إذ برز أمس هجوم شنّه أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي اتهموا الجيش بالتقاعس في نزع سلاح حزب الله، فيما يتردّد في العاصمة الأميركية أن الرسالة موجّهة أساساً إلى رئيس الجمهورية جوزيف عون.
محلياً، انتشرت روايات وتسريبات ربطت الحملة بالبيان الأخير الذي أصدره هيكل، واتهم فيه العدو الإسرائيلي بانتهاك السيادة اللبنانية وزعزعة الاستقرار وعرقلة انتشار الجيش في الجنوب.

وفسّر البيان بأنه استفزاز للجانب الأميركي، خصوصاً أنه جاء بعد مداخلة هيكل في مجلس الوزراء حول عمل الجيش في جنوب نهر الليطاني وقوله إن إسرائيل تتعمّد العرقلة، سائلاً عن جدوى مواصلة العمل طالما أن إسرائيل لا تريد الالتزام بما يتوجّب عليها. وقد دفع ذلك بالبعض إلى تفسير الخطوة الأميركية بأنها ردّ على البيان، وستؤدي إلى اندلاع نقاش داخل الإدارة الأميركية والكونغرس حول جدوى استمرار المساعدات المُقدّمة للجيش اللبناني، في موازاة تركيز الصحافة العبرية على تقصير المؤسسة العسكرية في تنفيذ الدور المطلوب منها مواجهة حزب الله.

ونشر السيناتور جوني إرنست عبر منصّة «إكس» تغريدة قال فيها: «أشعر بخيبة أمل كبيرة من التصريح الصادر عن قيادة الجيش اللبناني. فالجيش اللبناني شريك استراتيجي، وقد ناقشتُ هذا الأمر مع القائد العام في آب الماضي، وكانت إسرائيل قد منحت لبنان فرصة حقيقية للتحرّر من إرهابيّي حزب الله المدعومين من إيران. وبدل اغتنام هذه الفرصة والعمل معاً لنزع سلاح الحزب، يوجّه القائد العام، وبشكل مُخزٍ، اللوم نحو إسرائيل».

فجأة تبلّغت السفارة اللبنانية في واشنطن باعتذار مسؤولين أميركيين عن u]l الاجتماع بقائد الجيش ما دفعه إلى تأجيل الزيارة

وسبقت ذلك، حملة قادها العضو في الحزب الجمهوري من أصل لبناني توم (عاطف) حرب، الذي قال إن الإدارة «تشعر بالإحباط من الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني. وقد ألغت كل الاجتماعات المُقرّرة غداً في واشنطن مع قائد الجيش رودولف الهيكل، واضطرت السفارة اللبنانية إلى إلغاء حفل الاستقبال المُخطّط على شرفه».

وقالت مصادر متابعة، إن «إلغاء زيارة هيكل ليس مرتبطاً بالبيان فحسب، بل يأتي ضمن سياق بدأ مع توتر العلاقة بينه وبين المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وتحريضها عليه أمام عدد من السياسيين اللبنانيين واتهامه بعدم تنفيذ المطلوب منه في مواجهة حزب الله»، وقد تراكم الاستياء بعد المطالعة التي قدّمها هيكل في مجلس الوزراء، متناولاً «الإهانات المتكررة التي تطاول الجيش أمنياً وسياسياً، وكيف يتعرّض عناصره للتضييق والاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب»، مشيراً إلى «إمكانية أن يقوم الجيش بتوقيف كل نشاطه جنوب الليطاني بسبب العوائق الإسرائيلية»، وهي المطالعة التي تكفّل بنقلها «الوشاة» من داخل الحكومة إلى الإدارة الأميركية. وازداد الاستياء الأميركي من القائد لرفضه تلبية المطالب الإسرائيلية والأميركية، ولا سيما الدخول إلى منازل الجنوبيين بحثاً عن سلاح حزب الله، معتبراً أن تنفيذ مثل هذه المطالب سيؤدّي إلى مشكل كبير ولن يُرضي الإسرائيلي الذي سيطلب المزيد من لبنان.

إلى ذلك، فإن التقديرات في لبنان تذهب إلى تفسير الخطوة الأميركية كرسالة إلى رئيس الجمهورية الذي يعتبر الأميركيون أنه المسؤول الأول أمامهم، وأنه يقف وراء مواقف هيكل وهو من يتأخر في تنفيذ المهام المطلوبة. ومفاد الرسالة أن «المشكلة لم تعد مع حزب الله وحسب، وإنما مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وأن الولايات المتحدة مستعدّة لإدخال لبنان في عزلة أمنية وعسكرية وليس فقط سياسية ومالية، من خلال رفع الدعم عن المؤسسة العسكرية وحرمانها من مساعدات المانحين».

وبإلغاء الزيارة، تؤكد واشنطن على طلبها المباشر من السلطة اللبنانية، إحداث تغيير في عقيدة الجيش اللبناني، بحيث يتوقف عن اعتبار إسرائيل بلداً عدواً، والتوقف عن استخدام خطاب تحريضيّ ضد إسرائيل لأن ذلك سيعرّض الجيش اللبناني هذه المرة للعقاب الإسرائيلي، كما يطلب الأميركيون صراحة من الجيش الامتناع عن التصرف كمحايد في المعركة مع حزب الله، بل يجب أن يكون في صف الفريق العامل على تفكيك الحزب ومؤسساته العسكرية والمالية، ولو أدّى ذلك إلى صدام داخلي.

