شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد سلسلة غارات جوية ومدفعية عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين بينهم أطفال ونساء وصحفيون، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري.
وقالت مصادر طبية إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 14 مواطنًا، توزعت جثامينهم على مستشفيات القطاع، بواقع اثنين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، واثنين في مستشفى العودة، وسبعة في مستشفى الأقصى بوسط القطاع، وثلاثة في مستشفى ناصر بخان يونس.
وأكدت المصادر استشهاد ثلاثة مواطنين، بينهم طفلان وسيدة، في قصف نفذته طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفت خيمة للنازحين قرب مدينة أصداء شمالي خان يونس، فيما أُصيبت المواطنة نسمة أسعد الغلبان (35 عامًا) إلى جانب عشرة مدنيين آخرين معظمهم أطفال بجراح، إثر استهداف خيام النازحين أمام بوابة أصداء في مواصي خان يونس.
كما قصفت دبابات الاحتلال بعدة قذائف المنطقة الشرقية من خان يونس، بينما استهدفت طائرات الاحتلال محيط مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع، ما أدى إلى استشهاد اثنين من المواطنين نُقلا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وفي الزوايدة وسط القطاع، نفذت طائرة مسيرة إسرائيلية غارة على تجمع من المواطنين قرب “كافيه تويكس”، ما أدى إلى استشهاد ستة مواطنين وإصابة آخرين، نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث أُعلن عن استشهادهم لاحقًا.
وأفادت المصادر بأن الشهداء هم: يحيى المبحوح، ومسلم بدر، وزكريا أبو حبل، وحسين الصوالحة، ومحمد أبو رفيع، وعائد سلمان.
وفي وقت لاحق، استشهد صحفيان من شركة PMP الإعلامية في قصف استهدف شاليهًا في بلدة الزوايدة، كانا يقيمان فيه أثناء تغطيتهما للأحداث الميدانية.
كما شنت طائرات الاحتلال غارة شرق حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، تزامنًا مع قصف مدفعي عنيف استهدف عدة مناطق حدودية شرقي القطاع.
وجاء التصعيد الإسرائيلي بعد ساعات من تصريحات أطلقها وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس، توعد فيها حركة حماس قائلاً: “ستتعلم حماس اليوم بالطريقة الصعبة أن الجيش عازم على حماية جنوده ومنع أي أذى لهم، وقد صدرت تعليمات بالتحرك بقوة ضد أهداف حماس في غزة.”
وأضاف كاتس في منشور على منصة “إكس”: “حماس ستدفع ثمناً باهظاً لكل إطلاق نار وخرق لوقف إطلاق النار، وإذا لم تُفهم الرسالة فستزداد حدة ردود الفعل.”
من جانبها، زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن مقاتلين من المقاومة هاجموا آلية للجيش الإسرائيلي شرق رفح، وأطلقوا وابلاً من القذائف باتجاه قوات الاحتلال، ما أدى – وفق مزاعمها – إلى مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين.
إلا أن مصادر في المقاومة الفلسطينية نفت تلك المزاعم، موضحة أن الانفجار الذي وقع شرق رفح نجم عن لغم أرضي قديم زرع خلال الحرب الأخيرة، وانفجر تحت آلية إسرائيلية، مشيرة إلى أن الاحتلال “حرّف الحادثة لتبرير خرقه للهدنة وتحميل المقاومة المسؤولية.”
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وثقت الجهات الفلسطينية 47 خرقًا إسرائيليًا، أسفرت عن استشهاد 38 مواطنًا وإصابة 143 آخرين، في انتهاكٍ واضح لاتفاق الهدنة ولأحكام القانون الدولي الإنساني.
المصدر: موقع المنار