في اليوم السابع من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يواصل كيان الاحتلال عرقلة تنفيذ التزاماته، وذلك عبر ربط فتح معبر رفح واستمرار إدخال المساعدات الإنسانية باستعادة جميع جثث جنوده.
وفي السياق، نقلت إذاعة العدو عن مصدر رسمي أن “تل أبيب” لن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق قبل استعادة كامل الجثث، متهمة حماس بالتباطؤ، رغم إعلان كتائب القسام أنها سلمت جميع من يمكن الوصول إليهم، وأن ما تبقى تحت الأنقاض ويحتاج إلى معدات ثقيلة للوصول إليه.
هذا واستشهد اليوم الخميس 3 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال في خان يونس جنوبي غزة وفي البريج وسط القطاع، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد فلسطينيين اثنين، أحدهما جراء استهدافه بقنبلة ألقتها مسيّرة إسرائيلية من نوع كواد كابتر، صباح اليوم بمنطقة بني سهيلا في خان يونس.
أما الشهيد الثاني فقد ارتقى متأثرا بجراح أصيب بها قبل يومين بطلقين ناريين قرب كلية العلوم والتكنولوجيا في المدينة. كما أفاد مصدر طبي باستشهاد فلسطيني بنيران جيش الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.
واستقبل مجمع ناصر إصابتين خطرتين جراء استهداف بطائرة مسيّرة إسرائيلية في بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس.
كما أعلنت وزارة الصحة في القطاع اليوم أن مستشفيات غزة “استقبلت 29 شهيداً و10 مصابين خلال الساعات الـ24 الماضية”.
وعن التطورات في القطاع، معنا مدير مكتب المنار عماد عيد
يأتي ذلك في وقت قال فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء أمس الأربعاء إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تبحث بالتأكيد عن جثث الأسرى الصهاينة المتبقين في قطاع غزة وإن بعضها تحت الأنقاض، وإن الأمر “سيسير بشكل جيد”.
تصريحات ترامب تزامنت مع تهديدات للعدو “باستئناف القتال في غزة إذا لم تلتزم حماس بكامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما إعادة بقية جثامين الأسرى”، حسب مزاعم الاحتلال.
وأكد ترامب أن حماس تحفر بالفعل بحثا عن جثث الأسرى، وأن بعض الجثث مدفونة منذ وقت طويل وبعضها تحت الأنقاض وفي أنفاق عميقة.
وجاءت هذه التصريحات من الرئيس ترامب بعد أن قال، في تصريحات سابقة نقلتها شبكة “سي إن إن”، إن قوات العدو “قد تستأنف القتال في غزة بمجرد كلمة يقولها، إذا لم تلتزم حماس باتفاق وقف إطلاق النار”.
وأضاف أنه سيفكر فيما سيحدث إذا رفضت حماس التخلي عن سلاحهاً، حسب تعبيره، مؤكداً أن تحرير الأسرى من غزة “كان أمراً بالغ الأهمية”.
من ناحية أخرى، قال مستشار أميركي رفيع إنه “تم تحقيق نجاح كبير في المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس ترامب”، وإنه يجري الانتقال الآن إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضاف أنه “لا يزال التركيز على الأمد القصير منصبا على تهدئة الصراع لضمان عدم القيام باستفزازات غير ضرورية”، وإن واشنطن “تعتزم مواصلة العمل مع الطرفين وحثهما على ضبط النفس وتهيئة الظروف المناسبة لنزع السلاح من غزة”، حسب قوله، إذ إن المقاومة أكدت أن موضوع السلاح هو نقاش داخلي وطني بحت.
وأكد المسؤول الأميركي أنه “لا مؤشر على أي انتهاك للاتفاق وأن قوة الاستقرار الدولية المعنية بغزة بدأت في التشكل”، مشيرا إلى أن العديد من الدول أبدت استعدادها للمشاركة في هذه القوة.
تضارب بشأن موعد فتح معبر رفح وانتقادات أممية للعدو
هذا وتضاربت الأنباء بشأن إعادة فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، إذ قالت مصادر العدو إن الاستعدادات جارية لفتح المعبر، دون تحديد موعد لذلك، وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو ربطت فتح المعبر باستقبال مزيد من جثامين الأسرى الصهاينة في غزة.
وكانت “رويترز” قد نقلت عن مصدرين أن من المتوقع معاودة فتح معبر رفح اليوم الخميس، مع عودة بعثة مراقبة تابعة للاتحاد الأوروبي للمعبر. ولم يحدد المصدران القيود التي ربما تُطبق على الراغبين في السفر.
وطالب المدير العام لمكتب الإعلام الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة سلطات الاحتلال بفتح المعابر وإدخال المساعدات فورا، مناشدا الإدارة الأميركية الضغط لفتح المعابر.
وأكد أن الأولوية في السفر عند فتح معبر رفح ستكون للمرضى والجرحى، مشيرا إلى أن السلطات في غزة لم تلمس أي تقدم في دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
في الأثناء، انتقد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الكيان، وقال إن حجب المساعدات عن المدنيين لا يمكن أن يكون ورقة مساومة.
وجاء ذلك بعد أن حث توم فليتشر مسؤول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) على فتح كل المعابر “فورا” لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
ويتوجه فليتشر اليوم الخميس إلى معبر رفح من الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة المقفل منذ أشهر عدة جراء الحصار المفروض من العدو.
والاثنين الماضي، وقع قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا في شرم الشيخ وثيقة الضمانات لاتفاق غزة الذي توسط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس و”إسرائيل”، مع التأكيد على الالتزام “بمستقبل يسوده السلام الدائم”.
ورأى فليتشر أن “اختبار هذا الاتفاق ليس من خلال الصور والمؤتمرات الصحافية والمقابلات… الاختبار هو أن نُطعم أطفالنا، وأن نوفر التخدير في المستشفيات للأشخاص الذين يتلقون العلاج، وأن ننصب خيما فوق رؤوس الناس”.
وقال “نريد أن تكون جميع المعابر مفتوحة، وأن يكون الوصول إليها متاحا بشكل كامل. يجب أن نتمكن من إيصال المساعدات على نطاق واسع”.
كذلك، نقلت شبكة سي إن إن عن برنامج الأغذية العالمي أنه لم يُسمح إلا لأقل من ثلث شاحنات المساعدات المتفق عليها بدخول غزة.
وأوضح البرنامج أن العدو سبق أن تعهد بالسماح بدخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يومياً لكن ذلك لم ينفذ، إذ سُجل دخول أقل من 200 شاحنة يومياً إلى القطاع خلال الأيام الأربعة الماضية.
المصدر: مواقع إخبارية+موقع المنار