لكنّ الأخطر من ذلك، وفقَ ما تقول المصادر، أن اتخاذ موقف من الجيش اللبناني، يعني كشف البلد وإطلاق يد العدو الإسرائيلي عسكرياً، رغم المواقف المعلنة بضرورة ضبط الوضع ومنعه من التدهور، خصوصاً أن هناك في لبنان وأميركا، من سيستغل موقف الإدارة الأميركية من الجيش اللبناني ويستكمل التحريض عليه ويحاول إقناع الإدارة بموقف أكثر تشدّداً مع لبنان وأكثر تساهلاً مع العدو والانتقال من التهديد إلى الفعل والسماح لإسرائيل بالقيام «بما لم تقم به الدولة اللبنانية والجيش اللبناني».

فرنسا تعرض وساطة لترسيم الحدود البرية مع سوريا

علمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية، أن الهدف الرئيسي لزيارة مستشارة الرئيس الفرنسي آن كلير لوجندر للبنان لا يتعلق بملف تطبيق القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني، بل يتركّز على عرض فرنسا إدارة وساطة بين لبنان وسوريا لترسيم الحدود البرية من منطقة مزارع شبعا حتى أقصى الشمال الغربي.

وسبق للمسؤولة الفرنسية أن عقدت محادثات في باريس، وجمعت ملفات من الأرشيف الفرنسي ومن وزارة الدفاع، لإعداد ملف تقني، قبل نقلها رغبة بلادها بإدارة الوساطة. وقد وجّهت دعوة إلى لبنان وسوريا لعقد اجتماعات في باريس بين وفود تقنية وعسكرية لبنانية وسورية، مشيرة إلى «استعداد فرنسا لتزويد البلدين بالخرائط والوثائق الموجودة في أرشيفها منذ عهد الانتداب الفرنسيّ للبلدين. وأشار الجانب الفرنسي في هذا السياق إلى أنه يحظى بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وأن باريس ستتولى أمر المناطق المُتنازع عليها بين البلدين والتي تقع اليوم تحت الاحتلال الإسرائيلي. غير أن لبنان لم يسمع من الجانب الأميركي أي إشارة مباشرة إلى هذا الملف، كما لم يحصل تبادل للآراء مع الجانب السعودي المعني بالملف الخاص بعلاقات لبنان وسوريا.

وسط هذه الأجواء، يجري الحديث عن ترتيبات لزيارة سيقوم بها نائب رئيس الحكومة طارق متري لسوريا للقاء الرئيس أحمد الشرع، وتفعيل المحادثات بين البلدين بشأن عدد من الاتفاقات المتعلقة بالحدود وملف السجناء والموقوفين، خصوصاً أن لبنان لمس خلال الاجتماعات التي عُقدت في بيروت مع وفود سورية، أن دمشق «غير مهتمة حالياً بترسيم الحدود، وأن تركيزها قائم على ملف الموقوفين».

يشار إلى أنه في ظل المبادرة الفرنسية، عادت بريطانيا لتمارس الضغط على الجيش اللبناني، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لنشر عدد جديد من أبراج المراقبة على الحدود الشرقية للبنان، بحجة المساعدة على وقف عمليات التهريب، فيما قال البريطانيون صراحة إن الهدف هو المساعدة في تطبيق جزء من القرار 1701 لجهة منع وصول أسلحة إلى حزب الله، وإن سوريا موافقة على هذا الإجراء، لكنّ لبنان لم يحصل على جواب حول سبب عدم وضع الأبراج داخل الأراضي السورية لمراقبة الحدود من هناك، خصوصاً أن التهريب يحصل من الجانب السوري وليس العكس.

اللواء:

قائد الجيش يلغي زيارته إلى واشنطن بعد إلغاء موعده مع قائد الجيوش الأميركية

عون يتعهَّد بحماية الاستثمار وإلغاء عقوبة الإعدام غداً.. و11 شهيداً بغارة إسرائيلية على محيط عين الحلوة

إنشغلت الأوساط الرسمية والدبلوماسية بالقرار الذي اتخذه قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل بإلغاء زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية التي كانت مقررة امس، غداة معلومات عن الغاء قائد الجيوش الاميركية الموعد المحدّد للعماد هيكل، وسط حملة مسعورة من قبل شيوخ في الكونغرس، اعتبروا عدم الترحيب بهيكل بأنه يشكل رسالة اعتراض على وصف اسرائيل من قبل الجيش «بالعدو».
وأتت الخطوة بعد ساعات من تقديم السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى اوراق اعتماده، والذي شارك امس بمؤتمر «بيروت وان» وسط ترحيب به من قبل الرئيس عون، الذي القى كلمة في المؤتمر الذي انعقد بعنوان «بيروت تنهض من جديد» في واجهة بيروت البحرية، مؤكداً الانفتاح على المحيط العربي والدولي، ومقدراً مشاركة «الاشقاء السعوديين المشاركين للمرة الاولى في مناسبة لبنانية على هذا المستوى».
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان سلسلة إتصالات بدأت تشق طريقها في موضوع إلغاء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى الولايات المتحدة الأميركية والعمل على الحد من تداعياتها من خلال الدعوة الى عدم الدخول في تحليلات مستقبلية عن مصير دعم الجيش او غير ذلك.
ورأت هذه المصادر ان الرسالة من خلال هذا الإجراء وصلت الى المعنيين ويتطلب التعاطي معها بحكمة، ولم تستبعد ان تحضر في مجلس الوزراء، واشارت الى ان المجلس قد يؤكد على دور الجيش في مختلف المهمات التي يقوم بها الا اذا تجنب المجلس الدخول في نقاش في هذا الموضوع.

عون: الدولة قادرة على حماية المستثمر والمواطن

وتعهد الرئيس عون في كلمته في مؤتمر «بيروت -وان» «Beriut one» «بحماية المستثمر والمواطن معاً».
ورحب عون بالسفير عيسى، في المؤتمر الذي شارك فيه وزراء ونواب وسفراء ورؤساء الهيئات الاقتصادية والنقابية وكبار المستثمرين.
شكلّ افتتاح مؤتمر «بيروت 1» الاستثماري امس فسحة تنفّس واسعة اكدت استمرار الاهتمام العربي والدولي للبنان، برغم الازمات التي يعانيها، لا سيما المتمثلة منها بالاعتداءات الاسرائيلية واحتلال مناطق لبنانية والضائقة الاقتصادية – المعيشة، ما يفتح افاقاً مستقبلية واعدة اذا انطلقت الاستثمارات بعد توفير الاجواء الملائمة لها سياسيا وامنيا وماليا وقضائيا في البيئة اللبنانية. وهو الامر الذي يعوّل عليه الاشقاء العرب بدليل حضور وفد سعودي كبير، وحضور السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى للمؤتمر. فيما تترقب الاوساط لقاءات الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان مع المسؤولين. ولقاءات وتوجهات السفير الاميركي مستقبلاً، الذي قالت مصادر دبلوماسية لـ اللواء» انه ينفذ تعليمات الادارة الاميركية، لذلك اعلن في شهادته امام الكونغرس الاميركي قبيل تعيينه انه «لا بد من نزع سلاح حزب الله في لبنان كله وليس في الجنوب فقط».
لكن حصلت انتكاسة مفاجأة مع وصول السفير عيسى من شأنها ان تؤثر على عمله وتزيد تعقيده، وان تقلب مشهد التعاون الاميركي – اللبناني، حيث تم الغاء زيارة قائد الجيش رودولف هيكل الى الولايات المتحدة الاميركية، بعدما الغيت اجتماعات كانت مقررة للقائد مع مسؤولين ونواب وقادة عسكريين اميركيين، فقرر هيكل الغاء الزيارة برمتها رداً على ما اعتبر «اهانة» بحق لبنان وجيشه. وهي رسالة موجهة للدولة اللبنانية وبخاصة لرئيسها جوزيف عون عبر الجيش.
ولاحقاً، وفي مسعى لإستيعاب خطورة القرار الاميركي، قالت مصادر أميركية: «نأمل في إعادة تحديد موعد زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى واشنطن وإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، في حال تنفيذ الإصلاحات اللازمة أي إقرار الإصلاحات المالية المطلوبة وتسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة وغيرها من الخطوات».
ووسط هذه الاجواء، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري موفد المملكة العربية السعودية الامير يزيد بن فرحان، في زيارة ذات وجه اقتصادي خالية من النقاشات السياسية وفق ما افادت المعلومات. التي اضافت: ان بن فرحان تابع خلال زيارته تفاصيل ضبط المعابِرِ الشرعية وغيرِ الشرعية عبر السكانر وعبورِ البضائع اللبنانية الى المملكة عبر سوريا في شاحنات مقفلة ومختومة.
وقال: ووجودَك معنا اليوم، هو لفتة معبّرة جداً من الرئيس دونالد ترامب حيال لبنان. ونحن نقدّرُ ذلك ونثمّنه. ونجدد شكرنا لإدارته على كل الدعم. ونتطلع إلى مزيد من التعاون على كافة المستويات. ورحّب رئيس الجمهورية في كلمته بالوفود المشاركة بالمؤتمر معتبراً وجودهم في هذا الحدث موضع تقديرٍ كبيرٍ من كل لبناني، مقدراً بشكل خاص مشاركة «الأشقاء السعوديين، المشاركين للمرة الأولى في مناسبة لبنانية على هذا المستوى، منذ مدة كانت كافية لتشتاق بيروت إليهم، ويشتاقوا إليها.» واعاد الرئيس عون التأكيد على انفتاح لبنان على محيطه العربي والدولي، مشيراً الى أن لبنان يجب أن يستعيد دوره الطبيعي لاعبًا اقتصاديًا وثقافيًا في المنطقة، وجسرًا بين الشرق والغرب، ومنصةً للتعامل والتعاون بين الشركات والمستثمرين والمؤسسات الإنمائية، مؤكداً ان انفتاح لبنان ليس شعارًا، بل توجهًا فعليًا نحو شراكات جديدة، نحو الأسواق المحيطة، ونحو تعزيز مكانته في خارطة الأعمال الإقليمية والدولية. وقال: اننا لا نبني المستقبل عندما تهدأ العواصف، بل نصنع الهدوء عبر البناء.

إلغاء هيكل زيارة واشنطن

واهتمت الاوساط اللبنانية والدبلوماسية بالغاء قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل الى الولايات المتحدة بعد حملة استهدفته من جهات معروفة ومن لوبي معروف ايضاً في الكونغرس الاميركي، لجهة تراخيه مع حزب االله، او وصف اسرائيل «بالعدو» في بيان لمديرية التوجيه في الجيش اللبناني.
وفي المعلومات ان العماد هيكل هو من بادر الى الغاء الزيارة بعدما تبلغ منتصف الليلة ما قبل الماضية ان موعده مع قائد الجيوش الاميركية قد ألغي.. إذ انه بعد إلغاء اجتماعات كانت مقررة له مع مسؤولين اميركيين، قرر الغاء الزيارة ككل، باعتبار السلوك الاميركي يشكل «اهانة» للبنان وجيشه، في خطوة غير مسبوقة.
وربطت مصادر اميركية اعادة تحديد موعد لزيارة قائد الجيش الى الولايات المتحدة بسلسلة من الخطوات اثارها في بيروت وفد الخزانة الاميركية، وقبله كل من السفيرين مورغن اورتاغوس وتوماس براك لجهة انتقاد السلطتين السياسية والعسكرية في التعامل مع حزب االله، وتجريده من سلاحه، والغاء «اقتصاد الكاش» لمحاصرته مالية، فضلاً عن الاصلاحات المطلوبة على غير مستوى مالي، بما في ذلك قانون الفجوة المالية والاصلاح المصرفي.
وذكر مراسل mtv في واشنطن: أنّ الادارة الاميركية أَلغت كل الاجتماعات التي كانت مُقرَّرَة امس لقائدِ الجيش العماد رودولف هيكل، كما ألغت السفارة اللبنانية في واشنطن حفل الاستقبال الذي كان مُعَدّاً على شرفِه بحضور اركان الجالية اللبنانية، وأشار الى أنّ «السبب المباشر لإلغاء الزيارة هو الاعتراض الأميركي على البيان الأخير للجيش اللبناني، الذي القى بحسب الادارة اللوم على اسرائيل واعتبارها المشكلة (امام استكمال انتشار الجيش في كامل الجنوب) وعدم لوم حزب االله، في وقت تُعتبر فيه إسرائيل حليفاً أساسياً للولايات المتحدة التي تقدّم ايضاً الدعم الأكبر للمؤسسة العسكرية اللبنانية»، مضيفاً: «هذا البيان أشعل غضباً لدى عدد من أبرز أعضاء الكونغرس، وفتح نقاشاً داخلياً حول مستقبل المساعدات للبنان».
وتابع : يتّضح أنّ هذا التطوّر كان كافياً لدفع الإدارة الأميركية إلى تعليق الاجتماعات المقرّرة بالكامل، وإبلاغ السفارة اللبنانية بإلغاء اللقاءات التي كانت مقررة مع قائد الجيش، ما أدى إلى إلغاء حفل الاستقبال الرسمي في السفارة أيضاً الذي كان مخصّصا للقاء القائد هيكل مع الجالية اللبنانية، حيث حضر بعضهم من ولايات مختلفة الى واشنطن وتفاجأوا بالالغاء.
كما اضاف: أنّه «خلال الساعات الماضية، شنّ السيناتور ليندسي غراهام والسيناتورة جوني إرنست هجوماً حاداً على قيادة الجيش، معتبرين أنّ هذا الموقف يُظهر ضعفاً في مواجهة حزب االله، ويقوّض الثقة التي بنتها واشنطن مع الجيش. وغراهام ذهب أبعد من ذلك، قائلاً إنّ الجيش اللبناني لم يعد استثماراً جيداً للولايات المتحدة».
وقال مصدر مسؤول في الجيش اللبناني لـ«الجزيرة» أن اتهام المؤسسة العسكرية بالبطء في تنفيذ خطة حصر السلاح غير صحيح. وأضاف: ان قرار إلغاء الزيارة جاء بعد إلغاء واشنطن عددا من المواعيد المقررة سابقا ولقاءات قائد الجيش كانت تشمل مسؤولين بالبيت الأبيض والكونغرس وقادة عسكريين. كما شدد المصدر على إن الجيش يقوم بدوره بحكمة وتنفيذ خطة حصر السلاح تسير وفق البرنامج المحدد. وهو مصر على استكمال انتشاره في كامل الجنوب.
وافتتحت السيناتور ارنست الحملة على الجيش بتغريدة رداعلى بيان الجيش اللبناني عبر حسابها على «إكس» قالت فيها: «يُعَدّ الجيشُ اللبناني شريكًا استراتيجيًا، وكما ناقشتُ مع قائد الجيش في آب/أغسطس، فإنّ إسرائيل منحت لبنان فرصة حقيقية ليتحرّر من إرهابيّي حزب الله المدعوم من إيران. بدل اغتنام هذه الفرصة والعمل معًا لنزع سلاح حزب االله، يقوم قائدُ الجيش، للأسف وبشكل مُخزٍ، بتوجيه اللوم إلى إسرائيل».
اما السيناتور الاميركي المؤيد للإحتلال ليندسي غراهام فقال عبر حسابه على «أكس»: من الواضح أن قائد الجيش اللبناني – بسبب وصفه إسرائيل بالعدو، وجهوده الضعيفة والشبه معدومة لنزع سلاح حزب الله – يُمثل انتكاسة كبيرة للجهود المبذولة لدفع لبنان إلى الأمام.هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية استثمارًا غير مُجدٍ لأميركا.
أضاف: أشعر بخيبة أمل من هذا التصريح الصادر عن الجيش اللبناني الشريك الاستراتيجي، وكما ناقشتُ مع قائد الجيش في أغسطس/آب، فقد منحت إسرائيل لبنان فرصة حقيقية للتحرر من إرهابيي حزب الله المدعومين من إيران. بدلاً من اغتنام هذه الفرصة والعمل معًا لنزع سلاح حزب االله، يُلقي رئيس أركان الجيش باللوم على إسرائيل، بشكلٍ مُخزٍ.
اما عضو الحزب الجمهوري الاميركي طوم حرب اللبناني الاصل فذهب ابعد من ذلك بالدعوة «الى اقالة العماد هيكل وتعيين قائد جيش سيادي».
ووفق معلومات «ام تي في»، تم تحويل الملف وما جرى مباشرةً إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وأصبح في عهدته داخل وزارة الخارجية واللجان المختصة، نظراً لدوره المركزي في إعادة صياغة السياسة الأميركية تجاه لبنان، خصوصاً في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية، وبات استمرار التعاون مع الجيش اللبناني مرتبطاً بشكل مباشر بمواقفه في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ملفّ الحدود ونزع سلاح حزب االله، وأنّ أي خطاب يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل سيؤثّر فوراً على مستوى العلاقات والدعم..
وتعليقا على إلغاء الزيارة، قال سفير الولايات المتحدة الأميركية ميشال عيسى لا تعليق لدي وليس لدي معلومات بشأن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن.
أما وزير المال ياسين جابر فقال: أتمنى أن يحل الموضوع قائد الجيش قريباً، لأنّ الجيش يجب أن يلقى كل الدعم ويجب ألا نضعفه وهذا الأمر يحتاج إلى جهد دبلوماسي من لبنان.
وبدوره قال زير الصحة ركان ناصر الدين: نحن إلى جانب الجيش وقائده وإلى جانب أي مسعى لحماية لبنان ويجب تعزيز دور الجيش.
وفي خطوة، قد تكون مرتبطة بتفاهمات على صلة بانفجار مرفأ بيروت، من المتوقع ان يعقد مجلس الوزراء في جلسة في القصر الجمهوري، للبحث في المواضيع المبينة في جدول الأعمال، المتضمن 40 بنداً، ابرزها: اقتراح قانون يرمي الى الغاء عقوبة الاعدام. اقتراح قانون لتعديل بعض مواد قانون العقوبات لإيجاد حل لاشكالية إطلاق سراح المحكومين بالمؤبد، اقتراح قانون بتعديل واضافة بعض المواد في قانون العمل وقانون الدخول الى لبنان والاقامة فيه، وتعيين مدير عام رئيس مجلس اداة لمؤسسة مياه البقاع، واقتراحات قوانين اخرى لشؤون وظيفية وادارية وتخصيص مبالغ لمتقاعدي الاجهزةالامنية والعسكرية لرتبة مؤهل، وبعض الموظفين في النقل وتسوية اوضاع عقداء في الامن العام، واقتراحات لعقد اتفاقيات مع بعض الدول وقبول هبات واقامة علاقات دبلوماسية مع جذر الباهاماس وعدد البنود ٤٠ بنداً.
وفي اطار الشأن الوظيفي العام، أعلنت رابطة موظفي الإدارة العامة في بيان، «التوقف عن العمل ابتداء من اليوم الأربعاء، داعية إلى الاعتصام أمام مبنى المالية TVA العاشرة من صباح يوم الجمعة المقبل في ٢١ الحالي العاشرة صباحا، على أن تبلغ الرأي العام بالتحركات المقبلة».
وقالت: أنها تتابع، ومعها روابط القطاع العام، بأسف كبير النهج المعتمد من قبل الحكومة، لا سيما وزارة المال ورئاسة الحكومة، في التعاطي مع حقوق العاملين في الإدارات العامة وسائر المكونات الوظيفية، وأصبح واضحا أن سياسة المماطلة والتسويف صارت الخيار الوحيد لدى السلطة.
ورفضت «بشكل حاسم استمرار هذا الأداء»، مؤكدة أن «الحقوق المالية والمعيشية لموظفي الدولة لم تعد تحتمل أي تأجيل أو مراوغة، خصوصا بعد سيل الوعود التي لم يلتزم أصحابها بتنفيذها، بما في ذلك العمل على تصحيح الرواتب ورفع المضاعفات الى ٥٠% من قيمة الراتب لعام ٢٠١٩».

مجلس الأمن: مراجعة تطبيق القرار 1701

وغداً، يعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات مغلقة تتعلق بتقرير الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701. والمتحدثان المتوقعان هما المنسقة الخاصة للبنان جانين هينيس بلاسخارت ووكيل الأمين العام لعمليات السلام جان بيير لاكروا. هذا التقرير حول القرار هو الأول بعد قرار مجلس الأمن الرقم 2790 في 28 آب الماضي الذي مدّد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) لمرة أخيرة تنتهي في 31 كانون الأول 2026، ووجّه البعثة لبدء انسحاب منظم وكامل اعتبارًا من ذلك التاريخ، وفي غضون عام واحد.
وذكر موقع مجلس الأمن أن من الخيارات المطروحة أن يوفد المجلس بعثة زائرة إلى لبنان قبل نهاية العام من أجل دعم الزخم نحو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701. بالإضافة الى تقويم الوضع الميداني في ضوء التطورات الأخيرة، مثل خطة انتشار القوات المسلحة اللبنانية، والتخفيض المتوقع في عدد أفراد اليونيفيل في سياق مبادرة الأمم المتحدة رقم 80، وقرار المجلس الصادر في آب بشأن سحب قوات اليونيفيل. كما يمكن أن يُطلع أعضاء المجلس بشكل مباشر على مدى احتياجات إعادة الإعمار في جنوب لبنان.

شهيدان في بنت جبيل وبليدا

في أمن الجنوب، استهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية بصاروخين سيارة في بنت جبيل، أدت الى استشهاد الموظف في اتحاد بلديات بنت حبيل علي شعيتو. وألقت مسيّرة اسرائيلية قنبلة على حفارة في بلدة بليدا فجرا، ما أدى الى إندلاع النيران فيها.
ونفذ الجيش الاسرائيلي غارات وهمية في اجواء منطقتي النبطية واقليم التفاح وعلى علو متوسط.
وعصر أمس، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بليدا. وأفادت المعلومات عن سقوط شهيد هو هيثم المصري من بلدة حورتعلا البقاعية.
ونفذت دورية لقوات «اليونيفيل» حملة تفتيش في وادي السلوقي في سفح حولا، في جنوب لبنان.وبحسب مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، تبين أن «اليونيفيل» دخلت إلى الوادي من دون مرافقة الجيش اللبناني. كما نفذ عناصر من الوحدتين الإسبانية والنيبالية في «اليونيفيل» دوريات مكثفة في حولا ومركبا.
وليل أمس، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة في محيط مسجد خالد بن الوليد داخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، وسقط 11 شهيداً حسب بيان وزارة الصحة وعدد كبير من الجرحى.
وقالت حركة حماس، ان الغارة استهدفت ملعب ميني فوتبول معروف ومكتظ غالباً، ولا صحة لمزاعم العدو.

البناء:

ترامب يبيع السعودية اف 35… وابن سلمان: التطبيع مشروط بالدولة الفلسطينية

مجزرة في عين الحلوة وهيكل ينتفض لكرامة الجيش ولبنان ويلغي زيارة واشنطن

رحيل زاهر الخطيب وحزب الله ينعاه وفرنجية: صاحب بصمة أخلاقية وتشريعية

كتب المحرر السياسي

انشغل الكثيرون في مقارنة حفاوة و فخامة استقبال البيت الأبيض والرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضيف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالاستقبال الباهت والأبتر وغير اللائق الذي حظي به رئيس سورية المؤقت أحمد الشرع، والزيارة التي ينتظرها ترامب مع خزينة خاوية تنوء تحت عبء الديون أملاً بتوسيع نطاق التمويل الذي قد تحمله الزيارة لمؤسسات وشركات أميركية، وعد بن سلمان أن تصل إلى تريليون دولار، تضمنت موافقة لافتة من ترامب على بيع طائرات إف 35 الى السعودية رغم الاعتراض الإسرائيلي، الذي عبرت عنه تسريبات في وسائل الإعلام العبرية تحدثت عن اختلال التفوق الإسرائيلي بامتلاك السعودية آخر جيل من الطائرات الذي تسلمته «إسرائيل»، بينما تحدث البيت الأبيض عن أرجحية الموافقة على صفقة نووية سلمية مع السعودية، بينما كان حديث ترامب عن التطبيع السعودي الإسرائيلي واضحاً جاء الجواب السعودي واضحاً أيضاً بقول ولي العهد السعودي أن التطبيع مع «إسرائيل» وارد وممكن لكنه مشروط بالدولة الفلسطينية على الأقل كمسار موثوق.
مسار اتفاق غزة لم ينل بعد تعليقات واضحة أميركية سعودية، رغم التعقيدات التي ظهرت ما بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي، الذي شاركت السعودية والدول العربية والإسلامية بترجيح كفته، حيث أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن حكومته لن تسمح بقيام دولة فلسطينية مهما كلف الأمر، بينما وصفت حركة حماس القرار بمشروع وصاية أجنبية يستهدف الهوية الوطنية الفلسطينية بتشكيل مجلس للوصاية ينتزع القرار من أيدي الفلسطينيين، رغم ترحيب السلطة الفلسطينية بالقرار ومجلس الوصاية وإعلانها الانصياع لتنفيذ دفتر الشروط الإسرائيلي الذي سمي بمشروع لإصلاح مؤسسات السلطة في القرار ومنحت «إسرائيل» الكلمة الفصل في الحكم عليه وكفايته لإشراك السلطة في أي مبادرات أو خطوات لحكم غزة.
في لبنان غارة إسرائيلية على مخيم عين الحلوة تنتهي بمجزرة قتلت 13 وجرحت العشرات، قالت حركة حماس رداً على مزاعم الاحتلال باستهداف مقرّ لها، أن المستهدف هو ملعب رياضي يتجمع فيه فتية المخيم الذين توزعوا بين شهداء وجرحى بسبب العدوان الإسرائيلي.
في سياق لبناني آخر كان إعلان إلغاء قائد الجيش العماد رودولف هيكل زيارة مقررة لواشنطن تبدأ اليوم، رداً على إلغاء بعض المواعيد المقررة في الزيارة، في سياق ضغوط أميركية على الجيش لإخضاعه لدفتر الشروط الإسرائيلي، حدث لبنان الأول، حيث تمّت قراءة الموقف باعتباره انتفاضة لكرامة لبنان والجيش بعد شهور من تنمر المسؤولين الأميركيين على أداء رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة والجيش، بسبب تمسّك لبنان بمعايير سيادية لمقاربة الطلبات الأميركية التي ستجيب فقط للحسابات الإسرائيلية وتمثل استقالة من مسؤوليات واشنطن كراع لاتفاق وقف إطلاق النار، وكان اللافت هو الصمت المطبق لكل الذين كانوا يتشدقون بحب الجيش والثقة بالجيش ويدعون أنهم حزب الجيش اللبناني بوجه المقاومة، بما يجعلهم فعلياً حزب توماس برّاك الذي حدّد مهمة الجيش بقتال أبناء شعبه كما قال، لا نسلح الجيش لقتال «إسرائيل» بل لقتال أبناء شعبه، بينما تمسك الجيش بتحمل مسؤولياته جنوب الليطاني وشهد للمقاومة التزامها بالتعاون لتنفيذ الاتفاق، محملاً الاحتلال مسؤولية عرقلة انتشاره وبسط سيادته، وفقاً لما تنص عليه القرارات الدولية وخصوصاً القرار 1701.
في لبنان أيضاً رحل النائب والوزير السابق زاهر الخطيب أمين عام رابطة الشغيلة، صاحب المواقف الوطنية المشهودة، خصوصاً موقفه مع زميله النائب نجاح واكيم في رفض اتفاق 17 أيار عام 1983، عندما وقف على منبر مجلس النواب يقول يومها، باسم الشعب اللبناني والمقاومين أرفض اتفاق الذل والإذعان والعار، وقد نعى حزب الله الراحل الكبير، حيث استذكر الحزب أنّ الخطيب، «كان داعماً ومسانداً للمقاومة ومدافعاً عن حق الشعوب في التحرّر، وحاملاً همّ ‏شعب فلسطين وقضيّته في فكره ومواقفه‎». ولفت إلى أنّ «الراحل آمن بأنّ بناء الدولة العادلة لا يمكن أن يكون إلا بوحدة واتحاد اللبنانيين ومحاربة الفساد بكل أشكاله ‏وألوانه‎»، بينما عبر الوزير السابق سليمان فرنجية خلال حوار تلفزيوني عن حزنه لرحيل الخطيب صاحب البصمة التشريعية والأخلاقية في السياسة اللبنانية.

فيما حطّ في بيروت يوم الجمعة السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى ألغيت زيارة قائد الجيش رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة الأميركية، لامتعاض أميركي من مواقفه من العدو الإسرائيلي، والأخطر أن نواباً في الكونغرس الأميركي هاجموا مباشرة الجيش اللبناني، ما يُشكل خطراً على الدعم العسكري الأميركي للمؤسسة الذي يشكل ما نسبته 90 في المئة من الدعم الذي تتلقاه. وبعدما ألغيت اجتماعات كانت مقرّرة للقائد مع مسؤولين أميركيين، قرّر الأخير إلغاء الزيارة برمّتها رداً على ما اعتبر «إهانة» بحق لبنان وجيشه.
وكتب السيناتور ليندسي غراهام عبر حسابه على «أكس»: «من الواضح أن رئيس أركان الجيش بسبب وصفه «إسرائيل» بالعدو، وجهوده الضعيفة وشبه المعدومة لنزع سلاح حزب الله يمثل انتكاسة كبيرة للجهود المبذولة لدفع لبنان إلى الأمام. هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية استثمارًا غير مجدٍ لأميركا». وأضاف «أشعر بخيبة أمل من هذا التصريح الصادر عن الجيش اللبناني كشريك استراتيجي، وكما ناقشتُ مع رئيس أركان الجيش في آب، منحت «إسرائيل» لبنان فرصة حقيقية للتحرر من إرهابيي حزب الله المدعومين من إيران. بدلاً من اغتنام هذه الفرصة والعمل معًا لنزع سلاح حزب الله، يُلقي رئيس أركان الجيش باللوم على «إسرائيل»، بشكلٍ مُخزٍ».
مصادر سياسية رأت أن قرار واشنطن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني نقطة تحوّل في مقاربة الولايات المتحدة للمؤسسة العسكرية، ورسالة واضحة بأن لبنان يقترب من بداية عزلة أمنية – عسكرية؛ الأسباب المباشرة لهذا التحول ترتبط بما تضمنته البيانات العسكرية اللبنانية الأخيرة من مواقف اعتبرتها واشنطن قريبة من حزب الله. وترى المصادر أن من شأن هذه المواقف الأميركية أن تلعب دوراً في إلغاء المؤتمرات المخصصة لدعم الجيش، الأخطر أن هذا الضغط الأميركي قد يخلق فراغًا أمنيًا إذا تراجع الدعم الهيكلي والتدريبي للجيش ويساهم في إضعاف المؤسسة الوحيدة التي لا تزال تعمل ضمن حد أدنى من الاحترافية والانضباط.
وقال سفير الولايات المتحدة الأميركية ميشال عيسى: «لا تعليق لديّ وليس لديّ معلومات بشأن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن». أما وزير المال ياسين جابر فقال: «أتمنى أن يحلّ الموضوع قائد الجيش قريباً لأنّ الجيش يجب أن يلقى كل الدعم ويجب ألا نضعفه وهذا الأمر يحتاج إلى جهد دبلوماسي من لبنان». وقال وزير الصحة ركان ناصر الدين بدوره: «نحن إلى جانب الجيش وقائده وإلى جانب أي مسعى لحماية لبنان ويجب تعزيز دور الجيش».
في المقابل، وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسةً عند السّاعة الثّالثة من بعد ظهر يوم الخميس المقبل في القصر الجمهوري في بعبدا، للبحث في جدول الأعمال المؤلّف من 40 بندًا. قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال حضوره افتتاح مؤتمر «بيروت واحد» Beirut One» « بعنوان: «بيروت تنهض من جديد» بمشاركة وحضور عدد من الوزراء والنواب والسفراء ورؤساء الهيئات الاقتصادية والنقابية وكبار المستثمرين، ورواد من مختلف القطاعات للمساهمة في رسم مستقبل لبنان وبناء مرحلة جديدة من النهوض والتنمية وذلك في واجهة بيروت البحرية: اسمحوا لي أن أرحب مرة جديدة، بالوافد الدبلوماسي الجديد، السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى. إن اختيارَك في هذا المركز، ووجودك معنا اليوم، هو لفتة معبّرة جداً من الرئيس دونالد ترامب حيال لبنان. ونحن نقدّرُ ذلك ونثمّنه. ونجدّد شكرنا لإدارته على كل الدعم. ونتطلع إلى مزيد من التعاون على كافة المستويات. ورحّب رئيس الجمهورية في كلمته بالوفود المشاركة بالمؤتمر معتبراً وجودهم في هذا الحدث موضع تقديرٍ كبيرٍ من كل لبناني، مقدراً بشكل خاص مشاركة «الأشقاء السعوديين، المشاركين للمرة الأولى في مناسبة لبنانية على هذا المستوى، منذ مدة كانت كافية لتشتاق بيروت إليهم، ويشتاقوا إليها». وأعاد الرئيس عون التأكيد على انفتاح لبنان على محيطه العربي والدولي، مشيراً إلى أن لبنان يجب أن يستعيد دوره الطبيعي لاعبًا اقتصاديًا وثقافيًا في المنطقة، وجسرًا بين الشرق والغرب، ومنصةً للتعامل والتعاون بين الشركات والمستثمرين والمؤسسات الإنمائية، مؤكداً أن انفتاح لبنان ليس شعارًا، بل توجه فعلي نحو شراكات جديدة، نحو الأسواق المحيطة، ونحو تعزيز مكانته في خريطة الأعمال الإقليمية والدولية. وقال: إننا لا نبني المستقبل عندما تهدأ العواصف، بل نصنع الهدوء عبر البناء، مشدداً على أن الدولة التي تُحاسب مسؤوليها وتحمي مواردها هي الدولة القادرة على حماية المستثمر والمواطن معًا.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، في عين التينة. واستقبل بري سفير الإمارات العربية المتحدة لدى لبنان فهد سالم سعيد الكعبي في زيارة بروتوكولية بعد تسلّمه مهامه الجديدة كسفير لبلاده لدى لبنان. وكانت الزيارة مناسبة لبحث تطورات الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي تصعيدٍ جديدٍ، شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارةً جوّيّةً من طائرةٍ حربيّةٍ مخصّصةٍ للاستهداف، استهدفت «مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيّين» في صيدا، بأربعة صواريخ موجّهةٍ. ووفق المعلومات الأوليّة سقط 21 شهيدًا و94 جريحًا.
وأشارت وسائل إعلامٍ إسرائيليّةٌ إلى أنّ الغارة كان هدفها «شخصيّةً فلسطينيّةً» داخل المخيّم. من جهتها، قالت القناة 12 الإسرائيليّة: «لا يوجد قياديون جرى اغتيالهم في الهجوم على المجمع في صيدا».
وصرّح وزير الحرب الإسرائيليّ يسرائيل كاتس أنّه «لم تعد هناك اعتبارات إنسانيّة لمخيمات اللاجئين الفلسطنيين في لبنان والحكومة اللبنانية مسؤولة عن وجود ما أسماه معسكرات إرهابية في مخيمات تصنف أنّها للاجئين.
أفادت مصادرُ في حركةِ «حماس» في تصريحاتٍ صحافيّة بأنّ إسرائيل «استهدفت ملعبًا مغلقًا لـ>الميني فوتبول> معروفًا لدى سكّان مخيّم عين الحلوة، ودائمًا ما يكون مكتظًّا في هذا الوقت»، مؤكِّدةً أنّ «المزاعم الإسرائيلية غير صحيحة». وأوضحتِ المصادرُ أنّه «لم يتم استهدافُ شخصيّةٍ بارزةٍ في حماس، بل إنّ من استُشهِدَ هم من أبناءِ المخيّم»، مشدِّدةً على أنّ «ما حصل مجزرةٌ إسرائيليّة، والعدوُّ يريد أن يُصعِّدَ بشكلٍ كبير».
وشنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارة جوية بصاروخين موجّهين استهدفت سيارة في بلدة بليدا الجنوبية، أدّت إلى استشهاد مواطن.
وكان قد أفيد في وقتٍ سابقٍ أنّ طائرةً مسيّرةً إسرائيليّةً ألقت قنبلةً صوتيّةً في وادي السّلّوقي عند أطراف بلدة حولا، من دون وقوع إصاباتٍ. وكان الطيران الحربيّ الإسرائيليّ نفّذ طلعاتٍ جوية على ارتفاعات منخفضة فوق عدد من المناطق الجنوبيّة، وصولاً إلى قرى البقاع الغربي.
وأعلنت قيادة الجيش «استشهاد عسكريّين وإصابة ثلاثةٍ بجروح، نتيجة اشتباكاتٍ مع مطلوبين أثناء تنفيذ الجيش سلسلة عمليّات دهم في منطقة الشراونة، بعلبك». وكان قد أفيد عن تعرض دوريّة تابعة للجيش لإطلاق نارٍ خلال عمليّة دهمٍ في منطقة تلّ أبيض، بعلبك، من المطلوب حسن علي عباس جعفر البالغ من العمر 17 عامًا، ما أسفر عن سقوط شهيدين من عناصر الدورية.
واستهدفت مسيّرات الجيش عددًا من المطلوبين في حيّ الشراونة في بعلبك، فيما فرض الجيش طوقًا أمنيًّا حول الحيّ في منطقة تلّ أبيض، مواصلًا عمليّات التفتيش والملاحقة بهدف توقيف المطلوب جعفر، الذي فرّ بعد تنفيذه الاعتداء على الدورية.
على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، عن إعادة افتتاح دائرة المصادقات التابعة للوزارة في الأشرفية، بعد توقف دام نحو ستة أشهر لتأهيلها.
ولفت في مؤتمر صحافي، إلى أنّه «أصبح هناك نظام رقمي في الدائرة»، موضحًا أنّ «العمل سيصبح سريعًا ونزيهًا»، مؤكدًا أنّ إعادة افتتاح الدائرة يمثّل نقلة نوعية في وزارة الخارجية. رجّي قال «وصلنا إلى حدود 100 ألف مواطن تسجل عبر المنصة الإلكترونية التابعة للمغتربين للاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة»، ووجّه نداء للمغتربين للتسجيل قبل انتهاء المهلة يوم 20 تشرين الثاني الحالي.
واعتبر رجي أن «قسم المصادقات في الوزارة هو الإدارة التي تتعاطى بشكل مباشر مع المواطن ولذلك كان من المهم العمل عليها وتطويرها بعدما كان الوضع فيها مأسوياً». وقال: «كانت إمكاناتنا شبه معدومة، ولكن بفضل المساعدات تمكنّا من تحسين الوضع في قسم المصادقات. والمعاملات اليوم باتت أسرع لأننا أنشأنا نظاماً رقمياً».
وقال النائب فريد الخازن من بكركي «لا بد من تسوية ستحصل في موضوع الانتخابات، فالقانون الانتخابي يأتي نتيجة تسوية كما حصل في انتخابات رئاسة الجمهورية. والسؤال هل نضجت التسوية بعد؟ يُعمل على تسوية، نعم. هناك انتخابات؟ نعم. هل أنا مع انتخاب المغتربين للنواب الـ128؟ نعم، لأن هذا حق للاغتراب. ولكن كيف ستنتهي الأمور؟ إن غدًا لناظره قريب».

المصدر: صحف